الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


دون أن نقصد ، نحن خونة

أسعد البصري

2011 / 10 / 5
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


الدعم الذي يأتيني من بعض الكتاب العراقيين
رسائل كلها حرص و مودة ، ما أجمل هذا
عندما نفتح طريقاً واسعاً سنكتشف كيف أننا بحاجة إلى الجميع
الثقافة الوطنية وحدها تتسع لنا جميعاً وتبث الحب والإبداع
أما الخيانة والعمالة والإنحطاط فلا تأتي إلا بالجهلة
و بالشاذين أخلاقياً ، لم أقرأ ذلك في كتاب بل أراه بعيني
عندما يكون همك الوحيد هو نفسك
عندما لا تمثل أحداً في أدبك سوى نفسك
من الطبيعي أن يكون شعرك غير مفهوم بالنسبة لنا
لأنك تكتبه لنفسك ، لا توجد فيه أية مشاركة أو قيم أو تضحية أو نبل
هذا من حقك عزيزي ، لكن الخطأ يبدأ حين تطبع هذا الغموض
وتبحث عن منافقين يكتبون عنك و يمنحونك جوائز أدبية
هذا تشويه لثقافة شعبك و استخفاف بعقولهم
لقد أضعنا أهم شيء ، سرّ الإبداع ما هو ؟
ما الذي يُميّز بدر شاكر السياب و غائب طعمة فرمان ؟
لماذا لم أستطع كتابة قصيدة ك النهر والموت
أو رواية ك النخلة والجيران ؟
ما الذي ينقصني ؟ لستُ مريضاً ك السيّاب
ولستُ مدمناً ك غائب طعمة فرمان ما المشكلة ؟
المشكلة محبة الناس والوطن ، بدون حب كبير و تضحية
لا يمكن أن تصل إلى قلب لغتك و قلب شعبك
علينا أن نتعلّم هذه الأسرار الروحية قبل الخوض في الكتب المترجمة
والثرثرة التي لا نهاية لها
جيلنا مثال غير مشجع لأجيال تنظر إلينا و تتوقع منا
الحقيقة المرّة هو أننا بدون قصد خونة للعراق
وإلا ما معنى أن يُسرق الوطن و تتشرد الأرامل و يُذبح الأبرياء
أهلنا و أولادنا و حبيباتنا و شعبنا
ونحن نؤلف كتاباً عن البنيوية الحديثة ، أو عن الإمام الهادي
أو عن تأثير آرثر رامبو في السريالية ، أو عن تاريخ السلاجقة
أو نكتب قصائد عن شهوات و هواجس سخيفة
الثقافة الوطنية تبدأ بالحب والحق والشجاعة والتضحية
وأخيراً تنتهي بشيء رائع هو محبة الناس والإبداع
نحن جميعاً نسينا أنه بدون هذا مصير ما نكتبه القمامة
عاجلاً أم آجلاً
المثقف المبدع هو الذي يخفف آلام الناس بمنحها معنى
معنى إبداعي يُشعرهم أنه فعلاً يُحسّ بشعبه و يحترمه
ويغضب لأجلهم ويُعرض نفسه لكل الإهانات والفضائح لأجلهم
ليس هذا فقط ، بل يدلّهم على الأمل و يكتب دائماً لكي
لا يشعر الناس أنهم وحيدون ، هذا هو المبدع ، لو ظهر
فإن النفاق سينحسر لأنه سيزرع الرعب في قلوب المنافقين
على المثقفين الذين فهموا فلسفة التاريخ أكثر مني
أن يعترفوا بأن التاريخ لا يتحرك من تلقاء نفسه
يجب أن يكون هناك وعي و جدل وصراع أليس كذلك ؟
في النهاية مكاشفتي للقاريء العراقي أمر لا يُمكن تلافيه
عزيزي القاريء نحن مجموعة مثقفين نبحث عن معادلة مستحيلة
وهي أن تحبنا و تقرأنا و تعجب بنا دون أن نحبك و نحترمك و ندافع عنك
وبما أن آرثر رامبو شاعر عظيم ، و ميشيل فوكو فيلسوف عظيم
وكلاهما منحرف و شاذ جنسياً
إذاً يُمكن لنا أن نكون مبدعين بلا مباديء أو مواقف و طنية
نحن هكذا نفكر أيها القاريء العراقي العظيم ، هذه حقيقتنا . فما رأيك ؟

[email protected]








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - ياسعد البصري
محمد الرديني ( 2011 / 10 / 6 - 09:59 )
لقد اهجت ذكريات مضت وكاد النسيان ان يلفها
في يوم صيفي حدثت في بغداد كنت شاهدها الاول لكاتب كبيرا مازال حيا يرزق تغوط بمنتصف الشارع الذي يربط بين شاؤعي الرشيد وابو نؤاس هربنا منه وعرفنا في اليوم التالي انه كان يقلد رامبو
اما الشاعر الثاني فقد كان يحلو له ان ينام فوق المزابل واكوام القمامة لان رامبو فعل ذلك في حياته
اما كيف فسّروا حياة وسلوك سارتر فذلك امر يطول شرحه وخذ نفس القياس على الاخرين
شكرا لك

اخر الافلام

.. عاجل | المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي: هذا ما سنفعله خلال الس


.. عاجل | الجيش الإسرائيلي يحذر: مطار بيروت سيكون هدفا في هذه ا




.. الجيش الإسرائيلي يدعو إلى إخلاء أحياء في ضاحية بيروت الجنوبي


.. إعلام إسرائيلي: الهجوم الأخير على الضاحية الجنوبية لبيروت سي




.. النرويج.. مظاهرات تضامنية مع لبنان في أوسلو ضد العمليات الإس