الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ثلاثة كلمات

آيا برجاوي

2011 / 10 / 28
حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات


أصواتٌ تتعالى في الأفاقْ تسبقها صَرخاتٌ ونِداءات,تلك الأصواتْ َتعالتْ بعدَ هدوءٍ طويلْ كانَ يحمل بينَ سِكونهْ شتى أنواع الظلمْ الموجه إِلى ذلك الكائن الذي اعتبروه نصف المجتمعْ,ذلك الكائنْ الذي لولاهْ لن يكن هنالك وجودْ,ظلموه لأنهُ هو بِحدْ ذاتِهْ وليسَ لأنهُ شيء آخر,بِنظر المُجتمعْ ذاك الكائن أقلْ من أن يكنْ إِنساناً,نظروا إِليه بِعينْ التعالي والسخرية والاستحقار,وعندما تجتمع تلكَ النظرات البالية لا تنتظر خيراً بل حماً سترى شراً.
والشرور أنواعْ عِندَ كل نوعْ سترى الظلمَ سيدَ الموقِفْ.
ذاكَ الكائنْ المُستحقرْ منذُ وِلادته وحتى قبلَ ولادته الجميع يحمل همهُ تحتَ عِنوان"هم البناتْ للمماتْ".

ثلاثةُ كَلِماتْ...تناقلتْ بينَ الألسنْ والتناقل لا يعني الحقيقة دائِماً,بل إنهُ أحيانا يعني إجبار الشيء على أن يصبحْ حَقيقة بِحدْ ذاتِها.
تَناقلتْ وأصبحت في قائِمة الحقائق,مجتمعنا اليوم يشهدْ بِكل فخر على أنَ"هم البنات للممات"..

سكوتنا,تَحمُلنا,خضوعنا,تقبلنا,إِعتزازانُا قتلنا ونحنُ لا ندري..القتلُ لا يعني فقط أن يفقدْ الإِنسان حياته,بل إنهُ يعني أيضاً أن يفقد الإنسان ذاته في حياتهْ..

وجودنا "كَـنِساء"لم يمثل ذاتنا يوما,بل إنهُ كان يُمثلْ ذات السلطاتْ المجتمعية الحاكِمة الناهية,التي لم نستطع الوقوف أمامها,ويوما بعد يوم تقبلنا الوضع وأصبحنا نربي الفتيات الأخرياتْ على الخضوع والتقبل والفخر فأصبحنا نحن "الظالمين والمظلومين"..

مُجتمعنا يُحاكي مُشكلتنا ولا يُحاكي ذاتنا,هل مِنَ المُمكن" أن ينشغل الإنسانْ في حل مشكلة فقدان ذاته,بدلاً من التمتع بِذاته؟؟"

منذُ أيام وسنين ونحنُ نُطالبْ بذاتنا وإذا أردنا التمتع بِذاتنا بكل تفاصيلها الفِكرية والجسدية, ذهبنا إلى التستر تحت شِعارات أُخرى لكي نتمتع ويا ليتنا تَمتعنا..لأنهُ حتى بِالخفاءْ لم نستطع التمتع لأن الخوف يقضي على التمتع من جذوره ويعمل على سَحقِهْ..

تِلكَ العدالة الاجتماعية التي نُطالبْ بِها نحن النِساء بِتلكَ الأصوات التي تَعالتْ لن تتحقق دون أن نحقق العدالة الذاتية,فعلى كل امرأة أن تعمل وتشعر بالعدالة الذاتية.
فالعدالة الاجتماعية لن تتحقق دونَ تحقيق العدالة الذاتية..

فلتذهب كل امرأة لتحقق العدالة الذاتية بينها وبين ذاتها بعيداً عن ذات الآخرين,فلتجلس وتُمثل ذاتها وتنسى تلك الأصوات التي حولها والتي أجبرتها على أن تملك ذات السلطة الحاكمة,فلتجلس وتنسى كل ما يهين كرامتها و وجدوها كإنسانة..

ولكن حتماً لن تستطيع الجلوس لوحدها دون أن تعمل على زيادة الوعي الفكري لديها,فإذا سَلِمَ الفِكر سَلِمَ الإنسانْ..
فالثقافة ليستْ مكروهة,ولكن تلك السلطات الحاكمة تكره الثقافة لأنها تزيد من وعي المحكوم عليهم,فكلما زادت ثقافة الإنسان,زاد وعيه بالتالي سيتم القضاء على الحاكمين الكارهين والمكروهين..
ومن هنا فقط سيتم القضاء على الثلاث كلمات"هم البنات للممات"فبين كل كلمة وأخرى ستجد واقع المرأة في مجتمعنا..
عند الهم هُنالك كره,وكل من يساهم بتشكيل الهم هو مكروه,فالمرأة مكروهة.
وبين الهم والمرأة تبدأ حكايات الظلم بكل أنواعها..
وعند المرأة والممات,سيكون الموت هو أفضل حكم يقام على المرأة..

ونحن النساء ظلمنا أنفسنا,ولكننا اليوم نحمي نفسنا بنفسنا من الظلم الذي أوقعناه على عاتِقنا..
فَفِكرنا وحقوقنا وأجسادنا نحن من سنختارها ولن يختارها غيرنا,حتى واجباتنا نحن من سنحددها وفقاً للحقوق التي سنأخذها..

فنحن الأن لا نطلب أن نثور بجسدنا أولاً"كما يتوهم البعض"فنحن نطالب بأن نثور بِفكرنا و وعينا دون خوف,وعندما نحقق مطلبنا في الثوران الفكري سيصبح الثوران الجسدي جزءا من فكرنا,فنحن نساوي فكرنا وجسدنا وكلاهما يُكمل بعضه الأخر..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - وعي المرأة
نهى سيلين الزبرقان ( 2011 / 10 / 28 - 18:13 )
أهنئك على مقالك آيا..انه مقال عميق في الطرح ..صح لابد من تحقيق عدالة ذاتية..لابد من وعي المرأة بذاتها لكي يأتي وعي المجتمع بها، لأن في كثير من الأحيان ياتي تحقير المرأة من المرأة نفسها...ومقولة -هم البنات للممات- اكيد ترددها النساء أكثر من الرجال في عالمنا العربي ...تحياتي لك


2 - صدقتِ يا نهي الزبرقان
آيا برجاوي ( 2011 / 10 / 28 - 18:59 )
عزيزتي نهي:

دائما أقول أين هي العقول التي ستفكر؟..فالمرأة هي نفسها الظالمة والمظلومة..وتحتاج لكثر من الوعي الفكري كي تدرك نتائج أفعالها الموروثة من هذا المجتمع البائس..

تحياتي

اخر الافلام

.. صباح العربية | تطور غريب.. انطلاق أول مسابقة لملكة جمال الذك


.. رحاب الفقيرة هي شابة من مدينة المهدية منطقة ملولش شاركت بالو




.. في وقفة احتجاجية مطالبات بإعادة المفقودين في الأراضي الإي


.. رشيدة الباجي أم المفقود أيمن العياري




.. آراء الشارع في لندن وباريس حول من يتحمل ألم الأنفلونزا .الرج