الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ملخص دراسة للحصول علي درجة مجستير بعنوان ظاهرة الاسلام السياسي (دراسة مقارنة بين حركات الاسلام السياسي في المشرق والمغرب العربي )

صلاح الصادق الجهاني

2011 / 12 / 25
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


م
هذه الدراسة تناولت دراسة تمس قضايا الساعة، وتعريف بظاهرة مهمة جداً، والتي كان لها دور سياسي مهم كتيارفهي توضح آثار هذا الفكر، الذي يشكل تيار واسع صاعد على الساحة السياسية العربية، وخاصة في ظل غياب الشرعية، والمشروع للنظام العربي. كما توضح دور العوامل والظروف، التي تساعد على تصاعد الفكر المتطرف في منطقتين مختلفتين في الوطن العربي.
فظاهرة الإسلام السياسي تنمو وسط ظروف بالغة التعقيد. فالعالم يموج بتحولات شاملة وسريعة التغير؛ ولذا لابد أن نُعرف بهذه الظاهرة، ونقوم بتحليلها، وخاصة أن العالم العربي أصبح بشكل عام، ينحصر في كثير من الأحيان، في إطار رد الفعل لعوامل خارجية، لا تملك السيطرة عليها، وذلك على حساب التطور الذاتي، فأغلب الحركات السياسية كانت نتيجة رد فعل على مشروعات لقوى كبرى، وتحديات بديلة تنتج عنها. وهذه الخاصية يمكن تعميمها على حركات التجديد أو البعث الإسلامي، أو ما يسمي الصحوة الإسلامية تاريخياً؛ لأنها غالباً ما تكون نتيجة الاحتكاك والصراع مع التحديات الخارجية، والدليل على هذا، حركات القرن التاسع عشر على وجه الخصوص.
ولهذا تناول الباحث في هذه الدراسة في ثلاثة فصول متمثلة في
الإطار النظري لظاهرة الإسلام السياسي. والذى انقسم إلى مبحثين متمثلين في المبحث الأول: مفهوم ونشأة ظاهرة الإسلام السياسي، والمبحث الثاني: أسباب ظهور حركات الإسلام السياسي وانتشارها.
أما الفصل الثاني:فقد تحدث عن فكر الإسلام السياسي المعتدل في المشرق والمغرب العربي وقد انقسم إلى قسمين ، المبحث الأول: فكر الإسلام السياسي المعتدل في المشرق العربي. و المبحث الثاني: فكر الإسلام السياسي المعتدل في المغرب العربي.
وبانسبة للفصل الثالث:فقد تناول فيه الباحث فكر الإسلام السياسي المتطرف في المشرق والمغرب العربي وقد قمسه إلى ثلاثة مباجث ، المبحث الأول: فكر الإسلام السياسي المتطرف في المشرق العربي المبحث الثاني: فكر الإسلام السياسي المتطرف في المغرب العربي.والمبحث الثالث : الاسلام السياسي من منضور مقارنة .

ثانيا النتائج:
• ظاهرة الإسلام السياسي، ولدت ونشأت في ظل سباق تاريخي معين، وبالأخص أبان الهجمة الاستعمارية الغربية للبلدان الإسلامية، في القرن التاسع عشر، وازدادت رسوخاً وتطوراً، أعقاب إلغاء كمال أتاتورك للخلافة الإسلامية عام 1924م، واكتسب إطاراً تنظيمياً، بعد تأسيس حركة الإخوان المسلمين في مصر سنة 1928 ولقد تشكل مفهوم الإسلام السياسي، كما هو ظاهر عبر تاريخه، تحت مظلة دنيوية، تتمثل في الوصول إلى السلطة، وكما هو معروف، فالإسلام ليس دينياً سلطوياً بالدرجة الأولى .
• ومن التسميات التي ظهرت للتعبير عن هذه الحركات، منها: التيارات الإسلامية، البعث الإسلامي، الصحوة الإسلامية، والسلفية، والأصولية، والإسلام المسلح، وغيرها الكثير من المسميات التي توصف للمرحلة، أو تعبير عن الحال، النهضة، والصحوة، واليقظة، والبعث. منها ما جاء تعبير عن منهج مثل: الإسلام المسلح، أو نسبة للمنطلقات والأسس كالسلفية والأصولية، أو للمجال الذي تعبرعنه، كالتيارات الإسلامية والحركات الإسلامية نجد في كتابات دعاة الإسلام السياسي الحديث والمعاصر، من انتقد بحدة بعض مواقف الإصلاحية، سواء عند محمد عبده، أو رشيد رضا، كانتقادات سيد قطب، والتي وصلت إلى ذروة التطرف، ورفض السيد قطب إلى هذه التنازلات للنموذج الغربي، بل اعتبارها خروج عن مبادئ الإسلام الحقيقي، كذلك انتقدوا راشد الغنوشي، في حركة النهضة التونسية لمحمد عبده، ومؤاخذته للتنازلات التي قدمها لصالح النموذج الغربي.
