الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الثورة المضادة تتلفح بالوجه القبلى؟

حسن مدبولى

2011 / 10 / 7
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


لا احب الحديث الطائفى او المناطقى او المذهبى او العشائرى ,وقد كنت قبل نجاح الثورة المصرية فى الخامس والعشرين من يناير ,اتحدث بنبرة فيها رائحة طائفية لحد ما ,نظرا لما كنت اراه من افتئات ضد جانب واحد ,وضد محاولات وصم الشعب المصرى كله بالوهابية والتطرف الخخ ,بدون وجود دفاع مقنع سواء من قبل ما تسمى بالنخبة المصرية ,او حتى من قبل الاعلام الرسمى ,بمعنى آخر كانت هناك افتراءات ضد الاسلام والمسلمين فى مصر ,تغذيها رؤى خارجية ,بينما كانت الحقيقة الجلية هى ان الاسلام السياسى وغير السياسى ,يتعرض لحملة اقصائية مسعورة ,دون جملة دفاع واحدة,الآن لن اتحدث فى الشأن الطائفى ,فهناك قوى اسلامية سياسية وغير سياسية,تستطيع الدفاع عما تراه صحيحا ,,الدفاع عن الاسلام لم يصبح امرا يتطلب الشجاعة ,فالاسلاميين خارج السجون والمعتقلات,,بل وداخل الاطار السياسى الرسمى,كما ناديت انا منذ المقال الاول ,وباقى ظهور الحزب الشيوعى المصرى للنور ,لكى تكتمل الامانى الديموقراطية المنشودة تلك الامانى التى يتم قصفها بصواريخ جراد التى تمتلكها بؤر التخلف والانتهازية التى تتركز فى الكثير من المناطق المصرية وترتدى اردية متنوعة اما فئوية او طائفية او عرقية , واخيرا وليس آخرا ,ما نراه من رداء جديد غير معتاد فى مصر وهو رداء القبلية الآتية من الوجه القبلى ,او ما يعرف فى مصر بالصعيد ,
وهو امر غير ظاهر للعيان ,ولا تلقى الاضواء عليه ,رغم خطورة ما يتم طرحه حاليا من خلاله بزعم المشاركة السياسية وادعاء الثورية الصعيدية ,بالرغم من عدم المشاركة الفعالة لابناء الوجه القبلى فى فعاليات الثورة المصرية؟؟ بل والملاحظ ان الوجه القبلى رغم الفقر والبؤس وانعدام الخدمات والتنمية الصناعية, شارك اما مباشرة ,او بالسلبية فى دعم ومحاولة الابقاء على النظام المخلوع ؟ اين الجدعنة الصعيدية واين القوة والعنفوان فى مواجهة الطغيان ,اى طغيان قبل الثورة ؟ ولماذا انتفاخ الاوداج الآن وعلام ؟ ومن أى منطلق ؟

لو عدنا الى الوراء قليلا ,سنجد انه فى الوقت الذى خرجت فيه كافة حوارى وشوارع القاهرة والجيزة والاسكندرية والسويس والاسماعيلية والبحيرة والغربية وبور سعيد بل والمنوفية -بلد القبيلة التى كانت حاكمة-والشرقية ,وغيرها من مدن ومحافظات الوجه البحرى والقنال,,خرجت بالملايين تواجه بصدور عارية ظلم وطغيان النظام المخلوع ,كانت المظاهرات الثورية فى الوجه القبلى تتركز فى محافظة واحدة هى اسيوط وكانت تقدر بالعشرات ,وسرعان ما يتم محاصرتها واعتقال المشاركين فيها ,بينما ترعرعت مظاهرات التأييد بالالاف لدعم النظام المخلوع بكافة ارجاء الوجه القبلى , الامر الذى ارغم القلة القليلة المناضلة الى السفر الى القاهرة للاعتصام بميدان التحرير,بعيدا عن الاجواء القبلية الغير متناغمة مع الثورة الشعبية , ولم نرى لا اسوان ولا الاقصر ولا قنا ولا سوهاج ولا المنيا ولا بنى سويف ولا غيرها تشارك فى فعاليات الثورة حتى يوم الحادى عشر من فبراير,صحيح وقعت بعض اعمال العنف التى خلفت شهداء فى الوادى الجديد وفى بنى سويف تحديدا لكنها كانت فى اليوم الاخير وفى احداث مفاجئة تتعلق باحتكاكات مع الامن ,ولم تكن تتناغم مع ما تم من هدوء وسلمية بعد تولى المجلس الاعلى للقوات المسلحة لزمام الامور؟

