الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


وحدة المعارضة السورية بين الجهود والتمترس

محمد الحاج صالح

2011 / 11 / 30
مواضيع وابحاث سياسية


وحدة المعارضة السورية بين الجهود والتمترس
تشهد القاهرة وجوداً كثيفاً للمعارضة السورية. إشغال فنادق وبيوت مفروشة ونشاط محموم.
فتح قرار الجامعة العربية، بالدعوة إلى توحيد المعارضة السورية، باباً عريضاً لتشجيع المعارضة السورية نحو توحيد جهودها. وقد دعا كل من وزير خارجية بريطانيا وفرنسا وتركيا إلى هذه الوحدة على خلفية حاجة المجتمع الدولي إلى ممثل واحد للشعب السوري.
أصلاً كان الضغط كبيراً من قبل الشارع السوري على معارضته المفتتة، فالشارع هو الأخبر بمعارضته.
كان تشكيل المجلس الوطني قبل قرار الجامعة بنحو شهر أنجح خطوة في اتجاه التوحيد. لكن المجلس لا يضم كل المعارضة. ورغم أن ضمّ كل المعارضة تحت سقف واحد هو من المحال، فإن الضغوط تستمر.
خارج المجلس الوطني تقف تشكيلات عديدة أهمها هيئة التنسيق وكتلة العشائر وتيار بناء الدولة وأكثرية الأحزاب الكردية.
أعطى دعمُ الشارع الواضح للمجلس الوطني ميزةَ أنْ يكون المجلس محور الرحى. يكفي هنا أن نتذكر الهتافات واللافتات التي رفعت في جمعة "المجلس الوطني يمثلني". كان الشارع بحاجة ماسة لتمثيل سياسي. وقد "حظّظ" المجلس إضافةً إلى عمل مؤيدي المجلس وأعضائه مما وضعه في بؤرة الاهتمام . أضحى المجلس الحسناء التي يسعى الجميع إلى خطب ودّها.
جاء وفد هيئة التنسيق إلى القاهرة وحدث ما حدث من احتجاج على مواقف هيئة التنسيق، وسرى خبرٌ أن وفد هيئة التنسيق طلب من الأمين العام للجامعة أن لا تزيد الجامعة من ضغوطها إلى درجة تجميد عضوية سورية في الجامعة بحجة أن ذلك يقطع قنوات الاتصال مع النظام. الأمر الذي أوحى للداخل والخارج أن هيئة التنسيق لم تحسم أمرها، وأن الكلمات التي تفلت من رجاء الناصر وحسن عبد العظيم ماهي إلا سياسة وليست زلات لسان.
دُعي عددٌ من وفد هيئة التنسيق على الفور من قبل ولي عهد قطر الشاب، ومن ثم عادوا أكثر حزماً. ولكن بعد أن تبين أنْ لا انسجامَ في هيئة التنسيق وأن اللاصق الذي يجمع أعضاءها يكاد أن يكون مفعوله مُنتهياً.
ومع ذلك التقى وفد من هيئة التنسيق بعدد من أعضاء المجلس الوطني غير المخوّلين وبالسرّ على العادة الذميمة للمعارضة السورية. وأثناءها كتب عبد العزيز الخير على صفحته أن هيئة التنسيق تطلب المناصفة مع المجلس الوطني. الأمر الذي بدا غير واقعي بالمرة. ما رشح من الاجتماع "السري" لا يدفع إلى التفاؤل بمعنى السياسة الواقعية. لكن تبقى النوايا الحسنة.
يمكن القول أن كتلة العشائر كانت ضحية طموحاتها الكبيرة من جهة، وضحية لتنسيقها مع جماعة الإخوان المسلمين (وفق مصادر من هذه الكتلة) فمن المعلوم أنه وعلى هامش مؤتمر استانبول عقد ما سمي"طاولة أولى" كان عمادها كتلة العشائر والإخوان. معلوم ما جرى على هذه الطاولة الأولى وما وُعِدتْ به كتلة العشائر. ويبدو أن الإخوان ونتيجة للتوازات لم يستطيعوا أن يفوا بوعدهم، وهو ما علق مساهمة كتلة العشائر. الآن تسعى أوساطٌ من المجلس إلى حل يرضي كتلة العشائر ويدخلها في المجلس.
الالتباس الأكبر على ما يبدو هو وضع الأحزاب الكردية. ويبدو أن ما يلخّص اتجاهاتها هو ما قاله البرزاني قبل يومين من أن ما يهمّ هو "المحافظة على الحقوق الكردية وتضمينها في الدستور السوري القادم". هنا أيضا في القاهرة وفد كردي كبير ونشطٌ.
ما الذي سيتمخض عن النشاط المعارض السوري المرتبك في القاهرة المرتبكة؟ لا أحد لديه الجواب، سوى أن وضع المجلس الوطني يتعزز ويتجه نحو التمثيل الكافي للاعتراف الدولي به.
محمد الحاج صالح
عضو المكتب الإعلامي لدعم الثورة السورية_ القاهرة








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ألمانيا والفلسطينين.. هل تؤدي المساعدات وفرص العمل لتحسين ال


.. فهودي قرر ما ياكل لعند ما يجيه ا?سد التيك توك ????




.. سيلايا.. أخطر مدينة في المكسيك ومسرح لحرب دامية تشنها العصاب


.. محمد جوهر: عندما يتلاقى الفن والعمارة في وصف الإسكندرية




.. الجيش الإسرائيلي يقول إنه بدأ تنفيذ -عملية هجومية- على جنوب