الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بيان ذكرى الشهيدة - سعيدة المنبهي -

ليلى محمود

2011 / 12 / 14
حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات


نخلد اليوم ك " لجنة المرأة " بجمعية " أطاك " طنجة لمناهضة العولمة الرأسمالية ، و بمعية كل القوى التقدمية و الديمقراطية و عموم مناضلي الشعب المغربي ، ذكرى استشهاد الرفيقة " سعيدة المنبهي " . المناضلة التقدمية التي ضحت بحياتها على درب النضال من أجل التغيير الجذري و القضاء على كل أشكال الإستغلال و الإضطهاد ، و أضحت رمزا للمرأة المغربية المناضلة ، المتحدية لكل القيود الرجعية التي يفرضها المجتمع الطبقي الذكوري على نشاط المناضلين بشكل عام و بشكل أخص النساء . لقد جسدت الشهيدة " سعيدة " في مسارها النضالي كل معاني الإلتزام و التفاني و نكران الذات و الثبات على المبادئ ، منذ ولوجها الجامعة ونضالها في صفوف " الاتحاد الوطني لطلبة المغرب "، وفي صفوف " الجبهة الموحدة للطلبة التقدميين " التيار الطلابي الناطق باسم الحركة الماركسية اللينينية بالجامعة، ضدا على التيارات الحزبية المرفوضة من طرف الجماهير الطلابية، لسلوكها البروقراطي الهيمني والانتظاري الإصلاحي. مرورا بانتمائها بعد التخرج من الجامعة إلى " الاتحاد المغربي للشغل " في إطار نقابة التعليم، وكفاحها داخل منظمة "إلى الأمام" ، وصولا إلى حدود اعتقالها بالمخفر السري "درب مولاي الشريف" لمدة سنتين تحت التعذيب والترهيب وتقديمها للمحاكمة ضمن ما يعرف بمجموعة 139، لتحاكم بخمس سنوات سجنا وإضافة سنتين، بعد تحديها للقاضي بمعية رفاقها مرددين: فاشيست فاشيست أثناء المحاكمة. ثم المعركة التي خاضتها إلى جانب رفاقها، معركة الإضراب عن الطعام، من أجل سن قانون المعتقل السياسي وتحسين أوضاعهم السجنية والتي دامت 45 يوما سقطت خلاله سعيدة شهيدة يوم 11 دجنبر 1977.

نخلد هذه الذكرى ، في سياق عالمي يتميز بتفاقم أزمة النظام الرأسمالي و تعمقها بالقدر الذي لا يمكن للبشرية تحمل استمرار العيش تحت وطأة هذا النظام الطبقي الإستغلالي ، و إلقاء نتائج هذه الأزمة على عاتق الطبقة العاملة و الكادحين و المواطنين البسطاء من دافعي الضرائب ، ليعرف العالم هجوما غير مسبوق على المكتسبات الإجتماعية التي تحققت بفضل كفاح تاريخي مرير للطبقة العاملة و الكادحين ، تلبية لتوجيهات المؤسسات الإمبريالية العالمية القاضية بتعميم الحكومات البرجوازية للسياسات التقشفية و بضخ المزيد من أموال دافعي الضرائب في السوق المالية المفلسة و تكثيف النهب لثروات و خيرات الشعوب الكادحة و بالأخص بالمجتمعات التي يسودها نظام الرأسمالية التبعية . لقد ولدت هذه الأوضاع العديد من التحركات الإحتجاجية العمالية و الشعبية في كل أنحاء الكرة الأرضية ، أعادت من جديد لخيار الكفاح و النضال و الإحتجاج راهنيته و ضرورته في معركة التغيير و مواجهة السياسات الرأسمالية المعولمة ، و لتضع البشرية جمعاء أمام مهمتها التاريخية : تجاوز النظام الرأسمالي و التأسيس لبديل يحقق المساواة الفعلية و العدالة الإجتماعية و يقضي على كل اضطهاد أو استغلال في العلاقات بين البشر . و قد كان لشعوب الوطن العربي الدور الطليعي في تفجير الإحتجاجات الشعبية التي تمكنت بعضها من الإطاحة برموز و رؤوس الأنظمة الرجعية التبعية التي ظلت لعقود ممسكة بزمام السلطة و الثروة و الأنفاس ، فيما لا يزال الحراك الإحتجاجي متواصلا في العديد من البلدان العربية و المغاربية الأخرى ، بل إن أنوية الإحتجاج في البلدان التي أطيح فيها برؤوس السلطة تتولد من جديد ضد اغتيال تضحيات الشعوب و الإلتفاف عليها من طرف قوى الثورة المضادة المدعومة إمبرياليا .

