الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


معركة الجمل -الثانية-

رائد شما

2011 / 12 / 20
مواضيع وابحاث سياسية


معركة الجمل "الثانية" – رائد شما
انسحاب أميركا من العراق في هذا الوقت مهم جداً رغم أنه كان مقرراً منذ فترة طويلة، لكن إتمامه في هذه الظروف مع ارتفاع التصعيد الخليجي والغربي ضد برنامج إيران النووي يحتاج إلى الوقوف عنده قليلاً. إيران التي تسيطر تماماً على العراق ومنذ الاحتلال الأميركي أصبحت الآن اللاعب الوحيد في هذا البلد وأصبحت جيوسياسياً أقرب من أي وقت مضى إلى سوريا والأردن والسعودية ودول الخليج. حيث أن الوجود الأميركي العسكري في العراق كان يشكل عازلاً أمام التغلغل الإيراني الاستراتيجي وتواصل إيران مع سوريا، كما كان يشكل منطقة فصل بين إيران وبين السعودية والكويت.
إيران وقفت مع حليفها الأسد ودعمته بالمال منذ بداية الاحتجاجات لكن مع ذلك لايوجد حتى الآن أي دليل "ملموس" وحقيقي على تورط إيران أو حزب الله أو حتى جيش المهدي بإرسال "مقاتلين"، ولو أني أتوقع أن هذه الأطراف الشيعية لن تقف طويلاً على الحياد إذا تدخل آخرون بشكل سافر في سوريا. والفيديوهات والفبركات الهادفة لزج الشيعة وتوريطهم بالأحداث الجارية في سوريا والتي يقوم بها بعض الإسلاميين بالداخل تثبت مصادر المال الذي يتلقونه وهو دول الخليج والسعودية، وربما فإن هذه المحاولات البائسة هي لتبرير دخول عناصر متطرفة لسوريا للجهاد. وهنا أريد أن أنوه بعدة فيديوهات أقل ما يمكن وصفها بأنها غبية وتشبه فبركات النظام. ومنها فيديوهات تظهر عناصر مفترضين بالأمن تظهر عليهم آثار التعذيب والضرب يقومون بالاعتراف بطريقة "التلقين" باغتصاب رئيس فرع أمن لبنات، أو فيديو آخر يتحدث فيه أحد مجاذيب حمص العدية عن اعتقال عناصر لحزب الله.... طبعاً لا يظهر في الفيديو سوى حافلة إسعاف صغيرة فارغة إلا من أسلحة وزعت بطريقة مضحكة أو لنقل على الطريقة الحمصية. لا يجوز فقط شيطنة ممارسات النظام وكذبه وتضليله وبالمقابل التصفيق والتهليل لكذب هؤلاء الرعاع الذين يسمون أنفسهم "ثواراً". ولايجوز أن نفرح ونصفق لفيديو آخر بثته قناة الجزيرة وبلا حرج لعملية ليلية يظهر فيها مقاتلين بذقون طويلة أجانب يستمعون لتلاوة عبد الباسط عبد الصمد في العربة التي تقلهم وبعدها بيومين نلعن الإجرام الأسدي على نفس المناطق التي يسرح ويمرح فيها هؤلاء "الديمقراطيون السلفيون". عندما لا تتواجد المصداقية يتحول "الثائر" إلى قاطع طريق!
الانسحاب الأميركي الأخير ولو أنه مقرر من فترة بعيدة غير موازين القوى وأراح النظام السوري الذي كان ينظر بقلق إلى الوجود الأميركي على حدوده الشرقية، لكنه سيقلق السعودية ودول الخليج وربما هذا ما تهدف إليه القوى العظمى. سعر النفط المرتفع في العقد الأخير أدى إلى تمركز كم كبير من السيولة النقدية العالمية في الخليج وإلى توافر مخزون كبير للعملة الصعبة، ربما سيكون الحل الوحيد إلى إعادة هذه الأموال إلى دورة الاقتصاد العالمي هي بتوريط حكام هذه الدول بصفقات أسلحة كبيرة أو حرب استنزاف مدمرة وغير حاسمة تشبه الحرب العراقية الإيرانية، حرب جديدة بين الشيعة والسنة.
