الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الاسلام هو الحل .. ام هو المشكلة

سعدون عبدالامير جابر

2012 / 1 / 17
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


تردد الكثير من الجهات نظرية إن الاسلام هو الحل كمذهب سياسي ... وكمذهب سياسي فان الاسلام ليس هو الحل , الاسلام دين , والدين أي دين , لا يمكن أن يكون حكومة , ودور الدين أوسع من دور الحكومة أي حكومة , فالحكومة تدير دفة حياة خليط من البشر يندر ان يكونوا على دين واحد أو على درجة من التدين واحدة او تقبـُّل التعاليم الدينية بمستوى واحد , وهذا الخليط من البشر يقتضي دور حكومي , ينحصر في إدارة وتنظيم وتقنين التعايش الذي لايمكن لدين ما ان يقوم به , كون الدين يعمل وفق معايير أحادية طالما سعت الأديان لاعتمادها في أحسن الاحوال , ويبقى الدين يقود التوجه الروحي لبني البشر , ومهماز لتشذيب وتعديل متبنياتهم كأفراد ,ليجعلهم أكثر ملائمة للتعايش مع العموم من ابناء عصرهم من الناس , لذلك نجد ان الرسول الأعظم محمد (ص) تفادى كثيرا طرح نفسه كزعيم سياسي , ولم يؤسس لاي نوع من انواع الحكومات , ولم تتمظهر فترة حياته كنبي, باي مظهر من مظاهر التشكيلات أو الهيكليات الحكومية , وحاول جهد الامكان تقديم عصره كمرحلة انتقالية. مستشرفا افاق المستقبل واحتمالات التطور الحتمي واحترام خيارات المجتمع في طريقة ادارته وتنظيمه .ولايخفى ان الخلافة على انواعها بعد الرسول اخذت طابعا سياسيا خلافا لما كان عليه حال وحيثيات وطبيعة وجود الرسول بين أصحابه وعصره , وان ما اخذته الخلافة بعد الرسول من منحى سياسي حكومي كان سببا في تسجيل الانحرافات الاولى عن الوجهة الرسالية وخلافا لما كان يتمتع به الحضور النبوي انذاك وخلافا لما كان يشتمل عليه الرسول من جمع بين السلطات مما لايعاب عليه كونه نبي مرسل ويوحى اليه , فتحولت الخلافة الى جامعة لهذه السلطات دون تفويض لا الهي او ولا وضعي , ومن هنا نجد ان للاسلام حاكمية شرعية تتسع ما اتسع الدور الروحي بين ابناء هذا الدين دون ان تكون لهذه الحاكمية سطوة على ابناء الاديان الاخرى المتعايشة في جماعة ما سوى مايفترضه ناموس التعايش الذي تضمنته الاديان اصلا . فهو حاكمية و ليس حكومة من شأنها التدخل في عملية ادارة وتنظيم حياة الجمهور , لذا نقول ان الخلافات بعد الرسول على اختلافها عملت على ان تحتكر جميع السلطات , أو ان تمسك بخيوطها بشكل أو بآخر , مما جعلها عرضة لضعف الثقة بقدرتها على القيام بدور الحكومة , وان فشل الخلافة في ادارة أوائل الأزمات مثل احقية الخلافة وتداول السلطة وما اطلق عليه (حروب الردة ) وتوزيع العطاء ( الثروة) والقضاء وغيرها مما خضع للاجتهاد والارتجال بوقت اعتادت الناس فيه الاحتكام للوحي بحل نزاعاتها الا دليل على عدم قدرتها ان تحل محل الحكومة , فكان من الاولى والادعى لحفظ سلامة سير التاريخ دون تغييرات وانحرافات خطيرةِ أودت بحقيقة توجهات الاسلام الانسانية ان تتولى الامور زعامة دينية تساعد على انتاج حكومة تدير شؤون الأمّة بسلاسة دستورها القرآن أنذاك .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - اعتادت الناس فيه الاحتكام للوحي بحل نزاعاتها
حكيم العارف ( 2012 / 1 / 17 - 22:49 )
اذا كان الوحى( محمد) نفسه لم يحل مشكلة عائشه لمدة شهر .. وهى مشكله بسيطه فكيف سيحل الوحى مشاكل 80 مليون ... عليهم انتظار قرون لتحل مشاكلهم... او ينزل الحكم برجمهم .... هو الافضل ...

عالم تعيش بلا عقل .. لاتستحق ان تنعم بالحريه...


2 - حكم ومشتقاتها
عبد الله اغونان ( 2012 / 1 / 18 - 21:02 )
بالرجوع الى المعجم المفهرس لالفاظ القران الكريم مادة حكم ومشتقاتها يتبين ان الحكم السياسي وتسيير الشؤون مطلب شرعي
الرسول محمد عليه الصلاة والسلام مارس الحكم قضاء وحربا واقتصادا
الاسلام يتميز بانه دين سياسي والواقع الى الان يشهد لذلك

اخر الافلام

.. مزارع يتسلق سور المسجد ليتمايل مع المديح في احتفال مولد شبل


.. بين الحنين والغضب...اليهود الإيرانيون في إسرائيل يشعرون بالت




.. #shorts - Baqarah-53


.. عرب ويهود ينددون بتصدير الأسلحة لإسرائيل في مظاهرات بلندن




.. إيهود باراك: إرسال نتنياهو فريق تفاوض لمجرد الاستماع سيفشل ص