الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


إسلام أمريكي بنكهة الإخوان .. الخطر على الكيان الأردني لا على النظام

خالد عياصرة

2011 / 11 / 17
مواضيع وابحاث سياسية



في نسخة جديدة من الإسلام السياسي الاخواني الذي بات يتحكم بمفاصل القرار العربي والإسلامي بمعونة واشنطن، القائم على ترك الحج وصب القضايا المركزية العربية والإسلامية مقابل الحج صوب البيت الأبيض وإدارته، وفق منهجية الاستخدام المفرط الصفقات لحساب النظام الدولي الجديد القادم على ظهر الدبابات الأمريكية وطائرات الناتو، بات الخوف حقيقيا يضرب أبوابنا ونوافذنا.
*********************************************
لست ضد الثورات الشعبية العربية، لإيماني بوجوب التغيير القائم على التبديل والإسقاط وفق منهجية الهرم المقلوب لا خزعبلات استبدال الوجوه بوجوه، كون الأرض بما تمثله من كيان لابد أن يبقى ثابتا، أهم وأبقى من الشخوص والأحزاب والأفكار.
خصوصا مع نجاحها في تونس ومصر، لكن لا يستطيع أي عاقل إنكار أن كلاهما فشلتا في قيادة تيار ديمقراطي عربي ثوري مبني على التجربة الجديدة، يقف بوجه المخططات الأوروبية والأمريكية والصهيونية وأزلامها في المنطقة التي ركبت ظهرها، مما أسفر عنه إفساح المجال لبروز دور (دولا قزمه) بأكبر من حجمها للقيام بدور شرطي المنطقة بشكل يساند إسرائيل، وبدعم من الإخوان المسلمين.
الصورة تغيرت بات ما كان محرما لدى الإخوان بالأمس محللا اليوم، وما كان محللا لدى الأنظمة محرما، في سباق وراء الحضن الأمريكي، والكرسي الشاغر.
*********************************************
لا احد يستطيع لا في الشرق أو الغرب إنكار أن الانقلاب جاء نتيجة تفاهمات أمريكية بعدما وجدت نفسها في مستنقع مضطرب جعلها تسقط رهاناتها على حكام المنطقة الذين قادوها إلى الفشل في غالبية الملفات.
الأمر الذي دعاها إلى بناء جسور التواصل مع الإخوان المسلمين لمناسبة الواقع السياسي الجديد وحفاظا على مصالحها الإستراتجية في المنطقة.
هذه الشروط جعلت الإدارة الأمريكية بالقبول بالإخوان باعتبارهم المعبرين فعليا عن الشارع العربي، بعيدا عن النماذج المتطرفة أو الديكتاتورية، مقابل اعتراف من أسفل الطاولة بحق إسرائيل في الوجود والاتفاقيات المبرمة وإسقاط حق العودة وحق ألاجئين واستعادة القدس وفلسطين التاريخية.
هذا، إسقاط أحد أهم ركائز وجود الإخوان المسلمين التاريخية، واهم أركان قبولها الشعبي، الذي عمل على قبولها والالتفاف حولها.
*********************************************
لكن ثمة فرصه لنجاح المشروع الاخواني الأمريكي على أسس الرضا بالأمر الواقع، باعتبار إسرائيل حقيقية يمكن الجلوس اليها، انطلاقا من الواقعية السياسية الجديدة التي تحكم خطى الإخوان المسلمين، وواشنطن.
في السياق الأردني: من الغباء اعتبار أن مشكل الغرب مع النظام الأردني أو العائلة الهاشمية بذاتهما فهذا خطر صغير مقارنة بغيرة، واقصد الخطر على الكيان الأردني كوجود واستمراريته، خصوصا وانه خاضع لمزاد الصفقات كبرى وقادتها الجدد.
هذا الأمر تجلا اليوم بمطالبة جماعة الإخوان المسلمين الحكومة الأردنية بالاعتراف بالمجلس الانتقالي السوري، وبعد تصريحات الملك عبد الله لمحطة بي بي سي، التي روج لها وفهمت بشكل مجزءو وفي غير سياقها العام .
وكان الإخوان يقولون بضرورة دخول الأردن للعبة في سوريا والمشاركة فيها، مع أن هذا سيؤثر مؤكدا على الأردن، بحيث يعطى حافزا كبيرا لتطبيق مشاريع الصهيوامريكية بأيادي عربية متوافقة معها.
*********************************************
الإخوان منا ونحن منهم، قوة تنظيمية لا يستهان بها، الا أن هذه القوة ناتجة عن تغيير شروط اللعبة السياسية، خصوصا وان السياسة لعبة فيصلها المصالح لا مجال فيها للاخوة.
لست من حزب إقصاء الإخوان، بل مع الداعين إلى ضرورة مشاركتهم وقيادتهم للحكومات والأنظمة، بشرط أن تكون هذه القيادة من الداخل لا من الخارج من صفقات الداخل الشعبية الوطنية لا من الأمريكية الغربية. لابد من اختبار معادن صدقهم وتجربتهم،ذاك حتى نميز خيرهم من شرهم، غير ذلك لا يوجد خيار أخر .
في النهاية نقول : إن الشعب غير مستعد لاستبدال وجوه عميلة لحساب أمريكيا بوجوه إخوانية تسير للفوز بالكرسي . كما لا يرضى الشعب أن يسقط دكتاتور بمقابل جلب أخر ليحل مكانة.
فهل سيصمد الإخوان في ظل المد الشعبي المتعاظم ؟؟
الله يرحمنا برحمته .. وسلام على أردننا من الله .
خالد عياصرة
[email protected]








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عودة جزئية للعمل بمستشفى الأمل في غزة بعد اقتحامه وإتلاف محت


.. دول أوروبية تدرس شراء أسلحة من أسواق خارجية لدعم أوكرانيا




.. البنتاغون: لن نتردد في الدفاع عن إسرائيل وسنعمل على حماية قو


.. شهداء بينهم أطفال بقصف إسرائيلي استهدف نازحين شرق مدينة رفح




.. عقوبة على العقوبات.. إجراءات بجعبة أوروبا تنتظر إيران بعد ال