إن النساء العاملات و الكادحات هن الأكثر تأثرا و استهدافا بالسياسات اللاشعبية للحكومات البرجوازية المرافقة للأزمة الإقتصادية و المالية للنظام الرأسمالي ، و يتعرضن إلى المزيد من الإفقار و التسريح من العمل خصوصا بالنسبة لصناعات أغلب الأيدي العاملة بها نسائية ، كما يتضررن من الإرتفاع المهول لأسعار المواد الأساسية و هن في الغالب إما يعلن أسرا لوحدهن أو يشاركن الرجال المهمة ، كما للإجراءات التقشفية في الميدان الإجتماعي الأثر المباشر على المكستبات التي حظيت بها المرأة نتاج كفاح شعبي و عمالي مرير ، في ميدان الرعاية الإجتماعية و الصحية و تربية الأبناء .... و في المقابل شاركت النساء و لا تزال بكل مسؤولية و التزام في الحراك الإحتجاجي الحالي عالميا و محليا ، في المسيرات و الإعتصامات و المواجهات ضد القوى القمعية ، و سقطن شهيدات و جريحات و تعرضن للإعتقال و التعذيب و الترهيب .. هكذا تجسد النساء الكادحات و المناضلات المساواة الفعلية بينهن و بين الرجال في النضال و الكفاح و التضحية ، و من أجل فرضها في كافة مجالات الحياة بدون استثناء .

باعتبار الأوضاع الكارثية التي تعانيها النساء الكادحات و العاملات في المجتمعات الرأسمالية ، و بالأخص التبعية منها ، و المساهمة الفعلية لهن في الحراك الإحتجاجي ، يجب التأكيد على أن قضية تحرر النساء و المطالبة بالمساواة التامة في كل مناحي الحياة بين المرأة و الرجل ، يجب أن تكون حاضرة و من ضمن أولويات مطالب و شعارات الحراك الإحتجاجي ، و إلا فإن الأمر يتعلق بالمطالبة بتغيير شكلي و رمزي قد تتغير في حال تحققه بعض الأوجه و المؤسسات و الألوان لكن في ظل استمرار نفس السياسات و الأوضاع ، و ربما تؤول إلى أسوء. و ما يعطي لهذا الموضوع أهميته و ضرورته ، انخراط قوى يمينية و ظلامية تستند على توظيف الدين و بالخصوص الإسلام لمعاداة - إلى حدود التطرف - لمشروع تحرر النساء بشكل خاص و للتحرر الجذري للطبقة العاملة و الكادحين عموما ، في فعاليات هذا الحراك في البلدان العربية و المغاربية ، بل و تلعب أدوارا طلائعية و توجيهية فيه بتنسيق سافر مع ممثلي القوى الإمبريالية الهادفة إلى احتواء نضالات الشعوب بالمنطقة و إعادة إنتاج أساليب الهيمنة و السيطرة بتوظيف قوى سياسية جديدة قادرة على تدبير الأزمة لمدة أطول .
إن هذه القوى رجعية و تنتمي إلى الجانب الآخر من المتراس في الصراع من أجل التحرر الفعلي من الإستبداد و الإستغلال و كل أشكال الإضطهاد ، و هي تميز نفسها بشكل خاص من خلال التعبير عن العداء لتحرر المرأة و تحقيرها و استضعافها بل و تحميلها مسؤولية العديد من المشاكل الإجتماعية وليدة النظام الرأسمالي . و قد سبق أن أعلنا في بيان مئوية اليوم الأممي للمرأة العاملة على أن أعداء تحرر المرأة المغربية و نيل حقوقها الكاملة كإنسان ، لا يمكن أن يكونوا شركاء لها في درب النضال ،و حذرنا في هذه المرحلة الدقيقة من الخلط بين حاملي مشروع تحرر شعبنا و نساؤه و بين أعدائه . الموقف الذي نجدده اليوم بعد أن أثبتت صحته الوقائع المرتبطة بالحراك الإحتجاجي بالمغرب و بباقي البلدان المغاربية و العربية.

