الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لا مجال للمراهقة السياسية

إيمان البغدادي

2011 / 10 / 27
مواضيع وابحاث سياسية


أقل ما يُقال عن الرسالة التي وجهها المجلس الوطني السوري لوزير الخارجية التركي أنها رسالة غير مسؤولة من أشخاص لم يستطيعوا حتى اللحظة أن يرقوا لمستوى التضحيات التي يقدمها شباب وشابات الثورة . أو أنهم لا يدركون حساسية المسألة و تعقيداتها خاصة بما أن الأكراد في تركيا ما زالت أبسط حقوقهم مسلوبة وغير معترف بهم. لا أدري لماذا لا يفهم هذا المجلس بأننا قد تمزقنا من التعب ونحن نخسر كل يوم عشرات الضحايا من أهلنا وأصدقائنا!!
لقد كان توحيد المعارضة واجب وطني وحاجة ماسة لدعم الثورة. ولقد فقدنا للأسف آلاف القتلى و الجرحى والمعتقلين والنازحين ريثما لملموا هم شتاتهم و توحّدوا تحت مظلة هذا المجلس . لذلك يجب أن لا ينسى هذا المجلس بأن هذه الثورة ثورة شعب بأكلمله ويجب أن يلتزم المجلس بكل تصرفاته و تصريحاته بهذه النقطة الهامة وأن لا ينسى بأن الشعب السوري قال " واحد واحد واحد الشعب السوري واحد" و نحن كسوريين لن نقبل بأن يُهضم حق سوري واحد كائناً من كان ومهما كلف الأمر. بصراحة أنا لا أتفق مع سياسات حزب العمال الكردستاني ( كما لا أتفق مع سياسات الكثير من الأحزاب العربية الأخرى) لكن من غير المقبول أبداً أن يتحدثوا عن الموضوع وكأنه صادر عن السوريين الأكراد. فالشعب السوري بكامله وعلى مختلف قومياته و أعراقه ومذاهبه وانتماءته يناضل لإسقاط هذا النظام الديكتاتوري وكلهم يعملون يداً بيد لاستعادة الكرامة والحرية. والكل ما زال يضحي ويتصدى لأعتى نظام ديكتاتوري بمنتهى الشجاعة و البطولة لاستعادة الحقوق المسلوبة ليصبح جميع السوريون مواطنون متساوون بالحقوق والواجبات.
والسؤال الذي يطرح نفسه بكل جرأة و وضوح هو: ألم يكن من الأجدى قبل أن يستعجلوا بهذه الرسالة التبجيلية و يقدّموا الاعتذارات (وكأن الشعب السوري الذي يمثلوه مسؤول عن ماحدث) ألم يكن من الأولى أن يطالبوا الحكومة التركية بأن تعترف بهم كممثل سياسي للشعب؟ ألم يكن من الأجدر أن يطالبوا الحكومة التركية بأن تطرد السفير السوري الذي ما زال يسرح و يمرح في تركيا كما أن يضغطوا عليهم ليسحبوا سفيرهم من سوريا؟ لا أريد أبداً أن نرهق هذا المجلس ولا أريد أن نكبله بعد أن استمد شرعيته من شباب وشابات الثورة الذين دعموه و رفعوا اسمه عالياً بينما كانوا يحملون بذات الوقت أرواحهم ومستقبلهم وأثمن ما لديهم على أكفهم الأخرى..و لقد دعمت المجلس وما زلت أدعمه كي يكون داعماً للثورة لا معيقاً لها لكن من المهم أن نوجّه لهم ملاحظاتنا و انتقاداتنا و اقتراحاتنا كي نساهم بتعديل مسار الدفة حين تحيد عن مسارها

إيمان البغدادي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. رئيس وزراء بريطانيا يعلن عن أكبر حزمة مساعدات عسكرية لأوكران


.. متظاهرون يحتشدون أمام جامعة نيويورك دعما لاعتصام طلابي يتضام




.. الجناح العسكري لحركة حماس يواصل التصعيد ضد الأردن


.. وزير الدفاع الروسي يتوعد بضرب إمدادات الأسلحة الغربية في أوك




.. انتشال جثث 35 شهيدا من المقبرة الجماعية بمستشفى ناصر في خان