الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سهو النبى فى الصلاة وغيرها عند القميين والتشيع الصفوى

نبيل الحيدرى

2011 / 12 / 20
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


الغريب فى التشيع الصفوى وفى القميين أنهم فى الوقت الذى يرفعون مقام الإمام على بن أبى طالب إلى مقام الألوهية وصفاته فإنهم يخفضون فى الوقت ذاته مقام الله ومقام رسوله. فقد ذكرت سابقا كثيرا من الأمثلة والكتب والمنهجية فى الغلو فى مقام الإمامة واليوم أذكر قصة سهو النبى حتى فى التشريع والصلاة كمثال على أهم العبادات التشريعية وقد كانت عقيدة لمدرسة القميين كالصدوق القمى صاحب الكتاب الثانى بعد الكافى والذى جاء بدعاء المهدى المنتظر كما يزعم القميون ويعتبرونه مقدسا حتى أنه أطلق الكثير من الأحاديث دون إسناد متصل كما كانت المدارس الإخبارية تنهج ذلك النهج القمى بناءا على روايات عديدة منسوبة ومزعومة فيها يسهو النبى فى الصلاة
آمن أصحاب الكتب الأربعة المعتمدة كمصادر للأحاديث سهو النبى حتى فى الأمور الشرعية ونقلوا روايات عديدة آمنوا بها ونقلوها فى كتبهم الأربعة سواء الكافى أو من لايحضره الفقيه أو التهذيب أو الإستبصار وأصحابها كلهم من الفرس المغالين بالأئمة وفى المقابل يضعفون منزلة الإله ومنزلة الرسول فى مواقع كثيرة كمسألهة السهو عند النبى حتى فى التشريعات كالصلاة وغيرها
كان الشيعة فى فتراتهم الأولى لمئات السنين من الإخباريين الذين يقتصرون الدليل على الأخبار والأحاديث وأكثرها عن أئمة أهل البيت خصوصا الصادق والباقر رافضين العقل والقرآن دليلين لاعتقادهم بتحريف القرآن أولا واعتقادهم بأن الدين لاتدركه العقول. ويدور الدليل مدار الأحاديث علما أن أكثر الأحاديث هى من الضعاف الموهونات
وقد كان كبار فقهاء الإخبارية والقميين مثل الصدوق محمد بن بابويه القمى وشيخه ابن الوليد القمى قد جوزا سهو النبى حتى فى العبادات كالصلاة وغيرها
وكان الصدوق محمد بن بابويه القمى قد شن هجوما شديدا وعنيفا على من نفى وقوع السهو من الرسول وصنف في ذلك كتابا منفردا في اثبات سهو النبي والرد على منكريه 
يقول الصدوق ( ان الغلاة والمفوضه لعنهم الله ينكرون سهو النبي ويقولون لو جاز ان يسهو في الصلاة لجاز ان يسهو في التبليغ لان الصلاة عليه فريضه كما ان التبليغ عليه فريضة . وهذا لايلزمنا وذلك لان جميع الاحوال المشتركه يقع للنبي فيها مايقع على غيره)
وقال : أول درجة في الغلو نفي السهو عن النبي
فلقد استند الصدوق القمى وغيره من القميين (مدرسة قم) والمدارس الإيرانية على روايات تثبت السهو
وهنا بعض الروايات التي نقلها الصدوق واعتمد عليها:
  في «من لا يحضره الفقيه» فقال: «رَوَى الْحَسَنُ بْنُ مَحْبُوبٍ عَنِ الرِّبَاطِيِّ عَنْ سَعِيدٍ الْأَعْرَجِ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِ يَقُولُ: إِنَّ اللهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى أَنَامَ رَسُولَهُ عَنْ صَلَاةِ الْفَجْرِ حَتَّى طَلَعَتِ الشَّمْسُ. ثُمَّ قَامَ فَبَدَأَ فَصَلَّى الرَّكْعَتَيْنِ اللَّتَيْنِ قَبْلَ الْفَجْرِ ثُمَّ صَلَّى الْفَجْرَ، وَأَسْهَاهُ فِي صَلَاتِهِ فَسَلَّمَ فِي رَكْعَتَيْنِ ثُمَّ وَصَفَ مَا قَالَهُ ذُو الشِّمَالَيْنِ وَإِنَّمَا فَعَلَ ذَلِكَ بِهِ رَحْمَةً لِهَذِهِ الْأُمَّةِ لِئَلَّا يُعَيَّرَ الرَّجُلُ الْمُسْلِمُ إِذَا هُوَ نَامَ عَنْ صَلَاتِهِ أَوْ سَهَا فِيهَا فَيُقَالُ قَدْ أَصَابَ ذَلِكَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وآله وسلم.». («من‏لا يحضره ‏الفقيه»، أبواب الصلاة/ باب أحكام السهو في الصلاة، حديث 1031، ج1/ص 358). وبعد أن أورد «الصدوق القمى» هذا الحديث علَّق عليه قائلاً:
«قَالَ مُصَنِّفُ هَذَا الْكِتَابِ: إِنَّ الْغُلَاةَ وَالمُفَوِّضَةَ لَعَنَهُمُ اللهُ يُنْكِرُونَ سَهْوَ النَّبِيِّ وَيَقُولُونَ لَوْ جَازَ أَنْ يَسْهُوَ فِي الصَّلَاةِ لَجَازَ أَنْ يَسْهُوَ فِي التَّبْلِيغِ لِأَنَّ الصَّلَاةَ عَلَيْهِ فَرِيضَةٌ كَمَا أَنَّ التَّبْلِيغَ عَلَيْهِ فَرِيضَةٌ وَهَذَا لَا يُلْزِمُنَا وَذَلِكَ لِأَنَّ جَمِيعَ الْأَحْوَالِ الْمُشْتَرَكَةِ يَقَعُ عليه فِيهَا مَا يَقَعُ عَلَى غَيْرِهِ وَهُوَ مُتَعَبِّدٌ بِالصَّلَاةِ كَغَيْرِهِ مِمَّنْ لَيْسَ بِنَبِيٍّ وَلَيْسَ كُلُّ مَنْ سِوَاهُ بِنَبِيٍّ كَهُوَ فَالْحَالَةُ الَّتِي اخْتُصَّ بِهَا هِيَ النُّبُوَّةُ وَالتَّبْلِيغُ مِنْ شَرَائِطِهَا وَلَا يَجُوزُ أَنْ يَقَعَ عَلَيْهِ فِي التَّبْلِيغِ مَا يَقَعُ عَلَيْهِ فِي الصَّلَاةِ لِأَنَّهَا عِبَادَةٌ مَخْصُوصَةٌ وَالصَّلَاةُ عِبَادَةٌ مُشْتَرَكَةٌ وَبِهَا تَثْبُتُ لَهُ الْعُبُودِيَّةُ وَبِإِثْبَاتِ النَّوْمِ لَهُ عَنْ خِدْمَةِ رَبِّهِ عَزَّ وَجَلَّ مِنْ غَيْرِ إِرَادَةٍ لَهُ وَقَصْدٍ مِنْهُ إِلَيْهِ نُفِيَ الرُّبُوبِيَّةُ عَنْهُ لِأَنَّ الَّذِي لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ هُوَ اللهُ الْحَيُّ الْقَيُّومُ وَلَيْسَ سَهْوُ النَّبِيِّ كَسَهْوِنَا لِأَنَّ سَهْوَهُ مِنَ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ، وَإِنَّمَا أَسْهَاهُ لِيُعْلِمَ أَنَّهُ بَشَرٌ مَخْلُوقٌ فَلَا يُتَّخَذَ رَبّاً مَعْبُوداً دُونَهُ، وَلِيَعْلَمَ النَّاسُ بِسَهْوِهِ حُكْمَ السَّهْوِ مَتَى سَهَوْا. وَسَهْوُنَا مِنَ الشَّيْطَانِ وَلَيْسَ لِلشَّيْطَانِ عَلَى النَّبِيِّ وَالْأَئِمَّةِ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ إِنَّما سُلْطانُهُ عَلَى الَّذِينَ يَتَوَلَّوْنَهُ وَالَّذِينَ هُمْ بِهِ مُشْرِكُونَ وَعَلَى مَنْ تَبِعَهُ مِنَ الْغَاوِينَ.
