الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أول ثمار الربيع العربي

صلاح الصادق الجهاني

2011 / 12 / 27
مواضيع وابحاث سياسية


أول ثمار الربيع العربي

شاهدت تونس في الأيام القليلة الماضية ،عملية ترشيح للعديد من الأحزاب السياسية ، في تنوع للتيارات السياسية، كانت اهم نتائجها، حصول حزب النهضة أو ما يسمي الاتجاه الإسلامي سابقا في الانتخابات علي تسعون مقاعد اي ما يقرب علي أربعون في المائة من إجمالي المقاعد والتي تبلغ مائتان وثمانية عشر مقعد موزعة في مختلف إنحاء تونس .
فحزب النهضة التونسي الذي يعتبر متطور جدا , في خطابه السياسي و في محيطه العربي عن الكثير من الحركات والأحزاب الإسلامية ، قدم إسلاما سياسيا متنوعا و متطور، يعتبر تجربه تستحق الوقوف أمامها ولاستفادة منها علي المستوي العربي بشكل خاص ، ويمكننا ان نرجع تطور هذا الخطاب إلي الأسباب التالية :
1 ــ زعيم حركة النهضة التونسية" راشد الغنوشي" ، الذي تنوعت تجربته السياسية في انخراطه سابقا ، في الكثير من التيارات التي شكلت المنطقة العربية في العقود السابقة، من تيارات اشتراكية إلي قوميه وصولا إلي الإسلامية .
2 ــ حركة النهضة التونسية التي بدأت كجزء من حركة الإخوان المسلمين في مصر، وتتلمذت علي فكر قطب و البنا ، تعرضت الي مراجعات فكريه كبيره أخرجتها من النفق المظلم و التكفيري الذي وضعهم فيه أفكار أفكار قطب ، التي كانت بمثابة زلزال جعل الحركة تلتفت الي قضايا المجتمع التونسي الحقيقية، من مساواة وديمقراطيه,وعدالة,وتوزيع الثروة.هذا الزلزال بحسب تعبير راشد الغنوشي ، الذي وضع هذه الحركة في مسارها الحقيقي، وكانت تجربة تستحق الدراسة ورصد .
3 ــ قدم الحركة الإسلامية في تونس وهذا ترتب عليه وجود خبره تراكمية وأوجدت لها في الساحة السياسية التونسية قاعدة عريضة من المريدين او المضادين للتغريب ، من حركات إسلاميه أو قوميه خلال العقود السابقة التي تعرضه فيه تونس للتغريب ، من عهد الرئيس بورقيبة حتى قيام الثورة في تونس .
4 ــ طبيعة دول المغرب العربي التي تكون أكثر انفتاح واعتدال لطبيعتها الجغرافية وقربها من أوروبا وتأثيراتها في العديد من المراحل و حتى الحركات المتشددة قوميا كانت أو إسلاميا، هي كانت نتائج أفكار مستورده من المشرق العربي .
5ــ وجود التجربة’ التركية لحزب العدالة و التنمية الماثلة للعيان والمعاصرة و الذي يعتبر فيه حزب النهضة حسب تصريح العديد من زعمائها مثل الغنوشي و عبد الفتاح مورو مثال وقدوه , وتشابه المناخ السياسي العلماني في كل من تونس وتركيا هذه التجربة كانت دافع للشارع التونسي من مريدي الحزب و المضادين للتجربة التغريب ، وكذلك دافع لقيادات الحزب تتمثل في تجربه معاصره مستنيرة ، أوجدت الكثير من الحلول بين الإسلام ونظم الحكم المعاصرة في ظل الديمقراطية والتعدادية والعلمانية وليس نموذج لأحزاب وحركات بدون مشروع سياسي واضح المعالم ، لا يحمل في فكره من قضايا الشعوب المعاصرة والعربية الا القليل .
