الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حقيقة التسامح مع الآخر

عبدالله الدمياطى

2012 / 1 / 10
مواضيع وابحاث سياسية


يعتبر مفهوم التسامح من بين أكثر المفاهيم تداولا في الفكر البشري وقد أثار اهتمام المفكرين والعلماء المسلمين على مدى الحقب الماضية، وعلى اختلاف انتماءاتهم ومذاهبهم وأرائهم الفكرية والسياسية...
التسامح في تقديري الخاص هو قبول الآخر بصفته إنسان من حيث هو إنسان مجرد غير مرهون بشيء أو بصيغة أدق التسامح هو أن تقبل وتحترم القناعات والاختيارات الفكرية والإيديولوجية والدينية والجنسية واللغوية التي يحملها اى إنسان وهذه القناعات والاختيارات قد تختلف عن قناعاتك واختياراتك الخاصة بك فمجمعاتنا الإسلامية يوجد بها كثير من التنوع وبالتعدد العرقي والثقافي والديني والمذهبي.

وجود تناقض فادح وصريح بين النص والتطبيق؛ أي بين النصوص القرآنية والواقع العملي للمسلمين، فالإسلام يدعوا صراحة إلى التسامح والتعايش المشترك بين كافة الناس على أساس العدل والمساواة من جهة، ويقر من جهة ثانية بالتنوع والاختلاف الديني واللغوي والثقافي، لكن على مستوى التطبيق العملي لهذه النصوص نجد أن المسلمين نهجو أسلوبا مغايرا تماما مع الأطراف المخالفة لهم عقديا وسياسيا، سواء مع المواطنين الغير المسلمين أو حتى مع المخالفين لهم من المسلمين؛ إن التاريخ الذي نستشهد به ونحتج به، على سبيل الفهم والتفسير يؤكد لنا عكس ما تقوله معظم الكتب الإسلامية حول تسامح وتعايش المسلمين مع الآخر.

وللاستدلال على صحة أقوالنا من الأهمية بمكان الإشارة إلى بعض الحوادث والوقائع التي تؤكد صحة موقفي وتحليلي فالعراق مثلا ليست بعيده عنا فنحن نعلم جيدا ما يحدث حاليا في العراق من الاقتتال والصراع الداخلي بين الجماعات الإسلامية أو إلى ما يحدث من المواجهات الدامية بين الأقباط والمسلمين في مصر. كما يكفى النظر إلى ما جرائم الأنظمة الحاكمة حاليا والأنظمة السابقة التي سقطت فالجميع يعلم الكم الكبير من الظلم والمجازر التي مارستها ومازال تمارسها الأنظمة العربية المسلمة..

إن الكتب التاريخية، سواء التقليدية منها أو الحديثة، تؤكد لنا حقائق صادمة بكل تأكيد فقد اختفت قيم التسامح والتعايش والحوار داخل النسق الإسلامي ، فكيف نفسر تلك الحروب التي اندلعت بين المسلمين فيما بينهم حول السلطة والحكم بعد مقتل الخليفة الثالث عثمان رضي الله عنه ؟نضيف إلى هذا كله أن ثلاثة من خلفاء الراشدين ماتوا عن طريق القتل.
أن التسامح يتصل بتعايش الإسلام مع الديانات السماوية الأخرى وحسن تعامله معها ومع معتنقيها، مما يعني قبول الآخر، والرأي الآخر " ياأيها الكافرون لا أعبد ما تعبدون، ولا أنتم عابدون ما أعبد، ولا أنا عابد ما عبدتم ولا أنتم عابدون ما أعبد، لكم دينكم ولى دين". وايضا قول الله "لا إكراه في الدين، قد تبين الرشد من الغي " المشكلة كما قلت سابقا ليست فى النص "القران الكريم" المشكلة في ما يجرى على الأرض








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الأرمن في لبنان يحافظون على تراثهم وتاريخهم ولغتهم


.. انزعاج أميركي من -مقابر جماعية- في غزة..




.. أوكرانيا تستقبل أول دفعة من المساعدات العسكرية الأميركية


.. انتقادات واسعة ضد رئيسة جامعة كولومبيا نعمت شفيق لاستدعائها




.. -أحارب بريشتي-.. جدارية على ركام مبنى مدمر في غزة