الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
هل سيبقى العراق موحدا؟
جليل البصري
2011 / 12 / 7اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
هل سيبقى العراق موحدا؟
ربما لم يمر العراق منذ تأسيسه في العشرين من القرن الماضي بظروف تدفعنا لطرح هذا التساؤل مثل ظروف اليوم، فالاحتقان الطائفي السياسي على اعلى المستويات والثقة بين المكونات السياسية لهذا البلد وهي مكونات تعبر عن تمثيل طائفي او قومي معدومة بالكامل والكل يفكر في مستقبله اذا ما بقي العراق موحدا او تفكك، فهما خياران مطروحان عمليا والكل يعمل على جمع اكثر الحظوظ والاستعدادات لاي احتمال منهما. فالخطوات التي تتخذ من اجل حالة التفكك ستصبح سلاحا بيد هذا المكون لحماية نفسه اذا ما بقي العراق موحدا او تمكن مكون بعينه من احكام قبضته الحديدية على مقاليد الحكم والقوة العسكرية والامنية في البلد.
الخارطة التي أمامنا هي خارطة مهيئة للنزاع دائما وقابلة للانفجار اذا ما اعتقد طرف انه قادر على حسم الامر لصالحه مرة والى الابد، فالكرد يمسكون بقوة وبحكمة بمقاليد اقليمهم مثلما هم طرف فاعل في المعادلة العراقية، ويتمتع اقليمهم بقدر عال من الاستقلالية التي عززتها الموارد الجديدة المستكشفة من نفط وغاز وثروات اخرى، اضافة الى انهم يمسكون بمقاليد العراق المائية حيث يضم الاقليم احتياطي مياه البلد بنسبة كبيرة، كما ان ليهم قوة عسكرية كبيرة ومدربة وشبه عقائدية بينما قواها الامنية قوية بل وهي الاقوى على صعيد العراق دون منازع.
فيما ينمو وزن التركمان في المعادلة السياسية حيث بدأوا يخوضون غمار المعادلات السياسية ويحققون نجاحات في مناطق كثافتهم السكانية وبالاخص كركوك حيث صعد عنها الى مجلس النواب العراقي نائبان فاعلان من بين 12 نائب عن كركوك، وربما لو كانت صفوفهم موحدة اكثر مثل الان لاستطاعوا الحصول على مقعد اخر، وحصلوا ايضا عبر تحالفات سياسية على منصب رئيس مجلس محافظة كركوك وهو منصب كبير ويتمتعون بحضور اداري فاعل في مديريات المدينة وبالاخص التربية والعدل اضافة الى وزنهم في الحياة الاقتصادية بالمحافظة وهذه خطوات ليست بالقليلة على طريق تحقيق وجودهم القومي في العراق كقومية ثالثة بعد العرب والكرد، مما يؤهلهم لاحقا للدخول في شراكة حقيقية فاعلة مع الكرد او العرب او تحقيق وجود منفرد، لكن الخيار الاول كخيار مرحلي على الاقل هو الخيار الاقرب الى الواقعية.
بينما ينقسم العرب في العراق الى شيعة وسنة وتنقسم معهم مناطقهم ايضا. وقد امسك الشيعة منذ عام 2003 بمقاليد المبادرة السياسية تحت ضغط الاحساس بالفرصة السانحة ويحاولون بكل الوسائل الابقاء على عناصر القوة في الحكومة بيدهم، حتى انهم ذهبوا محاولة الاستحواذ على السلطة في البلد بعيدا عن مبدأ الشراكة في الحكم، بل وانهم يحاولون غالبا اظهار الظهور بمظهر المتمنن على الاخرين. كما انهم وقفوا حجر عثرة امام تحقيق اماني مناطق في الجنوب منها البصرة وغيرها في الحصول على اقليم فدرالي لفك الحصار عن نفسها والخروج من سيطرة الزعامات الدينية المطلقة.
السنة هم الاخرون اخطئوا كثيرا حيث ان "خسارتهم" السلطة بسقوط صدام ونظامه جعلتهم يتخبطون في التعامل مع الواقع الجديد حيث وقفوا في البداية خارج العملية السياسية من ناحية وضدها من ناحية اخرى وسعوا الى تقويضها لكن مستعيهم فشلت فعادوا الى الانخراط متأخرين فيها لكنهم لم يخصلوا تمام لهذه العملية وظلت مشاركتهم تتوزع بين مشارك جادة للبعض ومشاركة من اجل تحين فرصة او الاعداد لفرصة تقويض العملية من الداخل ونسفها او القيام بالانقلاب عليها والاستيلاء على السلطة، لكن استمرار فشل هذه الخطط ونجاح البعض الاول في تحقيق مواقع سياسية هامة، جعل السنة تعيد ترتيب اوراقها وتفكر قواها السياسية بالابتعاد عن البعث والحصول على لسطات اكبر على مناطقها في اطار اقليم فدرالية وهو ما حصل في تكريت وتكاد الانبار ان تحقققه ايضا. ورغم ان هذه الخطوة تمثل خطوة متأخرة الا انها خطوة هامة على طريق تفتيت المركزية او الروحية المركزية التي تحاول الحكومة والقوى المسيطرة فيها فرضها وتعزز اللامركزية التي دافع عنها الكرد ازاء سلطات اقليمهم.
ان استمرار العراق بشكله الحالي غير ممكن، ويجب دفعه الى المزيد من اللامركزية والفدرالية لتخفيف الاحتقان الطائفي والقومية ومنح القوميات والطوائف حقوقا متساوية في حكم نفسها بنفسها بعيدا عن سلطة الرجل القوي او الطائفة الاكبر، لان استمراره هكذا لا يعني وحدته بل يدفع الى التفكك والانهيار خصوصا بعد زوال التأثير المباشر للعامل الخارجي المتمثل بالقوات الامريكية .
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. رفح تتعرض لقصف وغارات، ما يثير مخاوف من اقتراب الهجوم البري
.. مهاب ا?يوب.. من الصفر ا?لى راي?د في عالم الا?عمال ????
.. سوق سافور في مونفارميه الفرنسية يقدم أسعارا تتحدى التضخم في
.. ما هي مخاطر الإدمان على الشاشات؟ • فرانس 24 / FRANCE 24
.. محمد الضيف يستغيث بالشعوب العربية للتحركضد إسرائيل ،،،،فهل ه