الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
محرم وعاشوراء وقضية مصادرة ملحمة الحسين
محمد حسن فلاحية
2011 / 12 / 7دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
بالتزامن مع العاشر من محرم من كل عام تظهر قضية تأريخية قديمة متجددة الى الإعلام وهي قضية عاشوراء التي حدثت في سنة 61 من الهجرة .
بقيت هذه القضية عالقة في الأذهان ليس بسبب تشبث البعض بنهج الحسين بن علي رابع الخفاء عند المسلمين بل من خلال تكريس الإحتقان الطائفي القائم أصلاً بين السنة والشيعة ، فتخرج عمائم الشيعة وتتقدمها تمثيليات ومشاهد مقززة للإحتفاء بذكرى استشهاد الحسين في المناطق التي تقطنها الطائفة الشيعية ومراكز الثقل الشيعي في العالم (كربلاء - قم - النجف - مشهد) وتنهال بالشتائم والسب لرموز السنة وعلى رأسهم من باشر بقتل الحسين بن علي والخلفاء الثلاثة الذين سبقوا علي بن أبي طالب دون أن تعطي الملحمة حقها في التعريف .
لابد أن نتذكر مشاهد التطبير و"الزنجير- اللطم بالسلاسل على الصدر والظهر" من قبل من يصفون أنفسهم موالين وينسى هؤلاء المبدأ الحقيقي الذي ضحى الحسين بنفسه من أجله وهي : الحرية والعدالة وبالمفهوم العصري:الديمقراطية وحق تقرير المصير ، مكتفين بالمظاهر التي أضافتها الحكومة الصفوية في إيران قبل أكثر من خمسة قرون على طقوس محرم وعاشوراء بعد أن تحولت الى تقليد سنوي يحتفي به الشيعة بهذا الشكل المعهود.
عملت حكومة ولي الفقيه الحالية في إيران على افراغ ما تبقى من الحادث من مظاهر انسانية حيث قامت هذه الحكومة بتسجيل هذه الطقوس لدى منظمة اليونسكو للتراث البشري ليس من منطلق الحفاظ على الحدث التأريخي بل من خلال ربط هذا الحدث بما يوجد من طقوس في إيران والتعريف به بشكله المشوه .
يطلق الإيرانيون على طقوس أيام ملحمة عاشوراء تسمية "تعزية" في الفارسي و"دايرة" لدى العرب الشيعة وهي عبارة عن تمثيلية - مسرحية تروي من خلال المسرح الذي يصور بعض رموز ملحمة الحسين من خلال قراءة "مقتله" بمختلف اللغات وهذا الإضفاء التأريخي الموروث من الحكومة الصفوية أضفى الطابع الحالي لقضية بعداً مسرحياً وأفرغها من مغزاها الإنساني النبيل الذي قامت به هذه القضية أصلاً ووقام بتحويلها الى شكل دون معنى حقيقي.
تحولت قضية الحسين اليوم الى ملحمة أسطورية تشبه كثيراً ملحمة "شاهناميه " وهي ملحمة أسطورية إيرانية تروي قصص عن رجال إيرانيين قدامى غير عاديين من نسج خيال شاعرها الفردوسي و يقوم هؤلاء الرجال بأعمال خارقة للعادة .
بعد أن اتبع الكثير من الشيعة العرب وغير العرب أسطورة الصفويين المحكية عن ملحمة الحسين الحالية لدى معظم شيعة العالم وهي عبارة عن قذف وشتم وتطبير ولطم وسب رموز السنة أكثر مما هي مناسبة للتذكير بالمبادئ الإنسانية التي قامت من أجلها هكذا قضية عمل البعض من الإصلاحيين الشيعة مثل " علي شريعتي ، علي الأمين ، حسين فضل الله ومطهري وغيره" إعادة ملحمة الحسين لمسارها و اخراج الخرافات المضافة من قبل الصفويين من الملحمة لكن دون جدوى بسبب أن من يمسك بالملحمة ومن يمولها هم أصحاب رؤوس الأموال الشيعة الذين يروجون الى مثل هذه الخرافات خدمة لمصالحهم الكامنة في "استحمار" الغالبية الصامتة من الشيعة والبسطاء الأميين أضف الى ذلك حكومة ولي الفقيه في قم وطهران وحكومة السيستاني في النجف.
هذه ليست أول ولا أخر قضية تصادرها جماعة وتبقي عليها من أجل مصالح اقتصادية ومكاسب ضخمة تدر على رجال الدين ولن تكون الأخيرة بسبب صهرها بالسياسة والإقتصاد والتأريخ ولكن الرسالة التي ينبغي أن يتعلمها البسطاء من الشيعة بقيت طي النسيان وذلك لأنها لو خرجت من تحت عباءة رجال الدين سوف تخرج من رحمها ملاحم عاشوراء عدة وهذه المرة من قبل الشيعة أنفسهم ضد من يتولى زعامتهم كذباً وزوراً وبهتاناً ولعلها ستكون أكثر دموية من عاشوراء وأكثر إجراماً من الشمر الذي قتل الحسين ولا ننسى أن القيادة الشيعية في ايران وهي التي تحمل لواء نصرة الحسين في وضع لا تحسد عليه بسبب القتل والتشريد والقمع الحداثوي الذي لم يقترف عشره لا الشمر ولا غيره من تلطخت يداه بقتل الحسين وقد وفاق اجرامهم ما يتصوره العقل ناهيك عن المقارنة.
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
التعليقات
1 - تصحيح رجاءً
الحارث العبودي
(
2011 / 12 / 7 - 12:41
)
أود أن الفت انتباهكم ان الذي باشر بقتل الحسين بن علي بن أبي طالب لم يكن أحد رموز السنة كما جاء في بداية مقالك أعلاه.
.. الشيف عمر يجهز أشهى برياني وكبسة ومندي شغل أبو راتب ????
.. الذيل أو الذنَب.. كيف فقده الإنسان والقردة قبل ملايين السنين
.. في تونس.. -الانجراف- الاستبدادي للسلطة يثير قلق المعارضين •
.. مسؤول أميركي: واشنطن تنسق مع الشركاء بشأن سيناريوهات حكم غزة
.. إسرائيل تعلن القضاء على نائب قائد وحدة الصواريخ في حزب الله