وَ يَقُولُ الدَّافِعُونَ لِسَهْوِ النَّبِيِّ إِنَّهُ لَمْ يَكُنْ فِي الصَّحَابَةِ مَنْ يُقَالُ لَهُ ذُو الْيَدَيْنِ وَإِنَّهُ لَا أَصْلَ لِلرَّجُلِ وَلَا لِلْخَبَرِ. وَكَذَبُوا لِأَنَّ الرَّجُلَ مَعْرُوفٌ وَهُوَ أَبُو مُحَمَّدٍ عُمَيْرُ بْنُ عَبْدِ عَمْرٍو الْمَعْرُوفُ بِذِي الْيَدَيْنِ وَقَدْ نَقَلَ عَنْهُ الْمُخَالِفُ وَالْمُؤَالِفُ، وَقَدْ أَخْرَجْتُ عَنْهُ أَخْبَاراً فِي كِتَابِ وَصْفِ قِتَالِ الْقَاسِطِينَ بِصِفِّينَ.
وَ كَانَ شَيْخُنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ الْوَلِيدِ القمى يَقُولُ أَوَّلُ دَرَجَةٍ فِي الْغُلُوِّ نَفْيُ السَّهْوِ عَنِ النَّبِيِّ وَلَوْ جَازَ أَنْ تُرَدَّ الْأَخْبَارُ الْوَارِدَةُ فِي هَذَا المَعْنَى لَجَازَ أَنْ تُرَدَّ جَمِيعُ الْأَخْبَارِ وَفِي رَدِّهَا إِبْطَالُ الدِّينِ وَالشّـَرِيعَةِ وَأَنَا أَحْتَسِبُ الْأَجْرَ فِي تَصْنِيفِ كِتَابٍ مُنْفَرِدٍ فِي إِثْبَاتِ سَهْوِ النَّبِيِّ وَالرَّدِّ عَلَى مُنْكِرِيهِ إِنْ شَاءَ اللهُ تَعَالَى». انتهى كلام الصدوق، «من لا يحضره الفقيه» ج1/ ص359- 360.
كما يصرح آقا بزرگ الطهراني في كتابه «الذريعة إلى تصانيف الشيعة» (ج12/ص265) إلى «كتاب السهو» للصدوق القمى وقد طُبعت هذه الرسالة في آخر كتاب «قاموس الرجال» للفقيه الصفوى الشوشتري مصورة عن نسخة كتبها بخط يده
كما يذكر القمى رواية تميم القرشي ، عن أبيه ، عن أحمد بن علي الانصاري ، عن الهروي قال : قلت للرضا ياابن رسول الله إن في الكوفة قوما يزعمون أن النبي لم يقع عليه السهو في صلاته ، فقال : كذبوا لعنهم الله ، إن الذي لا يسهو هو الله لا إله إلا هو الخبر 
وكذلك رواية عن الحسن بن محبوب ، عن الرباطي ، عن سعيد الاعرج قال ، : سمعت أباعبدالله يقول : إن الله تبارك وتعالى أنام رسول الله عن صلاة الفجر حتى طلعت الشمس ، ثم قام فبدأ فصلى الركعتين اللتين قبل الفجر ، ثم صلى الفجر وأسهاه في صلاته ، فسلم في الركعتين ، ثم وصف ما قاله ذو الشمالين ، وإنما فعل ذلك به رحمة لهذه الامة ، لئلا يعير الرجل المسلم إذا هو نام عن صلاته أو سها فيها فقال : قد أصاب ذلك رسول الله  
كما جاء فى الكافى للكلينى الفارسى أهم كتاب ومصدر للأحاديث حتى اعتبر صحيحا كله والكتاب الأعظم الأول باعتباره عن المهدى المنتظر (الكافى هو كاف لشيعتنا) مما عدوه صحيحا كله، والعجيب أنه لم يعرضه على المهدى بل عرضه على القميين جوارينه. وفيه يقول الكلينى الفارسى
( - محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد ، عن علي بن النعمان ، عن سعيد الاعرج قال : سمعت أباعبدالله يقول : نام رسول الله صلى الله عليه وآله عن الصبح والله عزوجل أنامه حتى طلعت الشمس عليه ، وكان ذلك رحمة من ربك للناس ، ألا ترى لو أن رجلا نام حتى طلعت الشمس لعيره الناس وقالوا : لا تتورع لصلاتك ، فصارت اسوة وسنة ، فإن قال رجل لرجل : نمت عن الصلاة ، قال : قد نام رسول الله صلى الله عليه وآله ، فصارت اسوة و رحمة ، رحم الله سبحانه بها هذه الامة . 
