الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الورثة الحقيقيون لمصباح ديوجين * هنيئا للحوار المتمدن *

سعيد زارا

2011 / 12 / 11
اراء في عمل وتوجهات مؤسسة الحوار المتمدن


كان ديوجين يحمل مصباحه في عز النهار مستفزا كل القاطنين بالمدينة وهو يبحث عن انسان , انسان لم توجد مواصفاته بعد في من يقطنون المدينة التي يمكث فيها.ان ديوجين بحكمته الرائعة هذه اماط الحجاب عن رحلة الانسنة التي لازالت لم تتخلص من براثن الوحشية و الانانية التي لا علاقة لها بالانسان الحقيقي الذي يبحث عنه كل متنور فيختار خندق المضطهدين لاضاءة دربهم المراد تعتيمه ممن لهم مصلحة في استمرار المظلومين معصوبي الاعين.
حمل المصباح من بعده كل من اختار معسكر المهمشين دربا للنضال من اجل حقيقة استبعاد الظلم و القهر , مؤمنين بحقيقة الانسانية التي ترقد بعد ازالة كل اشكال الاستغلال, و بعدما كان مصباحا و احدا يحمله ديوجين وحده , اضحى هذا المصباح مصابيح استلمها كل المهمومين بقضية الانسانية في العصور المظلمة و قوبل اولئك الابطال بقمع وحشي و طوردوا في كل بقاع بلادهم و شردوا عن عائلاتهم.
استلم المصباح فلاسقة الانوار مسلطين نور المصباح على ظلمات العصر الوسيط, عصر الاقطاع والنبلاء, فكانت ثورة تاريخية بورجوازية نقلت الانسان من الدرك الاسفل الى درجات عالية في الرقي, ورغم كل التقدم الذي احرزه الانسان في كل مجالات الحياة من علوم و تقنية و ادب , الا انه كان لا يزال مثقلا بجراثيم الفردانية القاتلة لاخيه الانسان مع استمرار التملك الفردي للثروات المنتجة رغم انخراط كل الشغيلة في انتاجها دون ان تنال حصتها المعقولة من المنتوج.
الماركسيون و هم الورثة الحقيقيون لفكر الانوار, لم يملوا من حمل المصباح , و كانت اضاءتهم كونية لم تستثني عاملا في المعمورة عبر كتابة اول دليل للشغيلة تستطيع ان تستكمل به رحلة الانسنة الى الانسان الحقيقي الذي كان يبحث عنه ديوجين, و هو البيان الشيوعي الذي الفه العبقري ماركس صحبة رفيقه انجلز, فكان شبح الشيوعية يحوم على اروبا.

مافتئ نور الماركسية يخفت في بلاد الانوار حتى سطع في بلاد الثلوج , فكان المصباح اكثر انارة عبر لسان حال البلاشفة , البرافدا, و التي استطاعت بشكل غير مسبوق و بتوجيهات لينين الذكية ان تحمل اشعة المصباح الى عتمة كل المصانع و المعامل و المزارع حيث حشدت العمال و الفلاحين في بناء اول دولة للعمال في تاريخ البشرية.استكمل البولشفي العظيم, الرفيق ستالين ,حمل السراج فسلط النور على المسلك الذي يجب ان تعبره ملهمة عمال العالم , فدحر الحمر الذئاب الهتليرية في اوكارها و خلصوا البشرية من عبودية الرايخ الثالث , واطلقوا شرارة التحرر الوطني بدعمها في كل المستعمرات, و لما نجح البلاشفة العظام في اعادة بناء ما دمرته القطعان النازية , ادار حامل السراج النور الى خلفه لاستكمال رحلة الانسنة التي اوشكت من التخلص من قيود الانتاج حيث الحرية المطلقة , عبر القضاء على طبقة الفلاحين و كل اطياف البرجوازية الوضيعة بعد ان اشتد عودها خلال الحرب, تلقى الرفيق ستالين طعنة من العسكر اردته قتيلا , هوى المصباح فخفت بريقه الوهاج و ضلت الاحزاب الشيوعية طريقها الى الانسان الحقيقي بعدما انقضت ضباع الطبقة الوسطى على قيادة دولة العمال في الاتحاد السوفياتي.

