الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


طالبوا بإعدام أنفسكم أولاً

آيا برجاوي

2011 / 11 / 20
ملف مفتوح: مناهضة ومنع قتل النساء بذريعة جرائم الشرف


لقد شهد هذا العام-2011- ثورات كثيرة,وجميعها ضد القمع والاستغلال ومن أجل نيل الحرية التي لم تسلب منا,ولكن نحن من قمنا بإهدائها للغير على طبق من خوف وضعف يملؤهما السذاجة..
وبعد استيقاظنا ذهبنا لكي نطالب بما قدمناهُ للغير..المطالبة بعد فوات الأوان أفضل من عدم المطالبة,ولكن يجب علينا أن نعلم أين سنطالب؟وكيف سنطالب؟والأهم من هذا كله لماذا نُطالبْ؟

الأغلب يطالب من أجل المطالبة وليس لشيء أخرْ,باعتقادي هؤلاء لا يستحقون السماع لهم لأنهم بإسم الديمقراطية التي يجهلون معناها الحقيقي وبإسم الحرية التي لا يعملون ما هي وبإسم عقولهم التي لا يعرفون أن يفكروا بها ,يقمعون حرية الأخر بدلاً من أن يقفوا بجانب أنفسهم وغيرهم للحصول على الحرية المسلوبة..

لعلنا بحاجة لدورة ما هي الحرية؟لأن أغلبنا لا يعلم ما هي الحرية,فيسير الأغلب على مبدأ الغاية تبرر الوسيلة وإن أصبحت حراً أفعل ما شئت ولا تسأل..

الحرية تنتهي عندما تبدأ حرية الآخرين,وليس كما يعتقد البعض بأنها تبدأ عند حرية الآخرين,قبل مدة شهدنا ثورة جديدة كما يقولون ولكنها باعتقادي الشخصي ليست ثورة بل هي حرية شخصية يجب أن نحترمها وأن لا نقمعها وخصوصا بأننا في الربيع العربي كما يقولون ولكنه للأسف أعترف بأنه هذا الربيع هو في عقول البعض لا أكثر فهو مجرد خريف عربي يكشف الغطاء عن كثير من العقول المغلقة والتي لا تحترم الحرية والمليئة بالتخطيط لقمع الأخر وسلب منه ما يمكن سلبه..

حينما تسمع عن فتاة مارست حريتها الخصية ونشرت صورتها عارية كالصور الموجودة في الإنترنت أو الكتب الطبية أو التي يرسمها الفنانين أو كجسدك وأنت عاري ولكن بتقسيمات مختلفة وبعدها يظهر أناسا يطالبون بإعدامها فلا تتعجب كثيراً فأنا وأنت ما زلنا في الشرق الأوسط,الذي لم يتأهل بعد لاحترام حرية الآخرين..

ولكن إذا أردت أن تتعجب أكثر فيجب أن تعلم بأنه في نفس الموقع كان هنالك صورة لشاب عاري الجسد لقبته بالمجهول لأنني لم أعلم من هو وسمعت بأنه يكون خطيب تلك الفتاة, لا علاقة لنا بمن يكون الأهم أن صورته موجودة ولكنني بنفس الوقت أعلم بأن الكثير نظر لصورته وكأنه ينظر لأي شيء أمامه وينتقل ليرى شيئاً أخر.ما كنت أريد أن أقوله وسأبقى أقوله دائما لماذا هذه النظرة الموجهة لفصل المرأة والرجل,فصلهم بالحقوق والواجبات والعقوبات وكل شيء حتى بالحريات؟؟

أنا لا أدعوا للمطالبة بإعدام هذا الشاب لأنه مارس حريته الشخصية لا أكثر ولا أقل ولا أطالب أيضا بإعدام تلك الفتاة والتي تدعى علياء ماجدة المهدي لأنها أيضا مارست حريتها الشخصية..
فأنا أطالب بإعدام أي شخص يقول بأنه يجب أن نعدم علياء المهدي لأنها مارست حريتها الشخصية,مع أنني ضد الإعدام حتى للقاتل والسارق والمغتصب والإرهابي..ولكن أحيانا نستخدم تعبيرات مجازية لكي يستيقظ الإنسان من سباته..

عذراً يا من تطالبون بإعدامها,أطرحوا هذه الأسئلة لأنفسكم وقوموا بإجابة أنفسكم بعقل واعي لا بعقل متحجر ومتسلط..

