الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هموم جديدة

لهيب خليل

2011 / 12 / 2
الادارة و الاقتصاد


بين الاجير والوزير

انتشرت( نكتة )طرفة في فترة الحصار الاقتصادي والإنساني وحكاية الطرفة هي ان القيادة العراقية أيامها استقدمت خبير اقتصادي روسي والمعروف ان الروسي هو ذو اتجاه شيوعي وهؤلاء الناس لهم فلسفتهم في النظرة إلى الحياة وهي إنهم يرجعون اسباب الخلق إلى أسباب مادية مثلما تقر ماديتهم التاريخية والديالكتيكية وهم لهم افكارهم في هذا المجال الفلسفي ونحن لسنا بصدد شرح وجهات نظرهم او شرح وجهات النظر المعاكسة المهم هو ان يفهم القارئ خلفية الخبير الفكرية وانه شخص لا يؤمن بوجود الله وكان استقدامه لحل المشاكل العويصة والمعقدة التي أصابت الاقتصاد العراقي حيث وصل الفقر وقتها إلى درجات صار الإنسان العراقي يأكل كراعين الدجاج (ارجل الدجاج) وحتى هذه الوجبة كان صعب الحصول عليها أحيانا ,الخبير الروسي وجد أن الطحين الأسمر الذي كنا نتقاتل عليه هو في الحقيقة اسود ولكن الجوع يجعل الالون تميل إلى غير حقيقتها وقد سبقنا في ذلك عميد الكوميديا العالمي شارلي شابلن حين راه صديقه في فلم البحث عن الذهب ديكا هرتيا نتيجة شعوره الحاد بالجوع لذلك كنا نرى نحن الطحين الأسود اسمرا بل أحيانا كنا نراه ابيضا أكثر من الحليب وخصوصا إذا كانت الوجبة تقتصر عليه فقط وبعدها يقوم بإعداد دراسة عن أسعار السوق مثل المواد الغذائية والمواد الكهربائية والكمالية وغيرها من الأمور الاخرى وبالطبع السلطات العراقية كانت قد ضيفت هذا الخبير وأنزلته في أفخم الفنادق التي كان العراقي خارج العاصمة يسمع عنها فقط والذي في الداخل يراها عن بعيد ويتحسر ,الخبير طلب مهلة أسبوعين لإنهاء التقرير وبعد انقضاء الاسبوعين طلب تمديد المدة اسبوعين آخرين لأنه وحسب ادعاءه وجد شيئا لم يكن معروف لدى اقتصادي العالم القيادة فرحت وأعطته ثلاثة اسابيع لأنها شعرت أن هناك معجزة في الاقتصاد العراقي وان القيادة حكيمة كلش لدرجة أن الناس يموتون من الجوع وهم فرحين وحين حل موعد تسليم التقرير لم يجدوا الخبير وبعد البحث والاستقصاء عرفت القيادة ان الخبير الروسي وهو من مدة قد ترك الفندق وتوجه للمبيت في احد الجوامع وحين عثروا عليه وطالبه بالتقرير أجاب الخبير وبعربية مكسرة (وله ياجماعة المسالة ما يهتاجله تكرير يمعودين كيلو اللهم بعشرة آلاف دينار ودهل الفرد العراقي سلاسة آلاف دينار إذا نصل لنتيجة وهي اكو كوة اخرى بالكون هي اللي تمشي امور هزا الانسان المسكين وهاي الكوة هي كوة الله واني آمنت بوجود الله ) انتهت النكتة .السؤال الآن هل اختلف الوضع الآن ؟ لربما هناك من سيقول نعم وهناك من سيقول لا وانا اعطي الحق للطرفين ولكن وقبل الدخول في جدالات ونقاشات عقيمة تعالوا نرى بعض الحقائق الموظف المتعين حديثا يعمل بعقد مؤقت في البداية كأجير مدة قد تزيد اكثر من عشرة سنين بعض الموظفين يعملون بصفة العقد منذ 2003 وراتب اعلى الوزارات لا يتجاوز 250الف دينار ولو نظرنا ان ابسط إيجار دار تصلح للسكن (غير مهم طبعا الساكن كان من جنس الانسان او من جنس الحيوان ) يصل الى 150الف وصرفيات البيت الاخرى تصل إلى حدود 200 آلف دينار والتي هي كهرباء بأنواعها الثلاثة مولدة بيت ووطني ومولدة خارجية وماء نوعيه ماء للشرب وماء للغسل واجرة نقل بأنواعها الثلاثة سيارات النفرات وسيارات التاكسي واحذية ( لان الحذاء واسطة نقل ) اما المواد الغذائية فحدث ولا حرج وهرج مرج فبعد مكافأة للمواطن العراقي من لدن الحكومة وتحديدا في مفردات البطاقة التموينية وذلك بتقليصها بل ورفعها مثل حدث العام الماضي الى خمسة عشر الف دينار وذلك من اجل راحة البال والخاطر فمن غير المعقول ان تقبل الحكومة للوزير الذي سوف لا يأكل من طعام ما يوزع على العراقيين في الحصة بل سوف لن يراها مادام هو في الوزارة وبعدها سيكون الله عالم بحاله (عمركم سمعتم عن وزير واكف بالسرة امام دكان الوكيل ليأخذ مفردات الحصة ) لذلك اصبح المواطن الذي تم تصغيره إلى مويطن يخاف من يوم مجيء الراتب لان الد ّيانة بالانتظار ولو فرضنا ان هذا المواطن المغوار لديه عائلة مكونة من ثلاثة مكاميع فما المجموع الكلي إذا لما يصرفه في الشهر ؟اما الذين يقولون عكس ذلك ايضا معهم حق فهناك فئة في العراق وعند حلول موعد الراتب وعندما تصرف منه مثل بقية خلق الله بل وأكثر لربما عشرة مرات من الاخرين تجد تلك العائلة المسكينة ان الراتب لازال كبيرا يصل إلى درجة كبيرة وعالية وهم عائلة الوزير الجديد ورغم اني لا اعرف كم هو راتب الوزير الجديد لان اكثر الوزراء لا يصرحون لا السابقون ولا اللاحقون عن أرقام رواتبهم الحقيقية لكن يبقى الفرق اميال من الارقام وبحساب بسيط اذا كان راتب الموظف الجديد لا يتجاوز ال 300 آلف دينار فراتب الوزير الجديد اكيد لا يتجاوز ال 30 مليون دينار اذا لم يكن اكثر ولهذا نرى بوضوح تام ان الحكومة العراقية عادلة ساوت بين الثلاثة الأولى واهملت الاصفار ، انها اصفار لا أتودي ولا أتجيب ولانني سأنهي المقالة بجملة ان لله في خلقه شؤون اجد الفرصة مناسبة لأقول ايضا ان للحكومة في وضعها لسلم الرواتب طعون وشجون وطيون ( جمع طين )براس البعض من الناس .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. صندوق النقد يحذر... أزمة الشرق الأوسط تربك الاقتصاد في المنط


.. صندوق النقد الدولي: تحرير سعر الصرف عزز تدفق رؤوس الأموال لل




.. عقوبات أميركية على شخصيات بارزة وشركات إنتاج الطائرات المسيّ


.. متحدث مجلس الوزراء لـ خالد أبو بكر: الأزمة الاقتصادية لها عد




.. متصل زوجتي بتاكل كتير والشهية بتعلي بدرجة رهيبة وبقت تخينه و