• قد وجه مفهوم الإسلام السياسي الكثير من النقد؛ لكونه مصطلح تبريري، وكذلك الكثير من التأييد، واختلفت فيه الآراء؛ لكونه مصطلح وارد من الغرب مثله مثل الكثير من المصطلحات، والتي يطلقها الغرب، مثل العولمة، النظام الدولي الجديد، الشفافية، وغيرها من المصطلحات، التي يرى فيها الكثير أنها تخلق نوع من البلبلة الفكرية، وتمهد لمشروع معين ولكونه مصدر للحداثة التي تولد التشكيك لكل قديم، وهناك من انطلق في مهاجمة المصطلح؛ لكونه يرى فيه ترسيخ لفصل الدين عن الدولة، أو يرى فيه اختزال الدين الإسلامي، ويفقده شموليته، واقتصار الإسلام على ممارسة الشعائر فقط. الإسلام السياسي هو فهم للإسلام كدين شامل متكامل، يحتوي لما يصلح البناء عليه؛ لإقامة مجتمع إسلامي متميز بهويته الإسلامية، حيث تطبق المعايير العقائدية والدينية على كل مناحي الحياة ". ويرى الدكتور سمير أمين في مصطلح الإسلام السياسي"، ما هو إلا تسميه لمشروع بديل، تحاول الامبريالية إحلاله بدل الصراع الحقيقي بين الأطراف، والمركز " جميع التيارات التي تدعي الانتماء إلى الإسلام السياسي، تعلن " خصوصية الإسلام" وفي رأيهم الإسلام لا يعرف أي فصل بين السياسة والدين.
• كما وجد بعض أنصار المصطلح رغم كل الانتقادات التي وجهت للمصطلح ومستخدميه، إلا أنه واسع الانتشار والرواج، وأصبح أكثر المصطلحات تعبيراً عن ظاهرة الحركات الإسلامية، ذات الرؤى السياسية، كما أن لهذا المصطلح مؤيدوه. إلا أن هناك من يؤيد المصطلح أيضاً، ويرى فيه شمولية الإسلام، والدور الحقيقي للإسلام، وليس الدور المرسوم من قبل أعدائه الدنيا، ويطلب لنفسه موقع قدم في حركة الحياة".
• الإسلام السياسي هو: " الإسلام الفاعل والمؤثر، الذي يهدف إلى أن يكون الحكم لله والسيادة للشارع, وأن تنطوي الحياة تحت لواء الإسلام، بكل ما فيها من سياسة واقتصاد واجتماع وتقنية "، وهذا ما يعتبره البعض "كبرهان غليون "، مبرراً لوجود حركات الإسلام السياسي، رغم تحفظه على مدى انسجام بعض تلك الحركات، في رؤاها السياسية مع الدين الإسلامي، إلا أنه يعتبر اشتغالها في السياسة سبباً لنموها المتزيد.
و يرى الباحث أن الإسلام السياسي، يعبر عن ظاهرة التوجه لتطبيق الإسلام في الحياة السياسية، والذي يشمل ضمناً جوانب الحياة الأخرى. .وتأتي كلمة سياسي، لتميز تلك الحركات عن حركات إسلامية أخرى، ليس لها رؤى سياسية؛ أو لأنها تعمل سياسياً من أجل تطبيق رؤاها، فهي حركات ترفض القيام بدور سياسي، من خلال مؤسسات الدولة الحديثة بمؤسساتها الثلاثة، وترفض فيه المشاركة السياسية والتغيير التاريخي، وبذلك فإن حركات الإسلام السياسي، هى حركات تؤمن بشمولية الإسلام، ،
• كما يرى الدارس أن رفض مصطلح الاسلام السياسي فيها من الأفكار ما يجدر نقاشه:
1 - رفض مصطلح " الإسلام السياسي"؛ بسبب كونه فيه مغالطة، توحي بأن هناك إسلام خيري دعوي، وإسلام اقتصادي أو غيره، هو أيضاً رفض فيه مغالطة؛ لكون استخدام هذا المصطلح"، يأتي في سياق تأطير حركات وجماعات وتيارات سياسية، وأحياناً أنظمة, وأيضاً لا يمكن تجاهل وجود تيارات إسلامية دعوية وخيرية، لا علاقة لها بالسياسة؛ ولذلك فإن مصطلح الإسلام السياسي، لا يعبر عن هذه التيارات الخيرية والدعوية، التي لا علاقة لها بالسياسة, وتنحصر في الجوانب الدينية الخيرية، والدعوية فقط، واقتصر استخدام المصطلح للتعبير عن البعد السياسي، لدى التيارات والحركات، التي تملك رؤى سياسية، أو التي تدخل في العملية السياسية، ولا تقع داخل دائرة هذا البحث، الحركات الخيرية أو الدعوية، والتي اقتصر عملها في مجال التوعية، وأمور الفقه والعقيدة والتوحيد "؛ وذلك انسجاماً مع حدود البحث.
2 - قد يرى البعض أن إنشاء وتوجيه النقد لمصطلح الإسلام السياسي؛ لكون فيه دلالة على سعي هذه الحركات للوصول إلى السلطة، يعيب هذه الحركات، وكأن ليس من أهداف أي حزب، الوصول إلى السلطة لتنفيذ رؤيته، ولكن استخدم برنامج ديني إقصائي، لا يؤمن بالديمقراطية، ويعتبرها وسيلة لتحقيق أهدافها في الوصول للسلطة، دولة إسلامية حسب التصور والنموذج الذهني الجاهز، وتستر وراء شعارات دينية، بدون وجود مشروع أو برنامج، هو ما يعيب أي من هذه الحركات، والتي قد لا تؤمن بالديمقراطية، حتى في داخل اختياراتها الداخلية للمواقع داخل هذه الحركات.
