الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لبنان .. دولة أم منتجع سياحي ؟

عادل بشير الصاري

2012 / 2 / 8
مواضيع وابحاث سياسية


بات من الضروري الآن وبعد الذي حصل في لبنان من حروب طاحنة وأزمات سياسية متتالية ، وما سيحدث له بعد سقوط النظام البعثي في سوريا التسليم والاقتناع بأن أكثر اللبنانيين لا يستأهلون العيش والإقامة في لبنان ، فأغلب الظن أن هؤلاء الذين استوطنوا هذا البلد الجميل ، وابتلي بهم لا يحبونه إلاَّ كذبا وتصنعا ، وليسوا حريصين على سلامته ، فهم في الغالب إمعات تتقاذفهم الأهواء والمصالح الدولية والنزاعات الشخصية ، لذلك هم يكيدون بعضهم لبعض .
لا يصلح لبنان إلا أن يكون منتجعا سياحيا كبيرا يرتاده ذوو الكروش المنتفخة والجيوب الممتلئة وطلاب المتع المتنوعة ومرضى النفوس والأجساد ، وأما بقاؤه على ما هو عليه فلا يعود على سكانه ولا على جيرانه ولا على المنطقة بخير، ولا بأس أن تضم سوريا شطرا من أراضيه المحادية لها ، وأن تضم فلسطين شطرا آخر، والباقي يكفي للاصطياف .
ليس ثمة روابط شعورية وفكرية وبنيوية متينة تجمع بين عامة اللبنانيين ، فلكلٍ طائفته أو عشيرته أو قبيلته التي يتعصب لها ، ويذود عنها ، ويتحدث باسمها في المحافل ، وكل طائفة لها مراكزها السياسية والتعليمية والصحية والاجتماعية الخاصة بها ، وما يتعلمه مثلا محمد السني أو علي الشيعي في المدرسة أو في الوسط الاجتماعي يختلف عما يتعلمه سامر الدرزي أو حنا الماروني أو هاكوب الأرمني .
ولا يقتصر التباين بين هؤلاء في التحصيل المعرفي والثقافي والمعتقد السياسي والديني بل يتعداه إلى التباين في النظام العام للحياة من لغة وتفكير وأكل وشرب وتذوق للأشياء وطريقة التعامل معها ، وبالطبع فإن هذا التباين الشديد جعل من شبه المستحيل إقامة دولة مستقلة لا تخضع للنفوذ الخارجي ، فمن العبث التفكير في إنشاء كيان دولة من قبائل متنافرة لا تتفق إلاَّ على العلم والنشيد الوطني .
ما الذي استفاده لبنان من كثرة الطوائف وأمرائها ؟ هل قامت فيه نهضة فكرية أو علمية أو اقتصادية أو نظام سياسي ديمقراطي حقيقي ؟ .
هل يعقل أن يتناوب منذ أكثر من قرن على حكم لبنان مجموعة من أبناء الأسر الارستقراطية وأمراء الحرب وماضغي الكلام كالجميِّل وفرنجية وجنبلاط والمر وأرسلان والحريري وكرامي ؟ .
أما آن لهذه الأسر والزعامات أن ترتاح وتريح اللبنانيين ؟ .
أليس من العيب أن يتصدر المشهد السياسي في لبنان شخصيات هزلية مثل ميشيل المر وابنه الياس ونائلة معوض وأحمد فتفت وسمير جعجع ووئام وهاب ؟ .
ما هذا البلد الذي يتجاور فيه الأصوليون والتكفيريون مع المخانيث والمغنجين ، ويتباوس فيه بنفاق ظاهر رجال الأديان مع الملاحدة والعلمانيين والليبراليين ؟ .
ما هذا البلد الذي ثلث سكانه من الجواسيس والقوادين والعاهرات والمخنثين ؟ وأكثر من نصفه من الفقراء المعترين ؟ ، وقليل من الشرفاء والأبطال الأشاوس الذين لطالما بذلوا النفس والنفيس في سبيل نهضة بلدهم ؟ .
