الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


«عام جديد 2012»... آه لو يعود.. ليعود الفرح والحب وحرية الروح

سامي المصري

2011 / 12 / 28
الادب والفن


الدماء مسكوبة في الشوارع ولظى النار أخذاني بعيدا عن نفسي.. عن سلامي.. اللون الأحمر صبغ حتى الخيال والأحلام.. حجب الرؤية وأبطل رفاهة الفرح... كل ما حولنا بكائيات تُعبر عن همنا جميعا.. الوقت يمر وينزف.. يستنزف وجودنا..

الأرض لم تعد سوى قرية مُقفرة من الفرح أفقرتها المعرفة وجفاف العلم.. تاه المعنى وفقدت الأجرومية قيمتها.. تاهت النفس كل نفس ضاعت.. ضعنا من بعض.. فقدنا الاتصال في ضباب أيديولوجيات كثيرة.. في عصر الاتصالات والسرعة فقدنا الاتصال..

تعاريف كثيرة توَّهتنا طوَّحتنا.. الديمقراطية.. الرأسمالية.. الشيوعية البرجوازية.. ثورة البلوريتاريا.. الدين.. التعصب.. الكفار.. كل ذلك معا لم تحتمله إنسانيتنا الضعيفة.. صبغت الزمن بالدم.. والأيام بالخواء والخراب..

قنابل حطمت كياننا.. أفرغتنا من وجودنا.. أخرجتنا من الجنة عراة.. عالم صناعي أشقاه عقله.. إنها ثمرة شجرة المعرفة.. آه المعرفة والخطيئة الكبرى صنوان.. بجفاف التكنولوجية نضبت مآقينا عن الدمع.. تصلبت الدماء في عروق جفت..

قلب لا ينبض فقد القدرة.. فقد الحب الطاقة التي تدفعه لينبض الحب.. هل نحتاج جميعا لمسيح نرفضه.. مسيح شهيد نصلبه فيموت عن العالم.. يرطب ألسن تشققت من الجفاف بخمر المحبة الممزوج بالدم.. ألا يعود ليزرع الحب؟.. رفضناه رذلناه احتقرناه .. فهل يعود ليقرع الباب؟..

اللون الأحمر يصبغ كل شيء حتى أحلامنا.. فطوَّحت بالإنسان بعيدا عن سلامه.. لم يعد وقت لأشفق فيه حتى على نفسي.. فكيف أقبل الآخر.. أرفضه.. لن افتح له.. صوت طرقاته على البابا تخفت في أذن تصر على الصمم.. وهو مازال يقرع بابي برفق وبإصرار.. يطلب سلامي ليعود فرحي..

حلم بديع أن يرجع الإنسان لطفولته.. نصطف معا حاملين الشموع.. نسير معا في طريق بيت لحم.. في ضياء شمعة يتراقص نورها.. أصوت الترنِم لطفل المزود.. فهل نستعيد البهجة القديمة؟.. نحمل هدايانا بأيدينا للطفل العتيد أن نصلبه.. نقتله..

ذهب ولبان ومر.. قلب مفعم بالمر.. تفحم بواقع مرير وتاريخ تقيح بحمرة الدم .. هل يتعلم الصلاة ليرفع عطر بخور محبته؟ قدماي ضلتا الطريق لمحرابه.. كيف أدخل لحضرنك لجبل قدسك بلا بخور؟.. الذهب لا يصدأ لا يتغير.. أنا تغيرت كثيرا ولم يعد لي ذهبا في روحي لأقدمه.. فقدت القدرة على الفرح. أنستني المعرفة حقي في الحياة والفرح..

لو الله يعود.. لو الله غير موجود لاخترعناه.. فهو المصدر للبهجة والفرح وسلام العالم..

صدقني الله ينتظر عودتنا ليفرح بنا ونفرح به..

لنرجع معا ممسكين بالأيدي بقوة..

لا يُفرَّقنا دين ولا تمزقنا أيديولوجية.. لن نعود نذبح بعضنا بغباء على مذبح المعرفة..

عام 2012 جديد سعيد.. لنسعد به معا.. آه لو يعود.. ليعود الفرح والحب وحرية الروح.

كل عام وأنتم بخير؛
سامي المصري








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - عام رحل
د. فاديه مغيث ( 2011 / 12 / 28 - 19:24 )
لملذا تركتنا مخلفا فينا كل هذا الألم ....خدعتنا بعد عقد سريع للصداقة والموده كنا قد يئسنا من صداقه أوقاتنا وكرهنا أماكننا وحده كان الحلم هم ما يمنحنا حداًأدنى من القبول بالحياة فى هذا السياق المزرى وجاءت وهجة السطوع والشروق والعذوبة بلا حدود ....فماذا حدث ثم ماذا بعد ؟؟؟


2 - عام رحل
سامي المصري ( 2011 / 12 / 28 - 22:28 )
الأخت فادية أشكرك لمرورك.. رحيل عام 2011 فعلا يتركنا في سياق مزري بعد وهجة السطوع والشروق التي تالقت بها الثورة.. كما تقولين في شعرك البليغ .. بدأت أرى حاجتنا إلى الله بعد ان فشلنا بجفاف العلم أن نجد مذاقا لأيامنا وشبعا لنفوسنا مع كل النجاح العلمي والتقني المنقطع النظير.. بدون الله تحول الكثير من البشر لاكثر من وحوش مخيفة.. نعم نحن نحتاج للعلم وللفكر والفن والأدب كل هذا جميل.. لكن بدون وففة الإنسان امام الله بحب وصدق يفقد الإنسان جمال إنسانية. جمال النفس الداخلية تستعيد رونقها وتستمد روعتها واستنارتها من وقفة حقيقية قد تكون دامعة امام الله.. ليتنا نعود لنجده ينتظرنا.. ليتنا نتعرف على طريق عودتنا في بدء عامنا الجديد 2012 نرجو ان يكون عاما مختلفا سعيدا وكل سنة وانت طيبة؛
مع تحياتي وتقديري وإعزازي بمرورك؛

اخر الافلام

.. ربنا يرحمك يا أرابيسك .. لقطات خاصة للفنان صلاح السعدنى قبل


.. آخر ظهور للفنان الراحل صلاح السعدني.. شوف قال إيه عن جيل الف




.. الحلقة السابعة لبرنامج على ضفاف المعرفة - لقاء مع الشاعر حسي


.. الفنان أحمد عبد العزيز ينعى صلاح السعدنى .. ويعتذر عن انفعال




.. االموت يغيب الفنان المصري الكبير صلاح السعدني عن عمر ناهز 81