الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تململ حلب وزلزال الثورة السورية قادم

سعاد جبر

2011 / 10 / 20
مواضيع وابحاث سياسية



تدخل الثورة السورية في منعطفات هامة في حسم الثورة الثورة السورية ؛ لاعتبارات عدة ، منها الخذلان العربي عبر قرارات الجامعة العربية المخيبة للآمال ، وشعور الداخل السوري بأن تلك الجامعة العربية عاجزة عن إدراك واقع المجازر الوحشية التي يعيشها الشعب السوري الحر ليل نهار ، وان تلك الجامعة المصون تُنظرمن كوكب المريخ ؛ وخارجة عن التغطية السياسية الموضوعية ؛ وغير عابئة بنصرة الشعب السوري ، ووقف سفك الدماء المهدور وبالأخص من النساء والأطفال ؛ هذا عدا عن الخذلان الدولي ؛ ومشبوهية الأجندة الدولية ؛ التي تتناول الثورة السورية ؛ إذ يشعر الداخل السوري ؛ أن ثمة تلاعب واحتيال دولي على الثورة السورية ؛ فالتصريحات الإعلامية تتضامن مع الثورة السورية ؛ وخلف الكواليس وعند القرارات الحاسمة ؛ يصبح الجميع جلاداً بإمتياز ، وشريك في قتل الشعب السوري ؛ وكل ذلك يعطي مؤشرات مهمة بأن القرارات الدولية والعربية من قبل الجامعة العربية ؛ ومنظومة مهازل نبيل العربي تجاه الثورة السورية الأبية ؛ هي في الواقع مكافأة للقاتل ؛ ومزيد من القمع للضحية ؛ وفضائح أخلاقية أعلى مستوى ؛ لأن هناك تجاهل متعمد أو استغباء بعدم المعرفة لحقيقة الاحتلال الإيراني الغاشم لسوريا بالشراكة مع العصابات الاسدية التي هي أدوات طيعة لمشروعهم التوسعي الإرهابي العالمي ؛ ومجازر الحرب اللاانسانية التي تشتعل في الداخل السوري من قبل هذا الاحتلال الإيراني الغاشم وعصاباته الاسدية ، وأتباعه الإرهابيين سواء من عناصر حزب الله اللبناني أو جيش المهدي ؛ أو التغطية في الإمداد والإسناد من قبل حكومة المالكي الطائفية ؛ هذا عدا عن الميزانية المالية الهائلة المصروفة من مكتب خامئني الداعم بكل السبل والإمكانيات ؛ لجرائم الحرب الإرهابية تجاه الشعب السوري فيما يعرف بالترسانة الحربية الاسدية الايرانية جواً وبحراً وبراً في تنفيذ جرائم الحرب اليومية وبالأخص في حمص ودرعا وادلب ؛ وتوجهها بشكل متعمد تجاه الأطفال والنساء ، في قتل بشع دموي لا تستيغه ضمائر الإنسانية جمعاء .

فكل تلك المعطيات الخطرة في حراك الثورة السورية الأبية ؛ انبثقت منها تكتيكات مهمة في التظاهر السلمي ؛ وحراك فاعل عسكري من قبل الجيش السوري الحر المنشق ؛ وحالة مهمة من تململ المارد الحلبي ، الذي أكدته تقارير موثقة من الداخل السوري ، ويتوقع أن ينفجر هذه المارد في وجه العصابات الاسدية الايرانية حالة مباغتة للجميع ؛ ويمكن تحديد تلك المحاور المهمة في الثورة السورية ؛ والتي يعول عليها بأن تشكل زلزالاً صاخباً في الثورة السورية على النحو الأتي :

• يشير المراقبون من الداخل السوري ؛ إلى احتمالية متوقعة مفاجئة لزال حلب على حين بغتة ؛ في عنفوان حاد ؛ وبشكل لا يمكن السيطرة عليه من قبل العصابات الاسدية الايرانية ؛ في فوضى بشرية عارمة صاخبة ؛ لا يمكن تحديد أسباب اشتعالها المفاجئ والقريب جدا؛ ويعبر عنها التقرير من الداخل السوري بأنها ستكون انفجار قنبلة موقوتة لا محالة ؛ في الوقت الذي استسلم فيه الشعب السوري لليأس بكل ما تعنيه الكلمة من نهوض حلب واستلامها كفة حسم الثورة السورية الابية .

