الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
العراق مابعد الإنسحاب
محمد حسن فلاحية
2011 / 12 / 18مواضيع وابحاث سياسية
إنّ دوامة العنف التي شهدها العراق في السنوات الماضية ربما تشتد في ظل الإنقسامات السياسية والإصطفاف الطائفي الذي بنيت عليه هيكلة الدولة العراقية "حديثة العهد" من هذا المنطلق فإنّ الإنسحاب الأمريكي من العراق في الأيام القليلة الماضية يحمل معه تحديات حقيقية للعراق لو استمر الحال كما هو عليه .
يبدو أنّ الرسالة التي بعثها رئيس الوزراء العراقي "نوري المالكي" أثناء وبعد زيارته للولايات المتحدة الأمريكية كانت تحمل معها عدة مؤشرات داخلياً وأخرى للمحيط الإقليمي لهذا البلد .إنّ إعتبار تركيا من قبل المالكي على أنها تشكل التهديد الحقيقي للأمن القومي للعراق بعكس الرأي السائد الذي يؤكد انّ إيران هي المصدر الحقيقي للخطر لربما تربك الداخل العراقي في الفترة المقبلة خاصة لو أخذنا بعين الإعتبار تحميل نائب الرئيس العراقي السني "طارق الهاشمي " والحليف لأنقرة مسؤولية الإنفجار الذي حدث في الفترة الماضية قرب البرلمان العراقي وما سيترتب على هذه القضية من تصفية حسابات ونزاع اقليمي حول العراق بين حلفاء أنقرة من جهة وحلفاء طهران اللاعبين الرئيسيين في هذا البلد في ظل الغياب العربي الملحوظ .
لكن بعكس ما سار عليه نوري المالكي من سياسة معادية للسعودية وتركيا فإن الرأي السائد في الغرب يدحض ادعاءات المالكي و ينسف فكرته التي تقضي التقليل من شأن النفوذ الإيراني في العراق ،حيث أنّ نفوذ فيلق القدس لا يخفى على أحد وأنّ استمالة الحرس لتيارات شيعية قريبة من حكومة المالكي في العراق وتوجيه طهران لسياسة بغداد الستراتيجية نحو البوصلة الإيرانية في مناطق الربيع العربي مثل البحرين وسوريا والموقف الطائفي مما يحدث في هذين البلدين العربيين بعيداً عن التطورات الإقليمية الأخرى خير شاهد على تحول العراق الى محمية إيرانية بامتياز.
يرى عدد من الخبراء أنّ التوجه الجديد الذي يسلكه زعيم حزب الدعوة العراقي تجاه إيران هو عبارة عن محاولة لتخفيف وطئة معارضة طهران لبقاء المستشارين الأمريكيين في هذا البلد .خاصة وهو يؤرق طهران بسبب بقاء أكثر من 15 ألف اميركي في السفارة الأمريكية ببغداد ويثير مخاوف الإيرانيين أكثر من غيرهم مما دفع المالكي انتهاج سياسة "كسب ود طهران" التخويف من الأخرين دونما دارته الشرقية صاحبة الوطئة الكبيرة والقبضة الحديدية في العراق.
الحل يكمن في إضافة المناعة لدى العراق وفي تمكين هذا البلد الخروج من الفصل السابع ومساعدته دولياً في بناء قوة عسكرية وجوية قادرة على أن تحمي أرضه وجوّه ومياهه من أي تدخل خارجي وذلك بمساعدة الولايات المتحدة طبعاً وفي هذا الإطارسوف يتمكن هذا البلد من استعادة دوره شيئاً فشيئاً في مستقبل منظوروليس تغيير القبلة لدى الزعماء العراقيين و تحميل أنقرة يوماً بما يحدث بعدما كانت سوريا هي المتهمة من قبل الحكومة العراقية.
إذن ، بعد الإنسحاب الأمريكي من العراق وفي ظل المشاكل المستعصية مثل قضية الأقاليم ومشكلة كردستان المزمنة و طمع الإيرانيين في تحويل العراق الى حاضنة لهم بعد فراغ الساحة هناك ومشاكل لا حصر لها في هذا البلد ، هل سيتمكن العراق من استعادة دوره في مستقبل قريب في ظل غياب مكونات الدولة الموحدة هناك ؟، لو لاحظنا أنّ العراق يعيش في وضع هش داخلياً وإقليمياً ولأسباب عدة . ويبدو أنه سوف يظل يعاني في المرحلة المقبلة من الإنقسام الداخلي ومن مخاطر الحرب الأهلية التي تدفع بها بعض الأطراف التي تستمدّ قوتها من خارج الحدود.من هنا سيبقى العراق يعاني الى أنّ يمسك الوطنيون المخلصون دفة الحكم في هذا البلد ولا شك بعد أن يجروا عليه جراحة شاملة من مرض الفساد والبيوقراطية الطائفية والعشائرية وبعد أن يتعافى من هذا المرض الخبيث ومن عوارض مثل تمزّق مكونات المجتمع العراقي التي تحمل عداءاً لا مبرر له ضد بعضها الأخريمكن أن يستعيد عافيته بعد فترة النقاهة تلك وبدون ذلك سيظل يعاني ويعاني.
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. الانتخابات الرئاسية في السنغال: باسيرو فاي ينال 54,28% من ال
.. إسبانيا: النيابة العامة تطالب بسجن روبياليس صاحب القبلة القس
.. نتنياهو يأمر بشراء عشرات آلاف الخيم من الصين لإنشاء مخيم في
.. كامالا هاريس تصفق لأغنية إسبانية داعمة لفلسطين خلال زيارتها
.. قناة إسرائيلية: إدارة بايدن طلبت من إسرائيل السماح لضباط أمر