انهار المشروع اللينيني دون ان يستكمل عملية تفكيك الراسمالية , فانتهت الاخيرة الى الانحلال لتستوي الطبقة الوسطى عالميا وتخرج برحلة الانسنة الى خارج التاريخ بعدما كان خطها تصاعديا يرتقي بالجنس البشري الى حسن ثم احسن, اما و قد استلمت البرجوازية الوضيعة قيادة العالم فكل ما راكمه كل من حمل مصباح ديوجين , قد ذهب سدى حيث يحوم شبح الكارثة على عالمنا , مما زاد من تناقص نور المصباح .

نراهن على موقع الحوار المتمدن ان يستكمل الرحلة و يحمل المصباح الذي لن يضيئ الا بكتابات اولئك الذين لا يملوا في فضح اضاليل و اكاذيب البرجوازية الوضيعة العدو الرئيسي لطبقة العمال و نشر الوعي الماركسي الاصيل الذي يتلقى اقسى الضربات في عصرنا. فهنيئا للحوار المتمدن وريثا لمصباح ديوجين حتى يسطع نوره اكثر في عشريته الثانية. و التحية لكل الطاقم الذي يسهر على جعل جريدة الحوار المتمدن موقعا منيرا.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - تحية لك اخينا سعيد
وليد مهدي ( 2011 / 12 / 11 - 09:20 )
جميلٌ ما كتبته يا اخي

وهنيئاً للحوار المتمدن بك ...

الحوار المتمدن بالفعل نقلة تاريخية نوعية في الفكر الماركسي العلمي الجدلي

ولكن .. اكثر الماركسيين العرب لا يعلمون !

ودي


2 - الى الاخ وليد
سعيد زارا ( 2011 / 12 / 11 - 10:38 )
الاخ وليد بعد التحية

الحقيقة انهم ليسوا بماركسيين, لو كانوا كذلك لعرفوا حدود تطور مجتمعاتهم.
فالماركسيون هم الادرى بسر تطور المجتمع البشري.

شكرا على اطلالتك الجميلة.


3 - هكذا يكتب الماركسيون الحقيقيون
فؤاد النمري ( 2011 / 12 / 11 - 10:52 )
سعدت يا رفيق باطلالتك الرائعة في مربع كتاب الحوار المتمدن وحالما قرأتك تمنيت أن يكون لدى الناطقين بالعربية عشرة كتاب من قامة سعيد زارا
تحياتي وإلى الأمام


4 - الرفيق البولشفي فؤاد
سعيد زارا ( 2011 / 12 / 11 - 11:31 )
تحياتي لك ايها الماركسي الاصيل

و بكتاياتك ايها البولشفي يزداد الحوار المتمدن توهجا.

و شكرا على مرورك البديع


5 - رفيقي سعيد
عبد المطلب العلمي ( 2011 / 12 / 11 - 17:03 )
كم كانت عظمه فرحتي ،عندما فتحت الموقع قبل قليل لارى اسمك في اعلى الصفحه.
رغم حجم تحفظي على السياسيه التحريريه للحوار ،مما انتج ثله من الاشخاص يسيطرون على صدر الصفحه ،رغم ان معظم كتاباتهم لا تساوي شروى نقير.فان بروز اسم بلشفي في هذا المربع هو انتصار كبير.
لك مني كل الحب و الاحترام و التقدير.


6 - الرفيق العزيز العلمي
سعيد زارا ( 2011 / 12 / 11 - 20:53 )
تحيتي رفيقي لك ايها البولشفي

و شكرا لك على اشراقتك الجميلة.

اخر الافلام

.. قصف مستمر على مناطق عدة في قطاع غزة وسط تلويح إسرائيلي بعملي


.. عقب نشر القسام فيديو لمحتجز إسرائيلي.. غضب ومظاهرات أمام منز




.. الخارجية الأمريكية: اطلعنا على التقارير بشأن اكتشاف مقبرة جم


.. مكافأة قدرها 10 ملايين دولار عرضتها واشنطن على رأس 4 هاكرز إ




.. لمنع وقوع -حوادث مأساوية-.. ولاية أميركية تقرّ تسليح المعلمي