الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الشعب السوري على مائدة اللئام

علي الأمين السويد

2012 / 2 / 4
اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم


يبدو أن الدب الروسي قد وجد ضحيته أخيراً في سورية لجهة استخدامها في محاولة إعادة وجوده على الساحة الدولية بعدما انفردت بها الولايات المتحدة الأمريكية لقرابة العقدين دون منازعة من أحد يذكر. و سبب وقوع الاختيار على سورية هو كونها بلد صغير و ضعيف، و محاصر بتهم رعاية الإرهاب غربياً، و مبتلى بالسيطرة الأجنبية الكونية المتمثلة بوجود الأسد في سدة السلطة قهراً و استبداداً.
و الأسد هذا موجود فقط ليغذي الحركات الإرهابية كحزب الله الايرالبناني و الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين التي تنفذ سياسة إيران في هذه المنطقة من العالم، و هي – إيران التي تستخدم أحابيلها كأوراق ضغط تمرر بها أوراقاً أخرى أقل ما يقال عنها أنها أوراق إيرانية صرفة. و الأهم من هذا و ذاك أن هذا البلد مبتلى بآل الأسد و هم طغمة إرهابية تحاول أن تثبت وجودها الحصري بقتل أبناء الشعب صغاراً كانوا أم كباراً.
و من الواضح أن هذه الابتلاءات جعلت من معاناة شعب سورية خارج الاهتمامات الدولية لأكثر من تسعة اشهر مما سمح للإرهابي بشار الأسد أن يبطش بالشعب السوري بطش الكلب المسعور بفريسته.
ابتلاءات سرطانية يضاف إليها تنكر مخجل لمعاناة الشعب السوري من قبل معظم دول العالم جعل شبيحة النظام الروسي يعيشون أحلام يقظة مدوية، و هم يعتقدون أنهم قد حققوا نصراً مؤزراً على خصومهم . غير أن هذا النصر الرخيص الذي تم تحصيله هو نصر ممزوج بدم الشهداء السوريين صنعته روسيا لتستثمره خارجياً مع أقرانها في قتل الشعوب كأمريكا و إسرائيل.
و لكن هل تلام روسيا لوحدها على هذا الدفاع الحقير عن الإرهابي بشار الأسد؟ طبعا لا، فأمريكا و روسيا تتبادلان الأدوار في مسرحية إطلاق تصريحات الشجب، و الاستنكار، و الوعيد، والدعوات للإصلاح، و التنحي الكاذب، و التصريحات الملغومة، بينما تجلس أوروبا تبتسم للجميع ابتسامات رضا عن كل شيء.
غير أن روسيا ارتضت لنفسها أن تلبس قلنسوة الغباء السياسي، و الذي لا يكاد يخرج صاحبها من مكيدة حتى يسقط في أخرى، و هذه المرة جعلها سقوطها تكشف عدائها للشعب أو عدم مبالاتها و استهتارها بقيمة الشعب السوري بشكل فاضح، هذا الشعب الذي أسقط متظاهروه العوالم العربية و الإسلامية و الشرقية و الغربية، بل أسقط العالم كله من حساباته، و اتجه بصدوره العارية يطلب الحرية، و لا يريد إلا وضع بشار الأسد و نظامه على الخازوق شاء من شاء و أبى من أبى.
و غير وقوع روسيا المفيد للشعب السوري و المؤلم له بآن معاً فريسة لغبائها، فقد ثبت أنها لا تنظر إلى سورية كحليف استراتيجي أو اقتصادي بمعنى الكلمة، أو كحليف ذا أهمية محورية حقيقةً لجهة اصطفافها الغاشم خلف جرائم الإرهابي بشار الأسد، وإنما تنظر إليه على أساس أنه ورقة تافهة – و هي نظرة في محلها - يمكن تحصيل بعض المصالح من هنا أو هناك جرّاء اللعب بها حتى ولو كانت على حساب فيضان دم الشعب السوري، فدماء العرب غير ذات قيمة، ودماء السوريين أقل قيمة من دماء بعض العرب خصوصاً أنها لا تحوي كريات النفط في تكوينها.
غير أن الذين تفاوضهم روسيا و تناورهم لتحصيل بعضاً من مصالحها عبر الورقة السورية لا يعتقدون أن سورية أو شعبها يستحقان تقديم أية تنازلات لروسيا كرمى لحقن الدم السوري، وهي – الدول الغربية لن ترضخ للدب الروسي عبر هذا الجانب البعيد عن اهتمامات دول حلف الناتو، وهذا ما يفسر التراخي الغربي، أو العجز العربي، أو إن شئتم أمام حسم الأمور باتجاه ما يصرحون به بكرة و أصيلاً.
لقد أدرك و وعى الشعب السوري هذه الألاعيب العالمية القذرة، و حسم أمره منذ أمد بعيد، و صار يحدد و يصنف دول العالم كافة حسب معيار واحد لا غير يتمثل بمقولة "من هو الأقل ضرراً للشعب السوري من بين دول العالم ليتخذه الشعب حليفاً."
أما بالنسبة لروسيا، فما هو المطلوب أكثر من أن ترسل السلاح والذخيرة إلى الإرهابي بشار الأسد ليقال أنها تقتل الشعب السوري؟ و ما هو المطلوب أكثر من وقوف روسيا سداً منيعاً في وجه أي تحرك ضد الإرهابي بشار الأسد في مجلس الأمن ليقال أن روسيا تقتل الشعب السوري؟ هل المطلوب أن يرسل بوتين و من خلفه ميدفيدف قواتهما إلى سورية لقمع المتظاهرين السلميين؟ ألا يكفي الشعب السوري بلاءً أن ترسل إيران عناصر الباسيج متنكرين في أثواب الحجاج ليقتلوا الشعب السوري، و أن برسل الإرهابي حسن نصر الله شبيحته لقنص المتظاهرين؟
فليعلم العالم أن الشعب السوري قد قرر تطهير الجمهورية العربية السورية من رجس إرهاب بشار الأسد و نظامه، و قطع أيادي الإرهابيين أحمدي نجاد و حسن نصر الله الفارسي دفعة واحدة، سواء كان ذلك ضد رغبة ربع العالم، أو نصف العالم، أو ثلاثة أرباع العالم، أو العالم بأسره.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - هرطوق
محمود الطل ( 2012 / 2 / 4 - 20:45 )
لو انك مقتنع بما تدعي لذهبت الى هناك ومعك سلاحك تقاتل بدلا من هذه الهرطقات المتهسترة التي يدفع السوريون ثمنها


