الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


آخر نكتة ... القضاء يهدد المالكي بالإعتقال

محمد ناجي
(Muhammed Naji)

2012 / 1 / 6
مواضيع وابحاث سياسية


يدّعي بعض الحسّاد والحاقدين من الكتّاب ، وأغلبهم من اليساريين ، بأن السيد رئيس الوزراء نوري المالكي متجهم الوجه دائما ، ويسوقون هذا كدليل على عدم إمتلاكه لروح النكتة والدعابة ، ويعتبرون هذا نقصا ومثلبة في شخصية السيد (أبو أحمد) ، ولا يمكن مقارنتها ، مثلا ، بالشخصية الظريفة واللطيفة التي يمتاز بها السيد جلال الطالباني رئيس الجمهورية (رمز العراق وحامي الدستور) .
وقد قرأت للتو تصريحا للسيد (أبو أحمد) خص به قناة السومرية كشف فيه إن " القضاء قال لنا تنفذون وإلا نصدر عليكم أوامر قبض وهذا جرى في مكتبي وأمام الأمنيين هددوني بهذه الكلمة" . وقد انفجرت من الضحك حين قرأت هذا التصريح ، فلا شك إن السيد (أبو أحمد المالكي) يعرف الوضع في العراق أكثر من أي شخص آخر ! وهو يريد أن يمزح ليخفف من كربة العراقيين بهذه المزحة ، وفي نفس الوقت يرد كيد الحساد المتصيدين في الماء العكر والذين لا يعجبهم العجب ولا الصيام في رجب .
وللحظة جمح بي الخيال وتخيلت أن هذا التصريح جد وليس مزحة ، وإن السيد (أبو أحمد) لم يتساهل ويتعامل بـ(حنكة وحكمة وإلتزام بالقانون تميّز بها) ، حينها وامصيبتاه ! سيعتقلوه ! فأصابني الرعب والهلع ، حين تصورت المشهد : ريّسنا خارج العاصمة ، وهو مكبل في دوكان ، لأنه لا يستطيع مغادرتها ويترك ضيفه وحيدا ، بالمناسبة (ريّسنا حكم وليس خصم) ونائب الرئيس يهرب ويرفض أن يسلم نفسه للقضاء ، والآن الطامة الكبرى إعتقال رئيس الوزراء لأنه لم ينفذ أمر القاء القبض على نائب الرئيس ، و(الرفيق) المطلك في عمّان ، وعدد من الوزارات الأمنية والسيادية والديكورية شاغرة ، ونواب البرلمان ساعة تروح ساعة تجي ، يا إلهي إذن من سيدير البلد ويحمي العراقيات الماجدات ويوفر الكهرباء والماء والخدمات للمواطنين ؟ وإذا إفترضنا ، مجرد إفتراض ، إن العراق سيترك (كلمن إيده إله) ، فمن سيتولى أمر مبادرة السيد المالكي لحل الوضع الدامي في الشقيقة سوريا ، ومثلها لحل الأزمة في البحرين ، وغيرها لمشكلة الاوزون والإحتباس الحراري ، ثم ماذا سنقول و(نحن بلد مستقل وذو سيادة) للصديق العزيز ليبرمان الذي حل علينا ضيفا عزيزاً للاطلاع على ملف قضية السيد نائب رئيس جمهورية العراق !
ولكن سرعان ماأفقت من جموح المخيلة اللعينة ، بعد أن تعوذت من شر الوسواس الخنّاس ، وحمدت الله على نعمته وفيض كرمه بوجود شخص مثل السيد (أبو أحمد) الذي جادت قريحته بمثل هذه المزحة . وهذا الرجل فضلا عن إنه ضحك ولعب وجد وحب ، فهو رجل دولة من طراز (متميّز) – عين الحسود بيهه فلفل وبارود - يتصف بالحكمة والثبات في الشدائد ، يحترم الدستور والقانون ، وهما لديه فوق كل مسؤول ! غير إن هذا لايمنعه أن يمسح أو يمزح بالقانون ، على إعتبار إنه رئيس ائتلاف دولة القانون ، ويتعامل معه بأريحية مثلما حدث حين (هددوه بالاعتقال وهو في مكتبه) ، أو حين هتف بعض المشاغبين الذين (يحملون هويات مزورة) في ساحة التحرير .... كذاب ... كذاب ... نوري المالكي !
لقد فات على (أبو أحمد) أن يذكر لنا ، وهو غارق في نشوة النكتة : وماذا بشأن أوامر إلقاء القبض السابقة ، والملفات التي صرح إنه يحتفظ بها ويخفيها عن القضاء ...؟ ربما ستكون موضوع لنكتة أو أزمة قادمة في الطريق ، فلا فرق ... وإن غداً لناظره قريب .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - تحية طيبة
نبيل عبد الأمير الربيعي ( 2012 / 1 / 6 - 19:27 )
تحية طيبة اخي العزيز , دائماً تتحفنا بمقالاتك الرائعة واسئلة يجب البحث عن اجوبه لها , لكن صدقني كلما تتأزم العملية السياسية هنالك من يفاجئنا بالحل وحل قضية طارق الهاشمي هو منحهُ لجوء سياسي في احد دول الجوار باتفاق مع القيادات السياسية , لأن هنالك اوراق سوف تفضحها كل الاوراق وهذا ليس لصالح حكامنا الأشاوس


2 - حكومة التوافقات
ياسر كاظم المعموري ( 2012 / 1 / 6 - 19:51 )
تحية لك ولكل الكاتبات والكتاب الذين يتعاملون مع هكذا مواقف بمنطق الحقيقة ، لازالت الساحة العراقية تبحث عن رجل مخظرم يستطيع ان يدير دفة الحكم في البلد والا ماذنب هذه الارواح التي تزهق في كل يوم . أبهذه المسخرة المسماة بحكومة الشراكة او التوافقات السياسية


3 - تحية وشكر
محمد ناجي ( 2012 / 1 / 6 - 22:44 )
أخوتي الكرام نبيل الربيعي
وياسر المعموري
تحيتي لكما وشكري لملاحظاتكم . أتفق معكم ، والنخب السياسية العراقية تدير البلد بأسلوب المافيا ، فتتفق وتختلف على الحصص والنفوذ وليس مصلحة المواطن والوطن ، وهم يعرفون بعض بشكل جيد ويحتفظوا بملفات متبادلة لا يعلم بها غيرهم ، وبصراحة نحن جميعا مثل الأطرش بالزفة !

اخر الافلام

.. السودان: متى تنتهي الحرب المنسية؟ • فرانس 24 / FRANCE 24


.. الولايات المتحدة: ما الذي يجري في الجامعات الأمريكية؟ • فران




.. بلينكن في الصين: قائمة التوترات من تايوان إلى -تيك توك-


.. انسحاب إيراني من سوريا.. لعبة خيانة أم تمويه؟ | #التاسعة




.. هل تنجح أميركا بلجم التقارب الصيني الروسي؟ | #التاسعة