• بدأ مؤشر عداد الثورة السورية يعطي مؤشره إلى حالة الصفر ؛ لتيقن الشعب السوري على أن الحسم معقود عليه ؛ وانه لن ينتظر المزيد من المهازل الدولية ؛ بعد المهزلة العربية في قرارات الجامعة العربية التي خرجت بقراراتها الصبيانية الحمقاء في محاولة بائسة لإجهاض الثورة السورية ؛ في التنكر للثورة السورية ومطالبها المحقة العادلة .
• تأكيدات من أكثر من اتجاه في الداخل السوري ؛ تفيد بأن حراك الانشقاقات العسكرية سيبلغ اعداداً هائلة مستهدفاً تقويض الجيش السوري المرتبط بالعصابات الاسدية الإيرانية ؛ ليكون بديلاً عنه الجيش السوري الحر ؛ الراعي للثورة السورية الأبية ، والمعقود عليه الدور في حسم الثورة السورية فعلياً ؛ وتحرير سوريا من الاحتلال الإيراني الغاشم ؛ وقلب دولة العصابات الاسدية من الداخل .

• تدافع مشاعر المتظاهرين السوريين الأحرار إلى بذل أقصى ما لديهم من طاقات لحشد التظاهر اليومي صباحاً وفي الظهيرة ومساءً ؛ من كافة الفئات الشعبية ؛ حيث يتظاهر الأطفال صباحاً مطالبين بوقف القتل البشع تجاههم وقنصهم الوحشي المشين ؛ وتقطيعهم ارباً؛ وتتظاهر النساء في الظهيرة لوقف عمليات الاغتصاب وعمليات القتل الدامي والتعذيب السادي الهمجي التي طالت المرأة الشابة والحامل والعجوز وربة المنزل التي تعد الطعام لأولادها في عقر دارها ؛ ويتظاهر الرجال مساءً للمطالبة بإعدام الأسد ؛ وسقوط نظامه الديكتاتوري والمطالبة بدولة مدنية حرة تتداول فيها السلطة وتتحقق فيها الديمقراطية والعدالة ونزاهة القضاء ، ويتم فيها احترام التعايش ورعاية السلم الاهلي كأهم أولويات الثورة السورية الحرة الأبية ؛ وتتوجه الجهود التظاهرية إلى تفعيل العصيان العام ؛ لغاية إسقاط دولة العصابات الاسدية الإيرانية قبل حلول عيد الأضحى المبارك ؛ ويشكل هذا حلماً مهماً مترسخ الأركان في أذهان الأحرار السوريين في الداخل والخارج ؛ وهم يعملون ليل نهار في تكثيف العمل الثوري السوري وازدياد وتيرة التظاهر بشكل يربك النظام العام ؛ ويشتت ترسانتة الاسدية الإيرانية في السيطرة عليه من خلال حالة التظاهر العارمة ، ويؤلب الرأي العام ضده ؛ من خلال بذل كافة التكتيكات الإبداعية المتفردة السرية غير المعلنة ؛ بكافة الوسائل والإمكانيات المتاحة ، من كافة الفئات الشعبية وقطاعاتها ؛ لحسم الثورة السورية بأسرع فرصة ممكنة .

• ضغط اللاجيئن السوريين في تركيا على الداخل السوري ، لحسم الثورة السورية قبل حلول فصل الشتاء عليهم وازدياد معاناتهم في التهجير والاغتراب ؛ فاللاجئين في تركيا يعانون اشد أنواع المعاناة والألم والقهر من حالة الاغتراب عن أراضيهم وأهليهم ، فهم في الم على الم ، وقهر بالغ ، وغضب عارم على العصابات الاسدية الإيرانية ؛ واعزز من هنا نداء المنظمة الوطنية لحقوق الإنسان في سوريا بضرورة الإغاثة الإنسانية للاجئين في تركيا لان أوضاعهم غاية في الصعوبة ، وندعو الى تكثيف الجهود الإعلامية لإثارة الرأي العام العالمي والعربي على معاناتهم ، حتى لا يصحبوا نسياً منسياً ، فهذا نداء استغاثة عاجل من قبلهم للمنظمات الحقوقية الدولية والعربية ، ولكافة المؤسسات الإعلامية حتى تبقى تلك المخيمات في ظل الإضاءة الإعلامية الكاشفة لمعاناتهم ، لأنه من حقهم علينا إنسانياً وعربيا ؛ أن نعلي صوتهم عالياً في مطالبهم الإنسانية ، وان نكون عوناً لهم بأن لا تنالهم مظلمة التكتيم الإعلامي ، والنداء ذاته موجه تكرارا ومرارا من قبل اللاجئين السوريين في لبنان ، الذين لم يعتنى بهم العناية الرسمية المطلوبة من قبل الحكومة اللبنانية ، وهم في خطر التعرض للشبيحة السورية التي ترتع على أراضيها ليل نهار ؛ فنرجو من المعنيين اتخاذ الإجراءات المناسبة لإغاثة اللاجئين السوريين في مناطق لجؤهم ؛ بكافة المتطلبات الإغاثية بخاصة مع قرب حلول فصل الشتاء ؛ وتكثيف الحماية الإنسانية لهم في لبنان .