إن القوى التي من المفترض أن تحمل لواء الدفاع عن التحرر الفعلي للنساء ، وجهتها المصالح الضيقة الخاصة و في أغلبها وهمية ، بالإضافة إلى أخطاء التحليل النظري و التقدير السياسي ، إما إلى الدفاع عن الإستبداد و الأنظمة الرجعية القائمة تحت دعاوى مختلفة ، و إما – كما هو الحال في المغرب – انخرطت في تحالف مع القوى اليمينية الظلامية سواء بشكل رسمي أو عملي ، و ساومت بالتنازل عن المبادئ و ضحت بقضية تحرر المرأة تحت دعاوي و مبررات واهية ، على رأسها ضرورة الحفاظ على وحدة هلامية شكلية ، لا استراتيجية و لا أهداف لها و لا برنامج ، اللهم بعض الشعارات العامة و المجردة التي تعني كل شيء و لا شيء في نفس الوقت ! في حين تفرض الظرفية التاريخية الحالية توحيد الجهود و القوى لخلق قطب يساري تقدمي جماهيري يطرح عمليا برنامج يضم المطالب الآنية لكل الفئات و الطبقات المتضررة من السياسات الرأسمالية ببلادنا و من ضمنها النساء الكادحات و يدافع عن الضرورة التاريخية الراهنة للقضاء على النظام الرأسمالي و بناء الإشتراكية ، لا يلين في الكفاح الشعبي ضد النظام الرأسمالي التبعي ، لا يتهاون في الصراع ضد الخط اليميني الظلامي و فضح منطلقاته و أهدافه المعادية للتحرر الفعلي للشعب الكادح و تحالفاته المشبوهة مع القوى الإمبريالية .

إننا في لجنة المرأة بجمعية أطاك طنجة إذ نخلد اليوم ذكرى الرفيقة " سعيدة المنبهي " مستحضرات لتضحيتها و لكفاحها ، لنؤكد استمرارنا على نهج الشهيدة في اختيار خط الكفاح ضد اضطهاد النساء و كل اضطهاد ، و التضحية و العطاء على درب التحرر من النظام الرأسمالي الإستغلالي و بناء البديل الإشتراكي و الذي لا يتم بدون رفع راية قضية تحرر المرأة و المطالبة بالمساواة التامة بين النساء و الرجال في كافة مناحي الحياة .

المجد و الخلود للشهيدة " سعيدة " و غيرها من شهيدات و شهداء شعبنا الكادح .

عاش نضال النساء من أجل التحرر الفعلي .

فليتواصل الكفاح ضد الإضطهاد و الإستبداد و الطبقية .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. رجل استخبارات إيراني يتنكر كامرأة ويتجسس على قدرات إسرائيل ا


.. الرجال أكثر صدقاً مع النساء الجميلات.. دراسة تكشف أسرار سلوك




.. موجز أخبار الواحدة - منظمة دولية: غزة أصبحت مقبرة للنساء وال


.. رنا.. امرأة جريئة بادرت وطلبت يد ابن صديقتها




.. حديث السوشال | اعتقال امرأة بسبب عدم التزامها بالحجاب في إير