قطر الدويلة المسخ والتي تستضيف على أرضها أكبر قاعدة أميركية في المنطقة "العديد" وتربطها علاقات جيدة بإسرائيل، هي في نفس الوقت الدولة الأقرب لتنظيم القاعدة والأقرب لجماعة الإخوان المسلمين، وتقود هذه الدويلة مشروعاً لأسلمة الدول العربية سياسياً إضافة إلى تزعمها الآن الجامعة العربية نتيجة لغياب الدولة العربية الأكبر مصر. وهي نفس الدولة التي تدعم المجلس "الوطني" السوري وتسيطر على تمويله وقراره وتلعب الآن بدماء الشعب السوري وتبتز نظام بشار الأسد. دعمت هذه الدولة الفوضى في العراق عبر إعلامها وكان شريكها النظام السوري بإرسال انتحاريين سلفيين ليس لقتال الأمريكيين ولكن لقتل الشيعة وإطالة فترة الاحتلال. قطر تمارس الآن مع سوريا نفس السياسة التي برع فيها حافظ الأسد مع جيرانه.
التحضير لموقعة الجمل "الثانية"
تفسير الفيلسوف الفرنسي ألكسيس دو توكفيل في شرحه لأسباب الثورة الفرنسية واعتمادها الهدم والحل الجذري بدلاً من الاصلاح مهم لفهم العلاقة بين السلطة والمجتمع وسبب الثورة وطبيعتها. فبرأيه إن قوة الدولة أو ضعفها وطبيعة علاقتها مع المجتمع هي ما يحدد شكل التغيير وحجمه. فقد رأى توكفيل أن الهيمنة المطلقة للدولة في فرنسا الملكية في عهد لويس السادس عشر وسيطرتها المطلقة على المجتمع لم تترك أي مجال سوى لتغيير جذري مفاجيء تجلى بالثورة. بعكس الثورة الأميريكية التي ساهم الضعف النسبي وليونة الدولة على تحقيق مطالب هذه الثورة بدون حصول تغيير جذري وبعنف أقل. وبذلك فإن الثورات ذات الطابع الديني والتي تتجلى في عدة دول عربية ومنها سوريا تشبه المثال الفرنسي ولو بإطار ديني إسلامي. طبعاً فرنسا لم تقطف ثمار الثورة إلا بعد مرور عشرات السنين على قيامها وبعد أن صدأت مقاصلها من الدم لتصبح فرنسا دولة مختلفة تماماً على مستوى الفرد والمجتمع.المجتمعات العربية خرجت من مرحلة الاستعمار لتبدأ مرحلة تطوير وتحول اجتماعي واقتصادي وبناء دولة حديثة ما لبثت هذه الفترة الوجيزة أن اصتدمت بنشوء الديكتاتوريات التي قامت فوراً بإعلان وفاة الحياة السياسية لتترك المجال مفتوحاً للإسلاميين الذين اعتمدوا على الجامع ودروس الدين كقاعدة رئيسية لهم. هذه القاعدة التي حاول الطغاة العرب تارةً مساومتها وتارةً قمعها، إلا أنها ظلت دائماً قوى لا يستهان بها. وهذا برأيي هو سبب حالة الطغيان الإسلامي على "الثورات" العربية.
بشارالأسد وعبر انتهاجه سياسات خاطئة هو الذي أخرج المارد الإسلامي في العقد الأخير، معتقداً أن توسيع هامش الحرية للتيار الديني سيوطّد حكمه طالما أن هذا التيار تحت السيطرة. فشهدت سوريا مداً دينياً تدريجياً دُعم من قبل دول النفط، تركز نجاحه على ما يبدو لدى الطبقة الأفقر والأقل تعليماً من الشعب السوري.