• وصول الرسالة الإيرانية المبعوثة عبر شيفرات خطب الجمعة للخامئيني في خطبة الجمعة الأخيرة الى الداخل السوري المنتفض ؛ بأن مصيرهم الموت إذا ما واصلوا تظاهرهم ، وبشار الأسد خط إيراني احمر ؛ قابلها الشعب السوري الحر بالمزيد من التظاهر وفق تكتكيات ثورية جديدة ؛ إذ تشكل تلك الخطب والتصريحات المعلنة من قبل خامئني ؛ شيفرات تنظيمية وعسكرية لأتباعه في العالم اجمع وعملاء إيران في كل مكان ، فمن لا يعلم فليعلم ذلك ، ويتابع مضمون تلك الخطب ؛ والأحداث التي تدور في العالم ، ويوفق بينهما ؛ فالشيفرة التنظيمية والعسكرية الأخيرة تضمنت الأتي :

1. افتعال قلاقل واضطرابات عسكرية في الدول الداعمة للثورة السورية وفي مقدمتها تركيا .

2. تكليف أتباع ايران بتوزيع الميزانية المالية المقررة لحث الأتباع والعملاء على بذل أقصى ما لديهم كل وفق مكانه وأجندة ذلك المكان ؛ فتحرك زعيم حزب الله البحريني " علي سلمان " الى مصر ؛ لتوزيع أعطيات ايران المالية المجمعة من تبرعات البحرينيين للأحزاب الشيعية المصرية والمرشحين الأتباع والموالين لإيران ، ولتلميع الثورة البحرينية المناهضة للتعايش والسلم الاهلي ؛ فعل يعقل لمعمم مثله ينادي بولاية الفقيه وأمثاله من المرجعيات الدينية البحرينية أن يقودوا دولة مدنية حرة تحترم حقوق الإنسان ومتطلبات المجتمع المدني في البحرين - والعتب على الفضائيات الأجنبية الناطقة بالعربية التي تدعم أمثال هؤلاء إعلامياً وتدندن على ثورتهم الطائفية ؛ فكيف غاب عن بال تلك الفضائيات التي تدعي احترام الديمقراطية وركائزها في المجتمع المدني طائفية تلك الثورة وأنها تسعى لجمهورية إسلامية تقوم على ولاية الفقيه؛ فهي بعيدة بعد المشرق عن المغرب عن الدولة المدنية ومتطلباتها وأهمها تداول السلطة ، ونبذ تقديس حكم الرجل الواحد ؛ والعدالة الاجتماعية واحترام التعايش والسلم الاهلي ؛ أهو الحمق الإعلامي عند تلك الفضائيات ؛ أو التكسب المالي على حساب الاتصالات ؛ أو العجز المهني عن النزول الى الداخل البحريني وتقصي الحقيقة - ويتوقع ايضاً اتخاذ ايران إجراءات مماثلة في تونس للغاية ذاتها عن طريق اتباعها وعملائها في تونس للتغطية المالية لمرشحيها في الانتخابات التونسية لأخذ حصة إيرانية مشبعة مناسبة في مصر وتونس .

