الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رسالة مفتوحة الى رئيس البيت الابيض

خالد حليم

2011 / 12 / 25
مواضيع وابحاث سياسية


سيدي الرئيس طاب وقتكم .
كانت لإحداث الحادي عشر من سبتمر الفضل الكبير في خلاصنا من نظام الحكم السابق وكنا نتطلع الى دور أمريكي في بناء نظام سياسي في العراق يخدم الشعب العراقي ومصالحكم أيضا. لكن ما جرى بعد عام 2003 كان كل العكس حيث كل الفائدة أصبحت لإيران، اذ تبخرت كل آمالنا، وسلمتم العراق بيد عقلية تستمد كل تفاصيل تحركاتها من دهاليز الشيطان في طهران، وبالطبع هم أناس اشد فتكا وتخلفا من نظام صدام حسين .
سيدي الكريم. إن غبطة الانتصار الأمريكي في العام 2003 أحجبت عنكم الرؤيا لما تعده إيران واخواتها من عدة كانت كفيلة بهزيمتكم في العراق ونحن كمواطنين عراقيين لم نتلمس دورا أمريكيا حقيقيا في تشكيلة الحكم الذي من المفترض ان يغير من واقع حياتنا وتفاصيلها بل إن رجال إيران هم الذين حكمونا بفعل ألاف الأخطاء التي ارتكبتموها، بقصد او بغير قصد، بدأ من جعل العراق ارض بديلة للحرب - كقطب مغناطيس يلتقط الارهابيين كما تُلتقط برادة الحديد - ومرورا بقلة عديد قواتكم العسكرية حين دخلتم العراق والتي كانت قلتها هي السبب الرئيس الذي وفر لإيران الفرصة في غرس كل مخالبها المسمومة في جسد العراق، وانتهاء بضعف تحالفكم الدولي الذي أدار وجهه عنكم في وقت مبكر، وها انتم اليوم تعطونا كامل ظهركم وتتركوا عراقا اسوء مما كان واحتل المراتب المتقدمة في التخلف والفساد وشعبا ينزف دما وحكومة ضعيفة تترنح ومؤسسات سياسية واهنة تعصف بها الصراعات السياسية ودستور مليء بالألغام التي بدأت تتفجر واكتفيتم بنصر هزيل ومخزي من خلال رسم صورة سياسية للعراق ذات ركائز هشة سرعان ما تداعت وترنحت بعد خروج اخر جندي امريكي ولم تصمد العملية السياسية حتى ساعات قليلة امام غيابكم الكامل.
كان يفترض على اليد الأمريكية ان تبني العراق لا ان تتركه وتنهزم، انكم انهزمتم وجعلتم من العراق تجربة فاشلة لسياستكم ولم تكترثوا لما ستؤول إليه الامور هناك في العراق. واذا كنتم تعولون على سياسة تجاه ايران بصبر طويل وتكتيك ينسجم مع سياستكم الخارجية، من قبيل جعل العراق ان يخوض حروبا بالنيابة عنكم وعن ايران وانتم تدركون ان تلك السياسة تؤدي الى اقتتال طائفي يهدف الى زعزعة النفوذ الايراني الذي ارتكز بقوة.
سيدي الرئيس في حال حققتم نصرا ضد ايران في المستقبل فتأكدوا اننا كعراقيين سوف تقع علينا ويلات كل ارهاصات سياستكم ولم نجن اي مكاسب لانكم شاركتم واشرفتم على عملية ذبح المجتمع العراقي بنصل الطائفية بعد ان تمت "ايرنته سياسيا" بالكامل.
سيدي الرئيس ادعوك لسماع اسئلة كثيرة حول هزيمتكم وتداعياتها علينا وعليكم وعلى المنطقة. ان شكل العراق الحالي " قد " كان حصيلة جولات الحوار الثلاث الامريكي الايراني التي عقدت في بغداد في العام 2007 والتي أفضت – ربما – الى "امركة" النظام السياسي بـ "الشكل" فقط واعتقد ان ايران منحتكم اياه واكتفيتم بهذا الانتصار. اذ ان ايران تدرك خطورة الغضب الامريكي حين تحصركم في زاوية الهزيمة في العراق وبدورها – ايران – فأنها تعتمد كل الاعتماد على تفخيخ المجتمع العراقي بالضد من سياسة امريكا حتى اصبح العراق يدا ايرانية تخدم سياسة ايران التوسعيى قي المنطقة وورقة قد تحرقها في اي وقت اذ ما اشتد صراعكم معها ومن المؤكد ان هزيمتكم تمت عبر اياديها المتمثلة بجيش المهدي – الجناح العسكري لشيعة العراق – وكذلك تنظيم القاعدة ومسمياته المتعددة والتي – جميعها – ترضع من ثدي الشيطان في طهران، لكن ايران نجحت في إعطائكم ما تريدون لانكم اكتفيتم بنصر رمزي لا يليق بحجم الولايات المتحدة الأمريكية ونسيتم بخروجكم هذا، من ان ايران سوف تسكب الماء تحت السجادة الحمراء الواقفة عليها اغلب نظم منطقة الخليج. اما اذا كنتم تتعاملون مع ايران بأدوات التحريك الداخلي عبر ثورات الفيس بوك او الضربات الجوية التأديبية فأن النظام القائم في ايران لا يبالي ولم تهزه الضربات الجوية اما الاجتياح العسكري فأنه وبعد مرارة العراق التي أذقتموها فأنكم لم تجرئوا على مثلها. اذن فيبدو اننا كعراقيين سوف ندخل في رحلة نفق مظلم ونحن نعيش تحت المظلة الايرانية ومن المؤكد اننا واجيالنا القادمة سوف ندفع الثمن.
سيدي الرئيس ان هزيمتكم من العراق بهذا الطريقة سوف تجعل من ايران مارد المنطقة ولم تستطع سياستكم ولا تركيا ولا الكيان العربي المتشظي في الوقوف ضدها وموازاتها واذا كنتم تعولون على محاصرة إيران عبر قرارات دولية كالحصار مثلا، فأقول لكم من ان حدودا طولها 1200 كم مع العراق كلها مفتوحة وان ثروات العراق التي اصبحت في خدمة ايران في السنوات الماضية فكيف ستوظف اذا ما فرضتم عليها الحصار؟ .
سيدي السفير كان جزء من الشعب العراقي شكركم على ازاحة النظام النظام لكن كثير منه شكركم بصمت الا انكم وبعد هزيمتكم بهذه الطريقة فأنكم لم تتركوا شيء في العراق يستحق الشكر .









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. اضطرابات في حركة الطيران بفرنسا مع إلغاء نحو 60 بالمئة من ال


.. -قصة غريبة-.. مدمن يشتكي للشرطة في الكويت، ما السبب؟




.. الذكرى 109 للإبادة الأرمينية: أرمن لبنان.. بين الحفاظ على ال


.. ماذا حدث مع طالبة لبنانية شاركت في مظاهرات بجامعة كولومبيا ا




.. الاتحاد الأوروبي يطالب بتحقيق بشأن المقابر الجماعية في مستشف