الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ارحموا عزيز قوم ذل

سهيل ابراهيم عيساوي

2011 / 10 / 24
الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية


ارحموا عزيز قوم ذل

كلنا يتفق على ان العقيد معمر القذافي ارتكب افظع الجرائم بحق ابناء شعبه حيث تجرعوا اقسى صنوف العذاب , من حرمان من ابسط العقوق الى ادارة الدولة بصورة فوضوية كانها ضعية شخصية, ومع انتشار الثورة الليبية في ارجاء ليبيا امعن القذافي وكتائبه في القتل والقصف والتشريد والتجويع ولم يستجب لاستجداء الامهات وعويل الاطفال ودموع الرجال , ولم تثنه نصائح الاصدقاء من زعماء ودول ولا قرارات الامم المتحدة وجامعة الدول العربية ولا قصف النيتو , ولا يستغل الوقت المهدور والدم المسفوك لوقف القتال والانسحاب من المدن والاحياء او الخروج بكرامته وتسليم السلطة للشعب الليبي يختار من يشاء ليحكمه ويحفظ ماء وجهه ودماء شعبه,
لكن عملية القاء الفبض عليه وهو حيا وبمقدرته السير بمفرده , لا نعرف بالضبط هل قامت طائرات النيتو بقصف سيارته في وقت مبكر من يوم اعتقاله ؟ وهل فعلا القي الفبض عليه وهو بجانب انبوب ضخم للصرف الصحي ؟ لكن ما شهدناه حقا انه اقتيد وهو على قيد الحياة وهو ينزف دما واصابته ليست خطرة , وقد تعرض للاهانات والمسبات والاعتداء الجسدي من قبل الثور والذين احاطوا به وهم مسلحين , وقام بعضهم بدفعه وضربه , ووضعه في سيارة عسكرية ثم نقل في سيارة اسعاف وبعدها وصلتنا صور للقذافي وهو ميت تعرض جثته امام حشد كبير من الفضوليين والحاقدين والشامتين وتلقى الخطب والمواعظ امام جثمانه , كل هذه الاعمال هي مخالفة لحقوق الانسان – رغم ان القذافي لم يتعرف عليها في حياته , ومخالفة للاعراف الانسانية والقيم الانسانية وحتى العسكرية في التعامل مع الاسير , القذافي اعدم بعد اسره اما رواية بعض الثوار او اعضاء المجلس الانتقالي هزيلة وغير متماسكة وغير منطقية , الرجل اسر ثم قتل , كذلك ابنه المعتصم , نفهم كم قتل القذافي في مدينة مصراته وسائر المدن الليبية وعمق الجرح النازف قسرا , لكن المثل العربي " ارحموا عزيز قوم ذل " لم يسعفه ولم يحتمل غضب الثوار,
الرجل حكم ليبيا 42 عاما ورجل طاعن في سن واطلق على نفسه ملك ملوك افريقيا , وفي مقال سبق لي تحت عنوان " وداعا ملك ملوك افريقيا " توقعنا نهايته ونهاية نظامه , لكن كثورة مناهضة لقمعه ونظامه والاستبدادي يتوقع العالم ان تقدم النماذج الجيدة في التعامل مع الخصوم ومع الماضي والاعداء , تنير صفحة من الديمقراطية والعدالة والحرية , لا ان تحاربه بادواته القديمة المغموسة بفاس الكراهية والحقد








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كلام ستات | أسس نجاح العلاقات بين الزوجين | الثلاثاء 16 أبري


.. عمران خان: زيادة الأغنياء ثراء لمساعدة الفقراء لا تجدي نفعا




.. Zionism - To Your Left: Palestine | الأيديولوجية الصهيونية.


.. القاهرة تتجاوز 30 درجة.. الا?رصاد الجوية تكشف حالة الطقس الي




.. صباح العربية | الثلاثاء 16 أبريل 2024