3. توجيه ايران أوامرها الى خلاياها التي تعمل على خط المقاومة والممانعة ؛ الى اتخاذ تكتيكات وتحولات مهمة في الرأي العام العربي وبالأخص في الأجندة الفلسطينية ؛ بعد خمولها وصمتها المريب فترة الثورة السورية ؛ بحيث تعيد الشعبية المزعومة الى ايران بأنها تملك أوراق مهمة في الشرق الأوسط المضطرب ؛ في هذا الوقت على وجه التحديد وبالأخص فيما يخص الصراع العربي الصهيوني ، تستخدمها في سياسة الابتزاز السياسي التي تتقنها ، والرسالة وصلت الى تلك الخلايا الفلسطينية الإيرانية وتم التنفيذ بسرعة مفاجئة ؛ ونشاط دؤوب بعد خمول تلك الملفات سنوات عديدة ، وحرب المساومات الطويلة ، ولكن عندما وصلت الشيفرة الإيرانية ، تحرك ما هو ساكن ، وتم التنفيذ على الفور ؛ وتحركت وسائل الإعلام الخاصة بتلك الخلايا لتنفيذ تلك الرسالة الإيرانية ، وتذكيرهم بأن دمشق وإيران هم دول الممانعة والمقاومة الحقيقيون ؛ عبر تحرر تلك الملفات المتعلقة بالأسرى سنوات عدة ؛ لتحويل الأنظار عن الثورة السورية وحمام الدم الجاري هناك ولو لبعض الوقت ؛ ونحن نبارك تحرير الأسرى الفلسطينيون ، ولكن نذكر بأن ذلك كان وفق الشيفرة الإيرانية للتغطية عن الاضطرابات الإيرانية الساخنة التي تعاني منها في أمريكا وأوروبا وسوريا على وجه التحديد .

4. تكليف ايران المدعو خالد عبود ؛ لتوجيه الشيفرة الإيرانية لأتباع ايران في سوريا ؛ من خلال الجمع الحاشد ؛ كإيحاء لتوحيد جهودهم في القتل والاغتصاب والدموية ؛ من خلال ألفاظ مهمة ؛ عرب الردة بتهجيرهم من اثر المجازر الدموية ، وكلاب الصحراء بترهيبهم بالة القتل الوحشية وملاحقتهم في كل مكان ؛ وغيرها من الألفاظ الهمجية ؛ التي تقدم شيفرات في المزيد من المجازر والقنص ؛ وفي الوقت ذاته رسالة إعلامية تضليلية للعام بأن الثورة السورية لا تشكل إجماع شعبي بل هي محض قطاعات قليلة من الشعب السوري .

5. إغراق حلب بمافيا المخدرات ، وبيعها مجاناً ، وكذلك تكثيف تخدير الشباب الحلبي بما يعرف بأوكار الدعارة ونساء المتعة ؛ لتقويض أي محاولات صعود انتفاضي لها ؛ وتقديم رسائل إعلامية مضللة تفيد بدعم حلب للعصابات الاسدية الإيرانية ، وأنها مناهضة للثورة السورية ، ويشير المراقبون الى أن المخططات الإيرانية الإرهابية تجاه الأردن ؛ ستكون على غرار الحالة الحلبية ، من خلال توريط الشباب الأردني بالمخدرات عن طريقها بيعها عبر باعة " البسطات " غير المرخصين ؛ وأوكار الدعارة بما يعرف بنساء المتعة ؛ إذ تشير فتاوي اكبر مراجعهم الدينية الى أن هذا يعد من اجل العبادات التي تتقرب بها المرأة الى الله ؛ تحت ما يعرف بزواج المتعة ؛ بحيث يجوز استخدامه في تعاطي مهنة الدعارة ، وتؤجر عليه وفق معتقدهم الديني ؛ وهذه فتوى مشهورة على شبكة الانترنت لأكبر مراجعهم الدينية، ووفق التقارير الدولية تقوم على تلك الأوكار اللااخلاقية نساء فارسيات أولبنانيات أو من الاثنين معاً كما هو منتشر في الإمارات العربية المتحدة ودول المغرب العربي ونيجيريا وتشاد وساحل العاج وغيرها من الدول الإفريقية .