3 - اعتبار إضافة كلمة سياسي إلى الإسلام، دليلاً على اختزاله في السياسة، لا ينسجم مع الدلالة الضمنية لمصطلح الإسلام السياسي, والذي يعبر عن رؤية ومنهج حياة، تكون أكثر وضوحاً في الجانب السياسي، ولكنها تمتد لتشمل جوانب الحياة الأخرى.
4 - هناك من يرى أن القرآن الكريم والسنة النبوية، لا يوجد بها ما يدل على السياسة والحكم، فالإسلام الصحيح، لم يضع تصور أو نظام معين للحكم؛ وذلك حتى يتلاءم أي نظام مع البيئة والزمان والمكان، ولا يصاب بالجمود، ولكن ذلك لا يعني أن الإسلام وضع القواعد العريضة، ولم يقتصر على الطقوس والعبادات.
5 - أما بالنسبة للرأي الذي تبنته مجموعة الأزمات الدولية، بخصوص ضيق مصطلح الإسلام السياسي، نسبة إلى الظاهرة الإسلامية الحركية، فإنه لا يتعارض مع وجهة نظر الدارس، الذي يرى أن الإسلام السياسي، لا يعبر عن مجمل الظاهرة الحركية الإسلامية، وإنما عن تلك السياسية؛ ولذلك فإن الإسلام الحركي، كما تشير مجموعة الأزمات الدولية، مفهوم أوسع لداعي وجود حركات دعوية وخيرية؛ ولكن هذا الرأي، الذي يفترض أن مصطلح الإسلام السياسي، يستخدم ليعبر عن مجمل الظاهرة الحركية الإسلامية، وعدم استخدام هذا لوصف التيارات الدعوية الخيرية على أرض الواقع، يدحض هذا الافتراض.
• وعن أسباب النشأة والانتشار، ، إن الإسلام السياسي، كان يمكن أن يجد صعوبة أكبر بكثير في اجتياز حدود العربية السعودية وباكستان، لولا دعم الولايات المتحدة المستمر، القوي الحازم، فالمجتمع العربي السعودي، لم يكن قد خرج من التقاليد، عندما اُكتشف البترول تحت ترابه، والتحالف بين القوى الغربية الامبريالية والعائلة الحاكمة السعودية، الذي تم فوراً، أُبرم بين الشريكين، وسمح بعودة الحياة للإسلام السياسي الوهابي، المنتهي فكرياً، ومن جهتهم نجح البريطانيون في شق الوحدة الهندية، بإقناع القادة المسلمين بإقامة دولتهم الخاصة.
• ومن أسباب الاسلام السياسي يوجد أسباباً سياسية واقتصادية والاجتماعية والثقافية، وسوف نتناول كل بعد من الأبعاد التي ساعدت على انتشار هذه الحركات كل على حدة، وهى كالتالي:
1 ـ البعد التاريخي:وتأتي أهمية هذا البعد التاريخي،وهو ما يعتبره البعض القضاء على الإسلام باسم الإسلام، هذا المنعطف يوضيح جذور نشأة الفكر، الذي يشكل فكر الحركات الإسلامية بتنوعها، وتعتبر الإرث الفقهي القديم، مرجع مقدس، رغم وجود النص الذي قد يكون أكثر وضوح، وأقرب إلى العقل من الكثير من التفسيرات، والتي تتنافي مع عقل الإنسان، والذي لا يختلف معه الإسلام كدين سماوي، بعيد عن هذا الفقه، والذي شكل مخزون فكري كبير، تستمد منه الكثير من هذه الحركات فكرها. والتي جعلتها تتخبط بين التشدد والتزمت، والمهادنة بين السلفية التي تدعو إلى طاعة ولي الأمر، والإسلام الرسمي التابع للسلطة.
2- البعد السياسي: والذي انطلق المد القومي الاشتراكي في مصر، والذي كان له دور كبير ومؤثر على المستوى الرسمي، والمستوى الشعبي على الوطن العربي بالكامل فوجد تجاوب جماهيري كبير على الساحة العربية، ومن كافة الشعوب العربية؛ وكذلك يرجع بروز هذا المشروع القومي، إلى سبب قوة الدولة المركزية، وسيطرتها على القطاعات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية، وفق مخططات مرسومة، تعبر عن أمال وطموحات الأغلبية من المجتمع العربي وبعد رحيل الزعيم الراحل "جمال عبد الناصر". استطاعت عناصر جماعات الإسلام السياسي، التي كانت خارج بلادها في هذه الفترة، الرجوع والاستفادة من هذا الوضع.
وكان للسعودية دور في ذلك؛ لاستضافتها لأفراد هذه الجماعات، أو للعمل فيها، وبعد أن تشبعت بالفكر المتزمت المتطرف، والأكثر رجعية. . وببساطة ملئت هذه الجماعات والتيارات الفكرية التي تمثلها، الفراغ السياسي الموجود في بلدنها، وانحسار الفكر السلفي المعتدل المنفتح على العالم، تراجع مستمر، وبرز فكر هذه الجماعات، وجد انتصار الثورة الإيرانية على نظام الشاة، ترحيب كبير لدى الحركات الإسلامية العربية، وتخوف لدى الأنظمة العربية، لازال مستمر إلى اليوم، من تصدير الثورة إلى البلاد العربية، وهذه الحركات رأت فيها الأمل والمثال في تطبيقها؛ لإقامة الدولة الإسلامية حيث تتلاشي الفوارق المذهبية، وبين الفرق بين كل ما هو سني أو شيعي، وتتوحد في العمل السياسي، عكس الدين الرسمي، الذي يرسخ هذه الفروق، والتعصب المذهبي، حسب اتجاهات سياسة السلطة، ففي مصر نجد الأزهر يقف موقف من حزب الله والشيعة وإيران.
