الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الإصلاح فكر ورؤية

عبدالله الدمياطى

2011 / 11 / 10
مواضيع وابحاث سياسية


الإصلاح فكر ورؤية
إن قضية الإصلاح في الوطن العربي وقبل التطرق إلى مضمونها؛علي أن أذكر أن الإصلاح هو حديث يختلط فيه الداخل بالخارج ،والمقدس بغير المقدس وأصبحت كلمة الإصلاح ترد على ألسنة الكثيرين في الداخل والخارج فالإصلاح لغة ضد الإفساد ،حيث يقال أصلح الشيء أزال عنه الفساد، وصلح الشيء زال عنه الفساد ،فالإصلاح ترقية وتحسين وتطوير إلى الأفضل ويشار إلى الإصلاح بمعنى التغيير إلى الأفضل وتحسين عناصر المنظومة الاقتصادية، والسياسية، والفكرية، والثقافية، والاجتماعية ،والتخلص من الفساد والاستبداد والقهر والظلم ،ويجب أن يكون الإصلاح شاملاً يطال كافة الأنظمة الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والثقافية..الخ ،لأنه لو لم يتحقق الإصلاح في كل هذه المجالات فسوف يكون حصاد الإصلاح و ثماره ضعيفة للغاية فهل يتصور أن يتحقق إصلاح اقتصادي دون إصلاح اجتماعي، ودون إصلاح في نظام التعليم ودون الإصلاح السياسي أن شمول هذه المجالات أمر مهم ليكتمل الإصلاح.
أن خطاب الإصلاح ليس جديداً فقد صافحه أسلافنا في القرن التاسع عشر وفي النصف الأول من القرن العشرين فالصدمة الحضارية التي تعرضت لها ديار العرب والمسلمين في أحقاب الحملة الفرنسية على الدول العربية، ثم البعثات التي أرسلها محمد علي إلى أوروبا فضلاً عن خيرة الاستعمار الأوروبي في المنطقة العربية، كل هذا أنتج صدمة حضارية طرحت أسئلة كبيرة مازلنا نطرحها حتى وقتنا الحاضر لماذا تقدم غيرنا؟ ولماذا تخلفنا نحن؟ وكيف النهوض من ذلك التخلف؟ والإجابة عن هذا السؤال خاصة كثيرة ومتنوعة وقد تكون متضادة فالرؤى كثيرة حيث لدينا تيار إسلامي، وتيار ليبرالي، وتيار يساري، فعلى صعيد التيار الإسلامي وهو مقسم أيضا إلى أكثر من فكر فيوجد فكر يرجح إلى أن سبب تخلف العالم الإسلامي يرجع في تقديره إلى الإفراط في تعاليم الدين الحنيف، والتخلي عن نهج السلف الصالح ومن ثم تصبح معادلة الإصلاح هي في تنقية ذلك الدين من البدع والخرافات التي دخلت هذا الدين.
ويوجد فكر أخر من التيار الإسلامي، ومن أهم رموز هذا الفكر الشيخ محمد عبده والأفغاني ، فقد ذهبوا إلى أن سبب تخلف العالم العربي والإسلامي هو الجمود والانغلاق والبعد عن تعاليم الدين الصحيحة، والتي منها الانفتاح على العالم المتقدم والإفادة منه بما لا يتعارض مع مقدساتنا ، وبالتالي يصبح الأمر من وجهة نظر هذا الفكر هو الجمع بين الموروث الذي يحث على النهوض، والقادم الذي لا يصادم نصوصاً في الكتاب والسنة من ناحية أخرى .
والفكر الأخير الخاص بالتيار الاسلامى يمثله الشيخ حسن البنا مؤسس جماعة الإخوان المسلمين ،والذي ذهب إلى أن السبيل إلى نهوض العرب والمسلمين يكمن في بناء الإنسان المسلم، والأسرة المسلمة، والمجتمع المسلم.
أما عن فكر ورؤى التيار الليبرالي فقد ذهبوا إلى أن سبب تخلف العرب يعود إلى التمسك بالماضي والتشبث به في عصر تخلفه وانحطاطه والتراث في عصر الانحطاط يؤثر النقل على العقل، ويؤثر الحياة الآخرة على الدنيا، وقد رأى أنصار هذا التيار أن نقطع صلتنا بالماضي وبالتراث كله لأننا لو حاولنا أن ننقيه مما فيه لما تبقى منه شيء ، فالطريق الوحيد للتقدم في نظر التيار الليبرالي هو محاكاة النموذج الغربي وقطع صلتنا بالتراث.
التيار الثالث والأخير هو التيار اليساري ،ويرجح هذا التيار في تقديره أن سبب تخلف العالم العربي والإسلامي هو الاستعمار الأجنبي.
ويرى هذا التيار أن القضاء على الفساد والقضاء على الاستعمار بكل صوره والاهتمام بالعلم والعلماء وتمكين العمال من السيطرة على أدوات ووسائل الإنتاج هي السبيل لتقدمنا .
هذا عرض سريع للتيارات المختلفة، ورؤيتها لتخلف العالم العربي والإسلامي، والسبيل للخروج من هذا التخلف..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. لماذا خصّ الرئيس السنغالي موريتانيا بأول زيارة خارجية له؟


.. الجزائر تقدم 15 مليون دولار مساهمة استثنائية للأونروا




.. تونس: كيف كان رد فعل الصحفي محمد بوغلاّب على الحكم بسجنه ؟


.. تونس: إفراج وشيك عن الموقوفين في قضية التآمر على أمن الدولة؟




.. ما هي العقوبات الأميركية المفروضة على إيران؟ وكيف يمكن فرض ا