الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مجزرة الخالدية بين إستخدام الأسلحة الكيماوية والتجييش العقائدي البغيض

سعاد جبر

2012 / 2 / 4
حقوق الانسان


شكلت مجزرة الخالدية منعطفاً حاداً في تحول إرهاب الأسد نحو استخدام الأسلحة الكيماوية الممنوعة دولياً؛يعاضدها استخدام كافة الأسلحة المحظورة دولياً؛ وارتكاب مجازر حرب مريعة ومروعة تصدم كل من لديه أدنى حس إنساني في العالم اجمع ؛ فيها إعلان وقح بمحاربة كل الأعراف الدولية في احترام حقوق الإنسان ؛ والتنصل من كل معاني الإنسانية في الوجود ؛ والتنفيذ العملي لدعوات تسويق الحروب الطائفية البغيضة المدعومة بتعبئة عقائدية بغيضة يحركها خامئني من طهران ؛ من خلال ترويج فناوي القتل على الهوية ؛ وتحديداً اعتبار قتل كل من ينتمي إلى الطائفة السنية شكل من أشكال القربى إلى الله تعالى ؛ تعززها كتب المذهب الأمامية الاثني عشر ؛ في كتبهم الماضوية الصفراء التي تصرح علناً بأن هذا شكل من أشكال التعبد بل يعد أفضل أنواع التعبد إلى الله تعالى ؛ وهذه المؤلفات مطبوعة ومنشورة للعوام وموضع اهتمام مكتب خامئني السياسي وحوزاته الدينية التي تروج إلى فكرة العنصرية نحو الجنس العربي ؛ والتجيش العقائدي تجاه الطائفة السنية ؛ وتصدير الثورة الإيرانية الإرهابية إلى العالم اجمع ؛ وتدعمها المطابع الإيرانية التي يوقفها خامئني وتعزز نشرها بكميات هائلة لا يمكن إحصاءها ؛ بترويجه الفكري والعقائدي والعسكري إلى القتل على محورين :
- القتل على الهوية باعتبار بغض العنصر العربي اياً كان معتقده الفكري بإستثناء من هم منطوين في دائرة العمالة لهم .
- القتل على الهوية بإعتبار بغض كل فرد اياً كان طفلا أو شابا أو كهلا ؛ ذكرا كان أم أنثى من الطائفة السنية .

ولقد بادر القصر الجمهوري في الفترة الأخيرة ؛ إلى تبني خريجي المراكز التي أوقفها خامئني في سوريا لتجييش المافيا الفاسدة من بعض ابناء الطائفة العلوية ؛ وقد تحدثت عنها في مقالات سابقة عن تلك المراكز التدريبية في مستهل الثورة السورية ؛ واليوم بعد فشل العمليات العسكرية لماهر الأسد وحافظ مخلوف ؛ وجه قيادي الحرس الثوري الإيراني تعليماتهم ليشار الأسد بأن يستخدم خريجي تلك المراكز الإرهابية التي تلقت تجييشاً عقائدياً بغيضاً ؛ وتدربت على فنون تعذيب البشر والتمثيل بهم ؛ وحرق الأطفال ؛ وممارسة كافة أنواع الشذوذ السلوكي تجاه النساء والأطفال بنوايا عقائدية منحرفة فاسدة ؛ بأن ذلك كله يعد قربى إلى الله تعالى ؛ لان ممارسة تلك المجازر والجرائم هي العامل الأوحد لخروج مهدي خامئني المنتظر في دمشق .