إذا تحولت إيران بعد الثورة، إلى حضن دفء للتيارات الإسلامية، تمدها بالدعم المادي والأدبي الذي تحتاج إليه، وانعكست المواقف الإيرانية على علاقات عدد غير قليل من التيارات الإسلامية بالأنظمة العربية والإسلامية، وبالأخص في العراق ومصر والسودان
3- غياب الديمقراطية ونقص المشاركة في اتخاذ القرارات عدم تماشي أغلب تلك الأنظمة مع روح العصر، وتطورها وبقائها في طور الجمود، أوجد فراغ كبير بينها وبين شعوبها، التي أصبح وعيها يفوق وعي تلك الأنظمة، وتفوت الفروق بين الشباب والنخب السياسية العجوزة أصبحت هذه النخبة الغير رشيدة، نخبة محتكرة، وأحياناً تصعد من القاع، بواسطة الاستيلاء على السلطة؛ لتكون الطبقة المهيمنة، ففي العالم الثالث والعربي بذلك أصبح الصراع على السلطة والتمسك بها ومنع تداولها، من سمات العالم الثالث والعربي، وعدم الاعتراف بالانتخابات إن وجدت، وإن كانت نتائج هذه الانتخابات عكس مصلحة النخبة المسيطرة، هذا إن لم يتم تزويرها " تتزايد عملية التغريب والعلمنة في البلدان العربية والإسلامية، على كل مستوى التعليم والفكر والقيم والسياسات العامة، بما يظهر النظام معادي للظاهرة الإسلامية، وجذورها الفكرية والقيمية والحضارية، قد يكون كذلك من الأسباب التي تحرك حدة التيارات الإسلامية، عمليات الهجرات الواسعة من الأرياف إلى المدن، التي عادة ما ترافق التنمية المتسرعة، والتحديث الواسع والعشوائي، الحاصل في عموم الأقطار العربية الإسلامية.
فبعد التضييق على كافة الأحزاب والتيارات من قبل الأنظمة الحاكمة، تركت المساجد والخلوات للحركات الإسلامية؛ لنشر أفكارها، وتجنيد ومريدين جدد كل يوم
4- الاستغلال والتوظيف السياسي للجماعات السياسية: أن الحركات الإسلامية كانت جزء من التوظيف المحلي، ومن قوى دولية خارجية، في الأحداث التي تعرضت لها المنطقة، منذ الحرب الباردة، مروراً بأحداث انهيار برجي التجارة الدولية، فلقد لاقى الإسلام السياسي في فترة مطلع السبعينيات، رواج منذ أن أخرج الرئيس السادات، زعماء التيار الإسلامي من السجن، وإطلاق أياديهم في الجامعات؛ للحد من القوميين والاشتراكيين
فيما بعد الصراع الدائر بينهم وبين تلك الحكومات. إذا كانت أمريكا سعت إلى توظيف الحركات الإسلامية الأصولية والاستفادة منها تحقيقاً لمصالحها العليا. فإن أيديولوجية هذه الحركات، لم تكن لتقبل هذا الانتفاع الأمريكي، ما لم يقابله انتفاع إسلامي موازي ومتكافىء، ويتوافق مع أهداف هذه الحركات وتصوراتها العقائدية، وبدت الرغبة نفسها في حرص الجماعات الإسلامية على تحييد الولايات المتحدة في صراع تلك الجماعات مع حكوماتها الإقليمية، والإفادة من تلك الآليات الإعلامية في المجتمع الأمريكي، حتى أدرك الطرفان، أنه لا مناص من العودة مجدداً إلى نقطة التصادم، بين الثوابت الاستراتيجية، التي تكون في مجموعها مصالح كل طرف.
بعدما أصبحت أغلب الأنظمة العربية، تجنح إلى اليمين، وتتبني النمط الرأسمالي في الاقتصاد بالذات، تغيرت كثير من قيم المجتمع، وصاحب ذلك ظهور الحركات التي تنتسب للإسلام، وهو في واقع الأمر التعبير عن التمرد العنيف ضد النتائج السلبية للرأسمالية القائمة فعلاً، وضد الحداثة غير المكتملة والمشوهة والمضللة التي تصاحبها. إنه تمرد مشروع تماماً ضد نظام لا يقدم للشعوب المعنية أية مصلحة على الإطلاق، وبالتالي انعكس على البناء الاجتماعي للمجتمع العربي من مفاهيم وقيم.
وظهور طبقات اجتماعية جديدة، ذات خصائص اجتماعية خاصة بها، لم تكن موجودة سابقاً، وتراجع طبقات مهمة، أو تكاد تنعدم، مثل الطبقة الوسطى، التي كانت تسد الفراغ، وتشمل الطبقة الاجتماعية، إلا وسع بين الغناء الفاحش، والفقر .
