الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
نظام الاسد وقمامة التاريخ
عمر سعد الشيباني
2012 / 1 / 2مواضيع وابحاث سياسية
يخبرنا التاريخ عن طغاة رحلوا وخلفوا وراءهم بصمات من القتل والتنكيل. وكلما ذكرت اسمائهم تبعتها اللعنة على ارواحهم من الاحياء. منهم نيرون الذي احرق روما وابو العباس السفاح الذي كان يتلذذ بمشاهد الدماء. وحتى التاريخ الديني يخبرنا عن فرعون والنمرود. كل هؤلاء رحلوا ولم يبقى إلا الشعوب والأوطان. وفي العصر الحديث برهنت الاحداث أن كل رجل يحكم ضمن ايديولوجية يضطهد شعبه ويقتل الابرياء ، وربما يكمن السبب في أن الايديولوجيا تتجاوز الفرد والجماعة وتركز على الافكار والنظريات وتحاول تطبيقها دون النظر إلى حجم الدمار الذي تتبناه بالنسبة للانسان الفرد أو المجموعة البشرية. لقد حكم هتلر ضمن عقيدة حزبه القومي الاشتراكي، وكذلك فعل ستالين. هذه الايديولوجية تدفع المنظرين والمطبقين على قصقصة كل ماهو مخالف للنظرية التي وضعوها. فهم ينظرون بانهم أعلى من الشعب والبشر كونهم رسل افكار. ويأتي ارتكاب المجازر والقتل ضد المخالف، كون هذا المخالف عبارة عن كائن زائد يتوجب تصفيته. فكم حكم نيكولاي تشاوتشيسكو (1918-1989) بالموت والقتل على كل من خالفه لأنه يعتبر نفسه رسول افكار من الملستزم طاعته. لكنه واجه نهاية ذليلة مع زوجته ايلينا بمحكمة عسكرية حكمت عليه وعلى زوجته بالموت خلال ساعة فقط، تماما كما كان هو يحكم على الاخرين دون رحمة. ولاننسى إريك هونيكر (1912-1994) الذي سقط وحكمت المحكمة عليه بجرائم ضد الشعب الالماني عندما كان يعطي الاوامر بالقتل على الفارين عبر الحدود إلى المانية الغربية قبل الاتحاد. وحتى اغستو بينوشيه حكمت عليه المحكمة بجرائم القتل ضد الشعب التشلي.
وفي واقعنا العربي فعل صدام حسين ذات الشيء وكذلك القذافي وعلي زين العابدين ومبارك. وأتى وقت الحساب فازاحهم الشعب واصبحوا من قمامة التاريخ. علما أن كل هؤلاء لايشكلون نقطة في بحر جرائم عائلة الاسد من الاب المقبور إلى الوريث المبهور.
ويبدو أن الدكتاتور ينصدم في أو أول الأمر من انتفاضة الشعب الذي كان يظن بأنه عبارة عن ارقام بشرية لاتتساوى مع الوهيته ومكانته. ولذلك يطلق عليهم اسماء جرذان أو جراثيم أو حثالة. لأنه يعتقد بانعدام بشريتهم.
والان بعد عشرة اشهر من الانتفاضة السورية مازال أبن انيسة يطلق على الثوار اسم الجراثيم والعصابات المسلحة والارهابيين. وهذه الصفات ليست إلا اسقاطات يفعلها هو ومجموعته القاتلة ويلصقها أو يسقطها على الثوار . فكم صرخ قبله القذافي وهو يسأل الثوار بجنون: من أنتم؟
وكما برهن التاريخ دائما أن هؤلاء الاقزام كانت نهايتهم الخزي والعار والمهانة، سيبرهن مرة أخرى أن نهاية أبن انيسة وعائلته كاملة ليس أفضل من كل هؤلاء الذين ذكرنا. ولكم في الاخرين عبرة يا آل الاسد.
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
التعليقات
1 - عوجة عوجة...قبر قبر
ماجدة منصور-ام لهب-
(
2012 / 1 / 2 - 18:47
)
سيأتي يوما على السوريين و ينبشوا قبور هؤلاء الطغاة قبرا..قبرا , وسيلاحقونهم حارة حارة و عوجة عوجة و مجرور مجرور وبالوعة بالوعة
.. إسرائيل تقوم بأكبر عملية مصادرة لأراض فلسطينية في الأغوار من
.. إسرائيل تغلق معبر الملك حسين مع الأردن بعد عملية إطلاق نار ق
.. تركيا: مواجهة انتخابية جديدة على رئاسة البلديات، ماذا يريد ا
.. نتنياهو يوافق على إرسال وفد إسرائيلي لواشنطن لبحث الهجوم الب
.. قصف عنيف وغارات ومعارك محتدمة قرب مدينة غزة وفي خان يونس