الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


فاكهة صغار الملحدين

عادل بشير الصاري

2012 / 1 / 11
حقوق الانسان


لا شك أن في كل مذهب من المذاهب العقائدية المختلفة كبار وصغار ، والكبار هم عادة من ينهضون بشأن مذهبهم ويروجون لعقيدته ، والصغار هم عادة يعجزون عن مجاراة الكبار فيتسلقون أكتافهم ، وقد ابتلي مذهب الإلحاد بما ابتليت به سائر المذاهب ، فكبار الملحدين يعرضون بأدب واحترام عقيدتهم ويجتهدون في التدليل على صحة ما يؤمنون به ، والمتنورون من المؤمنين يقبلون منهم هذا لإيمانهم بحرية المعتقد وتبادل الآراء والأفكار .
لكن صغار الملحدين يشاغبون على كبارهم وشيوخهم ، فبدلا من أن يعينوهم على الترويج لعقيدة الإلحاد ، إذ بهم يستفزون المؤمنين ـ وعلى وجه الخصوص المسلمين ـ ويدخلون معهم في مهاترات عقيمة ، ويتبادلون فيما بينهم الشتائم ، فإذا شتم ملحد صغير النبي محمدا فار الدم في عروق المسلم الصغير ورد الشتيمة بمثلها أو بأقذع منها ، وهكذا هو شأن الصغار في كل مذهب .
والواقع أن شبكة النت ظلت سنوات تهنأ بالسلام والأمان حتى دخل عليها الملحدون وأسسوا فيها مواقع ومنتديات ، وأخذوا يهاجمون الأديان بضراوة ، وكان للإسلام النصيب الأوفى من هذا الهجوم ، وكما كان متوقعا بدأ المسلمون ومعهم بعض المؤمنين بأديان أخرى يردون الصاع صاعين ، ومن هنا بدأت أسلاك وذبذبات شبكة النت تهتز وتتلف أحيانا بسبب تبادل قذائف الشتائم والألفاظ النابية بين صغار المؤمنين والملحدين .
لقد باتت شتيمة وسب ديانة الإسلام ونبيه هما الفاكهة المفضلة لصغار الملحدين العرب ، فحين يهم أحدهم بالكتابة عن الإسلام ونبيه لا بد أن يحلِّي موضوعه ويطعمه بمفردات العهر والشتيمة من مثل : محمد الحقير ـ السافل ـ ابن زنا ـ الفاسق ـ المنحط ـ المسلمات قبيحات وعاهرات ـ الإسلام دين الفاسدين.. إلخ .
وأظن أن هذا الفريق من الملحدين لا يهنأ له بال أو تطمئن نفسه إلا إذا تقيأ على صفحات عدد من المواقع والمنتديات شتائمه وبذاءاته ، وصبها صبا على الإسلام والمسلمين ، بحيث صار السباب عنده طبعا مألوفا ، وطقسا تعبديا يتقرب به إلى إله الملحدين .
وأنت إذا بحثت عن الباعث الخلقي والنفسي لتطاول صغار الملحدين على ديانة كبيرة كالإسلام وسب رموزها لوجدت أنه الشحن العقائدي والطائفي ، فبعض هؤلاء الشاتمين ينتسبون إلى أقليات غير إسلامية ، وبعضهم ينتسب إلى طوائف باطنية ذات منشأ إسلامي كالدروز والعلويين والإسماعليين وغيرهم ، ومن المعروف والظاهر أن عقائد هذه الطوائف تخالف عقيدة جمهور المسلمين السنة والشيعة , وعادة ما ينشأ الفرد فيها على اجتناب المسلمين والحذر منهم .
والحق أن أتباع هذه الطوائف هم أقدر من أتباع السنة والشيعة على تقبل الفكر الإلحادي ، لأنهم ينشئون على الحياة المدنية الليبرالية البعيدة عن التدين ، فالدين لديهم طبقي ، يختص بإقامة شعائره طبقة العباد والعقال ، أما غير هؤلاء فإن الواحد منهم يعيش زمنا ويهرم ويموت ، ولم يمارس في حياته شعيرة من شعائر دين طائفته ، لذلك حين يكتب عن الإسلام والمسلمين تستحضر ذاكرته على الفور ما ارتكبه بعض المسلمين في العصور الخوالي من جرائم قتل وإبادة ضد أبناء طائفته ، وبهذا يجد الظرف مواتيا للانتقام وللتفريج عن نفسه وشفاء غليله من كل ما يمت للإسلام ورموزه وأتباعه بصلة ، ولله في خلقه شؤون .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. Amnesty Launches Annual Report on the State of Human Rights


.. وكالة -الأونروا- تنشر مشاهد للدمار في غزة في اليوم الـ 200 ل




.. بطلب من الأرجنتين.. الإنتربول يصدر نشرة حمراء لاعتقال وزير د


.. إسرائيل تستبق الاجتياح البري لرفح بإنشاء مناطق إنسانية لاستي




.. إسرائيل.. تزايد احتمال إصدار محكمة الجنايات الدولية مذكرات ا