لماذا نثير هذا الشجن الآن ؟ بكل وضوح وصراحة ,لان المطالب المضادة للثورة حاليا تأتى مدعومة ومتلفحة باجواء الوجه القبلى الحارة,لن اتحدث عما جرى فى محافظة قنا عندما تم تعيين محافظ مسيحى من خروج الى الطرقات وقطع للطرق والسكك الحديدية ,ولن نتحدث عن حرارة ووهج الدفاع الطائفى والاعتصامات الاحتجاجية الدينية التى انعقدت امام ماسبيرو وكان معظم المشاركين فيها من الوجه القبلى ,كما لن نتحدث ايضا عن السر فى اختلاق مشكلة طائفية جديدة تدور حول بناء وعدم بناء كنيسة فى اسوان ,او اعتصام ابناء النوبة وتحركات حسن ادول من اجل العودة الى ارض الاجداد ,,وهى مطالب واحداث لا اعترض عليها ولا على منطقيتها فقط اعترض واتوقف امام السر فى توقيت طرحها فى هذه الفترة الحساسة شديدة الخطورة ,وهى تتوازى مع اضرابات واعتصامات لفئات لم نكن نسمع لها حس ولا خبر اثناء النضال ضد النظام البائد ,مثل المعلمين او المدرسين الذين كانوا جزءا لا يتجزأ من الحملة المسعورة التى افقرت الشعب المصرى عبر وحشية الدروس الخصوصية الالزامية على الاسرة المصرية ؟ تلك الدروس التى كانت تقدر بمليارات الجنيهات سنويا ولم نرى مدرس واحدا يهدد بالاعتصام او الاضراب وقتها ,بينما الان يتحركون وكأن جهة ما تدفعهم لزيادة الفوضى لكى تعم الفوضى ,وتنتهى الثورة ,ووقتها سيخرس الجميع ؟

الآن وصلت الجرأة بمن يسمون بقبائل بعض المناطق والمحافظات فى الوجه القبلى لان يتحدثون بكل ثقة عن انهم يهددون بالملايين -تماما كما هدد القذافى-اذا ما تم تمرير قانون الغدر الذى ينحى كل من افسد الحياة السياسية قبل الثورة العظيمة ,,ويتحججون بانه -أى قانون الغدر- يقصى ابنائهم ورموزهم ,-اى رموز الفساد السياسى-الذين شاركوا فى عضوية الحزب الوطنى المنحل المخلوع ,بحجة انه كان غصب عنهم لكى يشاركوا فى الحياة السياسية ,وكأنما تلك القبائل التى تهدد بالملايين ,عدمت خلق واظهار وايجاد شرفاء من بينها لكى تستطيع ان تتكيف مع المرحلة الجديدة , يعنى ما ان خلصنا من المشاكل الطائفية المتعددة ,والافتراءات العرقية ,والاضطرابات الفئوية التى انتشرت ايضا فى كافة ربوع الوجه القبلى ,حتى خرجت لنا ببجاحة تلك الدعوات التهديدية الصريحة ,اما مشاركة الفاسدين الانتهازيين الخونة الذين من الواضح انهم خلفوا قوة داعمة لا يستهان بها وسط اجواء التعصب والجهل وانعدام الرؤية ,او ضرب الكرسى فى الكلوب كما نقول فى مصر ؟ وهو امر لم يجرؤعلى قوله ولا اجدعها قيادة حزب وطنية من المحافظات الاخرى بما فيها القاهرة مركز القرار السياسى والنفوذ المالى والاقتصادى ؟