ويبقي أسئلة تطرح نفسها منها :
ــ هل التيار الإسلامي في ليبيا والذي لم تتضح معالم مكوناته بعد من خلال مشروع واضح في مستوي نضج حركة النهضة الإسلامية في تونس ويمكنه الاستفادة من مثل هذه التجربة ؟
ــ السؤال الأهم علي مستوي الدول العربية هل الديمقراطية هي تجربة مستوردة وهجينة في الصحاري العربية ولا تتناسب مع البيئة العربية لعدم وجود المؤسسات والقوي الاجتماعية الداعمة وتسيطر علي تداول السلطة بين الفرقاء مثلما توجد في المجتمعات الرأسمالية وهل نشاهد تكرر المشهد الانتخابات الجزائرية مع حركة الإنقاذ يعود مرة أخري ؟ ام ان الظروف محلية والإقليمية والدولية تغيرت !
ــ هل تكون الديمقراطية مثل البقر الهولندي ( الفريزين ) الذي طورت في أوربا لعقود ليعطي اكبر قدر من الحليب واللحم ويتناسب مع العيش في تلك البيئة من سهول ممتدا ومراعي وعشب وماء ولكن لا تتناسب مغ بيئتنا الفقيرة التي لا يوجد بها خضره أو ماء وسهول بل هي عبارة عن صحاري يندر فيها الماء وتنعدم الخضرة وتوجد بها جبال تتكسر أرجل البقر الهولندي لمجرد السير فيها ولا يتحملها إلا الجمل والذي بقي مثل سكان المنطقة منذ مئات السنين بدون تطوير وبقي هزيل في لحمه ومحدود في الحليب ولم نفعل تجاه شي سوي التغني به ؟ .
هذه التجربة المحاذية لنا في تونس سيكون لها أكيد تأثير علي التجربة في ليبيا، والتي تمتاز بأنها تجربة للديمقراطية في بلد مثل ليبيا لم يكون للأحزاب اي دور في كافة المراحل السياسية منذ حرب الاستعمار الايطالي ، وحتى فترة الاستقلال وحتى عهد القذافي الذي كانت من أهم مخرجاته بان أصبح التحزب والخيانة مترادفان ـ وهل يمكن الاستفادة من هذه التجربة القائمة في تونس اذا تم اعتماد الدستور العمل السياسي من بواسطة الأحزاب ؟ .
تسال تجيب عنها الشهور المقبلة ، في أول مخاض حقيقي للديمقراطية في ليبيا ودول التي يشملها وسوف يشملها ربيع الثورات العربية لشعوب ملت الدكتاتورية والقهر، أنها أول عملية للديمقراطية في تونس هي محط أنظار الجميع ، مطلوب من الثورة في تونس دفع استحقاقات الحرية . والوصول ألبها من خلال الديمقراطية .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - ظهرت بشائر الثمار فى مصر
ناديه احمد ( 2011 / 12 / 27 - 08:49 )
لقد عدنا فى وسائل الاعلام لمناقشة هل النقاب فرض ام لا وهل يجوز عمل المرأه خارج بيتها , وان اختيار مسيحى فى الانتخابات هو كفر وتهنئه المسيحين فى عيدهم كفر والمطالبه بأنشاء هيئه الامر بالمعروف المصريه . لقد انتهت كل قضايانا ومشاكلنا وتفرغنا لقضيه عبير وتهانى الاعياد .

اخر الافلام

.. بلينكن في الصين يحمل تحذيرات لبكين؟ • فرانس 24 / FRANCE 24


.. زيارة سابعة مرتقبة لوزير الخارجية الأميركي إلى الشرق الأوسط




.. حرب حزب الله وإسرائيل.. اغتيالات وتوسيع جبهات | #ملف_اليوم


.. الاستخبارات الأوكرانية تعلن استهداف حقلي نفط روسيين بطائرات




.. تزايد المؤشرات السياسية والعسكرية على اقتراب عملية عسكرية إس