الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سوريا إلى أين؟.

زهير قوطرش

2011 / 10 / 7
مواضيع وابحاث سياسية


سبعة أشهر مضت على عمر الانتفاضة السلمية في سورية .الانتفاضة التي بدأت بتحرك الشباب السلمي المطالب بالعدالة والحرية .هؤلاء الشباب الذين يعلمون علم اليقين بما لا يريدونه ,أكثر من معرفتهم بما يريدونه بالضبط
فهم قاموا ضد الظلم الذي وقع عليهم ,قاموا ضد الفساد الذي تغول في قوت يومهم ,قاموا انتقاماً لكرامتهم ومصادرة حريتهم في التعبير .لكنهم مازالوا غير متفقين مطلقاً على البديل في حال سقوط النظام وكأن الأمر لا يعنيهم من قريب أو بعيد.
لهذا حاولت قوى المعارضة في الداخل والخارج بأحزابها السياسية التقليدية التي فوجئت بالانتفاضة وكسر حاجز الخوف ,العمل بسرعة على لم صفوفها بالتعاون مع بعض الشخصيات الوطنية في الداخل والخارج والتي دفعت الثمن خلال مسيرتها النضالية سنوات من الاعتقال والتعذيب أو النفي والتشريد .وحاولت هذه المعارضة التقليدية الإجابة على السؤال الذي لم تطرحه قيادات الشباب حول طبيعة النظام السياسي الذي يجب أن يحل محل الحكم القائم.
المعارضة السورية هي أطياف متنوعة من الأحزاب والشخصيات العلمانية ,والأحزاب والشخصيات الإسلامية ,يسارية ويمينية ...ومستقلة .جمعها هدف إسقاط النظام ,واختلفت في الأسلوب الأمثل لإسقاطه .البعض يريد الحوار والإصلاح,والبعض الأخر يريد إسقاط النظام بكل رموزه الأمنية والفاسدة مع الحفاظ على وجود الرئيس كضمانة لعدم تدهور البلاد إلى مالا يحمد عقباه كحدوث فراغ سياسي وأمني ,والبعض الأخر رفع سقف شعاراته إلى شعار إسقاط النظام بكل مكوناته المؤسسية ومن ثم إعدام الرئيس.
النظام ,كما تعودنا عليه وكما عرفناه على مدى أربعة عقود ,هو نظام أمني بامتياز ,انتشر الفساد في كل مفاصله (باعتراف النظام نفسه),وأصبح غير قادر على إصلاح وضعه ,لوجود المستفيدين من قيادات حزب البعث التي ترهلت (كما قال الرئيس بشار) وتعاونت مع المافيا الأمنية والبرجوازية الطفيلية على سرقة كل ما يمكن سرقته من ثروة الوطن التي هي حق لكل مواطن وخاصة الشباب الذي فقد الأمل بالمستقبل لقلة فرص العمل ,أو ضعف الدخول ,التي لا يمكن معها حتى تأسيس عائلة تعيش على الحد الأدنى.
هذا النظام الأمني ,فوجئ بالحراك السلمي ,وطار صواب قياداته الأمنية التي هالها كسر حاجز الخوف,الخوف الذي طبّعت عليه رعيتها ليصبحوا بنظرها قطيع غنم لا أكثر ولا أقل ..., قاوموا الانتفاضة السلمية ,ليس خوفاً على الممانعة والصمود بل خوفاً على فقدان الامتيازات التي وفرها لهم موقعهم الوظيفي.وبدل التجاوب مع مطالب الحراك ,قوبلت الانتفاضة بالقتل والاعتقال والتهديد لعائلات الشباب الذين استحبوا الموت على العيش تحت ذل النظام الأمني.