النفط إفيون العرب وسبب تخلفهم ودول الخليج هي المصدر الأكبر لهذا الإفيون وما يترافق معه من إفيون ديني وفكري.ولا أمل للدول العربية الغير نفطية بتجنب شر الدول النفطية وتخلفها إلا بإعادة مشايخ مدن الملح إلى مكانهم الطبيعي وهو الخيمة أو أن تثور "شعوب" هذه الدول وتتحضر. السلفيون أتباع مذهب الوهابية الصحراوي، لا يختلفون كثيراً عن اليهود (الهاسيديم أو الهاسيديك) "الألترا أورثوذوكس" بتزمتهم وانغلاقهم الفكري وحتى رفضهم لأبناء ملتهم الذين يختلفون معهم بالرأي، هؤلاء الهاسيديم الذين يلبسون ثياب تعود إلى القرن الثامن عشر وهو الزمن الذي رفعت لديهم الأقلام وجفّت الصحف وتوقف التطور والتطوير. أما الزمن لدى السلفيين (أولاد عم الهاسيديم) توقف منذ أكثر من أربعة عشر قرناً فلا داعي للتطوير بل هناك حاجة ماسة إلى العودة إلى الوراء والحمد لله على نعمة النفط و"سبحان من سخر لنا اليابان والفرنجة لنتفرغ لعبادته". لا يجرأ أحد من شيوخ الظلامية الوهابية على انتقاد السعودية أو دول الخليج على فساد حكامهم وعمالتهم والسرقة والنهب للمال العام التي تجري في هذه البلاد لأنهم ببساطة سوف يقطعون لسانه، بينما يكفرون علماء الأزهر الشريف والصوفية التي هي التيار الديني الأكبر في حلب ودمشق.
وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى.
هناك توجه وتدخل لأسلمة سوريا وما أقصده هنا هذا الإسلام الصحراوي البدوي القادم من بلاد النفط والذي يختلف عن الإسلام المدني المعتدل. الجيش السوري الحر أصبح مليشيا إسلامية "سنية" ينضوي تحتها العديد من أبناء المناطق التي تشهد اضرابات، تحمل مسميات كتائبه وبياناته صبغة دينية بعيدة عن الطرح الوطني. التفسير الوحيد لانضمام الجنود والضباط المنشقين لمليشيا الجيش السوري الحرهو أن هذه المليشيا هي الوحيدة القادرة على تأمين المال. حيث أن تمويل هذا "الجيش" هو تمويل"خليجي" أو من أطراف مرتبطة بالخليج والسعودية ومن الواضح أنه أصبح غطاءاً يضم أطراف من خارج الجيش. نحن أمام مسلحين إسلاميين أعلنوا الجهاد وليس الثورة، سيقيمون الحدود وقريباً سيفرضون الجزية على الكفار من النصارى والباطنية. شيخ في حمص أعلن جهاراً وعلانيةً وبلا حرج أن دولة الخلافة قادمة وفي غضون شهرين. لكنه لم يحدد إن كانت خلافة أموية أم عثمانية ومن سيكون الخليفة ومن هو والي حمص الذي ينتمي إليها شيخنا الجليل.
هذا ليس سوى نقطة في بحر الخبر الذي رواه أحد الأصدقاء في موقع الفيسبوك وهو ابن المنطقة عن قيام ثوار"الحرية والمستقبل المشرق" باعتقال شابين بالقرب من سراقب (من ضيعة اسمها أم الكراميل شرقي أبو ضهور) حاولا بقوة السلاح الاعتداء على امرأة، وقد حكم عليهما ثوارنا الأبطال بالجلد 290 جلده بحسب الشرع!!! لأنهما غير محصنين. هذا الخبر يدعونا للتشكيك بأجندات هؤلاء وهم العينات الثائرة الأكثر فاعلية على الأرض والتي تحمل السلاح والسياط. لكن الويل لمن ينتقدهم فإذا لم تطلك سياطهم تطالك شتائم وتخوين وتكفير أذنابهم المنتشرين والمستعدين دائماً. سوريا الآن أصبحت بين مطرقة النظام الوحشي وسندان الفتوحات الإسلامية الجديدة... الملاك الوحيد الذي يحرس سوريا هو ملاك الموت.