وفي «الكافي» للكُلَيْنِيّ أيضا ، (كتاب الصلاة/بَابُ مَنْ تَكَلَّمَ فِي صَلَاتِهِ أَوِ انْصَـرَفَ قَبْلَ أَنْ يُتِمَّهَا أَوْ يَقُومُ فِي مَوْضِعِ الْجُلُوسِ، حديث رقم 1) بسنده عَنْ سَمَاعَةَ بْنِ مِهْرَانَ قَالَ: قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ «مَنْ حَفِظَ سَهْوَهُ فَأَتَمَّهُ فَلَيْسَ عَلَيْهِ سَجْدَتَا السَّهْوِ فَإِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى بِالنَّاسِ الظُّهْرَ رَكْعَتَيْنِ ثُمَّ سَهَا فَسَلَّمَ. فَقَالَ لَهُ ذُو الشِّمَالَيْنِ: يَا رَسُولَ اللهِ! أَ نَزَلَ فِي الصَّلَاةِ شَيْ‏ءٌ؟! فَقَالَ: وَمَا ذَاكَ؟ قَالَ: إِنَّمَا صَلَّيْتَ رَكْعَتَيْنِ! فَقَالَ رَسُولُ اللهِ أَتَقُولُونَ مِثْلَ قَوْلِهِ؟ قَالُوا: نَعَمْ. فَقَامَ فَأَتَمَّ بِهِمُ الصَّلَاةَ وَسَجَدَ بِهِمْ‏ سَجْدَتَيِ السَّهْوِ..» (الكافي، ج3/ ص356).
كما ينقل لنا الشيخ الطوسى الفارسى صاحب كتابين من الكتب الأربعة الحديثية المعتمدة أحاديث مشابهة عن سهو النبى
«أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى عَنْ عَلِيِّ بْنِ النُّعْمَانِ عَنْ سَعِيدٍ الْأَعْرَجِ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِ يَقُولُ صَلَّى رَسُولُ اللهِ ثُمَّ سَلَّمَ فِي رَكْعَتَيْنِ فَسَأَلَهُ مَنْ خَلْفَهُ يَا رَسُولَ اللهِ أَ حَدَثَ فِي الصَّلَاةِ شَيْ‏ءٌ قَالَ وَمَا ذَاكَ قَالُوا إِنَّمَا صَلَّيْتَ رَكْعَتَيْنِ فَقَالَ أَكَذَاكَ يَا ذَا الْيَدَيْنِ؟ وَكَانَ يُدْعَى ذَا الشِّمَالَيْنِ. فَقَالَ: نَعَمْ. فَبَنَى عَلَى صَلَاتِهِ فَأَتَمَّ الصَّلَاةَ أَرْبَعاً وَقَالَ: إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ هُوَ الَّذِي أَنْسَاهُ رَحْمَةً لِلْأُمَّةِ أَلَا تَرَى لَوْ أَنَّ رَجُلًا صَنَعَ هَذَا لَعُيِّرَ وَقِيلَ مَا تُقْبَلُ صَلَاتُكَ فَمَنْ دَخَلَ عَلَيْهِ الْيَوْمَ ذَلِكَ قَالَ قَدْ سَنَّ رَسُولُ اللهِ وَصَارَتْ أُسْوَةً. وَسَجَدَ سَجْدَتَيْنِ لِمَكَانِ الْكَلَامِ.». (الشيخ الطوسي، «التهذيب»، ج2، حديث 1433) ونلاحظ نظير هذا الخبر أيضاً في الأحاديث رقم (1438 وَ1461) من «التهذيب».
