الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تقنيات الثوار البسيطة في سوريا

عمر سعد الشيباني

2012 / 1 / 7
مواضيع وابحاث سياسية


في حي الحريقة الدمشقي انطلقت أول بوادر الثورة، إذ اعتدى شرطي سير على مواطن كالعادة، فتجمع الناس حول الشرطي على غير العادة وأخذوا يهتفون "الشعب السوري مابينذل" . يومها شعر النظام بتلبد غيوم الحالة، فتدخل قائد الشرطي محاولا حلها سلمياً. وأتت حادثة اعتقال أطفال درعا بعد أن كتبوا على جدار المدرسة "يسقط الأسد" وتزامن ذلك مع كتابات اطفال حمص في حي البياضة ذات الشيء. أعتقلوا أطفال درعا. في اليوم التالي أتت الامهات إلى رئيس الأمن عاطف نجيب (قريب الوريث) طالبين منه أن يعيد أطفالهم ، فقال بكل غطرسة وخسة: عليكم الرجوع إلى البيوت وانسوا أن لكم أطفال، وإذا مااستطاع رجالكم أن يعوضوكم عنهم ، فارجعوا إلينا، فنحن سنقوم في المهمة. هذه اشعلت النار المتقدة تحت الجمر. تبعتها حمص في 18 مارس بانطلاقة الانتفاضة من مسجد الصحابي خالد بن الوليد. كانت المظاهرات تطالب بالاصلاح والحرية. وتعلم الشباب بسرعة تصوير المظاهرات ونقلها على الفضائيات . وأخذ النظام يقع في الارتباك، فهو ينكر أن هناك مظاهرات، في الوقت ذاته كان الوريث بشار يقول أنه لايلوم المتظاهرين، بل الذين يصورون ويرسلون. فكيف كانوا ينكرون أي تحرك ويعترفون بالتصوير. كان التصوير أول تقنية اججت الثورة لأن الصورة أقوى من مئة كلمة ومقالة. حاول الثوار التجمع في الساحات العامة مثل تونس ومصر واليمن، فواجههم النظام بالمجازر كما حدث في ساحة الساعة في حمص وساحة العاصي في حماة. كانت التظاهرات في البداية تنطلق في يوم الجمعة بعد الصلاة،لكنها ماإن بدأت مرتين في الاسبوع ثم ثلاثة، حتى وصلت بعد ثلاثة أشهر إلى حراك يومي في كل من درعا وريف دمشق وحمص وحماة وإدلب ودير الزور. أزداد القتل والاعتقال، فلجأ الثوار إلى المظاهرات الليلة كي يقللوا من الخسائر في الاعتقال والقتل . ثم بدؤوا بتقنية التكبير في الليل ، وكانت هذه تخدم امرين، التواصل بين الاحياء والشيء الثاني إغاظة الأمن والجيش الذي لم يستطع ايقاف هذه الضجة العالية الناتجة عن التكبير. هذه كانت شبه حرب نفسية ضد رجال الأمن المرابطين ببنادقهم وقنصاتهم على اعتاب الأحياء. ولجأت بعض التنسقيات إلى وضع مكبرات صوت في الدوائر الحكومية تعمل على جهاز خليوي عن بعد، لتسمع في منتصف قاعات النظام صياح يطالب باسقاط الاسد. هذه كانت بمثابة إغاظة لأجهزة النظام. لجأ البعض إلى حرق الدواليب كي يعيقوا تقدم الدبابات والمدرعات داخل الأحياء، خاصة في مدينة الثورة حمص. ورداً على القنص اليومي لكل مايتحرك في مدينة حمص وخاصة في حي باب عمرو، ابتدع الاهالي طريقة وضع الشوادر بين البنايات كي لايرى القناص الناس العزل ويطلق النار عليهم. أما التقنية الاكثر طرافة كانت منذ أيام قليلة حيث ابتدعها أهالي حمص الاشاوس الابطال، وهي القرع على الطناجر في الليل كي يغيظوا رجال الامن في اطراف الاحياء. وادى ذلك إلى جنون الأمن وعساكر الاسد فأخذوا يطلقون الرصاص على البنايات وفي الهواء خوفا من تلك الاصوات الصاخبة. وقرأت اليوم على موقع حمصي يقول: نتيجة لضجيج الطناجر في حمص، فقد قنص الأمن خمس طناجر وأصاب العشرات بجروح بليغة. الطنجرة في اللهجة الشامية هي الحلة أو وعاء الطبخ. هذه الطرافات من أهل حمص تأتي رغم الجراح والنزيف والقتل. وهنا أرفع تحياتي مطأطأ الرس لأهالي حمص الشجعان وأخص منهم أهل باب عمرو والخالدية وديربعلبة وتلبيسة والقصير . هذه التقنيات البسيطة مكنت الثوار من التواصل وتأجيج نار الثورة السورية.
وفي النهاية أرفع تحية إكبار إلى نساء سوريا الذين برهنوا على شجاعتهم ووعيهم بدورهم التاريخي في ثورة لاشك أنها ستنهي مسارها في النصر والسيادة ودحر الأذلاء.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - يوجد تقنيات أخرى
عبود أبو كرمان ( 2012 / 1 / 7 - 11:38 )
هناك تقنيات أخرى نسي الكاتب أن يذكرها مثل : إطلاق الرصاص على رجال الأمن ثم الاختفاء بسرعة بين المدنيين أو في الأزقة ، حرق مخافر الشرطة وسياراتهم ، قتل كل من يشتبه بمؤازرته للنظام ورمي بعضهم أشلاء في حاويات القمامة ، قتل أي تاجر لايلتزم بالاضراب أو حرق محله ، تفجير أنابيب النفط والغاز ومراكز تحويل الكهرباء ، وآخر تقنية ظهرت هي التفجيرات الانتحارية ، وستكشف الأيام القادمة ماهي التقنيات البسيطة التي ستستخدم أيضا .


2 - في النهاية كلنا حيوانات
سعيد مالخ ( 2012 / 1 / 7 - 12:52 )
خمسون سنة وهم يحكمون في هذا المنطق واكبر دليل هو التعليق الأول والثاني. وهذا ليس عليهم وعلى رئيسهم بجديد. فقد شبه هو وأزلامه الثوار بالجراثيم والحثالة والزبالة. هذا هو منطقهم واسلوبهم . لقد اعادوا سوريا إلى العصر الحجري بذهنية المافيا واسلوب متخلف في التعاطي مع الناس في كل المستويات. وستثبت الايام القادمة من يستحق لقب حيوان ومن يستحق لقب جرثومة وهلما جرى


3 - طلوا الشبيحة
نبيل السوري ( 2012 / 1 / 8 - 06:51 )
وهنا نرى منهم التعليقين 1و2 و...خسئتم
ولن يصح إلا الصحيح

اخر الافلام

.. ماذا نعرف عن انفجارات أصفهان حتى الآن؟


.. دوي انفجارات في إيران والإعلام الأمريكي يتحدث عن ضربة إسرائي




.. الهند: نحو مليار ناخب وأكثر من مليون مركز اقتراع.. انتخابات


.. غموض يكتنف طبيعة الرد الإسرائيلي على إيران




.. شرطة نيويورك تقتحم حرم جامعة كولومبيا وتعتقل طلابا محتجين عل