الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
تدافع الأقدام بين الإسلاميين والعلمانيين في المغرب
عبد الله بوفيم
2011 / 12 / 28مواضيع وابحاث سياسية
مع انطلاق الخريف العربي الذي انطلق بحق في المغرب وخاصة في جنوبه حيث عرفت أول مدنية في العالم العربي حراكا شعبيا خطيرا اتسم بالمواجهة بين قوات الأمن والشباب.المدينة هي مدينة سيدي افني جنوب المملكة المغربية.
النظام المغربي عرف وعبر الزمن بالحكمة واليقظة وحسن تدبير الأوقات العصيبة, تعامل تعاملا يتسم بنوع من الصلابة المقرونة بالمرونة في آن واحد, وتمكن من إخماد تلك الثورة التي كادت تشعل فتيل فتنة في الجنوب المغربي.
بعد أحداث سيدي افني, جاءت أحداث " اكديم ازيك" التي كانت اشد خطورة من أحداث سيدي افني, حيث تلقى النظام المغربي ضربة قوية فقد معها بعض الهيبة خاصة بمقتل العديد من أفراد الجيش والقوات المساعدة والأمن الذين تدخلوا لفرض النظام والاستقرار بالعيون وضواحيه.
الشعب المغربي كام أول الثائرين والفاتحين لصفحة الخريف العربي الذي عصف بأشجار لم يكن يتوقع العدو ولا الصديق أن تجتث من جذورها. شجرة زين العابدين وشجرة حسني مبارك وشجرة القدافي, كلها أشجار جذورها مستعصية عن كل حفار أو قاطع للأشجار, لكن الخريف العربي هب عليها برياح عاتية اقتلعتها ومن الجذور ولم تبق لها جذرا واحدا.
في خضم الرياح الأولى للخريف العربي وكذا في ضل رياحه العاتية لم يكن الإسلاميون في المغرب مدركون أنهم القوة القوية في المملكة المغربية. لكن الانتخابات أكدت أن للإسلاميين قاعدة شعبية جد مهمة وخفية رغم كون العدل والإحسان لم تشارك ودعت للمقاطعة والسلفيون كارهون لكل مشاركة في الانتخابات في ظل الواقع الحالي.
يستفاد من هذا أن قوة الإسلاميين التي اتضحت للجميع ما هي في الحقيقة إلا ربع قوتهم الحقيقية, إذ لو وحدوا الجهود في اتجاه واحد لسيطروا سيطرة مطلقة ولوجد العلمانيون أنفسهم في موقع إخوانهم في تونس ومصر باكين ناعين مصيرهم المحتوم.
لكن الواقع في المغرب ما يزال يعطي العلمانيين بعض السبق في مواقع التأثير, والدليل هو فرلمة تكوين حكومة الأغلبية الحالية والتي يقودها الإسلاميون.
الفرملة يمكنها أن تعيق تكوين الحكومة وبالتالي لجوء الإسلاميين للمعارضة ومن جديد رغم كونهم الحزب الحائز على أكبر عدد من المقاعد الذي لم يحصل قط حزب سياسي في تاريخ المغرب الانتخابي.
الشعب المغربي سينتكس انتكاسة كبيرة إن لم ينجح حزب العدالة والتنمية في تكوين الحكومة, لأن البديل سيكون حزب الأصالة والمعاصرة والأحرار وتحالفهم الحالي.
انتكاسة الشعب المغربي ستكون بالتطرف الكبير والاقتناع أن المسار الديمقراطي في المغرب غير مجدي وأن السبيل هو العصيان والثورة.
هذا المسار سيقوده السلفيون ويكون باقي الإسلاميون ابتاعهم المخلصين ورغما عنهم لأن البساط سحب من تحت أقدامهم ورغما عنهم.
إن الذين يعرقلون تكوين حكومة العدالة والتنمية إنما في الحقيقة يعرقلون استقرار المغرب, ويدفعونه ليكون هدية للمستعمر الفرنسي الذي بدأ التفكير في معاودة الرجوع إلى مستعمراته السابقة.
الخطر الداهم للمغرب هو تقارب الإسلاميين مع جبهة البوليساريو واقتناعهم بمواقفها, وبالطبع هذا لن يكون بمحض إرادتهم بل سيكونون مجبرين عليه, لأن الانتكاسة ستعود عليهم بالوبال والاعتقالات والتعسفات. هذه ستقربهم من الكفاح المسلح مكرهين ولن يجدوا بديلا من التعاطف مع البوليساريو خاصة في الداخل.
طلبة العدل والإحسان يلطفون من مواقفهم تجاه الطلبة الصحراويون, والطلبة التجديديون يصعدون, وفي المستقبل إن انتكست حكومتهم سيقتنعون بضرورة القبول بمواقف الإسلاميين الآخرين وسيجد الطلبة الموالون للبوليساريو الساحة مهيأة لهم ولن يقوى بعدها أحد على الحد من طموحاتهم بل وقد يوحدون الصفوف ويشكلون تهديدا حقيقيا لاستقرار المغرب, خاصة وأن المؤتمر الثالث 13 للجبهة مهتم بداخل التراب المغربي أكثر من أي وقت مضى بعد التضييق العالمي عليها.
المغرب إذا في مفترق طرق خطير, إما أن يسلم أمره لحكومة العدالة والتنمية فيخسر خسارة بسيطة وإما أن ينقلب عليها فينقلب الشعب عليه ونعيش واقعا أتعس من أي واقع عربي حاليا.
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. مقتل عشرات العسكريين السوريين في غارات إسرائيلية على حلب
.. بوليتيكو: البنتاغون في -محادثات مبكرة- لتمويل قوة حفظ سلام ف
.. رغم استمرار خطر الهجمات.. النازحون الفلسطينيون يريدون العودة
.. رئيس الأركان الأميركي: إسرائيل لم تتسلم كل الأسلحة التي طلبت
.. بحضور أوباما وكلينتون.. بايدن يجمع 25 مليون دولار لحملته الا