الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تاريخ الاهواز – عربستان - منذ عصر الافشار حتى الوقت الراهن ، الفصل الحادي عشر - الحلقة الثانية

جابر احمد

2011 / 10 / 31
مواضيع وابحاث سياسية


تأليف : الاستاذ موسى سي
اعلان الجهاد وتداعياته على اقليم عربستان
لعل من اهم تداعيات الحرب العالمية الأولى و اعلان تركيا العثمانية دخولها الحرب الى جانب المانيا هو موضوع اعلان الجهاد من قبل علماء المسلمين ضد ما اسموه بالكفار وقد بدأ هذا الجهاد عبر ثلاث مراحل وهي كالتالي :
المرحلة الاولى :
وقد بدأت في 7 تشرين الثاني عام 1914 عندما اصدر خيري افندي ( شيخ الإسلام ) فتوى يؤكد من خلالها ان جميع المسلمين التابعين للإمبراطورية العثمانية وساير البلدان الاسلامية الواقعة تحت سلطة الدول الثلاث وهي بريطانيا و فرانسة و روسية واجب عليهم الجهاد ضد هذه الدولة التي تعتبر عدوة للإسلام والمسلمين ، وعليهم ايضا مساعدة حلفاء الامبراطورية العثمانية وهم كل المانيا و النمسا و المجر و ايطاليا ، وقد نسى شيخ الاسلام وهو يصدر فتواه ان الامبرطورية العثمانية هي نفسها دولة استعمارية وهي تمارس سلطتها الاستبدادية و العنصرية باسم الدين على جميع المسلمين الواقعين تحت سيطرتها.
المرحلة الثانية :
عندما اصدر السلطان العثماني " عبد الحميد في 11 تشرين الثاني من عام 1914 بصفته خليفة للمسلمين بيان الزم فيه الجيش حتى يدافع كيان الامة الاسلامية والمسلمين ازاء الكفار و اعداء الدين .
المرحلة الثالثة :
عندما صدر في 3 تشرين الثاني من عام 1914 بيان موقع من قبل ثلاثين عالما من كبار علماء المسلمين من بينهم : شيخ الاسلام خيري افندي " و "علي حيدر افندي " وذلك تحت عنوان ايها المسلمين ان " روسيا و بريطانيا و فرنسا " منذ زمن طويل وهي تستغل مسلمي العالم وقد جلبت اليهم الذلة والمهانة وعلية واستنادا الى البيان الصادر عن خليفة المسلمين " السلطان عبد الحميد "فانه واجب على المسلمين الدفاع عن قبر الرسول و بيت المقدس وكربلاء و النجف و عاصمة المسلمين ( استنبول ) وقد جاء في نهاية البيان مايلي : " ايها المقاتلون المسلمون بعون الله وشفاعة النبي سوف تسحقون اعداء الدين و ستمللاؤن قلوب المسلمين بالفرح الأبدي طبقا للوعد المقدس " .
وبعد صدور هذا البيان اعلن السفير الألماني في استنبول " مستر فون ولنهايم " صراحة و قال : " ان الهدف من وراء دخول العثمانيين الحرب هو تحريك مشاعر الملايين من المسلمين المجاهدين ضد المستعمرين الروس و البريطانيين و الفرنسيين الذين يستعمرون بلدانا مثل مصر و الجزائر و تونس وغيرها من البلدان لان العثمانيين بمفردهم لهم جيش ضعيف و لا نعول كثير ا عليه كثيرا ولكننا نعترف ان العثمانيين هم ممثلي مسلمي العالم . و لهذا السبب فاننا سعينا وبكل ما نستطيع كسبها الى جانبنا في الحرب و في ظروف خاصة سوف نفرض عليهم السلام " .
