الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


صَحوةُ الذاتْ

آيا برجاوي

2011 / 11 / 13
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


لقد تعلمنا أشياءً كثيرة,قيل لنا عنها بأنها هي الصواب,وهي ستصب في مصلحتنا وستحمينا وستقدم لنا الكثير من الأمور التي تسعدنا,لم يخطر ببال أحدهم أن ليس كل ما يرونه هو الصواب.
فنحن ننظر بعيوننا لا بِعيون الآخرين ونتحدث من وجهات نظرنا لا من وجهات نظر الآخرين,وعندما نفكر بشيء ونقتنع به ,نعتقد بأن الجميع سيقتنع به بكل بساطة وسهولة ويسر كما كنا نعتقد.ولكن نستيقظ على صفعة تعيد لنا وعينا في إدراك بأن ليس كل ما لدينا هو الصوابْ.

ولكن مجتمعنا إلى الآن لم يأخذ تلك الصفعة التي تعيد له وعيه من جديد,فهو ما زال أسير عاداته وتقاليده التي تستعبده وتستعبد الآخرين أيضاً بلا رحمة..
ما زالوا تحت عذاب عاداتهم وتقاليدهم ولم ينتقلوا إلى رحمة حياتهم الجديدة..
فالشيء الذي كان بالأمس أندثر وما أشرق اليوم هو المُنظرُ إليه,وما سيأتي بعد حين هو المُنتظرْ..

الكثير ينتظر تلك الصفعة التي تسحق عادات مجتمعنا من جذورها,ولكن لا يعلم البعض من أين ستأتي تلك الصفعة وبأي اتجاه ستذهب وماذا ستجلب لنا من بعد مرورها..
لطالما كنت أقول وسأبقى أقول بأن العدالة الاجتماعية التي يطمح إليها أفراد مجتمعنا لن تتحقق أبداً دون تحقيق العدالة الذاتية,ولكن من أين لنا أن نحقق العدالة الذاتية في ظل هذا المجتمع؟
لقد عَلم هذا المجتمع أن يكره الرجال قوتهم وأن تكره النساء ضعفهم,فنحن لا ننتظر خيراً من فرداً يكره شيئاً بذاته..!

فالضعف والقوة هم أجزاء من شخصيتنا التي سلبتها العادات البالية في هذا المجتمع,فنحن سنبقى مع أنفسنا,ذاتنا هي رفيقةُ دربنا في هذه الحياة,فكيف سنحيا ونعمل ونجتهد ونبدع ونحن محتقرين لذاتنا كارهين لصفاتنا آملين بإرضاء الغير فقط دون الالتفات لحاجاتنا نحن لا أحد غيرنا,هذه ليست أنانية كما سيدور في بال البعض ولكن أول طريق لتحقيق المراد والعدالة الاجتماعية هي عشق الذاتْ,حينما نتربى على الحقد والكره سننسى أنفسنا وحتما سننسى التقدم والنجاح والازدهار..

يكفينا استعبادا لذاتنا ويكفينا استعبادا لغيرنا,فالإنسان الحر مفقود في هذه الحياة,وسيبقى مفقود لطالما لم يحقق عدالته الذاتية ويحب كل ما به,فالحقد والكره هو مضيعة للوقت خصوصا كره الذاتْ..

نخدع أنفسنا بإسم العادات والتقاليد وبإسم العبودية وبأسم إرضاء الغير وبإسم الإله والأديان,وكل شيء يرضي غرورنا..
فإذا أردت تحقيق ما تريد لن تحققه بكره نفسك والذي سيؤدي بالنهاية لكره ما ستقدم إذ كان نافعاً أو ضاراً فحينها لن تهتم فأنت كارهٌ لنفسكْ وعاجزاً عن حب نفسك بالتالي عاجز عن التمتع بكل ما لديك..

لا أدعوك لأن تصدقني ولا أدعي بأن كل ما أقوله هو الصواب,ولكِنْ برأيي: دع صوتكَ الداخلي يتكلم, وحَكِمْ عقلكَ قبل أن تُحكمْ عَواطفكَ, كن مؤمنا بالتفكير المنطقي والتجريبي لأي ظاهرة..

أنت لست بحاجة لوصايا فكرية أو أن تبتعد عن بعض الأمور لأنه قيل لك عنها بأنها خطأ,أنت أدرى بمصلحتك وليس أحداً غيركَ..أنت..أنتَ..كُن أنت في ظل هذا المجتمع الذي لا يعترف بشخصكَ..ولكن كُن أنت معترفاً بذاتِكَ فهذا يكفيكَ..

تحياتي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - خطأ تعبيري في الموضوع
آيا برجاوي ( 2011 / 11 / 14 - 09:49 )
عذرا هنالك خطأ تعبيري في اموضوع..
الخطأ:لقد عَلم هذا المجتمع أن يكره الرجال قوتهم وأن تكره النساء ضعفهم,فنحن لا ننتظر خيراً من فرداً يكره شيئاً بذاته..!

الصواب:لقد علم هذا المجتمع أن يكره الرجال ضعفهم وان تكره النساء قوتهم..قنحن لا ننتظر خيرا من فردأ يكره شيئا بذاته

تحياتي

اخر الافلام

.. ضربة إسرائيلية ضد إيران في أصفهان.. جيمس كلابر: سلم التصعيد


.. واشنطن تسقط بالفيتو مشروع قرار بمجلس الأمن لمنح فلسطين صفة ا




.. قصف أصفهان بمثابة رسالة إسرائيلية على قدرة الجيش على ضرب منا


.. وزير الأمن القومي الإسرائيلي بن غفير تعليقا على ما تعرضت له




.. فلسطيني: إسرائيل لم تترك بشرا أو حيوانا أو طيرا في غزة