6. توجيه ايران رسالتها لعملائها في الأردن ، في شد الهمة لتحقيق مصالحها الإستراتيجية من خلال إسقاط نظام الحكم في الأردن ؛ من خلال دخول قناة فضائية في هذا السياق بقوة ؛ تقودها امرأة ؛ حيث تلمع تلك القناة بشدة لعملاء ايران في الأردن ؛ وتقوم بالتنسيق بين جهود هؤلاء العملاء وتوحيد ملفاتهم لخدمة الأجندة الإيرانية في شكل شبكات منظمة تستند على عملاء لهم في الدوائر الرسمية الأردنية لاستصدار وثائق وملفات مهمة في تأجيج الرأي العام الأردني تجاه الفساد ، وتكليف عملائهم بالتشهير الإعلامي بها عبر مظلة تلك القناة الفضائية ، ليس لغاية الإصلاح - لأن بإمكانهم اتخاذ السبل القانونية في ذلك ولن يعدموا السبل لذلك - بل لغاية إفقاد المواطن الأردني الثقة بدولته ، وتعميق شعوره بأنها دولة كل ما فيها مباع ؛ والدندنة على الام الشباب العاطل عن العمل وتثويره ودك كل معاول الهدم فيه ؛ ليتخذ مسالك عدوانية لبث ما فجر في داخله من غليان اعلامي مناؤئ لاستقرار البلد ؛ وسياسة تلك الخطة الإعلامية تقوم على منهجة سياسة برامجها لبث الأصوات التي تعزز تلك الرسالة الإيرانية ؛ وإبعاد أي صوت مخالف لذلك ؛ في استعراضات المعارضة غير النزيهة الممولة ايرانياً ، علماً بأن الشخصيات القائمة على ذلك من الرموز والإعلاميين يتسموا بالانفعالية الحادة ، وتبني خط المؤامرة ؛ وعدم المنطقية الواقعية في أطروحاتهم السياسية ، وبناءهم هش في ثقافة الديمقراطية ، ومتطلبات المجتمع المدني ، ويعانوا من عقدة الأنا وسلوكهم قائم على الاستعراض الإعلامي عبر البرامج الإعلامية أو التظاهرات أو المهرجانات ، فالبناء الثقافي لهم هش للغاية ، وأولوياتهم ليست في خط التفكير والتخطيط والمنطقية واتخاذ السبل المناسبة لإيصال رسائلهم الاحتجاجية في مراحل التدرج المنطقي في التعبير عن الرأي ، هذا عدا عن عدم تواضعهم للناس وفهم مطالبهم الشعبية على وجه الحقيقة وفهم رسالة المواطن الأردني العادي المتسم بالطيبة والجرأة وحب بلده والولاء لنظام الحكم فيه ، وهذه حقيقة ظاهرة بارزة ؛ أن لم ترغب بتصديقها ؛ فأنت تضحك على نفسك وتضيع وقتك ؛ وتكذيبك لهذه الحقيقة لن يلغي كونها حقيقة رغبت بذلك أم أبيت ؛ وتشير استطلاعات الرأي الى أن المعارضة الأردنية تفقد يوماً بعد يوم من شعبيتهم لأنهم يغردوا في معزوفة واحدة ؛ وطريقة واحدة؛ ومنهج واحد ممل منفر يقوم على التصادم وعدم التوافق ، لأنهم من منظومة التيارات المتكلسة التي لا تجدد وتحدث معلوماتها وتكتيكاتها في قطف الثمرة المنشودة من مطالبهم الإصلاحية ، فهم لا يهمهم النتيجة ، المهم لديهم الاستعراض الإعلامي وهذا حماقة سياسية بإمتياز ؛ بأن لا يكون المهم في إستراتيجيتك السياسية الأهداف والخطة والبرمجة الواعية للأهداف وفق الواقع والمتاح ، والتدرج المناسب مع الأهداف ؛ لقطف الثمرة الإصلاحية ؛ بل تجدهم عند كل بادرة وشاردة وواردة ، ليس لهم تكتيك وإستراتيجية وتنفيذ إلا الخروج للشارع بإعتباره أولوية أولى عندهم ؛ ليس هناك بديل عنها ، لأنهم لم يفكروا بالبدائل ؛ فهل يعقل لمنهجيات متكلسة أن تفكر ببدائل اصلاحية متنوعة مناسبة للواقع الأردني ؛ وناجعة في الوقت ذاته ؛ وهذا ليس محض ادعاءات ؛ بل واقع دراسات استقصائية سرية جرت عليهم ، وانبثقت بعض من نتائجها بما ذكرت ؛ ونحن لا ننفي وجود معارضة أردنية نزيهة ، ولكن استطلاعات الرأي تؤكد بأنها مع مارد المعارضة الأردنية الموالية لإيران ، لا تملك حولا ولا قوة وهي ضعيفة للغاية ، وليس لها خيار إلا أن تنطوي بعباءة المعارضة الأردنية التي تعمل لأجندة إيرانية في الداخل الأردني والخارج .