ان السيد " فون و لنهايم الذي يدعو و يشجع غيره على الإشتراك في الحرب هو نفسه لم يضع قدمه في يوماً من الأيام في ساحة القتال ولكنه عبر كتاباته وتصريحاته يدافع عن المصالح الإستراتيجية للإمبراطورية الألمانية و حلفاءها وكذلك بقاء من أجل حكومة الإمبراطورية العثمانية الظالمة، فقد بث الألمان اشاعات مفادها ان الشعب الألماني احتض الأسلام وحتى " الإمبراطور الألماني " ويلهلم " عرف فيما بعد بين أوساط المسلمين " بالحاج ويلهلم " .
واذا عدنا للتاريخ قليلا فإننا نرى ذلك ليس مستغرباً فقبل ذلك قام نابلون بنايرت عندما احتل مصر في عام 1798 بلبس الثياب المحلية والعمامة وكان يبث اشاعات مفادها انه قد رأي نبي الإسلام في المنام ، يعمل كل هذه الإمور ضناً منه انه بهذه التصرفات سوف يكسب ثقة الشعب المصري وتعاونه و ايضا مخافة من ردة فعل هذا لشعب ضد الإحتلال الفرنسي .
الهجوم البريطاني على الخليج و اقليم عربستان :
في 16 تشرين الأول من عام 1914 تحركت مجموعة من البواخر الحربية البريطانية بقياد الجنرال " ديلامين " من مدينية بمبي الهندية باتجاه الخليج و كانت الخطة تق/*تضي ان يتحرك بانجاه مدينة عبادان وذلك لكي يدافع عن مصفاتها ومخازن نفطها . كما انه في حال دخول العثمانيين الحرب يجب عليه ان يتحرك بقواته بسرعة من اجل احتلال البصرة وبعد وصول اسطول ديلامين " في 30 تشرين الأول 1914 الى البحرين تلقى برقية من الهند تفيد بان العثمانيين قد دخلوا الحرب فعلا وعلية ان يحرك قواته نحو الكويت وفي 2 تشرين الثاني 1914 وصلت قوات " ديلامين " الى السواحل الكويتية بعد ان تم ابلاغ اميرها بذلك وفي 3 من تشرين من نفس العام وصلت طلائع تلك القوات الى شط العرب وقد امر" ديلامين " بمهاجمة الباخرة " اودين " كم قصفت اربع مراكزلمدفعية العدو بالقرب من مدينة الفاو العراقية وقد قتل اثناء هذا القصف قائد هذه الباخرة و يدعى " بيمباشي برهان الدين " كما احتل ميناء الفاو الصغير من قبل البريطانيين في نفس اليوم . وقدواصلت القوات البريطانية تقدمها باتجاه شط العرب وبعد وصولها الى منطقة " السنية " المحاذية لمدينة عبادان جاءت الاوامر للقوات البريطانية بالنزول الى البر العراقي .
لقد وصلت انباء سقوط ميناء الفاو الى العثمانيين فأمر القائد العثماني " صبحي بيك " بإرسال 400 جندي بقيادة " أليوز باشي سامي بيك " الى منطقة " السنية وذلك من أجل التصدي للقوات البريطانية ، كما ان الشيخ خزعل امير المحمرة بصفته حاكما لأقليم عربستان وحليف لبريطانيا و التي تربطه بها معاهدات رأى ان هذا التحركات موجهة ضده على الرغم من ان ايران اعلنت من قبل حيادها في هذه الحرب لذلك اخبر القوات البريطانية بهذا التحرك ولم تكتفي القوات العثمانية بتحريك قواتها نحو " السنية " بل ارسلت ودون ابلاغ امير عربستان قواتها الى غرب " دشت ميشان " متجاوزة الحدود الدولية متوغلة في اقليم عربستان وذلك بقصد استمالت العشائر العربية في هذه المنطقة وتحريضها ضد الشيخ خزعل و بالتالي تعريض المنشأت النفطية للخطر الامر الذي اجبر الشيخ خزعل و بمساعدة القوات البريطانية التصدي للقوات العثمانية التي توغلت مسافة 60 كيلومتر في عمق الاراضي العربستانية من ناحية الغرب .
