الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الخليجيون يرفضون إنضمام الأردن

عصمت المنلا

2011 / 11 / 17
مواضيع وابحاث سياسية


واضح للجميع أن مسألة إنضمام الأردن الى مجلس التعاون الخليجي مُعقدة.. وهي بالأحرى، ليست موضع تقبّل الخليجيين .. رغم أنها كانت فكرة أكبر وأقوى دولة خليجية..أعني:السعودية.. لكن في هذا العصر الذي يتحكم فيه الأقزام، والصعاليك من حكام مشيخات الخليج العربي.. الذين - بالكاد - تظهر على الخريطة موقع دولتهم.. كقطر (على سبيل المثال).. فإنه لم يعد للكبير كلمة على الصغير.. بخاصة عندما يزهو الصغير بثرواته الخيالية.. وبعلاقاته الدولية القوية (لأن هذا القزم الصغير يُنفذ أجندات هؤلاء الدوليين).. إضافة الى أهم إرتباط للصغير بالعدو الإسرائيلي.. الذي عرف كيف ينفخ (سيكولوجياً) في مواهب وقدرات الصغير الذي انتفخ كالبالون.. وصدّق نفسه "سوبر مان".. تماماً مثلما أراده الموساد خادماً لخططه.
ثلاث ملاحظات بروتوكولية تعني الكثير سياسيا سجلها مؤخرا الوفد الأردني الخبير الذي رافق وزير الخارجية ناصر جودة للاجتماع اليتيم الذي عقد حتى الآن في جدة لمناقشة بند محدد وهو انضمام الأردن لمنظومة دول مجلس التعاون . الملاحظة الأولى رصدت حتى قبل بدء الاجتماع وفي الأروقة، فقد تبين أن الإمارات التي وجهت أصلا الدعوة لناصر جودة دعت إلى جانبه نظيره المغربي، مما يعني تلقائيا بأن الاجتماع غير مخصص لبحث الملف الأردني فقط، ومما يعني بأن المغربي حضر حتى بعدما اعلن بأن بلاده غير مهتمة بالعرض الخليجي المغري.
الملاحظة الثانية وهي بروتوكولية وسياسية هادفة، فبعد الترحيب الدبلوماسي بالوفد الأردني قاد الإجتماع وتحدث باسم المنظومة الخليجية الوزير العماني المخضرم يوسف بن علوي والأخير هو الذي قاد المناقشة التفصيلية التي انطوت على الكثير من المناكفة للوزير الأردني الذي ذهب بدوره بعدما حضّر درسه جيدا واستعان بكل الخبرات الممكنة واستعد للإجابة على جميع الإستفسارات.
أما الملاحظة الثالثة فكانت سعودية بامتياز، فوزير الخارجية السعودي سعود الفيصل هو الذي أصرّ على وضع كلمة "طلب الأردن" بجانب العبارة المبرمجة للاجتماع على جدول الأعمال بدلا من كلمة "دعوة" الأردن للإنضمام الى دول المجلس الخليجي..!
ورغم أن خائن الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز هو الذي يقف شخصيا وبقوة وراء فكرة ضم الأردن لأهداف استراتيجية بعيدة المدى، ومتهددة الأهداف.. من تقوية الصف الخليجي عسكرياً بالشباب الأردني والفلسطيني في أية مواجهة مع إيران.. الى تطمين زائف لبسطاء الأردنيين بأنه لن يصيبهم ما يصيب أشقاءهم وجيرانهم السوريين.. الى تمهيد البنية الأساسية الأردنية ديموغرافياً لمشروع يهود الأرض المحتلة في تنفيذ محطط الوطن البديل (بناء على الطلب و"الموْنة الأميركية على الملك).. إلا أن سعود الفيصل وفي اجتماع جدة لم يتكلم إطلاقا ولم يقل ولا كلمة واحدة تعزز حتى "الطلب" الأردني الذي كرّر وصفه بهذا الشكل المؤذي لكرامة الأردن شعباً ونظاماً حاكماً، وترك المايكروفون تماما لنظيره العماني الذي قال بوضوح أن بلاده لا تؤيد ضم الأردن للنادي الخليجي (المُغلق) كما وصفه بن علوي مباشرة في نفس الاجتماع.
ومعنى صمت سعود الفيصل التام بالنسبة للأردنيين واضح وهو أن المسألة برمتها لا تزيد عن مبادرة شخصية يقف وراءها الملك وقد تعكس بأن التركيبة السعودية ليست موحدة تماما خلف فكرة ضم الأردن وليس بالضرورة أنها تتفق مع خائن الحرمين بالخصوص، وهو ما قاله ضمنيا سعود الفيصل حتى وهو صامت.
الأكثر إثارة حصل عندما قاد يوسف بن علوي محاورة الوزير الأردني، ففيما كان ناصر جودة يتحدث عن حماس ما نسبته 95 بالمئة على الأقل من الشعب الأردني لفكرة الإلتحاق بدول الخليج فاجأه بن علوي بالإشارة إلى أن 95 بالمئة في الواقع من أهل دول الخليج لا ترغب بمجرد طرح مثل هذه الفكرة.
قبل ذلك شرح جودة بالتفصيل لوزراء خارجية الخليج وجهة نظر بلاده في ما يتعلق بالعوائد التي يمكن ان تستفيد منها منظومة الخليج في حال انضمام بلاده وتحدث عن وقوف الأردنيين بنسبة 100 بالمئة خلف القيادة الأردنية. وألمح للدور الأمني الاستراتيجي الذي يمكن أن تلعبه بلاده في السياق. لكن هذه الجولة من المباحثات التفصيلية لم تقنع صانع القرار الأردني حتى اللحظة بأن فرصة الانضمام للنادي الخليجي سهلة ومتاحة وسريعة، فما تقترحه دول خليجية في الكواليس هو الاستمرار في تقديم وجبات من الدعم الإقتصادي والمالي للأردن بدلا من الضم الفعلي، فيما الفتور بدا واضحا حتى عند الكويت وليس فقط عند وزير الخارجية السعودي.
لذلك صدرت في عمان منذ يومين دراسة علمية لغرفة صناعة عمان تحذر من القبول بأي صيغة ملتوية للانضمام، وتطالب بعدم قبول إلا عضوية كاملة وغير منقوصة في النادي الخليجي وهي عضوية لا توحي مفاوضاتها الأولية بأنها قريبة أو وشيكة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - مليئة بالحقد
بندر الفارس ( 2011 / 11 / 17 - 16:06 )
خقيقة انه مقالة مليئة بالحقد على السعودية والخليج كعادة ما يُسموّن الاشقاء العرب!!!

اخر الافلام

.. رئاسيات موريتانيا: ما هي حظوظ الرئيس في الفوز بولاية ثانية؟


.. ليبيا: خطوة إلى الوراء بعد اجتماع تونس الثلاثي المغاربي؟




.. تونس: ما دواعي قرار منع تغطية قضية أمن الدولة؟


.. بيرام الداه اعبيد: ترشّح الغزواني لرئاسيات موريتانيا -ترشّح




.. بعد هدوء استمر لأيام.. الحوثيون يعودون لاستهداف خطوط الملاحة