الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حتى لو اختفت امريكا من الوجود، القتل لن يتوقّف في العراق

باسم المرعبي

2012 / 1 / 5
مواضيع وابحاث سياسية


قبل سنوات من الآن، ولم يكن الغزو الأمريكي للعراق قد حدث، بل كانت ثمة أحاديث تدور عن ذلك، دار حوار، بالتلفون، بيني وبين زميل يعمل في صحيفة عربية تصدر في لندن، على هامش استفتاء كان يجريه لصحيفته طلب مشاركتي فيه، لا أتذكّر تماماً تفاصيل حوارنا، لكن اتذكّر اني قلت له، حتى لو انسحبت أمريكا من العراق ـ التي لم تدخل بعد، أصلاً، فستتم مقاتلة الحكومة التي تخلف صدام، بحجة، انّ أمريكا قد نصّبتها.
وهو ما جرى، فعلاً، ويجري الآن وسيستمر الى أن يرث الله الأرض ومَن عليها.
لأن المسألة ليست مسألة أمريكا أو احتلال
ليست المسألة، مسألة "مقاومة" و"تحرير"، ليت الأمر يكون في دوافعه كذلك لكانت الأمور واضحة، جليّة.
القوات الأمريكية انسحبتْ، لكن هناك حديث عن بقاء مدربين، هناك سفارة هي الأضخم بناءً وطاقماً في العالم. لم يخلُ العراق، إذاً تماماً، من الوجود الأمريكي. هذا ما تجب معرفته وما يجب الاقرار به. لكن المسألة ليست هنا أيضاً، حتى لو افترضنا خلوّ العراق تماماً من الوجود الأجنبي والسفارة الأمريكية كغيرها تماماً في بغداد، من حيث عدد موظفيها وطبيعة بنائها، لكن هل تقبل أمريكا أن لا يكون لها الدور الذي تريده وهي التي أنفقت المليارات وقدمت آلاف القتلى؟

القضية إذاً في تحرّر الإرادة السياسية العراقية.
ولطالما بقيت تركيبة الحكم الحالية (خصوصاً في بُعدها الطائفي والإثني البغيض) التي شرعتها أمريكا للعراقيين، فستبقى الإرادة السياسية مُحتلة ومرتهنة لها ولسواها أيضاً، وهذا من تداعيات أسباب الارتهان الأوّل.
ما الذي سيوقف القتل في العراق وفقاً لمعطيات الواقع الراهن؟
لا شيء!!
لأن المطلوب رأس العراق.

وعَوداً، أقول ليست المسألة مسألة "احتلال" و "مقاومة"!
المسألة مسألة سلطة فُقدت، وثمة من يريد استرجاعها..
ثمة ايضاً "ثارات" لدول اقليمية على خلفيات سياسات صدام العدوانية، بل حتى ما قبله
ثمة دوافع مختلفة لدول محيطة أو بعيدة تسهر على اضعاف العراق وتمزيقه
هناك، "اسرائيل" أيضاً، التي لا يجب اغفالها في كلّ حسبة تخصّ العراق.
هناك أطماع دول "شقيقة" و صديقة" تريد تتناهب العراق.
وهناك قبل كل شي من "العراقيين" من يعين على تنفيذ كلّ ذلك.

إذاً لن يتوقف القتل في العراق.

ليست المسألة مسألة أمريكا.
حتى لو لم يكن أي أثر لها في العراق، القتل سيستمر.
حتى لو اختفت أمريكا كلها من الوجود. القتل سيستمر.
ليست نبوءة، لكنها قراءة واقعية لما حدث ويحدث. قراءة حزينة.

أمس فكرت بكتابة هذا الموضوع، ثبتُّ عنوانه.
اليوم قرأت تصريحاً لـ "سلفي" تونسي متعصب
يقول فيه، نصاً: "الجهاد الفعلي في العراق بدأ الآن".
ألم أقل: حتى لو اختفت أمريكا!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كاميرات مراقبة ترصد فيل سيرك هارب يتجول في الشوارع.. شاهد ما


.. عبر روسيا.. إيران تبلغ إسرائيل أنها لا تريد التصعيد




.. إيران..عمليات في عقر الدار | #غرفة_الأخبار


.. بعد تأكيد التزامِها بدعم التهدئة في المنطقة.. واشنطن تتنصل م




.. الدوحة تضيق بحماس .. هل يغادر قادة الحركة؟ | #غرفة_الأخبار