5- الأسباب الثقافية مع أن تنامي الجماعات الإسلامية، إنما يدل على أهداف سياسية أكثر منها دينية حقيقية، فإن مواجهة الدولة لها لم تكن انطلاقاً من أرضية سياسية، ويتخذ أصحاب فكر الإسلام السياسي من الحركات الإسلامية، صفته الشعبية، وتتخذ الدولة صفة القوة والبطش والقمع، وتتخذ هذه الجماعات صفة المظلوم المغلوب على أمره حيث انطفأت جذوتها، وتراجع فكر المد الاشتراكي والتقدمي، وتأثر العالم العربي الذي هو جزء من العالم، وتراجع المد القومي أيضاً، وما تركه من فراغ، كان له أثر على الجانب الثقافي، مثل الجوانب الأخرى، وإن لم يعتبر أخطرها، فهذا الفراغ السياسي لم يجد الإسلام السياسي صعوبة في التواجد على الساحة السياسية، وطرح نفسه كبديل، وخاصة بعد تراجعه أمام هذا الفكر والمد سابقاً، في الخمسينات والسبعينيات.
وكان لأنعدم الثقافة والوعي لدى شريحة كبيرة من المجتمع العربي، دور كبير في انتشار فكر حركات الإسلام السياسي
• حركة الإخوان المسلمين بمصر ، يعتبر التطرف، هو انتكاسة الفكر والتزمت، أي بمعنى إقصاء الأخر، والتقوقع في فكر معين، ورفضه لكل ما هو مغاير، وإنهم هم وحدهم من يملك الحقيقة، وغلو في الأحكام، وهذا التطرف ليس موجود في تيارات دينية فقط، بل في كل فكر، وكل مذهب. والاعتدال هو عكس ذلك تماماً، إنها الموضوعية، وتحكيم صوت العقل، والتعامل مع الواقع بعقلانية، واحترام الآخرين، وعدم التشبث بفكر معين، ورفض سواه، بل فتح الحوار، وتقابل أفكار الآخرين، الذي هو أساس الاعتدال الحقيقي، ومن هذا التعريف، يمكن تصنيف الحركات الإسلامية كحركات معتدلة، أو حركات متطرفة، أو فكر معتدل، أو متطرف موجودة على الساحة العربية في المشرق العربي والمغرب العربي. "والواقع أن الحركات الإسلامية، حركات اجتماعية، تخضع لقانون التطور، وتحمل خصوصيات المجتمعات التي تنشأ فيها، وهى كذلك حركات تفتقر إلى التجانس في مرجعياتها، وبرامجها، وأساليب عملها السياسي.
• ومن مراحل تطور الحركات الإسلامية في عصر النهضة في مصر وكانت هذه المرحلة تختلف عن المراحل الأخرى، بكونها أنها بالإضافة إلى أنها كانت مرحلة دعوية خيرية، لم تكن مرحلة عمل سياسي .المرحلة الثانية هي المرحلة ما بعد سقوط الخلافة الإسلامية العثمانية، وفي هذه المرحلة، ظهرت الحركات الإسلامية كتنظيم على أرض الواقع، اتسم بالإصلاح في بدايته، والعنف والتكفير، والانغلاق والتزمت من خلال منظريه، وعلى رأسهم السيد قطب، الذي شكل الفكر السياسي للحركة، وكفرت كل من سبقها واعتبرتهم متخاذلين، مثل جمال الدين الأفغاني، ومحمد عبده، واتسمت هذه المرحلة بالاصطدام بالنظام، وانشقاق الحركات الأكثر تطرف من حركة الإخوان المسلمين، وترجع مدد هذه الحركات، وخاصة بعد ظهور المشروع القومي الاشتراكي، في عهد ثورة 23 يوليو في مصر، وسجن أو هجرات أغلب قيادي الحركة إلى الخارج.أما المرحلة الثالثة :لم تشهد هذه المرحلة اعتراف إلى الأن بوجودها السياسي كحزب، إلا أنها قوى موجودة على الساحة السياسية، التي لها تأثيرها. فالتطور الذي شاهدته هذه المرحلة، ففي بداية الثمانينيات، حيث كان النهوض الإسلامي الواسع والكبير، وفي مختلف البلدان العربية، فكان التقويم الداخلي للحركة الإسلامية، هو مواكبة النهوض الإسلامي، بتصعيد وتيرة العمل، والانتقال من مرحلة الدعوة والتبليغ والتثقيف، إلى المرحلة السياسية من هنا خضعت الحركات الإسلامية المعتدلة لمراجعة ذاتية، اتسمت بتطوير نفسها، واكتشافها للكثير من قضايا المجتمع، التي كانت بعيدة عنه كل البعد، وتحصر نفسها في القيم والمنظومة الأخلاقية للمجتمع، فأصبحت تعني بقضايا تداول السلطة، وحقوق الإنسان، والعدالة الاجتماعية، وتوزيع الثروة وقد رأيت في هذا الفصل، أن تكون عينة الدراسة مختارة حركة الإخوان المسلمين، والتي تعتبر من أكبر وأقدم الحركات الإسلامية المعتدلة في المشرق والمغرب العربي، ولم يتم اختيار حركات، ربما هى في حاجة إلى دراسة، مثل الحركة السنوسية الأقدم، والتي تعتبر ملائمة أكثر من ناحية بيئة الدارس، ولم تخضع لدراسة، وهى من حركات الإسلام السياسي، التي وصلت إلى الحكم، وهذه الحركة مهم دراستها؛ لكونها تشكل تيار مغاير لحركات الإسلام السياسي الأخرى؛ لكون "هذه الحركة، هى حركة صوفية في الأساس، ومن الحركات الأقدم من ناحية زمنية، وكانت تحظى بانتشار في المغرب العربي، وله دور في بعض الدول الإفريقية.