ثم وقبل عدة أيام جاء فيديو قناة الجزيرة المذكور فيما سبق عن عملية مفترضة للجيش السوري الحر، يظهر فيها أشخاص بذقون طويلة "من غير الممكن أن يكونوا من الجنود السوريين المنشقين لأن العسكريين من المفترض أن يكونوا بلا ذقون أو على الأقل ذقونهم لا تعود إلى أشهر" وسحنة غريبة يستمعون لتلاوة قرآنية وهم في طريقهم لتنفيذ غزوة ليلية. الموضوع هنا لم يعد يحتمل المزاح ولا الثرثرة. يجب على كل سوري شريف ووطني يؤمن بأن لهذه الأرض حرمة وأن هذه الأرض لأهلها فقط أن يحمل السلاح في وجه أي مقاتل "أجنبي" سواء كان عراقي، ليبي، أو خليجي أو أي كان أصله. وأنا أدعو رجال سوريا وأهلها الشرفاء أياً كان انتماؤهم وولاؤهم إلى قتلهم ورميهم للكلاب ... لا تقبلوا بتحويل سوريا إلى كراخانة وماخور للإسلاميين الأجانب الذين جاؤوا لينقلوا ديمقراطية الطالبان لسوريا. سوريا لشعبها!
الشعب "الثائر" هم الطبقة المسحوقة والفقيرة السنية وبغالبيتهم من بيئات ثقافية "متدنية" ومن يقود الثورة هم رجال الدين أي نخبة هؤلاء ممن يجيد القراءة والكتابة كحد أدنى. ولا يوجد دليل أوضح من مراسل قناة الجزيرة في بابا عمرو وعضو الهيئة العامة للثورة "هادي العبد الله" والذي صوته ومخارج حروفه تذكرني بالأناشيد التي ترافق أشرطة تنظيم القاعدة، فهو بلا شك إما منشد أو مؤذن أو مقرئ ساقته الظروف ليكون ثائراً إسلامياً. هناك أحداث طائفية مقيتة جرت وتجري خصوصاً في حمص لا يحدثنا عنها هذا الشاب الجميل الصوت كمقتل وخطف مواطنين علويين. هو وأمثاله مصممون أن لا وجوط للطائفية وأن النظام هو من يقوم بهذه الأعمال. لكن المنطق يقول إذا كان كل الأمن و"الشبيحة" من أبناء الطائفة العلوية فإن تورط النظام بقتل أبناء ملتهم سوف يؤدي إلى انشقاقهم وتمردهم كما فعل نظراؤهم السنة عندما شعروا أن أبناء طائفتهم مستهدفة.
الحالة الحالية والتوتر بين السنة والشيعة التي تشهده المنطقة والتأجيج الطائفي الذي تقوده دول الخليج وأذنابها والقنوات الدينية السلفية التي تمولها كقناة الصفا ووصال وغيرها، تشبه مرحلة الحروب الدينية بين الكاثوليك والبروتستانت في العصور الوسطى في أوروبا. بل لعلي لا أبالغ بالقول أن التاريخ توقف لدى البعض في منطقتنا عند موقعة الجمل الشهيرة بين علي بن أبي طالب وعائشة، وهناك حنين للعودة إلى هذا الزمن الجميل وتصفية الحسابات القديمة. كل المؤشرات تدفعنا للقول بأن سوريا تتجه نحو حرب طائفية طاحنة سيكون طرفي الصراع فيها أبناء الطائفتين السنية والعلوية. سوريا ستكون أيضاً ساحة لتصفية الحسابات بين دول الخليج وإيران أي بين السنة والشيعة. الخيار الذي تريد فرضه دول الخليج والسعودية على سوريا هو أن يقطع النظام السوري علاقته مع إيران أو أنه سيواجه الويلات وطبعاً الويلات ليست نقل سوريا إلى الديموقراطية بل إلى ساحة حرب ضد إيران. دول الخليج تعتقد أنها قادرة على هزيمة إيران في سوريا بدون صدام مباشر معها.
