الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مقامات عراقية

حسن الشرع

2011 / 12 / 10
المجتمع المدني



لم أتعرف على السيد الو الفتح الأسكندري إلا من خلال بطولاته الافتراضية التي طالما أعجبتني والتي أسندها إليه بديع الدين الهمداني .لقد أعجبني الاسكندري رغم انه بطل كدية لا تحل عليه الصدقة أعجبني لان كديته هي كدية مال وليس عطف أو جاه أو سياسة أو اقتناص صوت ناخب أو كاميرا قناة أو مايكروفون إذاعة...لم يكن بمقدور الاسكندري أن يتمرد على الهمداني مهما وكيفما كان الأمر لأنه صنيعته...ولا فرق هنا بين الصانع والمصنوع...انه مقام المقامة أن ينال كل مهما مرامه دون نكث أو جحود أو نكران ...تلك هي مقامات الهمداني.
ومع صحة صدور رواية الحارث بن همام لبطولات أبي زيد السروجي بسند صحيح مرفوع لمحمد الحريري البصري فان الأمر مازال لا يخرج عن أصحاب الكدية وكبار الساسة من الشطار والمحتالين أو المحتلين العيارين كما هو الحال عند وصف أبي حيان التوحيدي العربي الذي يحمل البويهيين كل مآسي العروبة منذ أن استوت على الجودي إلى وحتى غرق آخر تايتانك في بحر الظلمات قبل عصر الفتوحات العرعورية الاورفلية لبلاد قراء مقام العجم الهمداني على سلف الأمة المفجوعة بخلفها وخليفتها .
مازلت اذكر إذ كنت طفلا نقاشا بين والدي يرحمه الله واحد السادة الذي كان يقود حملة ضد السلطات المحلية التي كانت تروم هدم قبر والده الذي بناه في ارض (أميرية) وصنع فيه ومنه مقاما للزائرين.لقد أصبح ذلك المقام محل جدل كثير وأصبح له مقالا في كل مقام يقيم فيه والدي كان ذلك جزء من الجدل البيزنطي الذي ساد ارض بابل وسومر وآشور أيام الخلافة (غير الراشدة ) للزعيم الأمين حسب مزاعم أبي حيان للنيل من رسائل إخوان الصفا وخلان الوفا الذين يؤمنون بالتوافق قبل العملية السياسية في البصرة والكوفة ونينوى...يجب أن نخلع من التاريخ قدسيته فليس المهم هذا قبل ذاك أو ذاك قبل هذا...ابحثوا عن الحقيقة فقد تجدوها في بيت خرب أو قصر عامر أو بلد مهجور أو جحر محفور ،لم يخطر ببال لبيد العامري أن تعف الديار المقامات قبل أن ينشد للحقيقة
عفتِ الديارُ محلُّها فمُقامُهَا بمنًى تأبَّدَ غَوْلُها فَرِجَامُهَا
كتب صديق لي في الفيسبوك وهو طبيب أخصائي بالصحة العامة والمجتمعية شاكيا مستغربا:أشكرك..هذا رد على تهنئته لصاحب مقام جديد وعقل بليد وجهل شديد (الوصف لي) بعد أن هنأه بالعيد ،وأضاف ذلك الصديق انه حظي بذلك الرد بقدر المقام الذي وضعه فيه ..فمقامه بنظره لا يساوي أكثر من كلمة واحدة، ليس لخلاف بينهما أو مصلحة تنازعوها بل هي المقامات.
اكره أن امسح اسم صديق من هاتفي إذ جعله الموت يغادرني لكنني أتحمس كثيرا أن امسح اسم صديق كبر مقامه على مقامي عندما أشم فيه رائحة التصاغر المقامي والتشاطر السياسي قبل أن يصبح من أصحاب الكدية من شطار السياسة وعياريها.
ما علة كثرة غم من كان أعقل ، وقلة غم من كان أجهل في الأفراد والأجناس؟ . سؤال طرحه أبو حيان التوحيدي، لست مهتما في علة الكثرة والقلة، بل ابحث في الفرق بين المقامين.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تضامناً مع الفلسطينيين في غزة.. عشرات الطلاب يتظاهرون بالموت


.. ممثل صندوق الأمم المتحدة للسكان في فلسطين: ما رأيته في غزة ي




.. آلاف اليمنيين يتظاهرون في صنعاء دعماً للفلسطينيين في غزة


.. إيرانيون يتظاهرون في طهران ضد إسرائيل




.. اعتقال موظفين بشركة غوغل في أمريكا بسبب احتجاجهم على التعاون