• لعل هناك وجهتان نظر في تطبيق الشريعة الإسلامية داخل حركة الإخوان المسلمين، وإن كانت هناك فرق في مسألة تطبيق الشريعة الإسلامية، بين الفكر والتكتيك العملي على أرض الواقع في هذه المسألة، ولكن الوجهتان الأغلب لحركة الإخوان المسلمون، إن كانت تقع تحت مظلة التدرج في تطبيق الشريعة، ولعل تطبيق الشريعة من ضمن القضايا المهمة التي تعرض لها الكثير من المفكرين.
• لا يوجد برنامج لتطبيقه حتى من قبل التيار الإسلامي، ومنها نظام الحكم، وتوافق مع روح العصر وآلياته، من بيئة دولية ومحلية، تعجز أي حركة إسلامية في وضع برنامج لها، كان موقف الحركات الإسلامية من حقوق المرأة، من أكثر المواضيع التي تؤخذ على هذه الحركات في كثير من القضايا الخاصة بالمرأة، التساوي مع الرجل، مثل تعدد الزوجات، وعصمة الرجل، وتقلد المناصب القيادية، والاختلاط، والطلاق، والميراث، وحق التعليم، والاشتغال بالسياسة، وغيرها من القضايا، مما كان يؤخذ على الحركات الإسلامية في قضية المرأة، وكان أغلب هذا النقد ينصب من الدول المتقدمة، التي قطعت شوطاً كبيراً في الحصول على مكتسبات وحقوق للمرأة، أمام الرجل، وتعتبر نظرة هذه الحركات متخلفة، لا تتمشى مع روح العصر. وموقف حركة الإخوان المسلمين من هذه القضية، فإذ قارنا ذلك بالمدة الزمنية بين ما وصل له فكر حقوق المرأة في أوروبا، ونضج الفكر في الحركات الإسلامية، لوجدناه لا يقارن، ربما لا تعتبر هذه ميزة لبعض الحركات، ولكان يدل على تطورها؛ لمواكبة روح العصر، فنشاهد في أدبيات الإخوان المسلمين، تطور في مواقف حقوق المرأة، فالإخوان المسلمين الذين " لم يوافقوا على قانون الكوتة "، المعروض على البرلمان المصري، وتم رفضه من قبل الإخوان، إلا أن الإخوان قاموا بترشيح المرأة على مقعد الفئات في محافظة الإسكندرية، وتلك كانت نقلة لعمل الجماعة، وتكيف وضح مع العملية السياسية.
• حركة النهضة الإسلامية، والتي كانت تسمى سابقاً حركة الاتجاه الإسلامي، تعتبر من الحركات الأقدم في المغرب العربي، وذات خطاب متطور متميزن وهى من الحركات التي استفادت بالكثير من تجاربها، ومن تجارب الآخرين، ويعتبر منظريها مثل راشد الغنوشي، ذات رؤية ودراية بالتيارات السياسية الأخرى، من قومية واشتراكية، وذلك بحكم اعتناقه لهذه التيارات، قبل أن يكون أحد منظري الحركة الإسلامية، ويمكن أن يقال على خطابها الفكري، "أن الخطاب الفكري لحركة النهضة، يعتبر هو خطاب أصولي متطور: خطاب إسلامي ينزع نحو استيعاب جملة من القيم والمبادئ المكونة من الحداثة. وكان موقف الحركة في السبعينيات من قضايا المرأة من الاختلاط، " بأنه سبيل للفجور، وأن حق المرأة في التعليم محدود، في ما يكفل القيام بوظيفتها الطبيعيةـ مثل شؤون المنزلـ ورعاية الأطفالـ واشتغالهاـ لا يجوز إلا عند شدة الحاجةـ وشرط أن تكون المهنة شريفةـ والمرأة بدون عائل ، بينما كان موقفها في الثمانيات بعد المراجعةـ اعتبار وجود المرأة في المؤسسة، غدا أمراً واقعاً، لابد من مواجهته بروح جرئية، واعتبار الممانعة في تعليم البنات، تصور بدائياً ليس له أساس من الدين، ولا من المصلحة، القول بالاختلاط بشروط إسلامية
قد شهدت منذ عهد الاستقلال، وخاصة في السياسة التي انتهاجها الزعيم التونسي الحبيب بورقيبة، والتي كان محورها الانبهار بالغرب، وما قام به من عملية انقلاب في المجتمع التونسي، وإرساء العلمانية، وتطبيقها في كل أواجه الحياة في تونس خاصة، اتصفت بعملية التغريب الكبرى، التي قامت في المجتمع التونسي، والذي حاول بورقيبة من خلال العلمانية، وكان لنصيب المرأة من هذه العملية، أن أصبحت المرأة التونسية تحظى بشكل كبير من الحرية، وتحصلت على مكاسب في جميع المجالات التي اقتحمتها، والتي كانت حكراً على الرجال فقط، وكذلك وجودها في المراكز القيادية، وما تحصلت عليه من قوانين وتشريعات مدنية.