المجلس الوطني الإخواني الذي يصمم على إدعاء تمثيل "أغلب" أطياف المعارضة مازال مستمراً باستغباء الشارع. وتصريح مهرج المجلس برهان غليون وتنبؤه بأن سوريا في ظل حكومة "معارضة" ستقطع صلاتها بحزب الله وإيران يؤكد أن هذا الرجل ليس سوى دمية في يد من صنع مجلسه وموّله. لن يُسقط النظام مجالس أو جلسات، ما سيسقطه انقلاب عسكري أو قيام تحول في الحراك من الأرياف "السنية" إلى كل أنحاء سوريا بما فيها دمشق وحلب وهذا مستبعد في الوقت الحالي.
الأكراد لن يدعموا الحراك الإسلامي ولن يدعموا التدخل التركي وإن كانوا ضد النظام، فقد ناضلوا وعانوا وضحوا من أجل حقوقهم وحريتهم وهويتهم وهم يدركون أن هذا كله لن يكون مضموناً مع الإسلاميين والعثمانيين. وستبقى اسرائيل هي صاحبة القرار الأهم بإسقاط النظام أو التدخل العسكري في سوريا واللاعب الحاضر الغائب، وهي لن تسمح بعمل عسكري غير مضمون العواقب يسقط بشار الأسد ويحول سوريا إلى مكان لتصدير الفوضى إليها.
فيما يخص موضوع التدويل علينا أن نتذكر بأن الدول العظمى ليست بانتظارنا عندما تقرر أو تستطيع أن تتدخل. لكن المضحك هو خبرعن أن أحد المعارضين السوريين من "المجلس الوطني" أعلن فيه بأن المجلس سيطالب بدخول قوات ردع عربية... لكن لم يوضح من أين ستدخل هذه القوات هل من دول الخليج التي تحتمي بالقوات الأميريكية أم من مصر التي تعيش حالة عدم استقرار لن تخرج منها في المستقبل القريب، أم من العراق المسيطر عليه من إيران، أم من لبنان المسكين، أم من جيش النشامى الأردني، أم أن قوات الردع ستكون من مليشيات ليبيا، أم أن الجيش القطري الذي يستعين بمرتزقة من بنغلادش وباكستان هو من سيفتح سوريا. هذه هي المعارضة السورية ومع الأسف لا أمل لسوريا بالمعارضة سواء كانت بالداخل أم بالخارج، الكل يتاجر بدماء الشعب السوري ويقبض ويبيع ويساوم ويحلم بأن يكون له دوراً مهما كان ثمن هذا الدور. فلا يكفي لمعارض أن يعرض صورته مع المنصف المرزوقي ويعلق تحتها "هل هذا فأل خير للشعب السوري" ليصبح قائداً لسوريا. ولا أن يصدح على شاشات الفضائيات متحدثاً بما يعلم وبما لا يعلم ليكسب احترام هذا الشعب. ولا أن يشكل جبهة متحدة مع حرمه المصون.أصبحت كلمة معارض "شتيمة" فكل الرعاع أصبحوا فجأةً معارضين. أما كلمة "ناشط" السحرية فقد قضت على ظاهرة العطالة والبطالة لدى شعبنا الحبيب فأصبحوا فجأة "ناشطين" نشيطين. لن أقدم النصح للمعارضين فلكل التزاماته ومصادر رزقه. ولن أستطيع تقديم النصح للإسلاميين فالنصح يأتيهم من بلاد النفط مكتوب على ورق أخضر، كما لن أقدم النصح للنظام السوري لأنه سيمضي بسياساته حتى الرمق الأخير.
الدفاع عن النفس حق مشروع لكن القتل الطائفي غير مقبول أي كان مصدره. وما يجري بسوريا حتى الآن من قتل وقتل مضاد وعدم قدرة أي طرف على حسم المعركة سيؤدي إلى إنهاك وإضعاف الطرفين أي التيار الإسلامي المتشدد والنظام، وبالتالي سيصب ذلك في مصلحة تطهير سوريا على المدى البعيد، وقيام ثورة حقيقية يقودها شباب واعي من الداخل تضم كل أطياف الشعب السوري.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - تصحيح
رائد شما ( 2011 / 12 / 20 - 12:16 )