2 - تحليل جيد
حمدان عواصف ( 2012 / 2 / 5 - 02:03 )
استاذ علي
تحليلك ممتاز ولاشك أن للحق الجولة الاخيرة ولاشك أن الارعن سيجد القبر مفتوح لحضرته قريبا
تحياتي


3 - شرفاء سوريا
ماجدة منصور-ام لهب ( 2012 / 2 / 5 - 06:22 )
لقد علمنا منذ زمن بعيد أنه لا يوجد أحداً على وجه الأرض سوف يساعد الشعب السوري في محنته الطويلة سوى السوريين و بعض العرب الشرفاء و عندما رفع الثوار يافطات منذ مدة تزيد عن الشهرين تقول: يا الله..مالنا غيرك يا الله، فانهم كانوا يدركون بفطرتهم النقية بأنهم سيكونون وحدهم في مواجهة الطاغية و من لفّ لفّه، لذا فان موقف الدب الروسي لن يؤثر بقرار الثوار فقد علمنتنا التجربة و التاريخ بأن روسيا لم تدعم نظاما الا و كان سقوطه مدويا
ولنا في كوسفو عبرة و بالمخوزق القذافي_قذفه الله في أوسخ جهنم_درساً لن ننساه ابدا
لك احترامي


4 - تحية
موجيكي المنذر ( 2012 / 2 / 5 - 13:07 )
يقول الكاتب: غير أن روسيا ارتضت لنفسها أن تلبس قلنسوة الغباء السياسي)انتهى !

هل حضرة الكاتب هو من قرر وأقرّ بذلك نتيجة قدرات عقلية شخصية أكاديمية، أم أنه اقتباس عن أحد السياسيين المخضرمين؟ .. وإذا كان اقتباساً فنرجو توضيح المصدر

أما صفة: إرهابي، التي أطلقها الكاتب على بعض الأشخاص والكيانات فهي صفة معكوسة عند فريق آخر، فهم أبطال، مناضلين، قوّاد، رموز محترمة عند شريحة واسعة من شعوب المنطقة والعالم

فنحن وبافتراض أننا مراقبون حياديون نتعامل مع عناصر راسخة وواضحة سوف نقع بالحيرة لمقدار التناقض الملموس في صلب القضية المطروحة في صلب المقال !

