الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العلماني الحقيقي هو المؤمن الحقيقي .

خليل صارم

2012 / 1 / 17
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


بداية ً أسأل زاعمي الإيمان المتشددين هؤلاء الذين يرفعون عقائرهم ليل نهار بتكفير العلمانيين شاهرين ضدهم كل مافي زوايا نفوسهم المظلمة المريضة المنحرفة من أحقاد وكراهية لإنسانية الإنسان وسموه ونبله وتفتح عقله وطموحه للإرتقاء على سلم الحضارة والحياة الحرة الكريمة في تلك الزرائب المعتمة المبتلية بهم والتي يسعون جاهدين ليقطعوا عنها أي بارقة نور ولو كان بإمكانهم لمنعوا شروق الشمس والقمر بحيث لايبقى سوى عتمتهم وظلامهم وتخلفهم وكل ذلك بزعم الدفاع عن الله تعالى وعن بيضة الدين الذي لم يبق منه شيء له علاقة بالدين في حقيقة الأمر .
- أليست المنظومة الأخلاقية هي العمود الفقري لأي معتقد سماوي كان أم أرضي .؟
- كما قرأنا وفهمنا وعرفنا أن الرسالات السماوية بدءا ً من النبي موسى مرورا ً بالسيد المسيح وصولا ًً إلى محمد عليهم السلام أصلها الوصايا العشر في الموسوية والمسيحية والحكمة في القرآن الكريم كما وردت في سورة الإسراء .
- ألم يخاطب الله تعالى نبيه الكريم بعبارة " وإنك لعلى خلق عظيم " ..؟ إذا ً فالأخلاق الكريمة تقبع على قمة أي معتقد .
- كلامي هنا ليس موجها ً للمسلمين عموما ًولا للموسويين والمسيحيين بل لهؤلاء المتأسلمين الذين ظهروا كطفرة سرطانية قبيحة شوهت كافة المفاهيم والأخلاق النبيلة وأسألهم ثانية ً :
- هل يحق للمسلم أن يكذب وينافق ويخادع ..؟!
- هل من حق المسلم أن يقتل ويبيح إهدار الدماء البريئة لأي سبب كان ..؟!
- هل يحق للمسلم أن يستبيح لنفسه هتك الأعراض ونهب مال الناس لأي سبب كان ..؟!
- متى كان من حق المسلم أن يكفر الآخرين مهما كانت درجة اختلافه معهم وكل مافي القرآن الكريم يشدد على حرية الإنسان في اختيار مايراه وعلى مسؤوليته الشخصية وحسابه على ربه " ولاتزر وازرة وزر أخرى "..؟! حتى أنه حذر النبي من إكراه الناس على الإيمان برسالته وذلك حسب النص القرآني .. فهل وصل تفويض لاحق لمشايخ الفتنة الذين يقودونكم إلى الجحيم حتما ً ..؟!!
- ماقرأناه في التاريخ أن الخليفة الأول أبا بكر الصديق ودرسناه في مدارسنا أنه أوصى الجيش الذاهب للقتال قائلا ً " لاتجهزوا على جريح ولاتقتلوا شيخا ً أو امرأة أو طفلا ً ولا تقطعوا شجرة أو تهدموا بيتا ً.. وما نراه أنكم قد فعلتم كل ذلك وأكثر بدرجات لم يسبقكم إليها أحد حتى البرابرة وأكلة لحوم البشر بل أن بعضكم مؤخرا ً قد أكل لحم الضحايا وشرب دمائها ثم توضأتم وصليتم ورفعتم عقائركم بـ " الله أكبر "
أهذا هو إيمانكم وإسلامكم حقا ً ..؟ إذا ً أنتم لستم مسلمون ولم يقارب الإيمان عقولكم وقلوبكم كما وصفكم القرآن الكريم وليس وصفنا لكم " بأنكم الأشد كفرا ً ونفاق " ولن نزيد .
وبالمقارنة نطالبكم ونسألكم ثالثة ً :
- هاتوا لنا علماني واحد يبيح لنفسه الكذب والنفاق ولا يقرف من الكاذبين ويضيق ذرعا ً بهم .
- هاتوا لنا علماني واحد تحدث عن القتل وهدر الدم ونادى به وحرض عليه ولم يقف بوجه القتلة أفرادا ً كانوا أم جماعات .
- هاتوا لنا علماني واحد لايدافع عن حقوق البشر بالمطلق في الحياة الحرة الكريمة والارتقاء الإنساني الحضاري .
- هاتوا لنا علماني واحد تجاوز حدود التهذيب في تعامله مع الآخرين واحترامه لآرائهم ومعتقداتهم مهما كانت مختلفة معه
- هاتوا لنا علماني واحد لم يدافع عن حقوق النساء والأطفال والشيوخ ويكافح لضمانة هذه الحقوق وعدم المساس بها من قبل أية جهة كانت .
• العلمانية تلهم من يميل إليها بأن يكون حساسا ً بمواجهة كل مايمس بالمنظومة الأخلاقية وهذا الإلتزام تلقائي كيفي دون إرغام من قبل أي طرف آخر هذا يعني أنه إنسان يحترم نفسه وإنسانيته وبالتالي هو يحترم إنسانية الآخر سواء توافق معه أم اختلف .