وفي صباح يوم 11 من تشرين الثاني من عام 1914 شنت القوات العثمانية في منطقة شط العرب هجوما واسع النطاق على القوات البريطانية بقيادة "ديلامين " الا ان هذه القوات ونتيجة للاستعدادت المسبقة من قبل القوات البريطانية التي يساندها الشيخ خزعل تصدت لهذا الهجوم و اجبرته على التراجع الى منطقة "سيحان "العراقية بعد ان خلفت وارءها 80 قتيلا ، بعد ذلك و تحديدا في24 تشرين الثاني من عام 1914 دخلت مياه شط العرب 14 بارجة حربية بقيادة الجنرال " باريت " يساعده الجنرال " ديلامين " وتوجهت الى منطقة تسمى" السنية " وكان الهدف النهائي من وراء هذا الهجوم هو التمهيد لأحتلال مدينة البصرة . وعندما احتلت القوات البريطانية ميناء البصرة القت القبض على " الشيخ مهدي آل مظفر " وهو احد مراجع الشيعة و ذلك بعد ان اعلن دعمه للأتراك العثمانيين . الا ان الشيخ خزعل هان عليه اعتقال هذا الشيخ فتدخل لدى الانجليز طالبا اطلاق سراحه و بالفعل تسنى له ذلك ، فبقي الشيخ مكرما معززا في مدينة المحمرة حتى انتهاء الحرب .
اعلان الجهاد من قبل علماء الشيعة :
في 19 من تشرين الثاني عام 1914 وعندما تم احتلال البصرة من قبل القوات البريطانية ابرق اهالي البصرة الى علماء الشيعة في العتبات المقدسة يعلمونهم بها ان البريطانيين احتلو المدينة و ان جنودهم تقوم بانتهاك اعراض الناس و تتجاوز على ممتلكاتهم . ويناشدونهم العمل على صد هذه الاعتداءات ووضع حد لها . داعين رجال الدين و الخطباء في اغلب المدن العراقية لمناصرتهم . وفي هذه الظروف المتأزمة ارسلت الدولة العثمانية وفدا يمثلها الى النجف الأشرف وذلك من اجل حث علماء المسلمين الشيعة الى اعلان " الجهاد " ضد الكفار البريطانيين وحلفاءهم ، اما وفد الحكومة العثمانية فكان يتكون من الشخصيات التالية اسماءهم وهم كل من : محمد فاضل الداغستاني و شوكت باشا و الشيخ حميد الكليدار ، حيث انهم بمجرد وصولهم الى النجف اجتمعوا في مسجد يقال له " مسجد الهندي " بعدد من العلماء الاعلام و كذلك بعض الشخصيات المحلية المعروفة و شيوخ القبائل وكان من بين هذا الجمع " آية الله محمد سعيد الحبوبي و الشيخ عبد الكريم الجزائري و الشيخ جواد الجواهري و السيد كاظم اليزدي " ودعوا كل منهم اثناء خطبته المسلمين الى الدفاع عن كيان الامة الاسلامية و الدولة العثمانية الاسلامية ازاء هجمات الكفار وقالو التالي :" ان الإتراك اخواننا في الدين وواجب علينا مساعدتهم في طرد الإعداء من بلادنا " بعد ذلك شكل علماء الدين و فودا يمثلونهم وارسلوهم الى مختلف المدن و المناطق والقرى والارياف وذلك لدعوتهم بأمر الجهاد ضد البريطانيين .
انتهت الحلقة الثانية من تاريخ الاهواز – عربستان - منذ عصر الافشار حتى الوقت الراهن الفصل الحادي عشر و الاخير و تليها الحلقة الثالثة .
تأليف : موسى سيادة
عرض وترجمة عن اللغة الفارسية : جابر احمد








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ما الهدف وراء الضربة الإسرائيلية المحدودة في إيران؟|#عاجل


.. مصادر: إسرائيل أخطرت أميركا بالرد على إيران قبلها بثلاثة أيا




.. قبيل الضربة على إيران إسرائيل تستهدف كتيبة الرادارات بجنوب س


.. لماذا أعلنت قطر إعادة -تقييم- وساطتها بين إسرائيل وحماس؟




.. هل وصلت رسالة إسرائيل بأنها قادرة على استهداف الداخل الإيران