7. تضمنت الشيفرة السرية لخطاب خامئني الأخير ، تفعيل دائرة التسخين في السياسية الإيرانية فيما يخص سوريا وتركيا والبحرين والأردن والسعودية من خلال موسم الحج القادم ، في هذه المرحلة ؛ من خلال إثارة القلاقل والفوضى والعمليات العسكرية وتوجيه أوامرها الى خلاياها في تلك الأماكن للتصعيد بتصدير الإرهاب الى العالم ، والدائرة العراقية يقوم التسخين فيها عبر فرق الموت بشكل دائم ثابت مستمر ؛ وتقع في دائرة التبريد والتضليل الإعلامي ومد جسور المصالحة والتهدئة في هذه المرحلة أمريكا وأوروبا والملفات الفلسطينية ومصر وتونس ، وخط التسخين يعني إرهاب وقتل ودموية وعمليات عسكرية لأذرع ايران في تلك المناطق وإثارة الفوضى وتأجيج السلم الاهلي وبث مفاهيم الكراهية ونبذ التعايش ، والتبريد في السياسة الإيرانية يعني التلاعب والاحتيال والتهدئة والعزف على معزوفة التسامح والسلام والمصالحة وحقوق الجوار وهكذا ، علما بأن السياسية الإيرانية يقررها خامئني من خلال ما يعرف بمكتبه السياسي ، ولا تقوم إلا على هاتين الاستراتيجيين التسخين ومتطلباته وأدواته الإرهابية والتبريد ومتطلباته في التلاعب والاحتيال والتضليل على معزوفات المصالحة والتهدئة وحقوق الجوار والعلاقات الدولية الهادئة ، علماً بأنه في دائرة التبريد تعمل خلايا الإرهاب النائمة في الإعداد والتهيئة لدائرة التسخين وفي دائرة التسخين تقدر ايران مسافة الغضب للدول المستهدفة والغليان فتخفف من التسخين في الدائرة ليكون فاتراً أو باردا بحسب تأثير العمليات الإرهابية عليها سياسيا وبحسب حراك المجتمع الدولي ومنظمات حقوق الإنسان ، وهذه جوهر السياسية الإيرانية القائمة على التداول بين التسخين والتبريد في المكان الواحد ؛ باستثناء العراق فهو في دائرة التسخين الثابتة المستمرة .

وأوجه من هنا نداء لمنظمات حقوق الإنسان لمتابعة الإرهاب الإيراني العالمي بجدية وتوثيقه ورفعه الى مجلس حقوق الإنسان في الأمم المتحدة والى أعلى المستويات الحقوقية الدولية ، لان ايران في ظل هذا النظام العنصري الذي يقوم على نظام ولاية الفقيه ويضطهد الأقليات الإيرانية ، ويمارس شتى أنواع الإرهاب الدامي يومياً في سوريا من قبل الحرس الثوري الإيراني وفيلق القدس ؛ هو في الواقع خطر على الإنسانية ويصدر الإرهاب الدولي للعالم عبر خلاياها الإرهابية المنتشرة في العالم اجمع من شرقه الى غربه ومن شماله الى جنوبه ، مما يتطلب تكاتف دولي للجمة ومحاسبته دولياً .

فحلب قادمة ، وزلزال الثورة السورية يهيأ نفسه في الأيام القادمة ؛ وبدر البشائر بالنصر يوشك على الإشراق ، تعززه لالئ سندسية للشاعر المبدع عبد الرحمن العشماوي ، في الاحتفاء بالنصر القريب لأحرار سوريا الشرفاء :

سمعت بشارة بالنصر تسري - - وقد عصفت بأبواق النظام

لك البشرى بلاد الشام ،إني - - رأيت النصر مبتسما أمامي

بإذن الله ، سوف ترين نصرا - - يريحك من سماسرة النظام








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. السودان: متى تنتهي الحرب المنسية؟ • فرانس 24 / FRANCE 24


.. الولايات المتحدة: ما الذي يجري في الجامعات الأمريكية؟ • فران




.. بلينكن في الصين: قائمة التوترات من تايوان إلى -تيك توك-


.. انسحاب إيراني من سوريا.. لعبة خيانة أم تمويه؟ | #التاسعة




.. هل تنجح أميركا بلجم التقارب الصيني الروسي؟ | #التاسعة