الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حول الوضع الخطير في ديالى - الدولة العلمانية هي الجواب

عصام شكري

2011 / 12 / 17
مواضيع وابحاث سياسية


الوضع في ديالى وتحديدا بعقوبة خطير جدا. تزداد الصراعات الطائفية بين الميليشيات المهيمنة على مدن بعقوبة وخانقين وبلدروز وغيرها وتنذر باوخم العواقب في حالة عدم تداركها وايقافها فورا.
 
ان التأجيج الطائفي ليس سببه الجماهير بل الميليشيات الحاكمة بشقيها الاسلام السياسي الشيعي والاسلام السياسي السني من جهة والبيشمركة التابعة للقوميين الكرد في كردستان من جهة اخرى. اضافة الى كل هؤلاء فان وحوش دولة العراق الاسلامية وقطاع الطرق من تنظيمات القاعدة يحاولان ان يدمرا الوضع الامني الهش ويقومون بعمليات ارهابية ونشر الفكر الطائفي والضرب على وتر ”الشيعة الروافض“ وفي حين يقوم الطرف الاخر مدعوما من الجمهورية الاسلامية بالضرب على وتر”التكفيريين السنة“ وهكذا دواليك. صراع بين قوى دينية وطائفية في منتهى الحقارة والرجعية والدموية.
 
ان كل الاطراف في الحكومة الحالية وبظمنها القائمة العراقية (التي تدعي العلمانية كذبا ولكن لها ضلع في تأجيج الصراع الطائفي ايضا بجانبه السني) برئاسة اياد علاوي وجماعته من القوميين – البعثيين - الاسلاميين السنة، والمتورطين انفسهم بالارهاب والذين يزداد نفوذهم برئاسة طارق الهاشمي وصالح المطلك، بالاضافة الى القوميين الكرد من بيشمركة الاتحاد الوطني والبارتي، والذين يدقون باستمرار على وتر المشاعر القومية لتأجيج الاحقاد والصراعات في المناطق ”المتنازع عليها“ وطبعا فصيل الاسلام السياسي الشيعي الاكبر المشكل لحكومة المالكي؛ الدعوة والمجلس والتيار الصدري التي يحرك خيوطها المرشد الاعلى علي خامنئي والسفارة الامريكية، كل هذه الاطراف مسؤولة عن المجزرة الطائفية التي يجري التحضير لها في ديالى وكل العراق. انهم كلهم مسؤولين. ان محاولة الكتلة العراقية النأي بنفسها بادعاء الانسحاب هو في الواقع محاولة للتنصل من المجازر التي هي احد الاطراف المحفزة لها.
 
هذه القوى بمجملها لا تستطيع ان تتنفس دون طائفية و اسلام و قومية وتفتيت مظطرد للمجتمع. ببساطة لا تستطيع. قلناها وسنقولها مئات المرات. هذه القوى لا تستطيع. عاجزة. لا المالكي ولا علاوي ولا البرزاني ولا النجيفي ولا المطلك ولا الهاشمي ولا الصدر ولا الحكيم يستطيعون الكلام دون ان يقولوا اخواننا الشيعة، واخواننا السنة، والمكون الفلاني والمكون العلاني والموزاييك والفسفيساء وغيرها من الترهات والسخافات. لان ماهيتهم السياسية قائمة ومستندة على الدين والطائفية والقومية. ان قادتهم وشخوصهم هم مجرد منفذين لسياسات كتلهم الدينية والطائفية وليس لديهم اي قدرة خارج تلك المؤسسات.

بهذا المنظور السياسي الرجعي لا ينظر هؤلاء للناس كمواطنين، او افراد لديهم حقوق فردية ومدنية اجتماعية، بل كاتباع ديانات او طوائف او قوميات، كتل دينية وقومية متحركة حسب مشيئتهم كبيادق الشطرنج ليثيروا في قلوب الناس احط المشاعر الحاقدة. لم لا ؟ انهم يقتلون الاطفال لان اهلهم شيعة او سنة او كرد او عرب او تركمان او يزيديين او مسيحيين او صابئة. نعم يقتلون اطفال بسبب الدين والطائفة والقومية، اي نذالة واي انحطاط.
 
