الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الوكالة الدولية للطاقة الذرية والحل العسكري لملف إيران النووي

محمد حسن فلاحية

2011 / 11 / 11
مواضيع وابحاث سياسية


بعد الحرب الإعلامية الأخيرة بين كل من طهران وواشنطن على خلفية توجيه الإتهامات بإثبابات دامغة حول تورّط طهران في العمل الإرهابي المحتمل ضد سفارات وشخصيات على الأراضي الأميركية منها السفير السعودي في الولايات المتحدة الأمريكية وما أعقب ذلك الحدث من تشديد العقوبات على طهران من قبل الكونغرس الأمريكي بعد رفع هذا الملف الى مجلس الأمن أصبح الحل العسكري حسبما يبدو لملف إيران النووي وارداً جداً.
إنّ النهج التوسعي الإيراني في منطقة الشرق الأوسط هو النتيجة الحتمية للدفع بملف النووي الإيراني فلا شك أنّ امكانية توجيه ضربة عسكرية لهذا البلد أصبح قاب قوسين أو أدنى فحسبما يرى المراقبون أن الإجتماع السنوي القادم لمنظمة الطاقة الدولية الذي سيعقد في فيينا في مطلع الأسبوع القادم برئاسة الياباني "يوكيا أمانو" سيرفع تقريراً الى مجلس الأمن لربما سيكون مفصلياً بالنسبة لطهران وملفاتها الشائكة في المنطقة .
من هذا المنطلق يرى بعض المراقبين أنّ التقرير الذي نشرته الوكالة الدولية للطاقة قبل أيام وسيسلمه أمينها العام خلال اجتماعها السنوي الى الأعضاء في الوكالة يحمل الكثير من التأكيدات على أنّ ملف لاطهران النووي ذو أهداف غير سلمية ويحمل بصمات لأغراض عسكرية مما سيفتح الباب على مصارعيه لمواجهة عسكرية حاسمة بين الغرب وطهران في الربيع القادم وسوف لن تتمكن موسكو ولا بكين من الحيلولة دون هذا التوجه الآتي بسبب وجود أدلة دامغة على نوايا طهران المخبئة خلف طموحاتها النووية.
وللوقوف بوجه ما سيحصل تعمل موسكو جاهدة للحؤولة دون تطور الأوضاع فقد عبرت كل من روسيا والصين في الأسابيع الماضية على أنّ التقرير الآتي سيحمل معه بشائر لمعالجة مشكلة النووي الإيراني من هنا يضغط البلدان على الوكالة الدولية والدوائر الغربية لمنح طهران فرصة جديدة لكنّ الدول الغربية ترغب في التصعيد العسكري لكبح جماح طهران حسبما يعتقد البعض .
بات من الواضح أنّ هوة الشرخ بين الدول الأعضاء الدائمة العضوية في مجلس الأمن تتسع كل يوم يمرّ على الإقتراب من موعد إجتماع الوكالة وأيضاً في نفس الإتجاه الصفقة تبدو واردة بين الغرب ومسكو وبكين بعدما نشرت وسائل الإعلام خبراً يوحي بموافقة واشنطن على عضوية موسكو في منظمة التجارة العالمية وهو خير دليل على تفاهم كلال الأطراف على الملفات العالقة منها ملف إيران النووي .
بعدما دعمت كل من روسيا والصين منذ عام 2006 لحد الآن أربعة قرارت صدرت من الوكالة كلّها تحمل إدانة واضحة لطهران لكن السؤوال الذي يطرح نفسه في خضم صدام الغرب مع نظام الحكم في إيران هو هل ستنتهج دول مثل روسيا والبرازيل والصين نفس التوجه السابق أم أنها ستساند طهران للوقوف بوجه امكانية توجيه ضربة عسكرية أم أنها ستصل الى حل وسط خلف الأبواب المغلقة مع الغرب لمعالجة هذا الملف رغم أنّ هذا الإتفاق سيظل غير معروفاً حتى اللحظة الأخيرة من صدور تقرير الوكالة الدولية وتبقى جميع التحليلات مجرد تكهنات حتى يظهر القرار الأخير بهذا الخصوص .
تشير صحيفة الـ "فيغارو" الفرنسية نقلاً عن مصادر أمريكية لم تكشف عنها أن واشنطن ترغب في تأديب طهران على مخططها القاضي باغتيال السفير السعودي على أراضيها وتلمّح الى وجود مخطط أو كما تحب وسائل الإعلام الإيرانية الحكومية مثل موقع "تابناك" التابع للحرس الثوري أن تسميه على أنّه سيناريو يتم التخطيط له للنيل من طهران وتحذرهذه المواقع القريبة من دوائر صنع القرار في إيران المسؤولين في الخارجية الإيرانية الأخذ على محمل الجد ما سيتبع تقرير أمانو من تهديدات تمس سيادة الجمهورية الإسلامية الإيرانية حسبما تشير .
يتسائل الموقع الحرسي "تابناك" على أنه هل شكلت الخارجية الإيرانية "حملة" أو "كامبين" رداً على الحملة التي تشكلت في الغرب بُعيد الإعلان عن تورط طهران في مخطط اغتيال السفير السعودي وهل قامت بما يمكن لمواجهة الخطر القادم بعد الحملة الإعلامية الشرسة التي تتعرض له بلاده إثر الإعلان عن ضلوع طهران في تلك العملية ودعوة واشنطن الممثلة بالرئيس اوباما مباشرة الوكالة الدولية للنظر في مساع طهران الحصول على قنبلة نووية واستجابة الوكالة الدولية الممثلة برئيسها الياباني لطلب واشنطن ضمنياً في الأيام القليلة الماضية أم أنها بقيت صامتة؟.