ولا يخفى أن كل مفكر عربي حر ؛ بدوره يرفض تلك المعتقدات الفاسدة التي تحض على القتل والمجازر من اجل فكرة غيبية تشرع القتل لذات القتل ، ولا يمكن لأي ضمير أنساني أن يقبل بارتكاب مجازر مريعة ومروعة من اجل تهيئة الظروف لخروج المهدي المنتظر الذي يهيئ لخروجه خامئني من طهران بتلك الحروب البشعة ضد الإنسانية التي فيها تعدي علني على جميع الأعراف الدولية في حقوق الإنسان ؛ وتلك المخاطر ليست بعيدة عن أمريكا وأوروبا ؛ فلو خرج احد تلاميذ خامئني وقال إن المهدي المنتظر سيخرج من أمريكا ؛ فأعلموا بأن هناك مجازر وحرب ستشهدها أمريكا من كل حدب وصوب من قبل أتباعه المجيشين في العالم اجمع من خلال دعم الخزينة الإيرانية وخزينة المالكي وتبرعات أتباع مقتضى الصدر والاعرجي وغيرهم ، والحال ذاته سيكون لو قيل انه سيخرج المهدي من أوروبا ؛ أو اي مكان أخر في العالم ؛ فهل يمكن للعالم المتحضر أن يصمت أمام تلك العقائد اللاانسانية واللاخلاقية الفاسدة ؛ ويهدر الدم من كل حدب وصوب لكل مخالف لمعتقداتهم التي تروج للحروب الوحشية ضد الإنسانية ؛ فيجب على أحرار العالم أن يقفوا وقفة مشرفة حضارية أمام تلك الأفكار العنصرية والتي تشرع الحروب السادية الهستيرية ضد الإنسانية ؛ ويجب علينا "الناشطين الحقوقيين والإنسانيين" أن لا نعبأ بالتهديدات بالتصفية الجسدية من العراق وإيران ومن كل حدب وصوب ونحن نعلن تلك الحقيقة وننشرها بأقلامنا الحرة الصادقة على الملا وننبه العالم المتحضر لها وعلى مدى خطورتها على الأمن الإنساني ؛ ونضحي بالكم الهائل من المخاطر على أرواحنا ونحن نوجه تلك الصيحات من اجل احترام الإنسانية ؛ ورفض كل المعتقدات التي تبيح القتل لذات القتل ؛ وكل تلك المعتقدات التي تشرع القتل على الهوية ؛ مهما كلفنا الأمر ؛ وتلك رسالة الأحرار في العالم اجمع من خلال أدواتهم الحضارية من القلم والورقة والصوت الإنساني البناء ؛ ومن المهازل في العالم أن أمثال هؤلاء من قوى الإرهاب الإيراني الدولي يمتلكون محطات اتصال خطيرة بإمكانها تحديد مواقع الناشطين الحقوقيين والسياسيين عبر الهواتف النقالة ؛ في كل أنحاء العالم من خلال محطات الاتصال العميلة اللاانسانية التي تتعامل معهم في كل مكان ؛ وتخدمهم ليل نهار ؛ ولكن ذلك لن يجعل الأحرار يتوقفوا عن مهتمهم الإنسانية ؛ بمحاربة تلك المعتقدات التي تبيح قتل الأخر على الهوية علناً وبوضوح ودن مواربة اومجاملات لا معنى لها عندما يكون الثمن دم الأبرياء .

علماً بأن مجزرة الخالدية هي إحدى التطبيقات العملية لتلك المراكز الإرهابية المجيشة عقائدياً من قبل خامئني وحسن نصر الله ومقتضى الصدر والأعرجي ؛ ولاقت ترحيباً من بشار الأسد علناً ؛ عندما أعطى راية تنفيذ المجازر المريعة المروعة لهؤلاء الخريجين من المافيا الفاسدة من بعض ابناء الطائفة العلوية ؛ والتي كان ضحاياها أكثر من 500 شهيد وقارب الجرحى أكثر من 1300 جريح ؛ وقام بالتغطية الميدانية لها الأمن السوري اللااخلاقي من خلال القصف المتوحش الذي هدم المباني على الرؤوس ؛ في كافة أحياء حمص ؛ مع دوي الانفجارات ؛ وتركيز رمي القذائف والرشاشات الثقيلة على المساجد ومآذنها على وجه الخصوصية ؛ وإلقاء القنابل المسمارية ؛ ورش غازات سامة محظورة دولياً ؛ وإعلان خطة إبادة الشعب السوري عبر الأسلحة الكيماوية السرية المستوردة من روسيا وبعضٌ منها من إيران ؛ حيث ارتكبت في الخالدية مجزرة تعد من أفظع المجازر المروعة التي ارتكبتها عصابات بشار الأسد وقوى الإرهاب الإيراني منذ مطلع الثورة السورية ؛ حيث سجلت وفيات لعائلات بالكامل بجميع أفرادها ، حيث قلع للعيون بقر لبطون وتمثيل بالوجوه ؛ ورسم كلمات دينية بالسكاكين الحادة على الوجوه قبل رميهم بالرصاص احدها تخص حزب الله اللبناني ؛ حيث حفر بالسكاكين على جبين احد الشهداء وهو على قيد الحياة اسم "حزب الله" وعلى شهيد أخر اسم " حسن نصر الله " وأخرى تخص خامئني ، فهل هذا يرضي الضمائر الحية ؛ فضلاً عن تقطيع أوصال الأجساد ؛ وتعذيب مريع للشهداء قبل قتلهم ؛ وقطع الجثث منتشرة في الشوارع بين أيدي وأقدام وأجساد بلا رأس ومشاهد مريعة لتعذيب الأطفال والنساء وأجسادهم منقسمة إلى قطع مبعثرة في المكان ؛ بحسب روايات شهادات الثقات ؛ وتواجد القناصة على أسطح المشافي لقتل الجرحى ومن يحملهم إلى المشافي وحرمانهم حق الحياة إلى الأبد ؛ حيث تفتقد الأحياء في حمص إلى كافة وسائل الإغاثة سواء من سيارات إسعاف أو الدم الكافي لإغاثة الجرحى لمن يمكن إنقاذه ؛ فتكون النهاية هي نهاية الجميع هي الموت الحتمي في ارض المشافي ؛ والأهالي في الخالدية وكافة أحياء حمص وجهوا نداءات استغاثة متعددة للمنظمات الإنسانية ؛ ولكن دونما مجيب .