الحل الوحيد يكمن في التخلص منهم. كنسهم. لا حل اخر. هذا الكابوس الديني الطائفي الدموي المسلط على رؤوس الملايين من البشر في العراق يجب ان ينتهي باسقاط هؤلاء وتأسيس دولة علمانية اي دولة تفصل الدين عن كل مؤسساتها وترجع الدين الى مكانه كشأن شخصي تعبدي فردي.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - لفهم
صلاح شوان ( 2011 / 12 / 17 - 20:40 )
الوضع في العراق غير قابل للمعالجات الترقيعية للاستمرار بشكله الحالي لتنافر مكوناته، وزيف رتقه الاصطناعي كدولة واحدة من قبل الاستعمار البريطاني كانت لغايات خبيثة اهونها هو ابقاؤها بؤرة آسنة تجذب الجراثيم لنفسها وللمنطقة، ولا اغبى من الذي يعتقد ان المستعمر الانكليزي اسس الدولة العراقية على هذه الشاكلة المشوهة الممسوخة، لسواد عيون العراقيين.
لم يكن عدم الانسجام بين المكونات القومية والدينية والمذهبية في مايسمى اليوم بـ(العراق) من صنع نظام صدام وجمهوريته المخيفة، كما يتوهم البعض، بل كان هذا من صنع ذاك، فالعراق التاريخي والجغرافي والقومي والخ... لم ولن يشمل ارض كردستان التي هي جزء من ارض قومية لاكبر شعب مستعمَر حتى اليوم، وقد كان الملك فيصل الاول اكثر فهما من هؤلاء ومن كل عراقجيي اليوم المطالبين بالوحدة الوطنية على طريقتهم الاحتلالية، حين قال ما مفاده: ان العراقيين ليسوا شعبا واحدا، بل مجموعات غير منسجمة، ولن يظلوا متماسكين طويلا... وما يعانيه هذا الكيان المصطنع المسخ من امراض هي بسبب ذلك، فالمسخ لا ينتج الا مسوخات


2 - الدولة العلمانية
عصام شكــري ( 2011 / 12 / 17 - 21:02 )
عزيزي السيد صلاح. اوربا فيها اقليات دينية وعرقية مختلفة وكل امريكا مؤلفة من مزيج من الاثنيات والاديان، وايضا كندا والصين والمانيا والسويد والهند وتركيا. اتحدث عن مليارات من البشر. انت تظن ان العراق مؤلف من مجاميع غير منسجمة ولكن هل الهند مؤلف من مجاميع منسجمة ؟ هل امريكا مؤلفة من مجاميع منسجمة؟ ان كلمة منسجمة تحددها الدولة العلمانية. فقط وجود الدولة العلمانية - فصل الدين عن الدولة وعن التربية والتعليم - يعطي كلمة الانسجام شكلا ماديا ملموسا. .


3 - العراقيه تدعي العلمانيه؟
لواء ( 2011 / 12 / 18 - 11:13 )
( كل الاطراف في الحكومة الحالية وبظمنها القائمة العراقية (التي تدعي العلمانية كذبا ولكن لها ضلع في تأجيج الصراع الطائفي ايضا بجانبه السني) برئاسة اياد علاوي وجماعته من القوميين – البعثيين ) هذا ترديد ممجوج لما دأب المالكي وازلامه في كيل التهم الى القائمه العراقيه والكاتب هنا يخرج عن اطار الواقعيه والموضوعيه فيحاسب العراقيه بالظنون لان للقائمه مشروع وبرنامج معلن وهو مشروع وطني علماني والحكم عليه الان يجب ان يدور في هذا الاطار ويختلف بالتاكيد حينما تصل فعلا القائمه الى السلطه اما ترديد الاقاويل الشائعه والتي تبثها الحكومه الحاليه فاعتقد انه لا يليق بمن يتصدى لتحليل الواقع العراقي تحليلا علميا وهذه العلميه مفقوده لدى الاستاذ عصام شكري في رده على تعليق اخر حينما يضرب امثله لدول نجحت علمانيتها المتطوره ارتباطا بوضعها الاقتصادي المتطور ويحاول ان يسقط تجاربها على الوضع العراقي المتخلف ...اين التحليل الشيوعي الذي من المفترض بكاتب المقال من ان يتبناه


4 - لا لتيئيس العراقيين هناك امل
لواء ( 2011 / 12 / 18 - 11:27 )
يضع كاتب المقال كل القوى السياسيه الفاعله واقعيا في العراق في خانة مظلمه وهو بهذا لا يفعل شيء سوى انه يصف كمراسل صحفي الاوضاع في العراق بينما تعودنا من الشيوعيين وعلى الدوام كيف انهم يدلون الجماهير في حلكة ظلام الواقع الى المكان الذي تتوافر فيه شروط تمكين بؤرة النور ..اما اذا يحاول ان يرد صاحب المقال على قولي هذا بانه يطرح الحل من خلال تبني مشروعه فاظن ومع فائق احترامي انه يحق لي ولكل عراقي من ان يقول له (اذن مت يا (.....) حتى ياتيك الربيع او ان يدلني على مكان حزبه على الارض حتى اكون اول الملتحقين منذ الان الى حركة حزبه ....يااستاذ الامل شيء والامنيه شيء والمطلب الفوري والواقعي شيء اخر فانت في بداية مقالك تقول ان الوضع خطير في ديالى ويجب تدراكه فهل نوقف الزمن حتى يصل مشروعك الى مسمع الجماهير؟ ام تدلنا الى تكتيك واقعي