لا تخشى طهران توجيه ضربة عسكرية بقدر ما تخشى مما سينجم عن الضربة من انشقاقات واقتتال داخلي في البلاد وتمزقها نتيجة جلوس عدد كبير من الإيرانيين على جمر لوصول هذه اللحظة لأخذ الثأر من النظام وقادته ناهيك عن الحالة التي يمر بها النظام المتمثلة بتصدعات تشهدها الساحة السياسية الإيرانية والتيارات التي أخرجها تطرف نظام ولي الفقيه عن عبائته وغيرها من القضايا العالقة تأريخياً مثل حقوق الشعوب غير الفارسية التي قمعت في العقود المنصرمة وينظر لها النظام الإيراني على أنها مصدر قلق حقيقي إذا ما تعرض لأي هجوم عسكري محتمل.
ففي الوقت الراهن يحذّر قادة النظام الإيراني من الإنزلاق في حرب مع الغرب لما تحمله هذه الحرب بخسارة إيران الدولة وتمزقها فقد وصف القائد السابق في الحرس الثوري"مهدي خزعلي" نجل أية الله خزعلي العضو في مجلس خبراء قيادة النظام ، في رسالة علنية نشرها مؤخراً موجهة الى ولي الفقيه "علي خامنئي" ، قال فيها أن إيران تقف على حافة الهاوية محذراً فيها المرشد من عدم الإكتراث بما تعانيه البلاد من مشاكل مستعصية ستقذف بالنظام الى الهاوية لو لم يقم باصلاحات جذرية لمعالجتها خاصة بعد نشر أخبار عن حالات فساد لم يشهد لها التاريخ الايراني الحديث حسبما يصفها البعض من المراقبين الإقتصاديين في إيران أضف الى ذلك تعميق الهوة بين تيار نجاد وخامنئي حيث تهديد الأخير بحل رئاسة الجمهورية واستبدالها برئاسة وزراء وفي المقابل تهديد نجاد بفضح الأسرار والإرتكان بالباسيج لمواجهة ما يحاك ضده وضد أعوانه ومحاولة أسرة المرشد بمحاكمته في البرلمان تمهيداً لعزله ومنعه من الظهور في الوسائل الإعلامية المملوكة للمرشد مثل الإذاعة والتلفزيون مما دفع نجاد تأسيس قناة تلفزيونية ناطقة باسمه على الإنترنت لكسر التعتيم الإعلامي حسبما يراه أنصار نجاد وهلم ذلك من نزاعات وصراعات على السلطة والثروة في البلاد قد تنهار إثرها دولة ولي الفقيه بصورة أسرع مما انهار فيها النظام العراقي السابق ونظام طالبان الجارين لهذا البلد.
لكن رغم كل ذلك فإنّ جميع المؤشرات تشير الى بدء مرحلة جديدة من الصدام الإيراني الغربي في المرحلة القدمة لعلها ستكون عسكرية فقد هدد رئيس هيئة الأركان الإيرانية المشتركة الجنرال حسن فيروزآبادي الغرب واسرائيل بأنّ أي هجوم تشنه هذه الدول ضد منشآتها النووية سيواجه بالمثل بمعاقبة إسرائيل على اي هجوم تشنه وأضاف فيروزآبادي أن "إيران في حالة تأهب وستعاقب إسرائيل على أي هجوم يمكن أن تشنه عليها"
ونقلت وكالة أنباء فارس عن فيروز عبادي قوله "إننا نعتبر أي تهديد حتى لو كان احتماله ضعيفا أو بعيدا تهديدا أكيداً" وأضاف أنه في ظل "وجود المعدات المناسبة لدى إيران فإننا مستعدون لمعاقبتهم وجعلهم يندمون على ارتكاب أي غلطة"، في إشارة إلى إسرائيل وقال إن الولايات المتحدة كذلك "ستتكبد خسائر جسيمة إذا ما شن النظام الصهيوني أي هجوم عسكري ضد إيران."
وفي معمعة اتهام فيلق القدس بالتورط في عملية إرهابية في أميركا صرح رئيس السلطة القضائية "أية الله صادق لاريجاني" أنّ بلاده تعتبر فيلق القدس من مفاخر هذا البلد يجب الفخر بالانجازات التي يقوم بها ". في المقابل صرح المرشد الإيراني أن لديه عشرات الأدلة تثبت تورط أميركا في عمليات إرهابية رداً على الاتهام الأخير الموجه ضده شخصياً في التخطيط لاغتيالات في أميركا.
ففي خضم هذا الصراع الدائر بين طهران من جهة وعواصم غربية حول الملف النووي ومحاولات طهران استغلال الربيع العربي لصالحها من خلال تمويلها الهائل خدمة للأجندة الإيرانية التي تمثلها بعض التيارات الإسلامية في المنطقة فإن الاجتماع القادم للوكالة الدولية للطاقة الذرية سيحمل معه الكثير من الدلالات لقرب المواجهة بين النظام الإيراني والدول الغربية ويجب أن ننتظهر هل ستكون مفاتيح التدخل العسكري في إيران بيد الوكالة الدولية لطاقة الذرية وسيتكرر المشهد العراقي أم أنّ طهران لديها الكثير من الأوراق التي تستطيع من خلالها تأجيل مثل هكذا قرارات ؟! .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ملف الهجرة وأمن الحدود .. بين اهتمام الناخبين وفشل السياسيين


.. قائد كتيبة في لواء -ناحل- يعلن انتهاء العملية في أطرف مخيم ا




.. وسائل إعلام إسرائيلية تناقش تداعيات الرد الإيراني والهجوم ال


.. إيران وروسيا والصين.. ما حجم التقارب؟ ولماذا يزعجون الغرب؟




.. مخلفا شهداء ومفقودين.. الاحتلال يدمر منزلا غربي النصيرات على