الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أشرف..البديل الجاهز لنظام آيل للسقوط 4

نزار جاف

2011 / 11 / 23
اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم


ترك المنظمة للکفاح المسلح، و إعتمادها اسلوب و نمط العمل السياسي و الاعلامي من أجل الوصول الى أهدافها و طموحاتها، هو الامر الذي أثار هلع و رعب النظام أکثر من أي وقت مضى، يعود لجملة اسباب مهمة تتلخص فيما يلي:
ـ النظام الايراني أدرك و يدرك مهارة و حرفية المنظمة في العمل السياسي و يدرك أيضا علاقتها الوطيدة بالمنظمات و الهيئات و الشخصيات الحقوقية و الانسانية الدولية.
ـ منظمة مجاهدي خلق، ليست ذات طابع إنعزالي او منغلقة على نفسها، فهي تتابع بدقة کافة المسائل المتعلقة بإظطهاد و قمع أبناء الشعب الايراني من مختلف الاعراق و الاديان و الطوائف و الاتجاهات السياسية، ومثلما تتبنى قضية الدفاع عن أحد أفرادها المعتقلين لدى النظام، فإنها تتبنى بنفس الحماس و القوة أيضا قضية المعتقلين السياسيين الاخرين و کذلك قضية اولئك المعتقلين على خلفيات دينية او إجتماعية او ثقافية.
ـ نجحت المنظمة نجاحا کبيرا في إيصال أفکارها و طروحاتها المختلفة الى اوساط سياسية و إعلامية إقليمية و دولية و توفقت في مد جسور من التواصل و التفاهم معها، وعلى الرغم من إن ذلك لايزال دون المستوى الذي تطمح إليه المنظمة بکثير، إلا انه يمثل نقلة نوعية بهذا الخصوص و هو ما أثار قلق و حفيظة النظام الايراني أکثر من أي وقت مضى.
ـ توفقت المنظمة في إقناع العديد من البلدان الاوربية بعدالة قضيتها و برائتها من تهمة الارهاب التي وصمته به النظام الايراني عبر طرق و اساليب مختلفة، مثلما نجحت في تهيأة الارضية المناسبة لإعادة النظر في قرار وزارة الخارجية الامريکية التي أدرجت بموجبها المنظمة في لائحة المنظمات الارهابية.
ـ تمکنت المنظمة من إختراق الجدار المنيع الذي فرضه النظام الايراني على الاهتمام و نشر نشاطات المنظمة في وسائل الاعلام العربية، و برز على السطح اسماء العديد من الکتاب و الصحفيين العرب الذين ناصروا و أيدوا مواقف المنظمة ضد النظام الايراني و ازاء القضايا العربية و الاسلامية و الدولية.
ـ بعد الدور البارز الذي لعبته المنظمة طوال أکثر من ثلاثة عقود من صراعها المرير ضد النظام الديني المتطرف، و بعد الدور الرائد الذي أدته في إنتفاضة الشعب الايراني في عام 2009، بدأت العديد من الاوساط السياسية و الاعلامية طرح اسم منظمة مجاهدي خلق کبديل رئيسي للنظام و هو أمر طفق يلفت إهتمام الاوساط الدولية التي إلتفتت إليه أخيرا بعد طول تجاهل و تغافل عمدي عنه.
هذه الاسباب، سلطت الاضواء بقوة على منظمة مجاهدي خلق مما أدى الى بروز اسم معسکر أشرف کونها تضم أکثر 3400 من خيرة عناصر المنظمة من الذين أبلوا بلائا حسنا في مقارعة النظام طوال العقود الثلاثة الماضية، وقد تزامنت هذه الاسباب مع تصاعد حالات الرفض و المواجهة من جانب الشعب الايراني مع نظام ولاية الفقيه مما منحت معسکر أشرف أهمية استثنائية و جعلته بمناسبة قبس و منار يهتدي بنوره الشعب الايراني في مقارعة النظام الايراني.
