الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
ثورة شعبية لا ثورة نخبوية
عبدالله الدمياطى
2011 / 11 / 9مواضيع وابحاث سياسية
لا يمكن وصف الثورة المصرية على أنها ثورة نخب خصوصا النخبة الليبرالية , لأسباب عدة أهمها أن الثورة المصرية شعبية تماما ولم تكن نتاج فعل نخبة ليبرالية محلية أو اى قوى خارجية, لم تكن الثورة نتاجا لأي طليعة أو نخبة ما , كانت نتاجا لمبادرة الجماهير الواسعة الذاتية
بل بالعكس إن مختلف القوى السياسية كانت عموما متأخرة عن الشعوب في المشاركة كما أن الثورة المصرية قد قامت في وجه أحد أكثر الأنظمة صداقة مع الغرب والولايات المتحدة الأمريكية أحد أكثر الأنظمة ممارسة لليبرالية ، إضافة إلى ذالك فالنخبة الليبرالية المصرية لم تكن قبل الثورة تخصص في خطابها مكانا لمثل هذه الانتفاضات الشعبية مع العلم والإنصاف أنها كانت معارضة للأنظمة الاستبدادية الحاكمة حينذاك وكان لها دورها الهام في كشف بعض ممارسات النظام السابق , لكنها لا تملك أي دور في الثورة ولا يمكنها تحريك الشعب بهذا الشكل,فالمعروف إن هذه النخب دائما تستخدم وسيلة الخطاب النخبوي الاستعلائي الذي يفسر الحرية تفسيرا نخبويا ضيقا يرتبط بمصطلحات الديمقراطية البرجوازية، نعم أنها لم تدعوا إلى هذه الانتفاضات الشعبية وشاركت متأخرا وهي الآن تحاول محاصرة الثورة واحتوائها وفرض الوصاية على الشعب لان الشعب في وجهه نظرهم غير مستعد للديمقراطية وهذه المقولة قالها عمر سليمان نائب رئيس الجمهورية الأسبق فكتب شهادة وفاته السياسية ولكننا سمعناها كثيرا من النخبة الليبرالية ولم يعترض احد .
إن ثورة يناير لم تكن نتاجا لأي نخبة ما وكانت فقط نتاجا لمبادرة الشعوب التي ذاقت الظلم والقهر لمدة كبيرة من الزمن .
الشعب المصري لن ولم يسمع لاى نخبة جديدة تمارس نهبا أو استغلالا حتى لو كان أكثر انضباطا وشرعية بما يسمح و لو بتحسن نسبي في ظروف حياة الشعب – أثبتت الثورة أنه لا يمكن لأي نخبة أن تحل مكان الجماهير , و لا حتى باسم مصالحها . و أن الثورة ليست نتاج أية نخبة مهما تكن
اعتقد ان الشعب الذي بذل كل هذه الدماء في سبيل حريتة وكرامته قادر على القيادة لأنه لا يعول إلا على قدرتة الذاتية في التغيير ولن يقبل يوصيا عليه ،لقد بنت النخبة نقدها للشعب عندما ظنوا أن خط سير هذا الشعب لا يمتد إلى الطريق الصحيح، بل مهما امتد مستقيمًا فهو مرتد إلى الخلف، لقد أشبعونا بمقالات النقد، وحكايات التجارب، وقليلٍ من استنباط الحلول، وكثيرٍ من استقراء ناقص،والحقيقة إننا لا نمثل في نظرهم إلا قطيعًا يقاد إلى حيث لا يدري، لكن الجديد أنهم اكتشفوا أن أيسر سبيل ليس في توعية القطيع، ولكن في إقناع القطيع أن هناك راعيًا جديدًا أفضل، فليس هناك إنسان في التاريخ طالب بنهضة قطيعٍ من الغنم، ولكن التاريخ ملئ بحكايات الرعاة يقتل بعضهم بعضًا، ولكن الناس يعلمون الفرق بين من ينظر إليهم نظرة القطيع، ويخلط بين طعنٍ ومديح، ويتغير كما الحرباء، وبين أهل العلم الذين عاشوا سنين عددًا بين الناس، يدعونهم، ويعلمونهم، ويبشرونهم، ويحاولون بث روح الأمل فيهم .
لم يبق لهم إذن إلا الدعوة إلى إسكات الناس، والخروج عن اختيارهم، والتشكيك في أهليتهم للاختيار، اتساقًا مع مفهوم القطيع إياه فعجبا لهؤلاء ..
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. شهداء وجرحى في قصف إسرائيلي استهداف مناطق عدة في قطاع غزة
.. ما الاستراتيجية التي استخدمتها القسام في استهداف سلاح الهندس
.. استشهاد الصحفي في إذاعة القدس محمد أبو سخيل برصاص قوات الاحت
.. كباشي: الجيش في طريقه لحسم الحرب وبعدها يبدأ المسار السياسي
.. بوليتيكو تكشف: واشنطن تدرس تمويل قوة متعددة الجنسيات لإدارة