الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أشرف... البديل الجاهز لنظام آيل للسقوط 1

نزار جاف

2011 / 11 / 17
اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم


منظمة مجاهدي خلق، تأسست على يد نخبة من خريجي الجامعات و المثقفين الذين شغلهم قضية معاناة شعبهم عن کل أمور الدنيا، وقد تتبعوا بدقة و تمعن جذور و اسباب معاناة الشعب الايراني و درسوا و بحثوا في الوقت البناء السياسي ـ الاجتماعي ـ الاقتصادي ـ الفکري لنظام الشاه، و حاولوا من خلال ذلك إکتشاف سبيل و طريق أمثل من شأنه أن يکفل حياة أفضل لأبناء الشعب و يمنحهم قدر أکبر من الحرية و الکرامة الانسانية و الطمأنينة.
المشکلة الکبيرة لنظام الشاه انه لم يکن يسعى لقمع منظمة مجاهدي خلق و القضاء عليها بشکل نهائي لأنها تيار سياسي، ذلك أنه کانت تتواجد على الساحة السياسية الايرانية مختلف التيارات السياسية و من مختلف المشارب و الاتجاهات الفکرية، لکن أي واحدة منها، لم تشغل نظام الشاه و اجهزته الامنية و القمعية مثلما شغلته منظمة مجاهدي خلق، وقد کان السبب الاساسي و الاهم وراء ذلك يکمن في نقطة بالغة الخطورة و الحساسية بالنسبة لنظام الشاه، تتجلى في أن منظمة مجاهدي خلق لم تکن مجرد حرکة سياسية تقليدية تسعى من أجل إيجاد موطئ قدم او ثمة مکانة او موقع معين لها على الساحة السياسية، وقد تتفق مع نظام الشاه فيما لو بادر الاخير بمجارات نسبية معها، وانما سعت المنظمة الى نقطة أبعد و أعمق من ذلك بکثير، فهي کانت مؤمنة إيمانا کبيرا جدا بأفکارها و طروحاتها و مقتنعة بأن تفعيل و تطبيق تلك الافکار و الطروحات على أرض الواقع من شأن أن يوفر غدا و مستقبلا أفضل للشعب الايراني، بمعنى انها کانت تسعى لکي تأخذ مقاليد أمور البلاد و الشعب بيدها، أي أنها کانت تطرح نفسها بقوة کبديل أفضل لنظام الشاه، ولأجل ذلك، فإن نظام الشاه و بعد أن تيقن من قوة تواجدهم و دورهم الکبير جدا على طول و عرض الساحة الايرانية، بالاضافة الى مواقفهم بالغة الحدية منه و من سياساته المختلفة، لم يجد مناصا في إعلان حرب شعواء لاهوادة فيها ضدها و السعي لقلعها و إجتثاثها من الساحة السياسية و الشعبية الايرانية، لکن، الانکى و الادهى من کل ذلك، أن نظام الشاه و بعدما نجح و بعد سعي أمني استخباري استثنائي في القاء القبض على قادة المنظمة و قام بإعدام معظمهم او إصدار أحکام بالسجن المؤبد ضدهم، ان المنظمة قد عادت أقوى من سابق عهدها و رجعت مرة أخرى لمواجهة و مقارعة نظام الشاه بروحية و معنوية أعلى و أقوى بکثير من السابق.
و کان الشغل الشاغل و الارق الدائم الذي يقض مضجح الشاه و قواه الامنية و لاسيما جهاز السافاك القمعي، هو منظمة مجاهدي، وقد يعتقد البعض(جهلا)او(خطئا)، ان التيار الديني و شخص الخميني هو العدو الذي کان يأرق نظام الشاه و أجهزته الخاصة، والحق، أن الخميني و بعد أن تم إبعاده عام 1963، الى ترکيا و من هناك الى النجف، قد بات أمره منتفيا و لم يعد له من دور مؤثر و فعلي على صعيد الواقع السياسي في إيران، لکن، منظمة مجاهدي خلق، وعلى الرغم من کل حملات المطاردة و القمع و الاعدام و السجن لقادتها و أفرادها، فإنها لم تتوقف و لو لوهلة واحدة عن مقاومة نظام الشاه و السعي الجدي لإسقاطه، بل وان نظام الشاه عندما تلوح في الآفاق بوادر سقوطه عام 1978، فإن منظمة مجاهدي خلق هي التي کانت داينمو و محرك الاحداث الاساسي في الساحة و کانت أفکارها و طروحاتها هي التي تدفع الايرانيين للذهاب الى الشوارع و الساحات و إعلان رفضهم لنظام الشاه، وعندما حانت لحظة الحسم و سقط الشاه، لم تکن منظمة مجاهدي خلق(إستبدادية)في نزعاتها و(أنانية)في دورها بل انها تصرفت بإيثار يندر ان تجد مثيلا له في التأريخ المعاصر في المنطقة و العالم، فقد رحبت بکل الاطراف و الشخصيات المشارکة في صناعة الحدث الاعظم في التأريخ الايراني بإسقاط نظام الشاه في 11/شباط/1979، ولأسباب مختلفة، فقد عاملت التيار الديني بإحترام بالغ و منح أهمية کبيرة للخميني لکونه قد لعب دورا جامعا في تحريك الساحة الشعبية الايرانية بإتجاه إسقاط النظام، لکن، لم تنسى منظمة مجاهدي أهم رکيزة مبدأية عندها و هي ضمان الحرية و عدم إتاحة الفرصة للدکتاتورية کي تعود مرة أخرى الى إيران، ولأجل ذلك، وعلى الرغم من إنبهار معظم التيارات و الاتجاهات و الشخصيات السياسية الايرانية بالخميني و توجسها من الإصطدام به او حتى مجرد الاختلاف معه، إلا ان مجاهدي خلق کانت تمنح الاولوية دوما لإعتباراتها المبدأية النابعة أساسا من معاناة و طموح و آمال الشعب الايراني، ولذلك، فقد کانت تتعامل دائما بمنطق نقدي مع الاحداث و المستجدات على الساحة الايرانية و لم تستثن أحدا من هذا المنطق النقدي بما فيه الخميني ذاته بشکل خاص، و تياره الديني بشکل عام، وللحديث صلة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ماكرون يستعرض رؤية فرنسا لأوروبا -القوة- قبيل الانتخابات الأ


.. تصعيد غير مسبوق على الحدود اللبنانية ـ الإسرائيلية مع تزايد




.. ذا غارديان.. حشد القوات الإسرائيلية ونصب خيام الإيواء يشير إ


.. الأردن.. حقوقيون يطالبون بالإفراج عن موقوفين شاركوا في احتجا




.. القناة 12 الإسرائيلية: الاتفاق على صفقة جديدة مع حماس قد يؤد