لقد کانت لتهافت أبناء الشعب الايراني من أقارب و معارف سکان أشرف لزيارة المعسکر و تفقد أخبار أبنائهم و أقاربهم هناك، و التأثيرات الايجابية التي ترکتها هذه الزيارات على الوافدين من داخل إيران، خصوصا من حيث رفع درجة وعيهم السياسي بوتائر نوعية، کل ذلك دفع رجال الدين لوضع معسکر أشرف تحت الضوء و الدراسة الدقيقة، و تيقنوا من انهم فيما لم يبادروا سريعا للحد من الشهرة و الانتشار الکبيرين للمنظمة على مختلف الاصعدة، فإن مستقبل نظامهم الديني المتطرف سوف يصبح على کف عفريت، وهذا مادفعهم لممارسة مختلف الضغوط على الحکومة العراقية من أجل الإيعاز بإغلاق هذا المعسکر و توزيع أعضائه على نقاط مختلفة بهدف تشتيتهم و تقليل أهمية دورهم في التأثير على الداخل الايراني، وقد کانت المواجهات غير المباشرة و المباشرة للنظام مع سکان معسکر أشرف عبر البوابة العراقية خلال السنوات الاخيرة من العقد الاول في الالفية الثالثة بعد الميلاد، بمثابة عملية جس نبض للقضية من مختلف الجوانب، وعندما تأکد النظام إستحالة نجاحه و بلوغه الاهداف المرجوة بهاتين الطريقتين، فإنه لم يجد مناصا من إجبار الحکومة العراقية على إغلاق معسکرهم بشکل تعسفي و توظيف کل نفوذه السياسي و الامني في العراق من أجل تحقيق هذا الهدف.
نوري المالکي، الذي عاد ليترأس الحکومة العراقية المشکلة بعد الانتخابات الاخيرة التي فازت فيها القائمة العراقية بزعامة أياد علاوي، لم يکن خافيا على أحد الدور الکبير الذي لعبه النظام الايراني من أجل الحيلولة دون تسلم علاوي لمنصب رئاسة الوزراء و تشکيل الحکومة العراقية الجديدة و إعادة فرض نوري المالکي من جديد في منصب رئاسة الوزراء، و بقدر ماکانت عملية إعاقة تشکيل حکومة عراقية جديدة بعد الانتخابات التي جرت في عام 2010، بمثابة رسالة خاصة لمختلف الاطراف الاقليمية و الدولية بشأن"حجم"و"قوة"تأثير الدور الايراني في العراق، فإنه و في نفس الوقت کان أيضا "صنيعا" إيرانيا کبيرا قدم للمالکي على طبق من ذهب غير ان النظام الايراني لم يقدمه من أجل سواد عيون المالکي او حزب الدعوة وانما کان دعما خاصا من الواضح أن النظام الايراني قد إعتبره دينا بذمة المالکي لابد من تسديده وفق(المطالب)و(الخيارات)التي يحددها النظام في طهران.
قضية أشرف، بقدر ماهي قضية إيرانية خالصة في الاساس، لکنها، وبحکم التدخل الاستثنائي للنظام الايراني فيما يتعلق بفرض خيارات تنبع من زاوية مصالحه الخاصة، و بسبب من تعطيل دور عراقي(وطني)ينطلق من الاعتبارات المتعلقة بالسيادة العراقية فيما يتعلق بإتخاذ القرارات، فإن قضية أشرف إتخذت بعدا وطنيا عراقيا و إتخذته العديد من الاوساط السياسية و الشعبية و الدينية العراقية منبرا لتجسيد موقفها الوطني الخاص المستقل و البعيد عن نفوذ النظام الايراني و رغباته فيما يخص قضية معسکر أشرف، وهو صار أيضا منبرا للإعراب عن الرفض الصريح و العلني لتدخل النظام الايراني و بشکل سافر في الشؤون الداخلية للعراق، ومن هنا، فقد صارت قضية معسکر أشرف محکا و معترکا لتحديد"إستقلالية"القرار الوطني العراقي او"تبعيته"، ذيليته.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. وسام قطب بيعمل مقلب في مهاوش ????


.. مظاهرات مؤيدة للفلسطينيين في الجامعات الأمريكية: رئيس مجلس ا




.. مكافحة الملاريا: أمل جديد مع اللقاح • فرانس 24 / FRANCE 24


.. رحلة -من العمر- على متن قطار الشرق السريع في تركيا




.. إسرائيل تستعد لشن عمليتها العسكرية في رفح.. وضع إنساني كارثي