1-لماذا تحتكرون الحريات الشخصية؟
2-ما هي سبب عقدتكم الموجهة للمرأة؟
3-لماذا تحللون الحرية للرجل وتحرمونها على المرأة؟
4-لماذا عندما يتعلق الأمر بالجسد تنفشون ريشكم وتصبحون ذات شرف؟
5-من أنتم لتطالبون بإعدامها؟
6-من أنتم أيضاً لكي ترفضوا عملها.؟
7-هل تخافون من فعلتها التي تنهش قيمكم السخيفة؟
8-هل تخافون أن تندثروا أنتم وقيمكم على الأرض حينما تأتي فتاة وتمارس حريتها الشخصية؟
9-هل أنتم بشر حينما تطالبون بإعدام فتاة ذنبها الوحيد أنها قامت بفعل لا يرضي غروركم الفكري؟
10-هل تكرهون أجسادكم لهذا السبب تكرهون أجساد الآخرين؟أم أنكم ترون جسدكم هو الأجمل ولا تحبون عرض جسد غير أجسادكم؟أم أنكم تخالفون الفطرة وهي التعري وتحتكرون كل من يتعرى؟؟

إذا أدعوكم للاستحمام بملابسكم وبغض البصر عن أجسادكم وبإخراج فتاوى تمنع التعري أمام النفس,وبأن تمارسوا الجنس وعينكم مُغمضة..وأن تحرقوا أجسادكم كما قالت علياء المهدي قبل أن تذموها أو تحتكروا حريتها الشخصية..

أنا هنا لا أجع على التعري ولا أدافع عن علياء المهدي بل أتحدث للدعوة لسحق قيم هذا المجتمع الفاشل,حينما ترون صوراً لأطفال لا يأكلون ولا يشربون لا تتحدثون ولا تنطقون بل تصبحون صمٌ وبكمٌ وعميٌ,تصبحون ككل الأشياء إلا البشر..ككل الأشياء الفاشلة والشريرة والحقيرة..

سأكرر تعبيري المجازي..
طالبوا بإعدام أنفسكم :
×حينما ترون أطفالاً جائعين ولا يأكلون..
×حينما ترون الدمار والتفجيرات والقتل والسرقة
×حينما تحتكرون حرية الأخر
×حينما تقفون ضد أنفسكم وضد الآخرين
×حينما تأذنون الآخرين لأن أفعالهم تغري غروركم الفكري
×حينما تتجاهلون الحديث عن الحرية والسياسة والديمقراطية والاقتصاد والفلسفة والأمور العلمية وتذهبون للحديث عن جسد عاري..أهذه هي حدود تفكيركم؟
×حينما تجعلون أفراد المجتمع والساسة أن يتآمروا عليكم وأنتم صامتين والخوف ينهشكم ولوثكم ويجعلكم لا شيء أمام كل الأشياء
×حينما يكون همكم الوحيد هو ما بين الفخدين والأجساد العارية وأفعال الفتيات.
حينما تكونوا أمة إتكالية سارقة وتقول في النهاية:نحن عملنا كذا وكذا نحن ذكرنا هذا قبلكم ونحن ونحن وأنتم لا شيء..
×حينما تنعتون الأخر بأحقر الاتهامات وأوسخها وبعدها تذهبون لتستعملوا منجزاتهم وتتمتعون بعبقريتهم وتأخذون منهم ما يمكن أخذه..
×حينما تكونون أمة في مهب الريح
×وحينما تكونون لا أنتم ومجرد أخاص بأثواب القُدماءْ..

طالبوا بإعدام أنفسكم أمام أنفسكم إذا كنتم تنسون كل ما ذكرته سابقاً وتهتمون بجسدٍ عَاريْ..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - لم ولن يسمعوا لك
محمد احمد ( 2011 / 11 / 21 - 07:25 )
الكاتبة العزيزة..
ما جاء في المقال ابعد ما يكون عن تفكير السواد العظم من مثقفي هذه الامة، انت تتحدثين عن فهم عميق لقيم ما زلنا بعيدين عن ادراكها كقيم، وما نشاهده اليوم عبر الشاشات الفضية من تجاوزات على كل المستويات يوضح بلا شك اننا بعيدين عن فهم الابعاد الحقيقية لمجموعة القيم المتعلقة بالديمقراطية والحرية والعدالة ، وما حصر قضية علياء في مشهد عرض جسدها والاكتفاء بتناوله ونقده كصورة والوصول بالحدث الى الدعوة لإزهاق روحها إلا نموذج لمستوى إدراكنا، لم نستوعب بعد ما ترمز له تلك الفتاة بتصرفها، واكتفينا بنقد المشهد كجسد عاري يستفز غرائزنا، أما مسألة الحرية وحدودها فتلك قد تكون في آخر اهتماماتنا وقد تنعدم عند البعض.
وعلى هذا النموذج يمكن قياس فهمنا لبقية القيم التي تحدثتي عنها .. شكر لهذا الطرح العقلاني. .


