الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تحرير .. العباسية !

سعد هجرس

2011 / 12 / 2
مواضيع وابحاث سياسية


ميدان التحرير لم يعد مجرد موقع جغرافى موجود فى قلب القاهرة .. بل أصبح رمزاً للثورة على الاستبداد والفساد، ليس فى مصر فقط، وإنما فى العالم بأسره.
ورأينا كيف وصل إشعاع "التحرير" إلى "وول ستريت" بنيويورك عاصمة المال والأعمال وكعبة الرأسمالية العالمية فيما وراء البحار والمحيطات، حيث قال الثوار الأمريكيون المتمردون على الرأسمالية المتوحشة "إننا نريد تحويل وول ستريت إلى ميدان تحرير أمريكى".
وهكذا .. أصبح ميدان التحرير المصرى مصدر إلهام للمناضلين من أجل الحق والخير والجمال فى سائر أنحاء الكرة الأرضية.
***
وبدلاً من أن يكون هذا مصدر فخر لكل المصريين .. احترف البعض مؤخرا مهنة التطاول على "التحرير" وفبركة الأكاذيب والافتراءات بحق ثواره.
ورغم ان هذا الميدان هو الذى أعطى الشرعية – الانتقالية – لمن جلسوا على كرسى حسنى مبارك بعد أن أجبره الثوار على التنحى، فإن بعض هؤلاء لم يتورعوا عن التهجم على "التحرير" فى الأيام الأخيرة، وقال أحدهم بثقة يحسد عليها "إن ميدان التحرير ليس مصر"، متناسيا أنه لولا ميدان التحرير لما كان جالساً أصلاً فى الموقع الذى يخول له إطلاق أقواله المأثورة، ولكان قائده الأعلى اليوم هو "الوريث" جمال حسنى مبارك بكل ما ينطوى عليه ذلك من إهانة للشرف العسكرى والأمن القومى معاً.
***
ولم يكتفى هؤلاء بالهجوم اللفظى على "الميدان" وثواره، بل قاموا بـ "تصنيع" ميادين موازية ومناهضة لميدان التحرير رغم الفشل المتكرر لهذه المحاولة البائسة فى الأيام الأولى لثورة 25 يناير عندما حاول نظام مبارك مواجهة "التحرير" بميدان مصطفى محمود، ثم بميدان روكسى.. ثم أصبح ميدان العباسية هو الرهان الأخيرة.
وليس معنى هذا أن كل من يلوذ بميدان العباسية مأجور أو مرتزق أو ثورة مضادة، فكثيرون ممن ذهبوا إليه لديهم نوايا طيبة ويحلمون بالاستقرار وعودة الأمن وتحريك عجلة الانتاج، وكلها مطالب مشروعة ولا خلاف عليها، لكن المشكلة هى أن هناك من يحاول استغلال هذه النوايا الحسنة وتوظيفها لصالح مشروع شرير يستهدف ضرب الثورة وإعادة إنتاج نظام حسنى مبارك، الذى ضحى الآلاف بأرواحهم ودمائهم وحبات عيونهم وفلذات أكبادهم من أجل الخلاص من سياساته المشئومة.
ويحاول أصحاب هذه الخطة الخبيثة تمريرها تحت مظلة حرية التعبير وضرورة احترام تعدد الآراء.
وهذا كلام حق يراد به باطل لأنه يعنى اعتبار قتل الثورة مجرد "وجهة نظر" وقتل الثوار مجرد "رأى" فى حين أنهما يمثلان جريمة متكاملة الأركان.. لا يمكن السكوت عليها أو التسامح معها.
ولا يجب على الثوار – وعنوانهم فى ميادين تحرير مصر – التعامل مع هذه الخطة الخبيثة بطريقة "انتقامية"، أو الانزلاق الى موقف العداء لكل من ذهب إلى ميدان العباسية أو مر عليه أو تعميم الاتهامات "عماّل على بطاّل"، بل يجب عليهم ان يضعوا نصب أعينهم تحويل ميدان العباسية إلى "حليف" ولو بعد حين، وأن يفوتوا على "المخططين" هدف تصدير الأزمة إلى الناس، حتى يتقاتل المصريون.. وينغمسوا فى هذه المعارك الخائبة بينما الثورة يتم اغتيالها بدم بارد.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نتنياهو: حماس تمارس إبادة جماعية ورفضت جميع المقترحات المتعل


.. الدكتور مصطفى البرغوثي: ما حدث في غزة كشف عورة النظام العالم




.. الزعيم كيم يشرف على مناورة تحاكي -هجوماً نووياً مضاداً-


.. إيطاليا تعتزم توظيف عمال مهاجرين من كوت ديفوار وإثيوبيا ولبن




.. مشاهد جديدة وثقتها كاميرات المراقبة للحظة وقوع زلزال تايوان