ورد خطأ في المقطع الخامس السطر الثامن كلمة -اصتدمت- والصحيح اصطدمت.


2 - توضيح لا بد منه
رائد شما ( 2011 / 12 / 21 - 03:08 )
لا يوجد فوبيا من الإسلام كدين في المقال ولكن يوجد تخوف من الإسلام الصحراوي الغريب عن البيئة الشامية والقادم من بلاد النفط. كنت أتمنى أن أطرح حلاً لكن هناك تيار ديني متشدد على الأرض هو الأكثر فاعلية والتنسيقيات في أغلبها تدار في الداخل عبر دوائر دينية لا قدرة لي علي التأثير عليها. أنا على ثقة بأن الصراع الحالي هو لمصلحة سوريا على المدى البعيد. الحرب الأهلية بدأت وهناك دلائل وبراهين عليها كما أن رائحتها تفوح في حمص وأدلب. الحل مع الأسف يحتاج إلى مزيد من الوقت والدم و سيبدأ عندما يبدأ الملاكمان بالترنح والتعب.. لننتظر الجولة القادمة


3 - بشارالأسد عبر انتهاجه سياسات خاطئة
إياد أبازيد ( 2011 / 12 / 21 - 04:33 )
بشارالأسد وعبر انتهاجه سياسات خاطئة هو الذي أخرج المارد الإسلامي في العقد الأخير، معتقداً أن توسيع هامش الحرية للتيار الديني سيوطّد حكمه طالما أن هذا التيار تحت السيطرة. فشهدت سوريا مداً دينياً تدريجياً دُعم من قبل دول النفط، تركز نجاحه على ما يبدو لدى الطبقة الأفقر والأقل تعليماً من الشعب السوري.


4 - لوحة رائعة
إياد أبازيد ( 2011 / 12 / 21 - 04:39 )
السيد رائد شما صوّر لنا لوحة رائعة عن اقعنا تتطلب منا التمعّن فيها جيداً و نحتاج لقراءتها مرات عدة ....


5 - لوحة رائعة
إياد أبازيد ( 2011 / 12 / 21 - 04:39 )
السيد رائد شما صوّر لنا لوحة رائعة عن اقعنا تتطلب منا التمعّن فيها جيداً و نحتاج لقراءتها مرات عدة ....


6 - إياد أبازيد
رائد شما ( 2011 / 12 / 21 - 04:53 )
شكراً عزيزي إياد
تحياتي


7 - نصيحة لرائد شما وكل اليساريين
شخص ( 2011 / 12 / 21 - 08:10 )
الاسلام الذي تشتمة وتسمية - صحراوي - سيحكمك قريبا يا رائد شما، لذلك انا انصحك ان تتمسك ببشار بجدية وتكون جنديا على الارض من جنودة!!


8 - شخص
رائد شما ( 2011 / 12 / 21 - 09:37 )
إلى المدعو الجبان -شخص- كنت أتمنى أن تكتب اسمك الحقيقي يا غلام. ليس رائد شما ممن يخشى أمثالك وأنا أتمنى أن ينفق بشار ما تيسر منكم قبل أن يلحق بكم عزيزي. وإن لم يكن فأنا أعرف كيف أحمل السلاح في وجه من ينتهك حقوقي.
لا تفرح طالما لكم صديق مثلي

اخر الافلام

.. هل دعا نتنياهو إلى إعادة استيطان غزة؟ • فرانس 24 / FRANCE 24


.. روسيا تكثف الضغط على الجبهات الأوكرانية | #غرفة_الأخبار




.. إيران تهدد.. سنمحو إسرائيل إذا هاجمت أراضينا | #غرفة_الأخبار


.. 200 يوم من الحرب.. حربٌ استغلَّها الاحتلالِ للتصعيدِ بالضفةِ




.. الرئيس أردوغان يشارك في تشييع زعيم طائفة إسماعيل آغا بإسطنبو