ومن هنا تعد مجزرة الخالدية هي أبشع مجزرة يرتكبها النظام السوري اللاانساني مدعوماً من قوى الإرهاب الإيراني الدولي ؛ بحق المدنيين العزل والأطفال الأبرياء والنساء اللواتي يرتعدن خوفاً في بيوتهن ؛ حيث أن الكثير منهن اسقطن حملهن من روع المجزرة ، فضلاً عن معاناة الأطفال الذي بقوا أحياء من الضرب المبرح العنيف على العين والرأس والفم ؛ وتورمات شديدة في الوجه وكذلك الصدمات النفسية والقلق والتبول اللاإرادي في الليل ؛ فهل يقبل بذلك دعاة حماية حقوق الطفل ومناهضة العنف ضد المرأة في العالم اجمع؟؟؟ .

وهل هناك نظام دولي يحترم نفسه يمكن له أن يدافع عن عصابات مجرمي حرب يقودها بشار الأسد وخامئني ؛ وقد حولوا الخالدية وحمص كلها إلى بحر من الدماء والأشلاء في الشوارع والمشافي التي استقبلت الجرحي مثل مشفى الأمل حيث اقتحمته قوات الأمن لغايات الإجهاز على الجرحى أو خطفهم ؛ فضلا عن إطلاق النار على سيارات الإسعاف من خلال القناصة المتواجدين على سطح المشفى الوطني ؛ وأكوام هائلة من الجثث تحت الأنقاض ، وجرحى يئنون في الشوارع وعلى أنقاض المباني المدمرة ، واحتراق الأسطح للكثير من المنازل والمدارس لسقوط قذائف الهاون عليها ؛ وتسميم للمياه، وفقدان لكل مقومات الإغاثة الإنسانية العاجلة ؛ في استخفاف وقح بالدم السوري ، ومجازر دامية ؛ وقذائف من الهاون لا ترحم صغيراً ولا كبيراً ؛ وقناصة دمويون يقوم بقنص المارة في كل مكان ؛ وقصف بالقذائف والرشاشات الثقيلة موجه بشكل متعمد على مواقع التبرع بالدم في المساجد ؛ وعدوان همجي مدعوم بقذائف الهاون على المدارس ورياض الأطفال ؛ وتدمير وتخريب في الكنائس ؛ ومراكز بيع الأغذية في كافة أحياء حمص ؛ وضرب بكميات كبيرة من القنابل المسمارية ؛ وطيران حربي مروع ؛ ولا يزال كل ذلك حتى اللحظة سواء من القصف المدفعي العنيف أو دوي الانفجارات الهائلة التي تهز أحياء حمص كافة ؛ ومحاصرة بالدبابات وإطلاق النار العشوائي؛ وزرع عدد من الألغام والعبوات الناسفة المؤقتة من الأحياء التي ينسحبوا منها لكي تتفجر في الأهالي على بكرة أبيهم ؛في حرب إبادة جماعية يقودها بشار الأسد والمافياالفاسدة من الطائفة العلوية ؛ وقوى الإرهاب الإيراني .

ونرفع من خلال هذه المقالة التي تسلط الضوء على الواقع المريع المأساوي لمجزرة الخالدية الدعوة الى مراكز صنع القرار الدولي ؛ والذي يؤثرون في السياسات الدولية العامة ؛ ومسؤولي المنظمات الإنسانية الدولية ؛ ومجلس حقوق الإنسان في الأمم المتحدة على وجه الخصوص ؛ الى تحويل المواقف السياسية تجاه سوريا الثورة الى إصدار قرارات بالإغاثة الإنسانية العاجلة وتوفير الحماية الدولية للمدنيين العزل من خلال قوات درع عربية أو قوات عربية تركية ؛ وتوفير مناطق عازلة وحظر جوي للطيران الحربي والقصف المدفعي والصاروخي ، ودعم الجيش الحر بكل السبل الممكنة لتمكينه من الدفاع عن شعبه الحر الأبي ؛ مستثمرين تحول الثورة السورية الى نقطة الصفر لغاية الحسم ؛ وتصاعد غليان الثورة السورية السلمية ؛ نحو تحقيق أهدافها في الحرية والكرامة ؛ وحقها في مجتمعات مدنية أمنة تتحقق فيها العدالة الإنسانية وتداول السلطة والمحاكمات العادلة واحترام الأقليات وحق الحياة أولاً وأخراً .










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كل يوم - خالد أبو بكر يعلق على إشادة مقررة الأمم المتحدة بت


.. حاكم ولاية تكساس يبدل رأيه في حرية التعبير في الجامعات: المت




.. الأخبار في دقيقتين | مجلس الحرب الإسرائيلي يناقش غزو رفح ومف


.. Iranian authorities must quash Toomaj Salehi’s conviction an




.. عائلات المحتجزين الإسرائيليين يتظاهرون أمام مقر انعقاد مجلس