• فمن هو المؤمن حقيقة ً أنتم أم العلمانيين .. سؤال نضعه برسم المسلمين ورجال الدين العقلاء المنصفين الذين يحملون المنظومة الأخلاقية كونها العمود الفقري للرسالات السماوية وكافة المعتقدات والنظريات الأرضية التي تحمل هم الإنسان وحقوقه .
• أخيرا ً مانراه ونحن متأكدون منه أنكم تؤمنون بدين آخر ليس سماويا ً ولا أرضيا ً لاعلاقة له بالله وسماواته ولا بالإنسان واتجاهاته وتبشرون بكل مايخرب المجتمعات الإنسانية ويعطل نموها وتطورها الحضاري إنه دين الشياطين أعداء السماء والأرض وتتسترون بالدين وبالله وبالإيمان إخفاء لنواياكم الشريرة القبيحة تماما ً كما تزعمون المطالبة بالحرية والديمقراطية وأنتم من ألعن أعداء الحرية والديمقراطية بدليل ممارساتكم على أرض الواقع ومافي الجزيرة العربية خير مثال ودليل حيث توزعون افتاءاتكم الغريبة العجيبة التي لاتتطابق مع أي عقل أو منطق ولايقبلها حتى المنعزلون عن الحضارة في مجاهل الأمازون .. حتى ولو تناولناها بالشكل الكاريكاتيري الساخر فإنها لاتستوي .العلم كفر وحقوق الإنسان كفر وحقوق المرأة كفر وتشبه بالغرب الكافر الذي تتسولون الدعم منه والفن حرام وكفر والأدب كفر ولكنكم تسوقون الناس إلى الصلاة بالعصا وهذا ليس من قبيل الإيمان ولكن لتعويدهم الانحناء والطاعة والتذلل لحكام التخلف والجهل الذين تحولت قصورهم إلى مباغي يمارسون فيها كل ماهو حرام ومحرم من شذوذ وموبقات تأنفها وتعافها الأنفس في الوقت الذي تحجرون فيه على المجتمع وتحرمونه أبسط حقوقه .
• المثير للسخرية في الأمر أنكم تخرجون مافي نفوسكم المنحرفة عن سواء السبيل من قلب دول تدعي العلمانية وتقبلون بقوانينها كبريطانيا وفرنسا الأمر الذي يؤكد أن هناك زاعمي علمانية مزيفون منافقون لايؤمنون بقيم العلمانية ويستغلون شعوبهم ويتحكمون بها وهم الوجه الآخر لكم والهدف واحد هو تشويه العلمانية ومحاربتها وخشيتهم من انتشارها هنا في هذه المنطقة فتستيقظ الشعوب وتوقف استغلالها ونهب خيراتها واستعبادها .
• مانخرج به هو أن العلماني هو المؤمن الحقيقي النقي وأنتم والله الكفرة الفجرة العهر أهل النفاق . نحن لانريد أن نعمم ثقافة الكراهية ولكنكم تدفعون الناس إليها دفعا ًألا يمكنكم أن تعيشوا بشرا ً سويا بدون الإيغال في دماء ولحوم الأبرياء ..؟ ونسأل فضائيات أنظمة الإيمان التي تبث أفلام هوليوود التي تعرض بغزارة قصص مصاصي الدماء وأكشن القتل بالجملة وتمزيق الجثث وتشويهها .. هل هذه هي الغاية التي تسعون إليها ..؟ ولكنكم لم تحسبوا حساب رد الفعل على مايبدو وأبشركم أن الجزاء قد يكون من جنس الفعل .. فلم تحسبوا على مايبدو أن ماتفعلونه هو سلاح ذو حدين سوف يرتد عليكم عاجلا ً كان أم آجلا ً . وأبشركم أيضا أنه لاحياة ولا مستقبل في هذه المنطقة إلا للعلمانية الحقيقية المنتجة من قبل شعوبها بحكم الضرورة والتطور . . ولن يصح إلا الصحيح .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - ماهكذا العدل الالهي
نور الحرية ( 2012 / 1 / 17 - 20:58 )
لطالما راودتني هذه الافكار واقول دائما لنفترض انه هنالك اله ويوم حساب حقيقيين او يحاسب هذا الرب عبدا تفكر وتدبر واستعمل عقله والمنطق السليم وتعامل مع جميع الناس بالانسانية بالنار وشتى صنوف العذاب ويجازي من اغلق عقله وقلد اباه ومجتمعه الذي تربى فيه وحلل القتل والسبي وجميع المنكرات باسم الدين

اخر الافلام

.. المشهديّة | المقاومة الإسلامية في لبنان تضرب قوات الاحتلال ف


.. حكاية -المسجد الأم- الذي بناه مسلمون ومسيحيون عرب




.. مأزق العقل العربي الراهن


.. #shorts - 80- Al-baqarah




.. #shorts -72- Al-baqarah