الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


التوافقات السياسية : جريمة العهد الجديد

طارق الحارس

2011 / 12 / 22
الارهاب, الحرب والسلام


سيخرج طارق الهاشمي وصهره وربما بقية أفراد حمايته من قضية الارهاب المتهمين بها من طرف القضاء العراقي مثلما تخرج " الشعرة من العجين " كما يقول المثل العراقي لأن التوافقات السياسية في العراق الجديد ثمنها أغلى من ثمن الدم العراقي .
أبني استنتاجي هذا من مواقف عديدة سابقة راح فيها الدم العراقي بلا ثمن نتيجة التوافقات السياسية فما معنى أن يتبوأ صالح المطلك منصب نائب رئيس الوزراء وهو الداعم للقتلة والارهابيين علنا وبوتثيقات لا تقبل النقاش ، ومثل ذلك الغاء اجراءات قانون المساءلة والعدالة بحق البعثي ، علنا ، ظافر العاني الذي خرج في قناة الجزيرة شاتما شهداء الانتفاضة الشعبانية ، وأحزاب عراقية وطنية كانت معارضة للنظام الصدامي ، بل وعدها ، وعلنا ، بأنهم مجموعة من الخونة والمرتزقة والعملاء لايران .

ملفات المالكي
في لقاء جمعني مع مسؤول حكومي كبير ذكر لي أن المالكي أثناء مباحثات رسمية مع طارق الهاشمي وفي مرحلة سياسية عصيبة قال موجها كلامه الى الهاشمي : في حقيبتي أربعة ملفات تدينك وتودي جميعها بك الى الاعدام .
قلت للمسؤول الحكومي متسائلا : من المؤكد أن في هذه الملفات قضايا تخص دماء الأبرياء ، لكن المالكي لم يقدمها للقضاء بسبب نظرية التوافقات السياسية ؟
أجاب المسؤول الحكومي بسرعة : لقد قدمها المالكي الى الرئاسة ، لكن الوضع الحرج الذي كان يعيشه العراق حينها ، فضلا عن التوافقات السياسية كانا السبب في عدم تحويل هذه الملفات الى القضاء العراقي !!.

قضية صابرين
هل تتذكرون قضية صابرين ، نعني العاهرة صابرين الجنابي التي تبناها طارق الهاشمي اعلاميا عبر قناة الجزيرة وشهر من خلالها بقوات الجيش العراقي التي ألقت القبض عليها . لقد أقام الهاشمي الدنيا ولم يقعدها حول هذه العاهرة عبر تصريحات نارية أطلقها بحق ضباط في الجيش العراقي .
اليوم يقول الهاشمي " من المؤسف والمحزن بث الاعترافات والمتهم بريء حتى تتضح ادانته والقصد معلوم وهو لا يتجاوز التشهير والتسقيط السياسي ليس الا، ولم يكن من الضروري الاساءة الى سمعة مواطنين امام رأي عام حتى لو ارتكبوا جرائم يعاقب عليها القانون".
من أجل عاهرة قام الهاشمي بالتشهير والتسقيط السياسي ، لكنه يلوم الحكومة لأنها عرضت اعترافات متهمين بقتل الأبرياء . هذا هو العهر . العهر الذي تكون صابرين الجنابي شريفة جدا أمامه . العهر الذي يتيح للهاشمي التشهير بضباط عراقيين أدوا واجبهم بالقبض على عاهرة تساعد الارهابيين على قتل العراقيين الأبرياء . سكت الجميع عن تشهير الهاشمي بسبب نظرية التوافقات السياسية .
الرئيس زعلان
أحترم جدا الرئيس جلال الطالباني . أحترم جدا تاريخه النضالي .أحترم مكانته فهو رئيس جمهورية العراق الاتحادية .
لا نعتقد أن رئيس الجمهورية ، وحامي الدستور الأول في العراق وقبل ذلك كله المحامي الذي يعرف القانون من حقه أن يزعل لأن القضاء العراقي العادل أصدر أمرا بالقاء القبض على نائبه بعد اعترافات حمايته الواضحة جدا
السؤال الآن : هل من حق رئيس الجمهورية أن يزعل لأن المالكي لم يحصل على موافقته لعرض اعترافات المتهمين بالارهاب من حماية طارق الهاشمي ؟
هي الحجة نفسها دائما وأبدا ، نعني التوافقات السياسية فالرئيس لا يريد أن يتجاوز المالكي التوافقات السياسية .
كردستان الملاذ الآمن
فجأة أصبح اقليم كردستان هو الملاذ الآمن لطارق الهاشمي ، وصالح المطلك . اقليم كردستان الذي حاربه الهاشمي والمطلك في العهد السابق وهذا العهد أيضا . الهاشمي الذي دافع عن ضباط النظام الصدامي القتلة الذين قصفوا حلبجة بالكيماوي ودمروا القرى الكوردية ، هؤلاء القتلة الذين أصدر القضاء العراقي حكما باعدامهم ، لكن الهاشمي والمطلك وقفا ضد اجراءات تنفيذ هذا الحكم الى يومنا هذا .
الهاشمي والمطلك هما مَن وقفا ضد فكرة اقليم كردستان ضمن الدستور العراقي ، وهما مَن وقفا ضد تنصيب مام جلال رئيسا لجمهورية العراق على أساس أنه " كوردي " والكوردي ، حسب وجهة نظرهما ، يعد مواطنا عراقيا من الدرجة العاشرة . وهما مَن وقفا ضد التخصيص المالي في ميزانية الحكومة العراقية لأقليم كردستان .
فجأة أصبح الكورد من أهم أصدقاء الهاشمي والمطلك .. أنه العهر نفسه . نعني التوافقات السياسية .

طارق الحارس وليس طارق الهاشمي
أعترف وهدفي مصلحة البلد ، ومن أجل أن تبقى التوافقات السياسية على حالها الرائع جدا ، ومن أجل أن يبقى صالح المطلك في منصبه ، وطارق الهاشمي في منصبه ، ومن أجل أن تستمر التفجيرات في الشوارع ، والمساجد ، و المنطقة الخضراء ، ومن أجل أن تستمر الاغتيالات بكاتم الصوت ، أعلن الى العراقيين جميعا أن خطأ قد حصل في اعترافات أفراد حماية السيد طارق الهاشمي نائب رئيس الجمهورية ، إذ كان المقصود في هذه الاعترافات ليس طارق الهاشمي ، بل المقصود طارق الحارس .
أنا طارق الحارس وليس الهاشمي أمرتهم بقتل حماية السيد هادي العامري ، وأنا طارق الحارس وليس الهاشمي أمرتهم بزرع عبوات في شوارع بغداد ، وأنا طارق الحارس وليس الهاشمي أمرتهم بتفجير سيارات مفخخة في مناطق مختلفة وآخرها في داخل المنطقة الخضراء .
أتمنى لكم توافقا سياسيا جديدا على حساب دم العراقيين .. دمت للنضال رفيقي العزيز طارق الهاشمي وعاشت فلسطين حرة عربية وليخسأ الخاسئون !!!.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هل باتت الحرب المفتوحة بين إسرائيل وحزب الله أقرب من أي وقت


.. حزمة المساعدات الأميركية لأوكرانيا وإسرائيل وتايوان..إشعال ل




.. طلاب جامعة كولومبيا الأمريكية المؤيدون لغزة يواصلون الاعتصام


.. حكومة طالبان تعدم أطنانا من المخدرات والكحول في إطار حملة أم




.. الرئيس التنفيذي لـ -تيك توك-: لن نذهب إلى أي مكان وسنواصل ال