والتي أصبحت موضع حسد لكل النساء في المجتمعات العربية، وشاهدت نقلة كبيرة للمرأة في تونس، ولكن الأهم هو الانقلاب الفكري، الذي حصل للمرأة في تونس، من آثار هذه العملية
• ومن حركات الإسلام السياسي المتطرفة في الوطن العربي : من مظاهر التطرف قيام التطرف في بدايته على التعصب التشدد في القيام بالواجبات الدينية الميل إلى العنف في التعامل مع الآخرين - سوء الظن بالآخرين وقد يبلغ التطرف مداه، حين يسقط المتطرف عصمة الآخرين، ويستبيح دماءهم وأعراضهم وأموالهم، وهم بالنسبة إليه متهمون بالخروج عن الإسلام، ويصل في النهاية إلى دائرة التطرف محاسبة الناس على الكبيرة والصغيرة، والتعامل معهم بغلظة وسوء ظن، وإذا لم يتجاوبوا معهم، يرمونهم بالكفر، والإلحاد ويستبيحون أرواحهم وأعراضهم، والتشدد والتطرف في الدين، خلافاً لنهج الإسلام وهديه يبدو.
أن التطرف، هو نتاج الفكر المستورد من خارج المغرب العربي، موطن الحركات الصوفية، بالتحديد من المشرق العربي، بحكم تأثر كل الحركات بفكر أبو الأعلى المودودي، والإخوان في بدايته، كذلك الفكر الوهابي، ففي دول المغرب العربي، الذي يزخر بالحركات المعتدلة الكثيرة على الساحة السياسية أو الاجتماعية، وأن هذه الحركات المنفتحة بطبيعة بيئيتها، رغم التغريب الذي كان بحجم أكبر على بلدان الوطن العربي، في الفترة الاستعمارية الطويلة، وتبني تيارات حاكمة تيار التغريب والعلمانية، ولكن هذه الحركات تنجر إلى بيئتها، وتصبح أكثر مرونة وانفتاح، وأبعد عن الفكر المتطرف بعد نضوجها، وتعود إلى طبيعة البيئة التي هى منها، لعلي أرى في حركة النهضة، أكبر دليل ونموذج على ذلك، بعد ظهور منظري ومفكري للحركة، استوعب على التيارات الموجودة على الساحة، مثل راشد الغنوشي، وخرج عن إطار الأفكار المشرقية لحسن البنا، وسيد قطب، التي توصف بالرجعية والتشدد، والمتأثر بأفكار أبو الأعلى المودودي، فالسيد قطب المفكر الإسلامي، الذي يعي قضايا مجتمعه، ويقدم الإسلام الصحيح كنموذج للحل، فالسيد قطب في كتابه معركة الإسلام والرأسمالية، ليس هو السيد قطب في كتابه معالم في الطريق.- فكان متأثر فيما بعد بابو الأعلى المودودي الوهابية مصطلح أطلق على حركة إسلامية سياسية، قامت في منطقة نجد، وسط شبه الجزيرة العربية، في أواخر القرن الثاني عشر الهجري، الموافق للثامن عشر الميلادي، على يد محمد بن عبد الوهاب، ومحمد بن سعود، حيث تحالفا لنشر الدعوة السلفية، وقد كانت بدايتهما في الدرعية، إذ أعلن محمد بن عبد الوهاب الجهاد، فشن سلسلة من الحروب، وكانوا يسمونها بالغزوات، صادروا فيها أموال خصومهم، وكانوا يسمونها بالغنائم وتعتبر نفسها الوحيدة التي لديها النهج القويم، وهى حركة تفريقية، بكونها خرجت على ما هو متبع لدى المسلمين، بالرجوع إلى المذاهب الأربعة، التي لا ترجع لها هذه الحركة، بل تعتبر الرجوع إلى النص والسنة فقط، وهى كذلك تعتمد على العنف والقتل، بما أزهقت من أروح مسلمين، لمجرد مخالفتهم الرأي، وليس المعتقد أو العقيدة فقط. والمتتبع لتاريخ نشأة الحركة الوهابية، يرى بوضوح أنها حركة سياسية، أي أنها تصنف ضمن حركات الإسلام السياسي، وهى مزدوجة في تصنيفها، فهي حركة تصنف بأنها حركة رسمية، أي حركة تقع تحت مظلة ما يسمي الدين الرسمي التابع لدولة، أو ما يسمي الدين الرسمي.
هذا إذا استثنينا النقد السياسي للحركة الوهابية كحركة سياسية، ومن النقد الموجه لها أيضاً نقل مسائل الفروع إلى الأصول، الإفراط في تكفير وتضليل كل من هو على اختلاف معهم تعرضهم لأئمة السنة بالتخطئة في العقيدة والتبديع في بعض الأحيان تزوير التراث قتال من يقولون عنهم أنهم " معادون لأهل التوحيد " الخروج على الخلافة الإسلامية العثمانية هدم الشواهد والآثار النبوية المتبقية تحريمهم الاحتفال بالأعياد والمناسبات من ذكرى مولد ونحوه ويري نزار حيدر، الذي يرى في نقده وتحليله للحركة الوهابية، ويرى أنها حركة منحرفة، ويؤكد على خطورتها فيقول: إن خطر الحركة، أبعد من ذلك. ويصف رداءة البناء الفكري للحركة الوهابية وانحرافها، الذي تصف به المذاهب الإسلامية الأخرى " قائلاً: إذا أراد المسلمون أن ينقذوا دينهم من التضليل والخداع والغش، وإذا أرادوا أن يوضحوا الصورة الحقيقية التي عليها دينهم الحنيف، وإذا أرادوا أن يردوا على الشبهات التي تحوم حول دينهم المقدس، وإذا أرادوا أن ينقذوا شباب الأمة والجيل الصاعد من أبنائهم من خطر الوقوع في فخ وشراك مجموعات العنف والإرهاب، التي ترتدي عباءة الإسلام، إذا أرادوا كل ذلك، فعليهم أن يقاطعوا الوهابية، ويحاربونها ويقضون عليهان قبل أن تقضي عليهم وعلى دينهم، بعد ".
