الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


في الثقافة العراقية

حسن الشرع

2011 / 10 / 15
الادب والفن


سألني أي الفرق تشجع ؟قلت الفريق العراقي،قال ليس هذا ما اعنيه ،اعني ما هو النادي الذي تشجعه ؟قلت ليس لدي فكرة عن النوادي الرياضية وكيف تلعب وممن تمول لكني اعرف أن نوادي الطلبة والشرطة والقوة الجوية والميناء والنجف ثم أضيف إليها مؤخرا نوادي اربيل ودهوك وزاخو هي من نوادي النخب الكروية العراقية.ومرة أخرى ضاق ضرعا بإجابتي فقال مازلت لم تعرف قصدي قلت لا بد انك تسال عن الكرة العالمية قال نعم هذا بالضبط ما اقصده قلت :استمتع باللعب الجميل والمثير واللمحات والحركات الممتعة فردية كانت أم جمعية .لم يكن راضيا بإجابتي حين قال اسمع هذه الطرفة :لي صديق عزيز (والكلام لصاحبي) تصور إن صديقا لي من أهل المدينة (يقصد مدينة الصدر،الثورة أو صدام سابقا )يشجع ريال مدريد ،قلت ولماذا قال:دعك من لماذا هذه أليس حريا به أن يشجع فريق برشلونة الكاتالوني..قلت مازلت لا افهم قال الم يكن واجبا على أهل المدينة أن يشجعوا فريق برشلونة لا سيما إنهم من مشجعي فريق القوة الجوية؟!لقد تركني الرجل في حيرة من أمري.اعترف أنني فشلت في فهم المنطق الذي يمسك بجمله وعباراته ؟لم يكن غبيا فأقول انه هزمني، فقد تمرنت وتعلمت منذ كنت صغيرا مقارع الأذكياء الحجة بأختها والدليل بقرينة والحال بنظيره، ولم أكن احسب أنني سأقع فريسة حجج الأغبياء ومنطقهم الذي لم أتعوده يوما..فلطالما هزمني الأغبياء من دون عناء وغالبا ما اترك الحلبة لهم قبل بدء أي نزال بمجرد أن اكتشف إن خصمي غبيا،...نعم فمشجع برشلونة هذا لم يكن غبيا لكني أدركت في نهاية المطاف إن لهذا الجيل منطقا غير منطقنا وهما غير همنا فهم لم يسمعوا للقبانجي أو محمد عبد الوهاب ولم يشاهدوا صاحب خزعل وهشام عطا عجاج ولم يستأنسوا بسليم البصري وراسم الجميلي وعبد الجبار عباس وخليل الرفاعي في جوزي تجوز عليه!كما إنهم لم يقرؤوا لطه حسين أو محمود عباس العقاد ونجيب محفوظ أو إحسان عبد القدوس ولم يسمعوا يوما بمصطفى جواد وصفاء خلوصي ومهدي المخزومي وطه باقر وفؤاد عباس وعبد العزيز الدوري وعبد الجبار عبد الله وعبد الواحد لؤلؤة وحسين علي محفوظ وحسين أمين بل إن معظمهم لم يحفظ بيتا واحدا للجواهري أو محمد رضا الشبيبي ولا يعرف شيئا عن عبد الوهاب البياتي ونازك الملائكة وبولند الحيدري وحسين مردان ....والكثير الكثير من رموز ثقافتنا العراقية .
ومن باب أولى فلن أكلف القارئ صعوبة أن يستنتج شيئا بشان موقع كبار المثقفين والأدباء والرموز الفكرية العالمية من شكسبير و دانتي إلى شوبنهاور ومايكل أنجلو وفيكتور هوكو ومولير وهمنكنواي وموبوسان وصولا إلى سارتر وبرنارد شو وبيكاسو وكولن ولسن والبير كامو وروجيه كارودي .
لم يكن ذنبا اقترفه أبناء جيلي ولم تكن غلطة مشجعي برشلونة فالكل صعد سفينة قادها ربابنة إلى حيث الموانئ التي يعرفون وجهتها هم فقط...انه إعلام غير عادل أن تسلط الأنوار الكاشفة على جهة تاركة الجهة أخرى في عتمة وظلمة لا يعرف الخروج منها حتى الراسخون في العلم سواءا قالوا أمنا أو وقفوا عليها وقفا جائزا أم واجبا أو مستحبا .
لقد اخبرني زميل لي مازحا بقوله: إننا في العراق لمسنا فرقا كبيرا بعد التغيير الذي حصل منذ نيسان 2003...إنها البي بي سي التي أصبحنا نستمع إليها عبر موجات الاف أم، بعد أن كنا نقلب الراديو مائة قلبة لنتخلص من تشويش صوت الجماهير وصوت الشباب من دار السلام وهي الإذاعات المحلية التي ملأت الأثير بالأغاني الوطنية والقومية وقصائد حب للقيادة