ما هذا البلد الذي يولد فيه الإنسان طائفيا ، فيعيش طوال حياته على الخوف والحذر من المنتمين إلى الطوائف الأخرى ؟ .
إن أكثر دول العالم متعددة الطوائف والأديان ، وثمة قوانين وأعراف وأخلاق تضبط العلاقة بينها ، لذلك هي تنعم بشيء من الاستقرار السياسي والسلم الاجتماعي ، ولا يقوم بينها الصراع إلا قليلاً وعلى فترات متباعدة ، وليس كما هو الحال في لبنان الذي لم يعرف منذ نشأته استقرارا سياسيا ولا سلما اجتماعيا .
وإذا كان الحال هكذا ، فما الفرق إذاً بين لبنان واليمن مثلا ؟ ففي اليمن تسيطر قبيلة حاشد ومن لفَّ لفها من عائلات وبطون ، ومع التخلف الضارب أطنابه في اليمن فإن الدولة هناك تحاول أن تحد من سيطرة النظام القبلي عليها ، لكن في لبنان أكثر من ست عشرة قبيلة ، كل منها تمثل دويلة صغيرة ، وقد عجز النظام السياسي منذ قيامه على لجم التدخل القبلي والعشائري في شؤون الدولة .
فليكفْ اللبنانيون عن التباهي الأجوف والادعاء الفارغ بأن بلدهم هو درة الشرق والعرب وواحة الحرية .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - هذا حلمكم و لم و لن تنالوه
الكسندر حرب - لبنان ( 2012 / 3 / 24 - 03:00 )
اسمع يا عربي كنا و سنظل و سنبقى يدا واحدة مسيحيين و مسلمين و سنبقى موحدين دفاعا عن لبناننا العظيم و قصتك مضحكة لا تحكى الا في الافلام و المسلسلات الكوميدية هههههه او ترونها في احلامكم السوداء الفارغة و اقول قسما لو اننا نقدر ان نمنع هذه الافكار الشيطانية ((بإحتلال لبنان)) من احلامكم لفعلنا و ما قصرنا و اقول لك يا عربي قسما لو فكر احدكم ان ينظر نظرة سوء الى وطننا الحبيب لبنان فسنقلع عيونكم من اماكنها و نطعمها للكلاب الجائعة. بلد رائع و جنة مثل لبنان لا يستحقه الا نحن..... نحن احفاد الفينيقيين نحن اخوة الاوروبيين نحن امجاد امتكم نحن اول من اخترع الحروف نحن اول من خاضوا عباب البحر نحن نحن ...... و الائحة تطول و تطولا ألا يكفيكم هذا يا عرب!!!!! نشكر الرب انه لم يجعلنا منكم و لا من طينتكم القذرة و لا من اي شيء له علاقة او شبه بكم لا من قريب و لا من بعيد و إني افتخر اني لبناني و اصلي فينيقي و وطني علماني و تحرري بغض النظر عن الدين و ان شعبي من اطيب شعوب منطقتنا و اقواها علما و احسنها جمالا و هو كامل متكامل لا يحتاج و لم و لن يحتاج الى ان تمد له يد قذرة لمساعدته بغية الحصول على مآرب اخرى

اخر الافلام

.. لبنان - 49 عاما بعد اندلاع الحرب الأهلية: هل من سلم أهلي في


.. التوتر يطال عددا من الجامعات الأمريكية على خلفية التضامن مع




.. لحظة الاصطدام المميتة في الجو بين مروحيتين بتدريبات للبحرية


.. اليوم 200 من حرب غزة.. حصيلة القتلى ترتفع وقصف يطال مناطق مت




.. سوناك يعتزم تقديم أكبر حزمة مساعدات عسكرية لأوكرانيا| #الظهي