كما ينقل أيضا
 «عَنْ زَيْدِ بْنِ عَلِيٍّ عَنْ آبَائِهِ عَنْ عَلِيٍّ قَالَ: صَلَّى بِنَا رَسُولُ اللهِ الظُّهْرَ خَمْسَ رَكَعَاتٍ ثُمَّ انْفَتَلَ فَقَالَ لَهُ بَعْضُ الْقَوْمِ: يَا رَسُولَ اللهِ! هَلْ زِيدَ فِي الصَّلَاةِ شَيْ‏ءٌ؟! فَقَالَ: وَمَا ذَاكَ؟ قَالَ: صَلَّيْتَ بِنَا خَمْسَ رَكَعَاتٍ قَالَ فَاسْتَقْبَلَ الْقِبْلَةَ وَكَبَّرَ وَهُوَ جَالِسٌ ثُمَّ سَجَدَ سَجْدَتَيْنِ لَيْسَ فِيهِمَا قِرَاءَةٌ وَلَا رُكُوعٌ ثُمَّ سَلَّمَ وَكَانَ يَقُولُ: هُمَا المُرْغِمَتَان‏» (الشيخ الطوسي، «التهذيب»، ج2، حديث 1449)(170)
وعلى نهجهم كانت الدولة الصفوية وفقيهها الكبير المجلسى رائدا فى البحار فى جمع روايات فى ذلك-بحار الأنوار -ج:17 -باب 16 : سهو ونوم النبى عن الصلاة 
 عن أبي صلت الهروي قال: قلت للرضا إن في سواد الكوفة قوما يزعمون أن رسول الله لم يقع عليه السهو في صلاته ، فقال: كذبوا لعنهم الله إن الذي لا يسهو هو الله الذي لا إله إلاهو .
الصدوق - كما مرّ قوله - وشيخه محمد بن الحسن بن الوليد القمى (زعماء القميين) كان عقيدتهما وعقيدة جمهور الشيعة فى قم أن أول درجة في الغلو هو نفي السهو عن النبي ، فكانوا يعدون من ينفي السهو عن النبي من الشيعة الغلاة !! .
بل اعتبر القمي أن الذين ينفون السهو عن الأئمة من المفوضة على حد تعبيره ، وأنهم ليسوا من الشيعة في نظرهم .
يقول ابن بابويه القمى الصدوق في "من لا يحضرة الفقيه"(1/234): (أن الغلاة والمفوضة لعنهم الله ينكرون سهو النبي ) .
وذكر أن شيخه بن الوليد القمى يقول:( أول درجة في الغلو نفي السهو عن النبيم ولو جاز أن ترد الأخبار الواردة في هذا المعني لجاز أن نرد جميع الأخبار و في ردها إبطال الدين و الشريعة، وأنا احتسب الأجر في تصنيف كتاب منفرد في إثبات سهو النبي والرد على منكريه ) .
والمشكلة عندما ينفون السهو عن أئمة أهل البيت والحال أن الأئمة هم تبع وتلاميذ الرسولوالإمامة بعد النبوة لاقبلها فقد كان على يقول (أنا عبد من عبيد محمد) ويعتبر نفسه قطرة من بحر رسول الله كما فى نهج البلاغة وغيره من عشرات المرويات، ولذا اعترف المجلسي فقال في "البحار" (25/351) ما نصه: ( المسألة في غاية الإشكال لدلالة كثير من الأخبار والآيات على صدور السهو عنهم وإطباق الأصحاب إلا من شذ منهم على عدم الجواز ) .
ففي" البحار"( 17/101): عن علي قال: صلّى بنا رسول الله الظهر خمس ركعات، ثم انفتل، فقال له بعض القوم: يا رسول الله هل زيد في الصلاة شيء؟ فقال: وما ذاك ؟ قال: صلّيت بنا خمس ركعات، قال: فاستقبل القبلة وكبر وهو جالس، ثم سجد سجدتين ليس فيهما قراءة ولا ركوع ثم سلّم، وكان يقول: هما المرغمتان .
وعن محمد الباقر قال:صلّى النبي صلاة وجهر فيها بالقراءة فلما انصرف قال لأصحابه : هل أسقطت شيئاً في القرآن ؟ قال: فسكت القوم، فقال النبي : أفيكم أبي بن كعب ؟ فقالوا: نعم، فقال: هل أسقطت فيها شيء ؟ قال: نعم يا رسول الله أنه كان كذا وكذالحديث .