فحتى البي بي سي التي نحن بصددها لم تكن نزيهة وموضوعية فقد كانت وهابية بشكل كبير عندما يتعلق الأمر بموضوع يكون خصومها أبطال له بحيث تشم منها رائحة النفط الخليجي أو حشيشة أفغانستان أو رشا الحاكم بأمره الخليفة السلطان.
لسياسية آنذاك... ويبدو أن المشكلة لا تكمن في التمييز بين الناقة والجمل كما يصفها البعض، لكن المشكلة هذه الأيام تحولت إلى من هو خال البغل ومن هو عمه وهل له خلفه ومن هم أقاربه من الدرجة الأولى...هذه مشاكل مستعصية يظن بعض المثقفين المعروفين والذين أتحفظ على التصريح بأسمائهم وهوياتهم الثقافية يظن هؤلاء وربما يتفق معهم جمهور علماء الفكر(وانثروبولوجيا) الحيوانات المهمشة التي يروى إنها تحاول الانتحار وتفضله على أن تحمل فوق طاقتها ..يقول هؤلاء إن هذه المخلوقات الوطنية قد ساهمت في الماضي بشكل كبير في حمل أوزار العراقيين من جهة وكانت سببا مباشرا في رفاهيتهم في الماضي وكان لها من جليل الشرف أن تكرم في دساتير البلاد زمن الخليفة البابلي السيد حمورابي الذي حرم من تقديس سره الشريف لإدعائه استلهام قيم السماء من الإله شمس دون وجه حق أو دون تخويل أو تفويض شعبي.
هذا يذكرني ببيت شعر قرأته وأظن انه للشاعر حافظ جميل...
ليس عارا في أن نحب ونهوى إنما العار آن نرى الحب عارا
إنها بالتأكيد ليست البغال ولا الاينق أو الحمير ولا وهابية البي بي سي ولا الالهه المقدس ولا حتى أخطاء الشياطين ويجب أن نعترف إنها أخطاء المثقفين وأخطاء أهل الرأي وأخطاؤنا جميعا دعاة الثقافة وليس عارا أن نقول إننا لم نصنع وعيا بل كل العار يلصق بنا إن نحن رأينا إن غياب الوعي يرفع عنا التهمة.
لم اسمع بشاعر كبير بوزن شعراء القرن العشرين في العراق منذ زمن حلول الألفية الثالثة ، المنطق يقول لابد انه قد ولد فإحداثيات الزمان والمكان هي نفسها لم تتغير منذ زمن ملحمة كلكامش وربما قبلها مرورا بزمن الملاحم والفتن ووصولا إلى ما كان يسمونه بأيام الخير زمن ملاحم الزمن العراقي الحديث حيث كان الموت الفعلي يسبق الموت السريري على فراش الزوجية ،كان معظم من تناهى إلى أسماعنا اسمه يقول زجلا عاما جميلا وليس شعرا عربيا فصيحا ،لا اعرف لماذا ،لكنني اعرف يقينا إن قانون سلامة اللغة العربية لم يعرف به الشعراء الشعبيون وان أول من جنى ثمار هذا النسيان هم المذيعون (دون إطلاق) ،كما أن اصواتا بنغمات الموسيقي الالكترونية انطلقت مابين القرار والجواب لتشيع القبح في ذوق الناس.
بقي سؤال مهم اطرحه على المهتمين بقضية الثقافة العراقية وهمومها وشؤونها وأحوالها وفنونها ماهو دور الواجهات الرسمية في منع التدهور والحيلولة دون تفاقمه وهل أن هناك مؤسسات وهيئات غير رسمية تهتم بهذا الشأن وهل من دور المثقفون أنفسهم حتى من تم تهميشه أو ادعى ذلك؟ لا بد أن مشجعي الكرة الاسبانية من عراقيي الداخل غير معنيين بكل هذا ولا بد أن البي بي سي التي كانت يوما ما كانت تهتم بالثقافة العربية لكي تتناغم مع كثرة مثقفي العالم العربي هي الأخرى في الوقت الحاضر غير مهتمة بهذا الأمر.
إنها فترة لابد لنا كمثقفين من مراجعتها مراجعة موضوعية بعيدا عن التشنجات العاطفية التي أفرزتها المرحلة السابقة، مع أو ضد.
لا يمكن لك أن تحل معادلة تحتوي على مجهولين..لا بد أن يكون عدد المعادلات بقدر عدد المقادير المجهولة، قاعدة أرجح انه تصلح في قضايا الثقافة وحل ألغازها.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نهال عنبر ترد على شائعة اعتزالها الفن: سأظل فى التمثيل لآخر


.. أول ظهور للفنان أحمد عبد العزيز مع شاب ذوى الهمم صاحب واقعة




.. منهم رانيا يوسف وناهد السباعي.. أفلام من قلب غزة تُبــ ــكي


.. اومرحبا يعيد إحياء الموروث الموسيقي الصحراوي بحلة معاصرة




.. فيلم -شقو- بطولة عمرو يوسف يحصد 916 ألف جنيه آخر ليلة عرض با