أدرك رأس النظام خطورة الوضع بعد استهانته بالربيع العربي ,وبعد ما وصَف الشباب بالجراثيم ,وأسرع إلى إطلاق حزمة من الإصلاحات ,التي كان من المفروض تقديمها منذ استلامه السلطة ...لكن هذه الحزمة ترافق إصدارها مع شلال الدم ,دم الشهداء من أبطال الانتفاضة ,ودم الذين نفذوا الأوامر إرضاء للنظام ولقادتهم الذين لا يعرفون إلا لغة القتل.
أعداء النظام هم كثر ,منهم من ينتمي إلى رأس النظام من الأقربين ,أو ممن كانوا معاً على نفس المركب ,أو من قبل حركات متطرفة إسلامية ....هؤلاء استغلوا الحدث ,بالتعاون مع قوى إقليمية وعالمية ,وجندوا عصابات غايتها إحداث حالة من الفوضى ,لحرف سلمية الانتفاضة ,ولإعطاء الذرائع للأمن في الإمعان بالقتل ونشر الفوضى التي سترهق النظام وبالتالي تمهد الجو للتدخل الخارجي..وإزاحة النظام ليكونوا البديل تحت شعارات الحرية والديمقراطية والتعددية .
النظام منذ بداية الحراك السلمي ...صرح عدة مرات أنها (خلصت) ...وفي الحقيقة زادت ,بل تطور الأمر إلى حمل السلاح في بعض المناطق .وأختلط الحابل بالنابل حتى على القوى السياسية وصار الجميع يرددون من يقتل من؟؟؟؟؟؟
المعارضة صرحت منذ البداية أن سقوط النظام هو مسألة وقت فقط .لكن النظام استفاد من أوراق سياسية استطاع أن يلعبها ليثبت أقدامه محاولاً إنهاء الوضع المتأزم ,واعداً الشعب أن طريق الإصلاح لا عودة فيه.
الصورة الآن ضبابية ,وقد تطول المواجهات ,وقد يتهيأ الوضع لتدخلات أجنبية ,بغض النظر عن الهدف ...إسقاط النظام أم حماية المدنيين. في كلا الحالتين ستكون النتائج وخيمة .
النظام يريد الحوار ,كما أعلن بعض رموزه ...لكنه يشترط وقف المظاهرات والعنف....المعارضة في الداخل تريد الحوار ..لكن بعد سحب الجيش والأمن والسماح بالمظاهرات الحرة . كل طرف متمسك بشروطه ....وكأن قضية الوطن وأرواح الشباب أصبحت رخيصة لهذه الدرجة ,بحيث لا يمكن للطرفين تجاوز هذه العقبة والجلوس إلى طاولة الحوار ,حتى مع استمرار الفعل وردة الفعل.
وحدة الوطن ,ووحدة مكوناته ,فوق كل المصالح السياسية والمادية والفئوية والطائفية.....
لهذا أتساءل أين هم الحكماء في سوريا أو في الوطن العربي الذين يمثلون شخصيات وطنية من كل الأطياف السياسية والدينية وحتى القومية والمذهبية ..أما آن الأوان للجلوس مع الأطراف المتنازعة لا يجاد صيغة وجدول زمني لإيقاف العنف والقتل المتبادل في الدرجة الأولى ,ومن ثم الاتفاق على الخطوات السياسية التي تكفل مناقشة حزمة الإصلاحات ,وتعديل ما فيها بما يتلائم مع الهدف الأساس في الوصول إلى دولة الحرية والعدالة وتناوب السلطة بشكل ديمقراطي.
وصدق من قال (لا يحك جسمك إلا ظفرك)








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. انفجارات أصفهان.. قلق وغموض وتساؤلات | المسائية


.. تركيا تحذر من خطر نشوب -نزاع دائم- وأردوغان يرفض تحميل المسؤ




.. ctإسرائيل لطهران .. لدينا القدرة على ضرب العمق الإيراني |#غر


.. المفاوضات بين حماس وإسرائيل بشأن تبادل المحتجزين أمام طريق م




.. خيبة أمل فلسطينية من الفيتو الأميركي على مشروع عضويتها | #مر