الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


إشعاع ميدان التحرير يصل إلي «وول ستريت»(2)

سعد هجرس

2011 / 10 / 21
مواضيع وابحاث سياسية


المتحذلقون الجالسون علي المقاعد الوثيرة بعيدا عن نبض الشارع استهانوا ببوادر الاحتجاج والتمرد التي اجتاحت حي المال والأعمال في «وول ستريت» بمدينة نيويورك، والذي يعد كعبة الرأسمالية العالمية وليس الأمريكية فقط. وقالوا، مثلما قال المتحذلقون المصريون في بداية الثورة المصرية، إن أعداد المتظاهرين هزيلة وأهدافهم غائمة وغير محددة. اليانور بكلي، التي تبلغ من العمر 61 عاما، والتي حملت الطعام والمياه للمحتجين الشباب ـ مثلما فعلت العشرات والمئات ثم الآلاف من المصريات المحترمات لأبنائهن في ميدان التحرير ـ قالت «كانت فيتنام سبب نزول الناس من جيلي إلي الشارع احتجاجا علي هذه الحرب ونجح هذا الاحتجاج المتصاعد إلي تغيير الوضع، والآن أري الشيء نفسه يحدث هنا في وول ستريت، فالأمر يبدأ بأعداد صغيرة وكل حركات التغيير تبدأ من الصفر». وليس صوت هذه السيدة الحكيمة هو النغمة العاقلة الوحيدة، فهناك إشارات كثيرة تبين أن هناك «منطقًا» متكاملاً يحرك هذا التمرد الأمريكي. من ذلك بيان للمتظاهرين علي شبكة الإنترنت يقولون فيه «الشيء الوحيد الذي يجمعنا هو أننا نشكل 99% من الشعب الذي لم يعد يستطيع السكوت علي جشع وفساد الواحد في المائة المتبقي». وعلي غرار الشعار المصري العبقري «كفاية» رفع المتظاهرون الأمريكيون لافتات مكتوبا عليها «كفاية.. فساد»، و«كفاية.. اقتطاعات من الميزانية». ومن القراءة المتأنية للشعارت والهتافات التي ترددت في الاعتصام في الشارع الذي يضم بورصة نيويورك ليس من الصعب أن نكتشف الغضب المتصاعد علي النظام المالي الذي يزيد الأغنياء غني، ويزيد الفقراء فقرًا. هذا الاحتجاج، الذي يضع لنفسه اسم «حركة احتلال وول ستريت»، وضع في ساحة «زاكوتي» ـ حيث يعتصم المحتجون ـ وضع خريطة تشير إلي عشرات المدن الأخري التي تنظم فيها فعاليات بنفس الاسم، أو يجري التخطيط لتنظيمها، بما في ذلك اعتصامات في لوس انجلوس وواشنطن. ولدي المحتجين لجان متعددة، بينها لجنة مالية، وأخري مسئولة عن توفير الطعام، وثالثة لتوفير البطانيات أو الملابس لمن يحتاج من المحتجين، وتعقد اجتماعات مرتين في اليوم يشارك فيها الجميع بآرائهم ومقترحاتهم، ولتفادي الحظر علي استخدام مكبرات الصوت يردد المحتشدون معا كل عبارة يقولها الخطيب للتأكد من وصولها إلي آخر مستمع. ويقدم التقرير التفصيلي الذي أوردته جريدة «ايلاف» الالكترونية بعنوان «حركة الاحتجاج في وول ستريت علي مفترق طرق»، تفاصيل مثيرة عن الجوانب التنظيمية لهذه الحركة الاحتجاجية غير المسبوقة، من بينها أنه في ساعة مبكرة من كل يوم تنطلق مسيرة «جرس الصباح» مخترقة الحي للتزامن مع جرس الساعة التاسعة والنصف صباحًا الذي يقرع إيذانًا ببدء التعاملات في بورصة نيويورك، وفي غالبية الأيام تخرج مسيرة «جرس الإغلاق» أيضا بعد الظهر. ويقول التقرير ذاته إن حركة «احتلال وول ستريت» تصف نفسها بأنها «حركة مقاومة بلا قيادة» مصدر قوتها مواطنون من كل التيارات والآراء السياسية «ما يجمعنا هو أننا الـ 99% التي لم تعد تطيق جشع الواحد في المائة وفساده». والمثير أكثر ـ بالنسبة لنا نحن العرب ـ أن من مطالب الحركة إنهاء المساعدات المالية إلي إسرائيل وإنهاء الجشع و الفقر والحرب والقضاء علي العنصرية». .. وللحديث بقية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - التغير دائما يبدأ بفرد وينتهي بأمة
محمد الجوهري ( 2012 / 6 / 29 - 18:03 )
التغير دائما يبدأ بفرد وينتهي بأمة


2 - التغير دائما يبدأ بفرد وينتهي بأمة
محمد الجوهري ( 2012 / 6 / 29 - 18:08 )
التغير دائما يبدأ بفرد وينتهي بأمة....... عظيمة يا مصر

اخر الافلام

.. وزير الخارجية التركي: يجب على العالم أن يتحرك لمنح الفلسطيني


.. غارات إسرائيلية تستهدف بلدتي عيتا الشعب وكفر كلا جنوبي لبنان




.. بلومبيرغ: إسرائيل طلبت من الولايات المتحدة المزيد من القذائف


.. التفجير الذي استهدف قاعدة -كالسو- التابعة للحشد تسبب في تدمي




.. رجل يضرم النار في نفسه خارج قاعة محاكمة ترمب في نيويورك