5 - الى متى بقاء المهزلة
عساكم بخير ( 2011 / 12 / 18 - 18:13 )
بعد مضي تسع سنوات على الاحتلال الامريكي البغيض مازلنا نستقوي بالطائفية والمحاصصة الحزبية على بعضنا الاخر لايوجد فريق يثق بالاخر والجميع من هم في الحكم يستقوي ايضا بدول الجوار التي لاهم لها سوى تدمير العراق ويدفع الفاتورة الشعب العراقي المغلوب على امرة الى متى يبقى دمنا مستباح لهولاء الجهلة المهوسون بالقتل والدمار وسرقة اموالنا والشعب يعيش بالفقر والحرمان والامية والمرض وبدون كهرباء وماء نظيف كفى مللنا هكذا تصرفات رعناء من اللذين يتصدرون المشهد السياسي الا ينصاعون الى دعوة الحزب الشيوعي المخلصة الى الحوار الصادق والمشرف الى ابناء الشعب


6 - التكتيك الواقعي هو الشارع
عصام شكــري ( 2011 / 12 / 18 - 18:47 )
عزيزي لواء. اشكرك على ملاحظاتك. تحليلك في جانب منه صحيح. اضع الكل في خانة مظلمة وحتى اكون دقيق الكل في خانة اعداء الجماهير. ارشدني على نقطة ضوء واحدة لقوى علمانية في سوق الهرج هذا (السلطة والمعارضة)؛ طارق الهاشمي وصالح المطلك ؟ هؤلاء هم الامثلة المشرقة ؟ هؤلاء هم نقط الامل المضيئة ؟ اليست الخلفية السياسية لهؤلاء بعثية والان اسلامية سنية (الحزب الاسلامي) والدوائر تدور حول ضلوعهم بالتعاون مع الارهاب القاعدي ؟ المسألة الاخرى حول ان الشيوعيين يبثون الامل فانا اوافقك بمعنى طريق الخلاص من الكارثة حين يضع الطائفيون كل يوم منطقة او مدينة او ومحافظة في دائرة الاقتتال الطائفي. اليس طلبي كنس كل هذه القوى يشير الى طريق الخلاص. التكتيك الواقعي اذن هو في تقوية التيار العلماني والاشتراكي والمساواتي (المرأة والرجل) وليس هناك -شورت كت- من داخل السلطة. ان هدف مقالتي هو هذا: ليس هناك امل من داخل السلطة وليس هناك طريق يمر عبر السلطة. الشارع والمجتمع يجب ان ينهض ويغير.هذا ما اردت قوله.


7 - اشد على يدك
لواء ( 2011 / 12 / 19 - 15:06 )
عزيزي عصام شكري
اشد على يدك
ناقشت قبلك اثنان من رموز الحركه الشيوعيه العماليه اللذين يكتبون في الحوار المتمدن احدهم سامان كريم والثاني ليث الجادر فسببا لدي احباطا وكونا عندي فكره بان الشيوعيين العماليين اما انهم لايعطونك الاجابه الوافيه ويصرون على اللف والدوران والتلاعب بالالفاظ ليعودوا الى حيث بدؤا كما فعل الاول منهما واما انهم وبتكبر يتجاهلون الاخريين كما فعل الثاني بالرغم من انني كنت احاول ان اعبر عن تقديري لما كتب لكنك في ردكعلى تعليقي وبهذه الروحيه المتفتحه وبجدليتك الموفقه حيث استنبطت من نقدي ما هو يؤكد غايتك غير ذلكتماما الفكره التي تكونت عندي سايقا
اشد على يدك
لكنني اعود واقول انك كقائد لحزب شيوعي ليس مهمتك على الاطلاق ترديد بديهيه يعرفها الشارع العراقي بل مهمتك ان تضع العراقيين امام مشروع خلاص يتضمن برنامج قابل للتطبيق كما نني اختلف معك في تقييم القائمه العراقيه من خلال انتماءات طارق الهاشمي وصالح المطللك في الحقيقه هذه نظره مبسطه جدا

اخر الافلام

.. كاميرات مراقبة ترصد فيل سيرك هارب يتجول في الشوارع.. شاهد ما


.. عبر روسيا.. إيران تبلغ إسرائيل أنها لا تريد التصعيد




.. إيران..عمليات في عقر الدار | #غرفة_الأخبار


.. بعد تأكيد التزامِها بدعم التهدئة في المنطقة.. واشنطن تتنصل م




.. الدوحة تضيق بحماس .. هل يغادر قادة الحركة؟ | #غرفة_الأخبار