الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
قصائد لن تنتهي 3
سميرة الوردي
2011 / 11 / 20الادب والفن
قصائد لن تنتهي 3
لا ترحلي ، قالها بحسرة رجل في الثامنة والسبعين :أخاف أن يطول فراقك كما طال فراق أخويك ؟ !
أتريدني أن أفقد ولدي كما فقدت جدي وأخي وبعض أقربائي دون ذنب !!!
نظر بعينيه المتعبتين دون جواب ! .
أُقلب في الذكرى الوحيده التي بقيت لي منه ، _ ديوان شعرٍ بخط يده طبعه أخي الذي طالت غربته خمسة عقود ب _ سكنره وطابعته البسيطة _ وبعثه لي ، لأجد فيه تلك العواطف الجياشة المملوءة بالألم والأمل . فآليت على نفسي التي أفسدها اليأس ، وأحالها الى كومة من خراب وانين أنْ أنفض عن كاهلي غبار الغربة وأتقرب للوطن وأحس بأنفاسه من خلال ما وصلني من قصائد تطفح بالحب والحنين ، فوجدت قصيدة سَمَرا .
سَمَرا
( في ليلة قمراء على ضفاف دجلة
في ليلةٍ قمراءَساحرة أحْيَيْتُ ـ مُنْتَعِشَ المنى ـ سَمَرا
وسمير قلبي لم يكن بشراً لأخافه في سامري بشرا ،
بل ( دجلةً ) وسماءَها وَرُؤى آلائها ، والليلَ ، والقمرا
يا سحرها ! كم جئتُ شاطئَها عصرا، وكم وافيتُها سَحَرا؛
وتَخِذتُ لي من طيب رَفلتِها مَهْداً يَوَدُ حنانَه الشعرا !
وجلَستُ عند نخيلها جَذِلاً أرغى النسيمَ يداعب الشجرا،
نشوانَ مُنْدمِجاً بروعتِها متزوِّداً من حسنها عِبرا .
فالعين في الأمواج سابحةٌ تصطاد من خفقانِها دُرَرا
والنفس في الأرجاء هائِمةٌ تشتفُّ مِنْ آلائها الصورا
كفراشةٍ حامَتْ على زهرٍ تَفْتَنُّ أَنْ تَتَرَشَّفَ الزَهرا ،
والقلبُ يسبحُ في مفاتنها ويَوَدُّ لو يقضي بها العُمُرا ،
شَغَفَاً بها،وعلى الشغافِ لها أَثَرُالهوى ، أَحْببْ به أَثرا !
والروحُ مَلَّتْ قيدها فَسَرَتْ تحدو نسيمَ الليلِ حيثُ سرى ،
فَتغيبُ في الأجواءصاعدةً وتعود عودةَ قائدٍ ظفرا ،
وعلى الشراع مع الشعاع لها خفقانُ قلب بالهوى غمرا ،
وعلى الغصون تحوم صادحةً وبكل غصن أوْقَعَتْ وَترا
هَيْمى ، تُغَرّد كلَّ أُغنيةٍ تُحيِي السرورَ وتَقتل الكدرا
..........
أمَليكَةَ الأنهار،ها أنا ذا وافيتُ أَنشُدُ عندكِ الغُررا
فإذا مَنحتِ فاجزلي مِنَحاً وإذا منعتِ رجعتُ لا ضجِرا
يا فتنةَ الشُعراءِ ، أيُّ فَتىً عانَقْتِهِ سَحرَاً ، و ما شَعَرا ؟!
..........
حَدَبَتْ يداك على فتاك فلا بدعٌ إذا ما بات مفتخرا
ألقيتُ رَحْلَ هوايَ في طُرَرٍ مِنْ شاطئيك ويا لها طُررا !
وسَمَوْتُ روحاً في هواك وكَمْ يسمو الفتى بالحبِ إن طَهُرا
وأخذتُ عنك السحر أبعثه شعراً يهزّ البدوَ والحضرا
السحرُ في واديكِ معدنه ومن الجَمالِ الفذِ ما سحرا ؛
فعلى لُجَيْنِكِ خَفْقُ أجنحةٍ بيضٍ تَلقَّفُ بالنُّهى أُكَرا ،
ورفيفُ مجدافٍ له وَلعٌ في أن يصيدَ السمع والبصرا ،
وطيوف آمالٍ مرحت ُ بها وقضيتُ من لهوِ الصبا وطرا ،
وخيالُ أزمنةٍ مررن على الوادي يُرتّلن العلى سورا
الماء ، آه الماء ، كيف وعى فرَوى البطولةَ ، صادقاً خبرا ؟
..........
أنا ذا أرى فوقَ المياه رُؤى وتفوتُ عينَ سوايَ حين يرى
أنا ذا أرى ( آشور ) ،ممتلئاً ، تمشي الحياة له إذا أمرا ،
ما فاتت اللذات من يده وعن العلى والمجد ما قصرا
قاد الجيوشَ بعزمه ومشى حيث الفتوح تتابع الظفرا
ما غاب إِلا آب منتصرا لولا خلائقُه لَما انتصرا ،
إن تطمس الأحداث ذكر فتىً فلكم تحدّى ذكرُه الغيرا !
وإذا الرجال سَمَتْ خلائِقُهم نطق الزمان بمجدهم سِيرا
..........
وأرى (سمير أميسَ ) ماثِلَةً في زَورقٍ بجمالها انبهرا
تختالُ فوقَ الماء لاهيةً قمراً يُباهي بالسنا القمرا ,
الصوَّلجان بكفها خَضِلُ والتاج فوق جبينها ازدهرا
وتصيدُ أكباد الورى شغفاً أحمامةٌ تتصيَّدُ البشرا ؟ !
كَمْ قائدٍ ألقى السلاح لها لما رأى بعيونها الخطرا
يادجلة هات الحديثَ فما أحلى الحديثَ،وأعذبَ الخبرا
ما لذة الدنيا سوى سَهرٌ في شاطئيكِ ، وياله سَمَرا !!
1944
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. الفنان #محمد_عطية ضيف #قبل_وبعد Podcast مع الاعلامي دومينيك
.. الفنان عبد الرحمان معمري من فرقة Raïm ضيف مونت كارلو الدولية
.. تعرّفوا إلى قصة “الخلاف بين أصابع اليد الواحدة” المُعبرة مع
.. ما القيمة التاريخية والثقافية التي يتميز بها جبل أحد؟
.. فودكاست الميادين | مع الشاعر التونسي أنيس شوشان