الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


انها مذبحة و ليست مهلة

نزار جاف

2011 / 12 / 14
مواضيع وابحاث سياسية


على أثر الزيارة التي قام بها رئيس الوزراء العراقي نوري المالکي لولايات المتحدة الامريکية يوم الاثنين المنصرم، والتي جاءت على هامش إکتمال سحب القوات الامريکية من العراق، وبعد اللقاء الذي جمع بين الرئيس الامريکي باراك اوباما و المالکي، لايبدو ان أي من الطرفين ميال لطرح مادار في الاجتماع بخصوص قضية معسکر أشرف التي طفقت تفرض نفسها بقوة على الجانبين.
نوري المالکي، الذي يواجه حملة دولية استثنائية من أجل إجباره على تمديد المهلة التي حددها من أجل إغلاق معسکر أشرف بحلول 13/کانون الاول(ديسمبر)/2011، يخضع أيضا لضغوط إيرانية غير مسبوقة في سبيل الاسراع بتصفية قضية أشرف و عدم السماح ببقائها ورقة سياسية ذات أهمية خاصة بالنسبة للداخل الايراني المتوتر سياسيا و أمنيا الى حد ما، وترى اوساطا سياسية أن النظام الايراني الذي يمر حاليا برحلة قلقة على صعيدي المنطقة و العالم، يريد إتخاذ کافة إحتياطاته اللازمة ولاسيما وان تقارير متباينة تشير الى أن شرائح الشعب الايراني باتت تتوجس ريبة من المستقبل و ينتابها القلق من إحتمالات الحرب، وهو مادفع بالکثير الى إتخاذ إحتياطاتهم من أجل مواجهة الظروف السيئة، وان تمکن النظام الايراني و في ظل هکذا اوضاع حرجة و قلقة على مختلف الاصعدة من النجاح من إغلاق المعسکر و تصفيته بالصورة التي يريدها، هو إنتصار غير مسبوق يقدم على طبق من ذهب لنظام سياسي مترنح يسير على طريق السقوط، وهو خطأ تأريخي قد لايغتفر فيما لو تم على مرئى و مسمع من المنطقة و العالم.
مهلة 13/کانون الاول(ديسمبر)الجاري للمالکي، هي مهلة ستمنح المزيد من الهواء النقي لنظام فاسد يمر بمرحلة الاختناق، وهي فرصة بمقدورها أن تمنح النظام المزيد من القوة لکي يبقى جاثما کالکابوس على صدر الشعب الايراني بصورة خاصة و شعوب المنطقة و العالم بصورة عامة، لفترة أخرى، وفيما لو تمکن من تصفية أبرز فصيل معارض و متصدي له، فإن ذلك کفيل لوحده بزرع حالة من التشاؤم و الضبابية المفرطة داخل اوساط الشعب الايراني ازاء الموقف الدولي من القضية الايرانية، حيث أن الجميع يعلمون بأنه فيما لو سارت الامور مع مهلة نوري المالکي کما حددها(بالتشاور و الاتفاق مع النظام الايراني بحسب آراء کثيرة)، فإن ذلك يعني فيما يعني منح غطاء من الشرعية الدولية للجريمة المنظمة التي يقوم بها النظام الايرانه‌ ضد أبناء شعبه، إذ کما قام بإغتيال ساسة و قادة إيرانيين بارزين في داخل و خارج إيران و لم يحرك الحالم ساکنا، فإنه وفي ظل أوضاعه المزرية الحالية لو تمکن من إغلاق أشرف و تصفية سکانه، فإن ذلك يعني ان هذا النظام بمقدوره تحدي الارادة الدولية و الوقوف ضدها، والانکى من کل ذلك أن من يساعده لکي يتخذ هکذا موقف صلف و عنجهي هو المجتمع الدولي ذاته، ولذلك فإنه من الواجب الحيلولة دون ذلك و الوقوف بوجه مهلة الموت و الابادة الجماعية هذه و عدم السماح بمذبحة کبرى لسکان أشرف الذين وهبوا نفسهم و حياتهم من أجل إيران و شعب إيران و بالتالي وضع حد لغطرسة و شقاوة النظام النظام الايراني وهو الطريق الوحيد الذي يخدم الامن و السلام العالميين.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إسرائيل تنشر أسلحة إضافية تحسبا للهجوم على رفح الفلسطينية


.. مندوب إسرائيل بمجلس الأمن: بحث عضوية فلسطين الكاملة بالمجلس




.. إيران تحذر إسرائيل من استهداف المنشآت النووية وتؤكد أنها ستر


.. المنشآتُ النووية الإيرانية التي تعتبرها إسرائيل تهديدا وُجود




.. كأنه زلزال.. دمار كبير خلفه الاحتلال بعد انسحابه من مخيم الن