فإما أحدهما كاذب والآخر صادق، أو العكس صحيح

يا أستاذنا المحترم، أيها الكاتب الفذ، عند الكتابة عن حالة واقعية تخوض في أحداث تجري، يحبّذ تحييد العواطف وتطليق المشاعر الداخلية كالعصبية والعنصرية والحقد واللؤم والحب والإعجاب وما شابه ذلك من التفاعلات الكيماوية الدماغية المشابهة، لا لشيء إلا لبث المصداقية والحرفية بين الكلمات .. لأن الكتابة المحترفة مسؤولية، إما إذا كانت توجهات الكاتب أدبية شاعرية عاطفية، فيُنصح عندها بالابتعاد عن دوامات السياسة


5 - لو سمحت لي بتعليق آخر
موجيكي المنذر ( 2012 / 2 / 5 - 13:20 )
لم تخلُ أي لقطة أو مقطع متلفز أو تصريح ثوري أو تقرير صحفي أو يافطة محمولة أو قصاصة ورق تُدَز أمام كاميرا موبايل من مطالبة بتدخل دولي عسكري أو غير عسكري لمؤازرة من صابته العنّة

وكان التعويل الأكبر على موضوع التدويل

وعندما دُقّ إسفينين فيتويين، واحد في القلب والآخر فليختاره القراء، في جسد مبادرة التدويل لم نر ونسمع إلا الزعيق والصراخ من قِبل كتّاب -القضية- على مندوبي طاولة اللئام كما أسميتها حضرتك، والذين كانوا وحتى البارحة حبايب وخلّان

فكأن كل ممثل قد قام بدوره وبعدما انفض الستار ذهب كلّ في طريقه، لتبدأ نوّاحات الثورة باللطم والعويل، وحفلات الردح والتطبيل


6 - إلى السيد الحيادي موجيكي المنذر
علي الأمين السويد ( 2012 / 2 / 5 - 13:44 )
الحيادية حجة المنحبكجية، و انا لست حيادياً و افتخر باني ثائر سوري على ما استطيعه ضد قوى الشر و الارهاب العالمي و خصوصاً الارهاب الذي يمارسه الارهابي بشار الاسد وعصابته. السياسة لا تمنع العواطف، و أكبر العمليات العسكرية في التاريخ غلفت أسبابها بالعواطف. أقول غلفت ولا اقصد اني اقف مع الظلم المغلف بالعواطف بالرغم من ان هنالك الكثير منه.
مارأيك يا بطل بأنت تكون حيادياً فيما يخص القضية الفلسطينية؟ و ما رأيك ان تكون حياديا فيما يخص جرائم القذافي وصدام حسين وبن علي وصالح و هتلر؟ أنا لست حيادياً فيما يتعلق بالقتلة، فالحيادي في هذا الزمن يعني انه قاتل. ولا أقبل ان أكون قاتلاً، فإن قبلت انت فهذا شانك.
أما توصيفي للغباء الروسي فهذه حقيقة يلمسها الناس بشكل عام وأما دناءة روسيا فيلمسها الشعب السوري الثائر الأن. ولكل الحق في توصيف الآخر.
ألم يقل القذافي عن الشعب الليبي انهم جرذان، وقال الشعب الليبي عن القذافي انه جرذ، و ثبت اخيراً ان القذافي جرذ وان أتباعه فئران قذرة.


7 - الى موجيكي المنذر
مصطفى ازراد ( 2012 / 2 / 5 - 17:58 )
جاء في تعليقك رقم 4 : أما صفة : إرهابي، التي أطلقها الكاتب على بعض الأشخاص والكيانات فهي صفة معكوسة عند فريق آخر، فهم أبطال، مناضلين، قوّاد، رموز محترمة عند شريحة واسعة من شعوب المنطقة والعالم.
اذا كنت تقصد بالرموز المحترمة ( حزب الله.ايران.بشارالاسد.روسيا) وتزعم انها محترمة عند شريحة واسعة من شعوب المنطقة. فاسمح لي ان اقول لك وبلهجة الاخوة المصريين : ده كان زمان !!
هؤلاء ربما كانوا محترمين قبل اندلاع الثورة السورية اما الآن فإن كان بامكانك ان تقوم بسبر آراء تلك الشعوب من المحيط الى الخليج فستعرف جيدا كيف اصبحت تنظر الى تلك (الرموز المحترمة) !
شكرا

اخر الافلام

.. بايدن يوقع حزم المساعدات الخارجية.. فهل ستمثل دفعة سياسية له


.. شهيد برصاص الاحتلال الإسرائيلي بعد اقتحامها مدينة رام الله ف




.. بايدن يسخر من ترمب ومن -صبغ شعره- خلال حفل انتخابي


.. أب يبكي بحرقة في وداع طفلته التي قتلها القصف الإسرائيلي




.. -الأسوأ في العالم-.. مرض مهاجم أتليتيكو مدريد ألفارو موراتا