وفي " وسائل الشيعة"( 5/307): عن الحارث بن المغيرة النضري قال : قلت لأبي عبدالله: إنما صلّينا المغرب فسها الإمام فسلّم في الركعتين فأعدنا الصلاة ، فقال : ولم أعدتم ، أليس قد انصرف رسول الله في ركعتين فأتم بركعتين ؟ ألا أتممتم .
الفقيه الصفوى نعمة الله الجزائرى صاحب المقام فى الدولة الصفوية حيث قلد منصب القضاء وإمامة الجمعة والإفتاء ولقبه (شيخ الإسلام) فى مدينة تستر الإيرانية واشترك مع الفقيه الصفوى محمد باقر المجلسى (1037 -1111ه) فى كتابيه البحار ومرآة العقول وهو صاحب كتاب (زهر الربيع) فى الجنس راجع بحثى
الفقيه والجنس
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=282224
قال الفقيه نعمة الله الجزائرى
: ( الحق أن الاخبار قد استفاضت في الدلالة على ما ذهب إليه الصدوق القمى ) [ الأنوار النعمانية ج / 4 ص / 35 ]
( حكاية سهو النبي قد روي بما يقارب عشرين سندا و فيها مبالغة وإنكار على من أنكره كما روي عن أبي الصلت الهروي قال قلت للرضا يا ابن رسول الله إن في الكوفة قوما يزعمون أن النبي ه لم يقع عليه سهو في صلاته , ( قال كذبوا لعنهم الله إن الذي لا يسهو هو الله الذي لا إله إلا هو ) وبالجملة فهذا المضمون مروي بالطرق الصحيحة والحسان و الموثقات والمجاهيل والضعاف فإنكاره مشكل ) !! [ الأنوار النعمانية ج / 4 ص / 36 ] .
كذلك فقيه صفوى معاصر « محمد تقي الشوشتري» (أو التستري) ألف كتابا ورسالة وعنوانها «رسالة في سهو النبى» والتي أثبت فيها وقوع السهو من النبى وردَّ على من ينفيه،
حاول بعضهم مناقشة الصدوق القمى وأمثاله بجواب هو أقرب إلى التقية منه إلى الحقيقة بادعاء أن روات الحديث هم من النواصب. وذلك قمة الجهل لأن رواته مثل
1- سماعة بن مهران
2- الحسن بن صدقة
3- سعيد الأعرج
4- جميل بن دراج
5- أبو بصير
6- زيد الشحّام
7- أبو سعيد القمّاط
8- أبو بكر الحضرمي
9- الحارث (الحرث) بن المغيرة النصري
فهل فيهم ناصبى كما يدعى الفقيه الصفوى أم أنه لايفهم شيئا فى علم الرجال والتهذيب والجرح والتعديل؟؟
كما استدل بعضهم على السهو بآيات من القرآن دالة على سهو الأنبياء منها
﴿ سَنُقْرِئُكَ فَلَا تَنْسَى. إِلَّا مَا شَاءَ اللهُ ﴾ [الأعلى/6- 7]، وقال عن النبي موسى وغلامه: ﴿ فَلَمَّا بَلَغا مَجْمَعَ بَيْنِهِما نَسِيا حُوتَهُما ﴾ [الكهف/61]، وقال أيضاً: ﴿لا تُؤاخِذْنِي بِما نَسِيْتُ﴾‏ [الكهف/73]
لكن البعض لايرى سهو النبى لأنه من الشيطان والله لايسلط الشيطان عليه كما لايمكن أن تكون العبادات والتشريعات معرضا لسهو النبى وملازماتها كما يقول البعض وللحديث بحث طويل أكبر وأعمق لايتسعه المقام فقد طال المقال وأردته مختصرا كما طلب الأخوة فى ندوة الحوار الأخيرة








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بعد عزم أمريكا فرض عقوبات عليها.. غالانت يعلن دعمه لكتيبه ني


.. عضو الكنيست السابق والحاخام المتطرف يهودا غليك يشارك في اقتح




.. فلسطين.. اقتحامات للمسجد لأقصى في عيد الفصح اليهودي


.. مستوطنون يقتحمون المسجد الأقصى بحماية قوات الاحتلال صبيحة عي




.. هنية: نرحب بأي قوة عربية أو إسلامية في غزة لتقديم المساعدة ل