2 - تحية إلى : آيـا بـرجـاوي
أحـمـد بـسـمـار ( 2011 / 11 / 21 - 09:00 )
سيدتي الكريمة
قبل تأييدي الكامل لكلماتك الثائرة الحقيقية أريد أن أتوجه إلى الفيسبوكية أو الفيسبوكي الذي يتستر تحت اسم
Senorita AYOTA
لأقول له أو لها أن عنصريتك الانطوائية المتحجرة, وغباءك الغيبي الجماعي, هما اللذان أجهضا عبر قرون طويلة مريرة, كل محاولات خروجنا من العتمة... وتركنا السلاطين وخصيانهم ومشايخهم يحكمون حياتنا ويتصرفون بحرياتنا ويمزقون إنسانيتنا ويدفنون عقولنا وأفكارنا.
وإني أوافقك يا سيدة برجاوي أننا بصمتنا وقبولنا وطاعتنا لهم شاركناهم بالجريمة.
ولك مني كل المودة والاحترام.. وأطيب تحية مهذبة.
أحمد بسمار مواطن عادي بلاد الحرية الواسعة


3 - إلى محمد أحمد
آيا برجاوي ( 2011 / 11 / 22 - 14:03 )
تحياتي لك عزيزي
وبما أنك ذكرت موضوع الفضائيات بالنسبة لي أرى بأن هذه الفضائيات وكل ما تقدمه يعرقل المسيرة الفكرية للإنسان ولا يقف بجانب حرية الإنسان بل يقف ضد حرية الإنسان..وبالنسبة لما قامت به علياء المهدي أتفق معك بأن الجميع نظر إلى العمل كجسد فقط وذمها و وصفها بالعاهرة وليس كحرية شخصية وكعمل ضد القيم المجتمعية والذي يرمز لفتاة مناضلة تقف أمام كل الدكتاتوريات ولم تكتفي بسقوط الحاكم..

تحياتي


4 - إلى أحمد بسمار
آيا برجاوي ( 2011 / 11 / 22 - 14:05 )
تحيتي لك عزيزي

لا أدري من هو الشخص الذي توجه له كلامك..ولكنني أتفق معك بأننا تركنا الحكام والمشايخ ينهشون بنا ويتحكمون بنا كما يريدون وليس كما نريد نحن..

كل المودة لك أيضاً


5 - نحن عبئ على انفسنا وعبئ على البشرية..
mahmoud houjeiri ( 2011 / 11 / 23 - 01:58 )
عذرا ممن سيغضب ويزعل ويعتبر الكلام يمسه .نحن شعب قوته اليومي الكذب والنفاق منذ تاريخنا نحن شعب مريض بمرض عضال ولا امل بالشفاء منه وهذا المرض هو فصام الشخصية ندعي العفة والشرف والتدين ونفرض على نسائنا الحجاب والنقاب والعزلة وندخر الاموال من اجل نوادي الليل والاجساد النسائية واصبحنا عنوان ورمز للشهوانية في العالم مجرد وجود من ينطق بالضاض وخاصة مع الجلباب حتى تتبرج الغواني وتخرج لاص قطياد الفريسة .وهذه الفاسقة التي مارست حريتها بتعريها على الشاشة وقد خدشت الشرف والقيم وكثر من طالبوا باقامة الحد على جسدها على جريمتها الشنيعة ولكن كنت اتمنى لو كانت اجراء مما هي عليه وكتبت رقم تلفونها على احد ساقيها واحصت الاتصالات التي تريد لقائها هذا نحن يا ايا في كل نواحي حياتنا الاجتماعية والسياسية والدينية وخير دليل هذه الثورات المنطلقة في الشوارع والزنقات العربية حيث يضحي وينزف الشعب البسيط والساذج ويقطف الثمر قردة تربوا عقود في اقفاص الانظمة والطغاة والان يخرجون تائبين ثائرين على الطغيان بعد ان طغوا وقتلوا وتجبروا لصالح القائد الملهم على مدى عقود ومشكلتنا اننا نصدقهم

اخر الافلام

.. اعترضتها شرطة الأخلاق.. امرأة تفقد وعيها وتنهار خارج محطة مت


.. مها أبو رسلان شقيقة شاب توفي تحت التعذيب




.. معرض --We Can صوت الأطفال النازحين من قطاع غزة


.. معلمات السويداء تشاركن في الصفوف الأولى للاحتجاجات




.. المحتجة إلهام ريدان