اذن ما العمل ؟هل يتم محاصرة الوجه القبلى كما تحاصر سرت وبنى وليد ,انا لا اعلم بالضبط ما العمل فهذه ليست قصتى ولا شغلى ,انا فقط اردت توجيه الانظار الى ذلك الخطر الذى لم يصبح كامنا ,وما على القوى الثورية او الاحزاب الا ان تفعل ما تراه مناسبا ,اعلاميا وتوعويا ,وحركيا بل والاعداد لمليونيات بالوجه القبلى نفسه لمواجهة الردة القبلية المتخلفة ,وعدم الاكتفاء بميدان التحرير ,ومسجدا القائد ابراهيم بالاسكندرية ,وترك الوجه القبلى الذى تغير جوانب شخصية مواطنيه الى الاسوأ بفعل التجريف والانتهازية وتسلط التخلف والقهر ,وسيطرة رأس المال الفاسد ؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - يجب إنقاذ أهالى الصعيد من العائلات المسيطرة
Amir_Baky ( 2011 / 10 / 8 - 09:21 )
الحزب الوطنى و ضع يده فى يد العائلات المسيطرة فى الصعيد ورغم هذا فكل مدرس أو ضابط شرطة أو محافظ أو أى موظف حكومى يخالف التعاليم يكون عقابه نفيه للصعيد. وكأن الصعيد أصبح منفى وعقاب للجميع. فعندما يهمش الصعيد إقتصاديا و تعليميا و ينفى له المخطئين بمباركة كبار العائلات المسيطرة بالصعيد فأكيد معظم أهالى الصعيد يحتاجون الخلاص من هذه المافيا المتمثلة بجبروت هذة العائلات. ولا استبعد تلاحم الضباط الفاشلين والمحافظين الفاشلين اللذين لم تغيرهم الحكومة الحالية مع كبار هذه العائلات لتوتر الوضع الطائفى بالصعيد. الحل الجذرى فى نظرى تعيين أكفأ المحافظين و أكفأ الضباط اللذين يطبقون القانون على الكبير و الصغير هناك وفورا ودون تكرار الإسطوانة المشروخة بأن الصعيد له وضع خاص. هذا هو الحل لإنقاذ ثورة مصر.


2 - من الطائفية إلى الطبفية ....
محمد بودواهي ( 2011 / 10 / 8 - 12:40 )
لقد انتقل الكاتب من النبرة الطائفية إلى النبرة الطبقية .وعلى المستويين معا يفضل مناصرة الجهات الظالمة على الجهات المظلومة ....فقبل الثورة كان ( وربما لا زال ) يعمل جاهدا على تلميع صورة البشعة لمتطرفي الإسلام السياسي الدين كانوا يجاهدون قتلا في الأقباط ( الكفرة ) ...؟؟؟ والآن بعد الثورة ها هو يبدأ جهاده الثاني _ الطبفي هده المرة _ على فقراء الصعيد ومنكوبيه المعدمين وعلى هيئة التدريس المناضلة الشريفة المفقرة والمهمشة بدون وجه حق ....؟؟؟ فعوض أن تثور ثائرة الكاتب ويقوم للمطالبة بإنصاف هاتان الفئتان المهمشتان سابقا وحاليا _ فئات الفلاحين والعمال وفئة المدرسين ) نراه يحمل معاول الهدم في وجوههم وهو الأمر الدي لا نلومه عليه مادام ينتمي إلى الطبقة البرجوازية المتنفدة ... غير أن شرفاء مصر سوف لن يرضون لثورتهم أن تعطي بظهرها لأي من أبناء الوطن وفئات الشعب .... ....

اخر الافلام

.. المقاومة الإسلامية في العراق تعلن استهدافها هدفا حيويا بإيلا


.. تونس.. ا?لغاء الاحتفالات السنوية في كنيس الغريبة اليهودي بجز




.. اليهود الا?يرانيون في ا?سراي?يل.. بين الحنين والغضب


.. مزارع يتسلق سور المسجد ليتمايل مع المديح في احتفال مولد شبل




.. بين الحنين والغضب...اليهود الإيرانيون في إسرائيل يشعرون بالت