إنعدام الثقة لديها، وعدم قدرتها على ممارسة الديمقراطية، وتحقيق استحقاقتها، وما نتج عن هذا الوضع من تخلف في المسار الديمقراطي، والوعي بأهمية ممارسة الديمقراطية، واتخاذ المشاركة في اتخاذ القرار، وإدارة شئونها، والركون إلى الواقع المعزز بشراً عنه دينياً، مثلما تنفي التغيير، والخروج عن السلطة، وتسليم مقاليدها إلى النخبة السياسية والدينية، واعتبار الديمقراطية من بدع الغرب
الحركة الوهابية، تدعو صراحة إلى تكفير كل اليهود والنصارى، ولا تؤمن بالاختلاف، وهى بذلك تقع في أخر طرف من التشدد، حتى تجاه الفرق الإسلامية والمذاهب التي لا تتوافق معها، وهى تقتل على الرأي، وتقوم بممارسة العنف باسم الدين المقنن، وبواسطة هيئات، وترى العنف وسيلة لتحقيق تطبيق الشريعة.
كان موقف الحركة الوهابية من الديمقراطية: تطبيق الشريعة الإسلاميةمدى التشدد في موقف الحركة الوهابية في تطبيق الشريعة الإسلامية، وعدم اعترافهم بالشروط أو الظروف، التي تشكل الاشتراطات الواجب فيها تطبيق الشريعة الإسلامية، والتي تقرها أغلب الحركات الإسلامية، بل أن تذهب إلى عدم الاعتراف بالمذهب الأربعة لأهل السنة، بكل ما جاء فيها من تفسير للحدود، وشروط تطبيق تلك الحقوق، بل الشرك أو عدم الاعتراف بحكم واحد من الأحكام، مهما كان من يكون، فإنه قد أشرك بالله، تأكيد كلاً منهما بأهمية الشريعة وتطبيقها حسب النص، وإن كان يرعي في ذلك، من حد عن حكم ما لغرض دنيوي في نفسه، وبين الذي ينكر هذا الحكم أو الاحتكام إلى الشريعة الإسلامية وأحكامها،"منع النساء من البطاقة شخصية؛ حتى لا تنكشف صورتها، تمنع قيادة السيارة على النساء، تضييق المناشط الاقتصادية على المرأة، بدون وكيل أو محرم، وكذلك فرص التعليم المحدودة؛ وذلك منعاً لاختلاط النساء مع الرجال. جبهة الإنقاذ الجزائرية" كلمة الديمقراطية كلمة كفر، فالديمقراطية تقوم على سيادة الشعب، معنى ذلك أن الشعب هو الذي يحكم، وفي كتاب الله من الحاكم سبحان الخالق، فكيف تكون السيادة للشعب، ليس في الإسلام ديمقراطية، الإسلام فيه شوري فقط، وشوري لها ضوابطها، نحن لا نحترم إلا قوانين الله.
"نعم للتعددية في إطار الإسلام، ينبغي إكمال البند 40 من الدستور، بالتنصيص على ربط التعددية بالإسلام، وأن الشريعة لا تتنافى مع وجود معارضة، بخصوص السماح بنشاط أحزاب أخرى، الشعب هو الذي يختار
بينما نرى أن موقف الجبهة، أنها تتقبل التعايش، وتتبع أسلوب الحوار المعدوم لدى الحركة الوهابية، وأنها سوف تعمل من أجل السلام والسلم، ونبذ العنف، وهذا الموقف يعبر عن إجمال موقف الجبهة، بواسطة رئيس الجبهة، وإن كانت هناك مجموعة منشقة، تدعو للعنف وتمارسه، مثل مجموعة على بالحاج.
" تعدد الزوجات: التمسك بموقف الشراع وعدم تحريم ما حلله الله ".

"الاختلاط والتعليم: الاختلاط حرام، فالمرأة ليس من مهمتها أن تعمل، بل أن تنجب الأولاد وتربيهم، الاختلاط محرم في الإسلام".
العمل: عدم الاعتراض على عمل المرأة، بشرط الفصل بينها وبين الرجل في المكاتب، وفي النقل العام؛ حفاظاً على شرفها ودينها.
أما جبهة الإنقاذ الوطني، فإنها رغم أنها تكاد تتفق مع أغلب الحركات الإسلامية وفي داخلها، بين ما تحتوي من تيار متشدد وتيار أكثر اعتدال, ما بين وجوب وجود الشروط الواجبة لتحقيق تطبيق الشريعة الإسلامية، وبين التدرج في تطبيقها، وضرورة أن تنتهي الأسباب التي تستوجب عدم تطبيق الشريعة في المجتمع. ومعالجتها بمعالجة هذه الأسباب بالتدرج، مثل الاختلاط، وبعض الظواهر الأخرى في المجتمع، والتي تراكمت من عقود، لعدم تطبيق الشريعة في هذا المجتمع أو ذاك.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. 90-Al-Baqarah


.. مئات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى وسلطات الاحتلال تغلق ا




.. المقاومة الإسلامية في لبنان تكثف من عملياتهاعلى جبهة الإسناد


.. يديعوت أحرونوت: أميركا قد تتراجع عن فرض عقوبات ضد -نتساح يهو




.. الأرجنتين تلاحق وزيرا إيرانيا بتهمة تفجير مركز يهودي